• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : لا يجوز التبرع بالأموال للشيخ ياسر حبيب لأجل تصوير فيلم بحق السيِّدة الصدّيقة الكبرى مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام لأجل بعض المحاذير الآتية .

لا يجوز التبرع بالأموال للشيخ ياسر حبيب لأجل تصوير فيلم بحق السيِّدة الصدّيقة الكبرى مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام لأجل بعض المحاذير الآتية

الإسم: ***** 

النص: 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 هل يجوز لي التبرع بالمال للفيلم العالمي عن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها تحت عنوان \"عذابات الزهراء\" الذي أعلن عنه الشيخ ياسر الحبيب في مناسبة ولادتها سلام الله عليها ، وقد بدأ بالفعل حملته في جمع الأموال لتمويل الفيلم ؟
 وهل أحتاج لإذن مرجع التقليد للتبرع ؟
 لقد أوضح ياسر الحبيب أن الفيلم لن يحتوي على مخالفات شرعية كالتي وردت في بعض الأعمال الإيرانية عن شخصيات دينيه مثل مسلسل يوسف الصديق وغيرها 
 أنتظر جوابكم بعون الله وسأل الله أن يسددكم ويحفظكم

الموضوع الفقهي: لا يجوز التبرع بالأموال للشيخ ياسر حبيب لأجل تصوير فيلم بحق السيِّدة الصدّيقة الكبرى مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام لأجل بعض المحاذير الآتية / المحاذير المترتبة على التبرع بالأموال سواء كان خراجها للشيخ ياسر أو غيره من المتحللين من الضوابط الشرعية بحق الأنبياء والأولياء عليهم السلام / الضوابط الشرعية لتصوير أي فيلم بحق المعصومين عليهم السلام / لو كان المخرجون للأفلام الدينية كالمخرج الإيراني لفيلم قصة التفاني والإيثار: هرمز إمامي، وكمخرج فيلم الرسالة لمصطفى العقاد السوري لهان الخطب ولم يتسع الفتق / ثمة محاذير شرعية كبرى في فيلمي النبي يوسف والسيدة مريم عليهما السلام / دعوة طيبة منا إلى المخرج الأميركي المتشيع المخرج القدير شون ستون إلى إخراج فيلم عن ظلامات مولاتنا الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام شريطة عدم إظهار جسم الممثلة لدور الصدّيقة الكبرى عليها السلام / دعوة طيبة أخرى للمخرج الإيراني لقصة التفاني والإيثار ليخرج لنا فيلماً عن مولاتنا المطهرة فاطمة سلام الله عليها على نسق فيلم التفاني والإيثار / التبرع بالمال للشيخ المذكور يجب أن يترافق مع أخذ الميثاق والعهد عليه بعدم إظهار جسم الممثلة لدور سيّدة نساء العالمين عليها السلام حتى لو كان المؤدي للدور رجلاً يلبس العباءة والخمار على الوجه.
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: لا يجوز لكم شرعاً التبرع بالمال للشيخ ياسر حبيب الكويتي لتصوير فيلم عن سيِّدة نساء العالمي مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام، ليس لأجل أن الفيلم خاصٌ بسيّدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام وأرواحنا لتراب نعليها الفداء، كلا وألف كلا.. وكيف نمنع ! ونحن أول من يشجع على تصوير فيلم يظهر مأساة مولاتنا الصدّيقة الكبرى عليها السلام وما لاقته من ظلم أعمدة السقيفة لعنهم الله تعالى.. بل إنما المنع لأجل الأمور الآتية:
(الأمر الأول): إن الشيخ المذكور ليس مأموناً على الدين والدنيا؛ وحيث إن دفع الأموال التي هي أمانة في أعناقكم فلا يجوز لكم هدرها في يدٍ ليست مأمونة على صرفها.
(الأمر الثاني): هل تضمنون للشيخ المذكور في أن يصرف الأموال (التي سوف يجمعها) على الفيلم المذكور..؟ وهل تطمئنون له؟ ومن يضمن لنا في أنه سوف ينفقها كلها على الفيلم المذكور..؟ والأرباح التي سوف يحصدها من الفيلم سوف يتقوّى بها علينا وعلى أمثالنا من العلماء الموالين كغيره من الأحزاب والمتحزبين لا يستقوون إلا على العلماء الموالين الواقفين على الثغر الذي يلي إبليس وجنوده...!! وعلى فرض ادَّعى أنه سوف ينفقها على الفقراء، فمن يضمن لنا أن الأرباح التي سوف تعد بمليارات الدولارات أنها سوف تنفق على الفقراء من شيعة آل محمد عليهم السلام...؟!.
(الأمر الثالث): دعوى أن الفيلم المذكور سوف يخلو من الإشكالات المذكورة في فيلم النبي يوسف عليه السلام لا يمكننا تصديقها، وذلك لأن الفيلم لن يخلو من إظهار جسم الممثلة التي تقوم بدور مولاتنا الطاهرة الزكية الصدّيقة الكبرى عليها السلام، ولا يخفى عليكم أن إظهار الجسم يعكس صورةً سلبية في نفس الناظر إلى الممثلة لدور الصدّيقة الكبرى وهو أمر غير جائزٍ شرعاً وعرفاً وعقلاً، وها هي بعض الفضائيات الشيعية (كالأنوار والعقيلة والمنار والكوثر والإيمان..إلخ) لا تتورع عن إظهار جسم الممثلة لدور الصدّيقة الكبرى عليها السلام في فيديو يحكي عن حديث الكساء حتى لو كان الممثل رجلاً يلبس العباءة والبوشية، فإن العرف لا يفرق في هتك شخصية مولاتنا الزهراء عليها السلام بين المرأة والرجل في أداء الدور ما دام الرجل غير معروف لديهم بأنه رجل يمثل دور المرأة باعتباره مغطىً بعباءة وبوشية، إلا إذا كان الرجل المؤدي للدور يتكلم بصيغة المتكلم الغائب فيقول هكذا:" قالت السيدة الزهراء عليها السلام "، ولا يجوز أن يتكلم بلسان أنه السيدة الزهراء عليها السلام، ويجب أن يُغطى جسمه كاملاً بهالة نورية..وهل يمكن الاستعاضة عن الرجل بامرأة بالشرطين اللذين ذكرناهما شريطة أن لا تنعم صوتها بحيث يثير الأحاسيس والغرائز أو لا ؟ الأحوط وجوباً تركه دفعاً لمحذور إثارة الغرائز البهيمية.
  والسر في عدم جواز إظهار جسم الرجل الممثل لدور الصدّيقة الكبرى عليها السلام هو أن تمثيل الرجل دور المرأة حرام شرعاً لأنه تزيّا بزيّ النساء عرفاً وشرعاً، وبالتالي فلن يكون الفيلم الخاص بمولاتنا الزهراء أرواحنا فداها بمنأى عن فيديو حديث الكساء الذي ظهرت فيه صورة الرجل المؤدي لدور الصديقة الكبرى عليها السلام، فالعرف لم يفرّق بين كونه رجلاً أو امرأة، فتأدية الرجل لدور المرأة المعصومة يثير الغرائز ويهتك ستر السيّدة المصون عليها السلام...وكذلك الحال في إظهارهم لجسم السيدة مريم عليها السلام والنبي يوسف ويعقوب وإسحاق عليهم السلام...هؤلاء لا يتورعون عن الحطّ من مقامات الأنبياء والأولياء عليهم السلام، والشيخ المذكور لا يختلف عنهم بشيءٍ أبداً.
  إن مشروع الفيلم المذكور هو عملية جمع الأرباح باسم سيّدة نساء العالمين عليها السلام، ولو كان صادقاً في دعواه، فلماذا لا يدعو الشيخ المذكور إلى أن يتبنى المشروع مخرجون بريطانيون أو أميركيون أو إيرانيون، وهم يتحملون نفقاته المالية شريطة عدم إظهار جسم الممثلة ، ولو كان حال المخرجين اليوم للأفلام الدينية كحال المخرج الإيراني (هرمز إمامي) الذي أنتج فيلم قصة التفاني والإيثار لكنا بألف خير، - حيث حجب المخرج المذكور فيه صور المعصومين الثلاثة: المولى المعظم الإمام الحسين والمولى أبي الفضل العباس والحوراء الصدّيقة الصغرى زينب عليهم السلام، كما حجب أصواتهم، فكان يتكلم الممثل بصيغة الناقل عن المعصوم عليه السلام، فكان يقول:" قال الإمام..قالت الحوراء زينب ..قال أبو الفضل" لهان الخطب ولم يتسع الفتق -، ولكنا أول الداعين والداعمين للتبرع لإنتاج فيلم عن الصديقة الكبرى مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام.. وكذلك الحال بالنسبة إلى المخرج السوري لفيلم الرسالة (مصطفى العقاد) الذي حجب فيه صورتي النبي الأعظم وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلى الله عليهما وآلهما تقديراً منه واحتراماً وتعظيماً لهما مع كونه من أبناء العامة، فكان أفضل من المخرجين الشيعة الذين لم يتورعوا عن هتك تلك الشخصيات الطاهرة...؟ وأنا أدعو عبر رسالتي  لشخصكم الكريم المخرجَ الأميركي شون ستون (إبن المخرج أوليفر ستون، وقد تشيع الإبن على يد مؤمن شيعي لبناني، وقد زار شون ستون علماء في مدينة أصفهان في إيران ليأخذ موافقتهم لإخراج فيلم خاص بسيّد الشهداء عليه السلام على نفقته الخاصة) إلى إنتاج فيلم حول سيِّدة نساء العالمين مولاتنا المعظمة الزهراء البتول عليها السلام شريطة عدم إظهار جسم الممثلة لدور الصدّيقة الكبرى عليها السلام، بل يكون أداء دور المعصوم مخفياً كما كان في فيلم التفاني والإيثار... ونحن مستعدون (لوجه الله تعالى وحباً لمولاتنا الصدّيقة الكبرى عليها السلام) لمساعدته الشرعية في جمع المادة التاريخية حول ظلامة سيّدة نساء العالمين عليها السلام ومراقبة سير التمثيل وكيفية أداء الدور المتعلق بسيّدة نساء العالمين عليها السلام... فبذلك نكون قد أوصدنا الباب على المستغلين الانتهازيين المستأكلين باسم أهل البيت عليهم السلام سواء كانوا كالشيخ ياسر أو غيره من المتحزبين اليوم...!! ولو كنا من المتحزبين ودعونا الناس للتبرع لإخراج فيلم عن مولاتنا سيِّدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء المظلومة (سلام الله عليها) ضمن الضوابط الشرعية التي رسمناها لكم في جوابنا على سؤالكم الكريم.. لجاءتنا الأموال كالمطر الغزير... ولأريناكم العجب العجاب في ظلاماتها وعذاباتها ومآسيها من قبل أبي بكر وعمر الظالمين لها روحي لها الفداء... ولكننا لسنا من المتحزبين ذات اليمين وذات الشمال، لذا فلن تفلح دعوتنا بالنجاح والفلاح، وبالتالي فلن يتجاوب معنا أحد، ذلك لأن الشيعة اليوم صاروا شيعاً وأحزاباً، وكلّ إناءٍ بما فيه ينضح...!.
 وإن أصررتم على التبرع (أو أصر غيركم) فما عليكم إلا أن تأخذوا عهداً وميثاقاً غليظاً على الشيخ ياسر حبيب في عدم إظهار جسم الممثلة لدور سيّدتنا المطهرة مولاتنا فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) حتى لو كان الممثل للدور هو رجل، ويكون أخذ الميثاق عليه علناً خلال ظهوره على قناته فدك، ليكون ذلك حجةً عليه في حال خالف وعاند...ولكننا لا نضمن استغلاله للفيلم ليجمع الأموال باسم سيِّدة نساء العالمين (عليها السلام وأرواحنا فداها) وليهتك سترها المصون (بنفسي هي وأبي وأمي) كما هتك المخرجون الإيرانيون ستر السيّدة مريم لما أظهروا صورة الممثلة لدور السيدة مريم عليها السلام، كما أظهروا صورة الممثل لدور النبي زكريا ويوسف ويعقوب عليهم السلام وأنزلوهم منـزلة العوام بحركاتهم الصبيانية..وفيلم العذابات الذي روّج له الشيخ المذكور سيكون مقدِّمةً لجرأة المخرجين الأجانب وغيرهم من بترية الشيعة في هتك شخصية السيّدة المطهرة مولاتنا المعظمة الزهراء البتول عليها السلام كما هتكوا ستر السيِّدة مريم عليها السلام وغيرها من الأنبياء... والحبل على الجرار؛ ونحن قد ألقينا الحجَّة على الناس، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلَّ فعليها وما ربُّك بظلامٍ للعبيد، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين؛ والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حررها العبد الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي
لبنان/ بيروت/بتاريخ 8 رجب 1437هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1287
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28