ليس في مصادرنا ــــ بحسب تتبعنا ـــــ حرزٌ يسمى بكف مولاتنا السيّدة فاطمة عليها السلام، ولسنا على اطلاع إن كان حرز الكف شائعاً في العراق أو بلاد الحجاز، وعلى فرض شيوعه في بعض المجتمعات الشيعية الموالية فلا يبعد أن يكون الإسم المذكور مقتبساً بالملازمة من وجوهٍ روائية هي الآتي:

(الوجه الأول) ـــ عبارة عما ورد في بعض أحرازها صلوات الله عليها من أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أهداها دعاءً مؤلفاً من خمس كلمات بعدد أصابع الكف وقد رواه ابن طاووس في باب حرز مولاتنا فاطمة سلام الله عليها  فقال:"  أنه أصابت عليَّاً ( عليه السلام ) شدة ، فأتت فاطمة ( عليها السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالت : يا رسول الله ما طعام الملائكة عند ربنا ؟ فقال : التحميد ، فقالت : ما طعامنا ؟ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا بنية والذي نفسي بيده ما اقتبس في آل محمد شهر نارا ، وأعلمك خمس كلمات علمنيهن جبرئيل ، قالت : يا رسول الله ما الخمس الكلمات ؟ قال : ( ( يا رب الأولين والآخرين ، يا إله العالمين ، يا ذا القوة المتين ، يا راحم المساكين ، يا أرحم الراحمين). 

فتعلمتهن ورجعت ، فلما أبصر بها علي ( عليه السلام ) قال : بأبي وأمي ما وراءك يا فاطمة ؟ قالت : ذهبت للدنيا وجئت بالدنيا والآخرة ، قال علي ( عليه السلام ) : خير أيامك خير أيامك .

 (الوجه الثاني) ـــ لعلّ حرز الكف الشريف لمولاتنا الزهراء سلام الله عليها اقتبسه بعض الشيعة الغيارى من الرواية المشهورة الدالة على إدماء كفها المبارك عليها السلام لما طحنت بالرحى.

  (الوجه الثالث) ـــ لعل حرز الكف مقتبسٌ من الكلمات الخمس المتقدمة في الخبر الذي أشرنا إليه آنفاً تبركاً بالعدد خمسة وهو عدد خاص بأصحاب الكساء.

 (الوجه الرابع) ـــ أو لعله إشارة إلى تسبيح السيّدة الزهراء عليها السلام دبر كل صلاة واجبة وعددها خمس فرائض...

  (الوجه الخامس) ـــ ولعلّه إشارة إلى كفها الشريف الذي ردت به الباب لما أراد عمر بن الخطاب لعنه الله إقتحام دارها الشريفة.

  (الوجه السادس) ـــ أو لعله إشارة إلى الكف التي تلقت بها ضربات السياط من عمر وقنفذ لعنهما الله تعالى ..

 كل هذه الوجوه صحيحة إلا أن أوجهها هو الثاني والخامس والسادس...والله العالم..والسلام عليكم.