• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : الشهادة الثالثة لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام واجبة على الأقوى عندنا .

الشهادة الثالثة لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام واجبة على الأقوى عندنا

الإسم: *****

النص: 
بسم الله الرحمن الرحيم
 سماحة الشيخ محمد جميل حمود العاملي حفظكم الله
 هل يجوز أن أقول في تشهد الصلاة بعد الشهادة بالرسالة \"وأشهد أن علياً وليّ الله\" ؟
 وأيضاً أشهد للسيدة فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين وأشهد للأئمة بالولاية والإمامة وألعن أعداء محمد وال محمد 
 كأن أقول: ..وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأشهد أن علياً أمير المؤمنين وسيد الوصيين وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وأبنائهما المعصومين أولياء الله وحججه حقاً حقاً صلوات الله عليهم أجمعين ولعنة الله على أعدائهم من الأولين والآخرين ؟
 جزيتم خيرا
 
الموضوع الفقهي: الشهادة الثالثة لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام واجبة على الأقوى عندنا / البراءة من أعدائهم ولعنهم مستحب بعد التشهد الثالث بحسب ما استظهرناه من الأخبار/ التشهد الثاني والثالث ورد بصيغٍ متعددة.
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الجواب: الشهادة بالولاية لأهل البيت عليهم السلام والبراءة من أعدائهم ولعنهم، جائز شرعاً؛ بل إن الشهادة بالولاية لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام في التشهد واجبة عندنا على الأقوى، وقد فصّلنا ذلك في بحثنا الفقهي الاستدلالي حول الشهادة الثالثة فليراجع. وقد ورد في الأخبار الشريفة ذكر الشهادة الثالثة بحسب اعتراف الشيخ الصدوق ناعتاً لها بأنها من صنع المفوضة، فقد جاء فيها ( محمد وآل محمد خير البرية) مرتين بعد الشهادة لرسول الله صلى الله عليه وآله، وفي بعض الروايات كما قال الصدوق (أشهد أن عليَّاً وليُّ الله) مرتين؛ ولا يهمنا نعته المذكور باعتباره اجتهاداً منه في فهم أخبار الشهادة الثالثة، ولم يوافقه على ذلك السيّد المرتضى وغيره، فقد جاء في  الصيغة التي رواها السيد المرتضى في كتابه ( مسائل المبافارقيات ص 257 ) بعد حي على خير العمل وهي: ( أشهد أن محمداً وعلياً خير البشر ).
   وأما البراءة من أعدائهم بعد التشهد لهم بالولاية فجائز أيضاً ولا إشكال فيه لما استظهرناه من فقرة (ما طاب لله وما خبث لغير الله) الواردة بعض الأخبار – كخبر يعقوب بن شعيب الآتي في آخر البحث - من ندب التشهد بالأصول الاعتقادية الحقة والتي من أهمها إعلان الولاية لهم والبراءة من أعدائهم ولعنهم ، فإعلان الولاية لهم هي مما طاب لله، والبراءة من أعدائهم هي مما خبث، فهو لغير الله؛ وإن كان الأحوط الأفضل التلفظ بالبراءة من أعدائهم ولعنهم بعد الصلاة على النبي وآله لورود الأخبار الكثيرة الآمرة في ذلك بعد الصلاة على النبي وآله.
   والبراءة من أعدائهم هي من باب الدعاء المستحب بعد الصلاة على النبي وآله كما ورد في خبر دعائم الإسلام الدال على استحباب الدعاء للنفس، وكذلك ما ورد في اللئالي الدال على استحباب الدعاء على الظالمين بعد الصلاة على النبي وآله؛ فإذا جاز الدعاء للنفس، فبطريقٍ أولى جاز الدعاء لأهل البيت عليهم السلام ولعن أعدائهم، فإنه أهم من الدعاء للنفس، ففي خبر دعائم الإسلام عن الإمام جعفر بن محمد صلوات الله عليهما أنه عليه السلام كان يقول في التشهد الأخير وهو الذي ينصرف منه من الصلاة : بسم الله وبالله التحيات لله ، الطيبات الطاهرات الصلوات الزاكيات الحسنات الغاديات الرائحات الناعمات السابغات لله ، ما طاب وخلص وصلح وزكى فلله ، أشهد أن لا له إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة ، أشهد أن الله نعم الرب وأن محمدا نعم الرسول .
ثم اثنِ على ربك بعد بما قدرت عليه من الثناء الحسن ، وصلِّ على محمد وعلى آل محمد ، ثم سل لنفسك وتخير من الدعاء ما أحببت ، فإذا فرغت من ذلك فسلم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) تقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام على محمد بن عبد الله ، السلام على محمد رسول الله ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
 وفي خبر عوالي اللئالي لابن أبي جمهور الإحسائي رحمه الله قال: وروى أبو بصير قال : إذا جلست في الركعة الثانية ، فقل : ( بسم الله وبالله والحمد لله وخير الأسماء لله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة ، وأشهد أن ربي نعم الرب وأن محمدا نعم الرسول ، اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل شفاعته في أمته وارفع درجته ، ثم تحمد الله مرتين أو ثلاثا ، ثم تقوم . فإذا جلست في الرابعة قلت : بسم الله وبالله والحمد لله وخير الأسماء لله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة ، أشهد أنك نعم الرب وأن محمدا نعم الرسول ، التحيات لله ، الصلوات الطاهرات الطيبات الزاكيات الغاديات الرائحات
السابغات الناعمات لله ما طاب وطهر وزكى ونمى وخلص وصفا فلله . واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة أشهد أن الله نعم الرب وأن محمدا نعم الرسول ، وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الحمد لله رب العالمين ، اللهم صل على محمد وآل محمد واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم ، اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد وسلم على محمد وآل محمد وترحم على محمد وآل محمد كما صليت وباركت وسلمت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم أنك حميد مجيد ، اللهم صل على محمد وآل محمد واغفر
لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم ، اللهم صل على محمد وآل محمد وامنن علي بالجنة وعافني من النار ، اللهم صل على محمد وال محمد واغفر للمؤمنين والمؤمنات ولمن دخل بيتي مؤمنا ولا تزد الظالمين الا تباراً . ثم قل : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام على أنبياء الله ورسله ، السلام على جبرئيل وميكائيل وجميع الملائكة المقربين ، السلام على محمد بن عبد الله خاتم النبيين لا نبي بعده والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . ثم تسلم".
    وقد حذف من الخبر المتقدم فقرة: ( وأشهد أن عليَّ بن أبي طالب نعم الولي)، بعد الشهادة لرسول الله (وأن محمداً نعم الرسول) ؛ وقد حذفت يدُ الغدر والخيانة الشهادةَ الثالثة لمولانا الإمام الأعظم أمير المؤمنين عليه السلام في عصرنا الحاضر...إلا أنهم لم يتمكنوا من حذفه في مستدرك الوسائل للطبرسي النوري (المتوفى عام 1263 هجري) بسبب كون مؤلفه من المحدثين الجدد، وقد امتلأت مكاتب الاعلام من نسخه في الحاضرة الشيعية، فلم يقدر الأعداء بثوب التشيع من التزوير والتلفيق...ولكن رواية الفقه الرضوي التي رواها أيضاً المحدث النوري صريحة في ذكر الشهادة الثالثة وهي: رواية الفقه الرضوي . . . ( قال: فإذا صليت الركعة الرابعة فقل في تشهدك بسم الله وبالله والحمد لله والأسماء الحسنى كلها لله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة ، التحيات [ لله ] والصلوات الطيبات الزاكيات الرائحات التامات الناعمات المباركات الصالحات لله ما طاب وزكي وطهر ونمى وخلص وما خبث فلغير الله ، أشهد أنك نعم الرب وأن محمداً نعم الرسول ، وأن علي بن أبي طالب نعم الولي وأن الجنة حق والنار حق ، والموت حق والبعث حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد ، أفضل ما صليت وباركت ورحمت وترحمت وسلمت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين وعلى الأئمة الراشدين من آل طه ويس ، اللهم صل على نورك الأنور وعلى حبلك الأطول وعلى عروتك الأوثق وعلى وجهك الكريم وعلى جنبك الأوجب وعلى بابك الأدنى وعلى ( مسلك الصراط ) .
اللهم صل على الهادين المهدين الراشدين الفاضلين الطيبين الطاهرين الأخيار الأبرار، اللهم صل على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وعلى ملائكتك المقربين وأنبيائك المرسلين ورسلك أجمعين من أهل السماوات والأرضين وأهل طاعتك أجمعين واخصص محمداً بأفضل الصلاة والتسليم ).
 والحاصل: إن فقرة ( وما خبث فلغير الله) واضحة الدلالة في البراءة من الخبثاء أعداء آل محمد وجواز لعن الظالمين لهم كما ظهر ذلك في خبر اللئالي المتقدم بقول الإمام عليه السلام ( ولا تزد الظالمين إلا تباراً)؛ وهذه الفقرة واضحة في جواز الدعاء على الظالمين كأعمدة السقيفة وأعوانهم وأنصارهم، هذا فضلاً عن جواز الدعاء مطلقاً بعد الصلاة على النبي وآله، والدعاء على الظالمين والبراءة من أعداء آل محمد (عليهم السلام) من أبرز مصاديق الدعاء كما جاء في الأخبار المتقدمة.
  والأخبار على صنفين في صيغ التشهد، الصنف الأول مختصر، والصنف الثاني مطوّل؛ فما جاء في الصنف الأول، يُحْمَل على جهتين: إما التقية، وإما التخفيف على المكلفين حرصاً عليهم من عدم الحفظ والتذكر باعتبار أن أكثر الناس مبتلون بالنسيان وعدم الحفظ، فاختصرت الأخبار الصيغة للتخفيف عنهم، وهو ما دلت عليه بعض الأخبار، ففي بعضها كرواية علل الشرائع، قال عليه السلام:"... وأقل ما يجب من التشهد : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ".
  وفي بعضها الآخر كرواية بكر بن حبيب الآتية الدالة على أن التشهد ليس مؤقتاً، ولو كان موقتاً لهلك الناس؛ فقد ورد  التشهد بطرق معتبرة من اختلاف الصيغ المندوبة فيه المتضمنة للتشهد بالعديد من الأمور الاعتقادية الحقة – من التشهد بالولاية لهم عليهم السلام والبراءة من أعدائهم - مما يستشف منها ندب التشهد بالأصول الاعتقادية الحقة ، ويدل عل مشروعية ذكرها في التشهد، العموم في قوله عليه السلام في رواية بكر بن حبيب قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أي شيءٍ أقول في التشهد والقنوت ؟ قال عليه السلام: قل: بأحسن ما علمت، فإنه لو كان موقتاً لهلك الناس". أي: ليس التشهد لم يتعيَّن بصيغة مختصرة، بل يمكن للمؤمن أن يجري التشهد الثالث بالصيغة التي يراها مناسبة لحفظه.. وليس في التشهد الثالث شئ موقت لا يجزى غيره.
 هذا من حيث كيفية الصيغة في التشهد، وأما الدليل على جواز لعن أعداء آل محمد قبل التشهد، فقد دل عليه خبر يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) أقرأ في التشهد "ما طاب لله وما خبث فلغيره" فقال: هكذا كان يقول[ أمير المؤمنين] علي( عليه السلام ). ومن المعلوم أن أعمدة السقيفة من أبرز أعداء آل محمد ومن أخبث ما خلق الله تعالى، فيجوز لعنهم (عليهم اللعنة الأبدية) بعد التشهد وقبل الصلاة على النبي وآله؛ والله العالم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
 والحمد لله رب العالمين وصلِّ اللهم على محمدٍ وآل محمد، والعن أعداءهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.
والسلام عليكم ودمتم موفقين.
 
حررها العبد الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي
لبنان/ بيروت / بتاريخ 26 جمادى الثانية
1437 هجرية.
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1267
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28