• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : دم غير المعصوم نجس .

دم غير المعصوم نجس

الإسم: ***** 

النص: 
 بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
 سماحة المرجع الديني الكبير اية الله العلامة الفقية المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله الوارف
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 سماحة المرجع الديني دمتم بالعز والهنا
 ارفع الى مقامكم العالي السؤال والاستفسار الاتي ونأمل من جنابكم الاجابة والتوضيح والتوجيه في الفهم
 السؤال حول ما ذكره المرجع الديني الراحل اية الله السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي قدس سره 
 في كتاب العروة الوثقى - الجزء الاول - موضوع النجاسات - الخامس - الدم - مسألة 3- الدم الأبيض اذا فرض العلم بكونه دما نجس كما في خبر فصد العسكري صلوات الله عليه 
 وحديث فصد الامام العسكري صلوات الله عليه وارد في الكافي في الاصول -الجزء الاول - باب مولد أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام - ح 24 ( قال فسرحت فخرج دم ابيض گانه الملح ) 
 السؤال الاول - هل يفهم من الحديث ان الائمة صلوات الله عليهم كان دمهم ابيض اللون وهذا من خصوصياتهم 
 السؤال الثاني - ما هو الرابط بين الحكم بنجاسة الدم الأبيض وبين رواية خروج دم ابيض اللون من مولانا الامام العسكري صلوات الله عليه 
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الموضوع الفقهي: دم غير المعصوم نجس / لا فرق في الحكم على الدم بالنجاسة بين كونه أحمرَ أو أبيضَ / دم المعصوم عليه السلام طاهر زكي من دون فرق بين كونه أحمرَ أو أبيضَ / الأدلة على طهارة دم المعصوم عليه السلام قد أثبتناها في رسالة لنا حول طهارة دم المعصوم عليه السلام / خروج الدم الأبيض من جسم إمامنا المعظم مولانا الحسن العسكري عليه السلام إنما كان على وجه الإعجاز فهو مستثنى من نجاسة الدم / حال إمامنا المعظم الحسن العسكري عليه السلام كحال نبي الله عيسى عليه السلام عندما خرج من جسمه دم أبيض / دمهم الشريف لا ينضوى تحت قاعدة نجاسة الدم .
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  الجواب: إن دم غير المعصوم نجسٌ بنص القرآن والإجماع والنصوص، سواء كان أحمرَ أو أبيضَ، لإطلاق النصوص القرآنية والنبوية والوَلَوية والإجماعات، والخارج عن الإجماع والنصوص، شاذٌ لا يعبأ به عند المتشرعة؛ وقد فصَّلنا ذلك في رسالة فقهية لنا حول طهارة دم المعصوم بالأدلة الأربعة فلتراجع في كتابنا الجليل:( أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد )؛ ولم تفرق النصوص بين الأبيض والأحمر، وذلك لأن الدم بشكل عام مؤلف من كريات حمراء وبيضاء؛ وكلاهما نجسان حتى لو انفصلا عن بعضهما بآلة أو بمواد كيميائية كما هو معلوم في الطب الحديث؛ ونجاسة الدّم الأبيض في غير المعصوم بعد فرض العلم بكونه دماً – وهو كذلك – مقطوع بها عند المتشرعة بحكم إطلاق ما يدل على نجاسته من النصوص ومعاقد الإجماع وعدم تقييده بوجود الحمرة حتى تكون الحمرة شرطاً لنجاسته ،فالبياض مثلا ليس مانعاً من النجاسة عند غير المعصوم باعتباره محكوماً بكونه دماً ولو كان أبيض بعد فرض كونه دماً، لعدم الفرق عند العرف بين ما كان له لون أحمر أو أبيض لعدم وجود فرق بين أجزاء الدم مع بعضها البعض؛ لأن الحكم بحرمته ونجاسته، مترتبان على طبيعي الدم وإن زال عنه لونه بدواء أو بغيره ، فإن اللون لا مدخلية له في نجاسته وحرمته، بينما دم المعصوم عليه السلام طاهر مطهر بنص آية التطهير والإجماع والنصوص، ولا فرق في ذلك بين كونه أحمرَ أو أبيضَ محضاً؛ نعم، لو حصل العلم عند المريض بأن دمه الأبيض إنما صار أبيضَ بفعل مواد كيميائية أدَّت إلى الاستحالة للبياض: أي انقلب من الأحمر إلى الأبيض؛ فقد حكم بعض المتأخرين بأنه دم طاهر بسبب الاستحالة، وهو بعيد بنظرنا، بل يبقى الدم الأبيض - عند غير المعصوم - دماً نجساً تترتب عليه أحكام النجاسة، وذلك لاستحالة بقاء الإنسان بمواد بيضاء خرجت من طبيعتها بفعل العوامل الكيميائية، ولا يبقى على الحياة إلا المعصوم عليه السلام، من هنا أراد إمامنا المعظم الحسن العسكري عليه السلام أن يبرهن لنا بأن الإعجاز هو ما يبقي الإنسان صاحب الدم الأبيض بالبقاء حياً...من هنا حكم أكثر المتأخرين بنجاسة الدم الذي تحول إلى أبيض بفعل مواد كيميائية لعدم خروجه عن موضوم الدم بسبب التغيير الحاصل له، ولو شككنا بكونه باق على الدمية أو أنه خرج عن ذلك، فأصل الاستصحاب جارٍ في المقام أي يستصحب حالته الأولى فيحكم عليه بكونه دماً ولو تغيَّر بفعل المواد الكيميائية...هذا كلّه في ما لو كان الدم باقياً في جسم الإنسان، وأما لو خرج وتغير بالإستحالة جراء دواء وضع عليه فغيره، فهنا كلام آخر وهو الحكم عليه بالطهارة بسبب الإنقلاب من طبيعته الأصلية إلى طبيعة أخرى تماماً كانقلاب الكلب بالاستحالة إلى ملح فقد حكموا عليه بطهارة هذا الملح...ولو شككنا بالاستحالة أو الانقلاب فيبقى حكم النجاسة سارياً عليه للاستصحاب بلا إشكال.
 وما جرى مع الإمام المعظم أبي محمد الحسن العسكري عليهما السلام هي خصوصية إعجازية له كما كانت للنبي عيسى عليه السلام، وجهة الإعجاز فيها هي: أن الدم أحمر بطبيعته في حين أن الإمام عليه السلام خرج منه دم أبيض بكميات كبيرة مع أخذ العلم بأن الدم في الإنسان إذا غلب عليه الدم الأبيض أي: الكريات الحمراء، فإنه لا محالة يكون في عداد الأموات، بينما نرى الإمام عليه السلام قد أخرج من جسمه الطاهر كميات كبيرة من الدم الأبيض ولم يصبه مكروه على الإطلاق، ما يعني أن ذلك كان إعجازاً من عند الله تعالى للتدليل على أنهم فوق البشر - ودون الإله العظيم عز وجل - ولا تأثر العوامل الطبيعية في كينونتهم المباركة، ويشهد لما قلنا أن الإمام أمير المؤمنين وسيّدة نساء العالمين والإمام الحسن والإمام الحسين عليهم السلام لما أصيبوا في أجسامهم المباركة بطعن وسم لم تخرج من أجسامهم دماء بيضاء بل ما خرج إنما هو دم أحمر، لأن قتلهم لم يكن إعجازاً كما أنهم لم يكونوا في مقام بيان عظمة مقامهم الشريف خلال قتلهم في سبيل الله تعالى..وبهذا يتضح الرابط بين خروج الدم الأبيض وبين النجاسة بأن الدم الأبيض بالإعجاز طاهر، بينما الدم بغير الإعجاز نجسن ولكن يخرج منه دمهم الأحمر المتوفر فيهم كغيرهم من الناس ولكنه طاهر بنص آية التطهير والنصوص كما أشرنا أعلاه.
  وبعبارة علمية أخرى: إن دمهم الشريف لا ينضوى تحت القاعدة العامة في نجاسة الدم، فلا وجه للحكم بنجاسته أو لا أقل من انصراف أدلته إلى ما هو المتعارف الشائع عند البشر في العالم فلا معنى لشموله له؛ والله الموفق للصواب والسداد، والسلام عليكم.
 
حررها العبد الأحقر الفاني
محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 1 رجب 1437 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1270
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19