• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : موقف الشيعة الإمامية من الشهادتين .

موقف الشيعة الإمامية من الشهادتين

الموضوع: الشهادتان عندنا نحن الشيعة الإمامية من الأركان
 

بسم الله الرحمن الرحيم
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
اعتدنا من الوهابية النشاز باستمرار طرح شبهة الشهادتين وهو ان الشيعة حينما يذكرون الشهادتين فإنهم يأخذون ذلك عن السنة لأنهم يروون حديث بني الاسلام على خمس
بينما الشيعة في كتبتهم فأركان الاسلام لديهم ليس فيها الشهادتين وان كانت موجودة في اركان الاسلام وبالتالي فهي كالنوافل وغيرها تزيد في الاسلام ولا تخرجه منها ؟ ويطالبون الشيعة بأحاديث صحيحة فيها ان الاسلام بني على خمس وفيها الشهادة ومروية عن كتبهم وبطرقهم الخاصة وكل رجال السند ثقات ؟ ويقولون ايضا: لو اسلم شخصا ما فسيشهد الشهادتين فحينما يسأل ما الدليل؟ فإننا كسنة نعطيه الروايات الواردة اما الشيعة فليس لديهم أدلة وروايات على ذلك؟
ولهم شبهة باطلة ايضا لكن من المفيد ذكرها ايضا بخصوص احاديث الشيعة إذ يقولون لا يوجد عند الشيعة احاديث صحيحة متصلة السند الى رسول الله صلى الله عليه وآله وفيها يروي الامام عن ابيه عن جده الى ان يصل الى الرسول صلى الله عليه وآله لا ان يحدث الامام بكلامه او يرسل الحديث بل بالسند المتصل التام ... وهذا اكبر دليل على بطلان التشيع من اساسه
فنرجو منكم ذكر ما هو مفيد للرد على هذه الشبهة التي مازال ببغاوات الوهابية يكررونها
والسلام عليكم

والجواب
 

بسمه تعالى
 

لقد اعتاد الوهابيون خذلهم المولى تعالى على الكذب والإفتراء علينا معشر الشيعة الإماميَّة،من هنا لا يجوز تصديقهم بجميع ما يقولون،وشاء الحقُّ المتعال أن يفضحهم على رؤوس الأشهاد في الدنيا قبل الآخرة،ومن هذه الفضائح كذبهم بأنَّنا لا نعتبر الشهادتين جزءً من أركان الإسلام مع أن العكس هو الصحيح،فقد جاء في أخبارنا التأكيد على الشهادتين،ويكفي ما رواه لنا المحدِّث محمد بن الحسن الحر العاملي(أعلى الله مقامه) في كتابه الجليل"وسائل الشيعة"الجزء الأول/الباب الأول من أبواب مقدمة العبادات، وإليك بعضها:
(الحديث الأول):عن صفوان عن عمرو بن حريث قال للإمام الصادق عليه السلام:ألا أقصُّ عليك ديني؟ فقال:بلىنقلت: أدين الله بشهادة أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأن محمَّداً رسول الله(صلَّى الله عليه وآله وسلّم) وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية ،وذكَر الأئمة عليهم السلام،فقال الإمام عليه السلام:يا عمرو هذا دين الله ودين آبائي الذي أدين الله به في السر والعلانية.الوسائل/الجزء الأول ص9ح4.
(الحديث الثاني):عن عجلان بن أبي صالح قال:قلت للإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام:أوقفني على حدود الإيمان،فقال: شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمَّداً رسول الله والإقرار بما جاء من عند الله وصلاة الخمس وأداء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت وولاية ولينا وعداوة عدونا والدخول مع الصادقين. نفس المصدر/ح9.
(الحديث الثالث): عن علي بن أبي حمزةعن أبي بصير قال:سمعته يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن دين الذي افترض الله عزَّ وجلَّ على العباد ما لا يسعهم جهله ولا يقبل منهم غيره ما هو؟ فقال: شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله ...."نفس المصدر/ح12.
(الحديث الرابع):عن سفيان بن السمط عن الإمام الصادق عليه السلام قال:الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس،شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله ..."نفس المصدر/ح13.
(الحديث الخامس): عن محمد بن سالم عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: بُني الإسلام على خمسٍ:شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله ..."نفس المصدر /ح15.وح17 وح 18.
(الحديث السادس): عن زرارة عن مولانا الإمام أبي جعفر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله:بني الإسلام على عشرة أسهم :على شهادة أن لا إله إلاَّ الله وهي الملة والصلاة وهي الفريضة والجهاد وهو العزّ والأمر بالمعروف وهو الوفاء والنهي عن المنكر وهو الحجة ..."نفس المصدر /ح32.وح33.
(الحديث السابع):عن معاذ بن مسلم عن الإمام الصادق عليه السلام أنَّه سُئل عن الدين الذي لا يقبل الله من العباد غيره ولا يعذرهم على جهلهنفقال: شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله ..."نفس المصدر/ح38.
فهذه الأحاديث واضحة الدلالة على كون الشهادتين ركناً أساسياً للإسلام فلتذهب أراجيف الوهابيين الكافرين أدراج الرياح فإنهم كلابٌ عاوية لا تعرف سوى النباح والمهارشه.
وأما ما ادّعوه من عدم وجود صلة بين الإمام الراوي وبين رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)فهي كذبةٌ أُخرى تُضاف إلى أكاذيبهم لعنهم المولى،فإن أئمتنا المطهرين عليهم السلام قد رووا عن أمير المؤمنين عليِّ عليه أفضل السلام وأزكى التحيات وهو (روحي فداه)قد روى مباشرةً عن رسول الله بل إن جميع ما لديهم من الأحكام المأخوذة من الأحاديث هي من رسول الله جدهم عليه وعليهم أفضل التحيات المباركات،فعندما يروي إمام عن إمام إلى أن يصل إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو يروي عن الرسول الأعظم فإن روايتهم واحدة لا خلاف فيها ولا تناقض،ومن الطبيعي أن يرووا عن رسول الله بالواسطة عن بعضهم البعض وذلك لطول المسافة بينهم وبين جدهم النبيِّ الأكرم ولكنّ روايتهم متصلة بأبيهم أمير المؤمنين عليّ عليه السلام الذي يروي مباشرةً عن النبيّ محمد(صلّى الله عليه وآله وسلَّم) فمع أن أئمتنا المطهرين قد رووا بالواسطة فكان نصيبهم أنهم لا دين لهم بنظر الوهابيين الكفرة ،فكيف حالهم لو أنهم رووا من دون هذه الواسطة لكان الوهابيون جهروا بتكفير أئمتنا الطاهرين دون خشية أو حياء؟!
 مضافاً إلى ذلك فإن روايتهم عن أبيهم أمير المؤمنين عليِّ عليه السلام هي رواية مباشرة عن رسول الله،فدعوى أنهم يروون بالواسطة تبقى مجرد اوهامٍ نسجها أولئك الكفرة لإخراجنا من الإسلام،وعلى كلِّ حال فإننا بنظر عامة الفرق والمذاهب الأشعرية والمعتزلية لسنا من المسلمين ولو جئناهم بألف دليلٍ ودليل،قال تعالى"ولئن آتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم" البفرة/145. وقال أيضاً"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"البقرة/120.
كما أن رواية أئمتنا الطاهرين عليهم السلام بالواسطة ــ على فرض كونها واسطة ــ أهم وأفضل بكثيرٍ مما يرويه الوهابيه وغيرهم عن الرواة المتعددين والمختلفين في جنسياتهم ومشاربهم بخلاف ائمتنا المطهرين فإنهم رووا عن بعضهم البعض،فالإبن يروي عن أبيهنوالأب يروي عن أبيه وهكذا إلى أن تصل النوبة إلى أمير المؤمني علي عليه السلام فإنه يروي مباشرة عن رسول الله،وأيهما أفضل أن يروي إمام المتقين عليٌّ عليه السلام عن النبيّ مباشرةً أو أن يروي أبو بكر أو عمر أو عائشة أو أبو هريرة؟؟!! وهل أن رواية هؤلاء صحيحة ومبرئة للذمة ولا تكون رواية إمام المتقين كذلك؟! شنشنة أعرفها من أخزم!!!
والحمد لله ربّ العالمين وصلِّ اللهم على سادة الورى رسول الله محمد وآله الغر المطهرين.

والسلام عليكم ورحمته وبركاته
حررت بتاريخ/21ذي القعدة 1430للهجرة بيد عبد الأئمة الأطهار عليهم السلام

محمد جميل حمُّود العاملي

بيروت

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=137
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29