• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : ثلاثة طرق للتغلب على الوسواس .

ثلاثة طرق للتغلب على الوسواس

سلام عليكم سماحة الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي ...أتمنى لكم دوام الصحة و العافية ...عندي عدة أسئلة أرجو أن تجيبوني عليها، منها السؤال الآتي:

أرجو ذكر الحل الأمثل للتغلب على الوسواس القهري .

الموضوع الفقهي: ثلاثة طرق للتغلب على الوسواس.
بسمه تعالى
 
    الجواب: الحل للتغلب على الوسواس القهري يكون بثلاثة أمور هي:
 (الأمر الأول): عدم الإلتفات إلى الوسواس، لأن الالتفات غلى الوسواس هي إطاعة للشيطان، فقد روي في الصحيح عن عبد الله بن سنان قال : ذكرت لأبي عبد الله عليه السلام رجلا مبتلى بالوضوء والصلاة وقلت هو رجل عاقل : فقال أبو عبد الله عليه السلام وأي عقل له وهو يطيع الشيطان فقلت له وكيف يطيع الشيطان ؟ فقال سله هذا الذي يأتيه من أي شيء هو فإنه يقول لك من عمل الشيطان". 
  وقد جاء في الصحيح عن أبان بن تغلب عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال : ما من مؤمن إلا ولقلبه أنان في جوفه ، أذن ينفث فيها الوسواس الخناس ، وأذن ينفث فيها الملك فيؤيد الله المؤمن بالملك فذلك قوله : وأيدهم بروح منه.
   وفي الحسن كالصحيح ، عن حماد عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من قلب إلا وله أذنان، على إحداهما ملك مرشد ، وعلى الأخرى شيطان مفتن هذا يأمره وهذا يزجره ، الشيطان يأمره بالمعاصي ، والملك يزجره عنها وهو قول الله عز وجل : « عَنِ الْيَمِينِ وعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ » .
 فظاهر الأخبار المتقدّمة النهي عن الإعتناء بالوسواس وكثرة الشك في أيّ مورد تحقق تكون من الشيطان، ولا بدَّ من الاجتناب عنه بحسب الإمكان، ذلك لأنّ احتمال الخلل كان عند الكثرة إنّما جاء من ناحية الشيطان ، فلا بدّ من عدم الاعتناء به وإرغام أنفه والبناء على الصحة بقدر الإمكان.
  (الأمر الثاني):كثرة التعوذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم بالاشتغال بورد (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) عشر مرات أو أكثر بحسب توجه النفس إلى الله تعالى بالتعوذ.وقد جاء في الأخبار استحباب التعوذ من الشيطان الرجيم؛ فقد روى والد الشيخ البهائي العاملي رحمهما الله في كتابه "العقد الحسيني" جملة من الأخبار لمعالجة الوسواس، قال: ورويت بسندي المتصل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال من وجد من هذا الوسواس شيئا فليقل:" آمنت بالله ورسله ثلاثا فإن ذلك يذهب عنه". وقال: رويت بسندي إلى الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) قال:" إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لمن شكى إليه كثرة الوسواس حتى لا يعقل ما صلى من زيادة ونقصان إذا دخلت في صلاتك فاطعن فخذك اليسرى بإصبعك اليمنى المسبحة ثم قل بسم الله وبالله توكلت على الله أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فإنك تطرده عنه ورويت عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن بعض الصحابة شكا إليه الوسوسة فقال يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبسها علي فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذلك شيطان يقال خنزب فإذا أحسست به فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني". ثم نقل كلاماً عن أحد العارفين قال:" إذا أردت أن تقطع الوسواس فأي وقت أحسست به فافرح فإنك إذا فرحت به انقطع عنك لأنه ليس شئ أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن وإن غممت به زادك قلت هذا يدل على أن الوسواس إنما يبتلى به المؤمن لأن اللص لا يقصد بيتا خربا لكن دفعه يكون بكمال الإيمان بالله ورسوله والأئمة الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين الوجه الثاني في دفع الوسواس الفكر والتعقل وذلك أنه قد علم أنه من عدونا وعدوا بينا من قبل حيث وسوس له وأخرجه من الجنة والباري عز وجل والأئمة المعصومون عليهم السلام قد بينوا ذلك وأمرونا بمخالفته واتباع ظاهر الشرع قال الله تعالى لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة فإذا علمنا ذلك واتبعناه نكون قد خالفنا الله والأئمة المعصومين عليهم السلام واتبعنا عدونا الذي قصده إضرارنا ونكون قد أدخلنا الضرر على أنفسنا أما في الدنيا فبالتعب والعنا بغير نفع وأما في الآخرة فلمخالفتنا أوامر الله ورسوله والأئمة المعصومين وهذا لا يفعله موفق رشيدا جارنا الله وإياكم من ذلك وكان بعض مشايخنا من السادات يؤدب بعض الموسوسين ويعظه فقال له أنت تخالف الله ورسوله وتعبد الشيطان بغير فائدة بل للضرر فقال كيف وأنا أؤمن بالله وألعن الشيطان فقال السيد لأن الله ورسوله والأئمة المعصومين قد قرروا للطهارة والنجاسة قدرا وحدوا لها حدودا وأنت تفعل ذلك كما قرروه ومقتضاه أن يكون صحيحا أو طاهرا فيقول لك الشيطان هذا باطل لو نجس فتتبعه وتترك ما قالوه فتعبده وأنت لا تدري فتاب ذلك الموسوس وترك الوسوسة ببركة السيد قاعدة فوائدها زائدة..".
  (الأمر الثالث): الإمتناع عن أكل الأجبان والألبان وكلّ ما يوجب كثرة الرطوبة وغلبتها على البدن، وننصح بأكل الفلفل والبهارات والتوابل الحارة؛ وإذا غلبت الحرارة على البدن يتناول حينئذ الأطعمة الباردة بطبيعتها كالألبان أو الأجبان مع الجوز لورود الأخبار في ذلك، وليكن أكل الجبن في الليل وليس في النهار... والسلام.
 
حررها كلب آل محمد محمد جميل حمود العاملي
لبنان/ بيروت بتاريخ 28 صفر 1437 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1366
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18