• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : لماذا كان النبيُّ محمَّد (صلى الله عليه وآله) يغتسل من الجنابة ويتوضأ بالرغم من كونه طاهراً مطهراً ؟ .

لماذا كان النبيُّ محمَّد (صلى الله عليه وآله) يغتسل من الجنابة ويتوضأ بالرغم من كونه طاهراً مطهراً ؟

الإسم: *****

النص: 

سؤال/النبي يقول أنا طاهر مطهر لماذا كان يغتسل غسل الجنابه ويتوضى للصلاة، وكان يتوضى قبل لمس القرآن ؟


   الموضوع الفقهي: لماذا كان النبيُّ محمَّد (صلى الله عليه وآله) يغتسل من الجنابة ويتوضأ بالرغم من كونه طاهراً مطهراً ؟.

بسمه تعالى

السلام عليكم

الجواب: النبيُّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) طاهر مطهر من الأرجاس والأدناس بمقتضى آية التطهير والأخبار المفسرة لها، واغتساله من الجنابة والوضوء للصلاة وكل ما يشترط فيه الطهارة إنما كان للتشريع وتعليم المكلَّفين باعتباره نبيّاً صاحب شريعة كبرى يقتدي به المسلمون إلى يوم القيامة، وما أشرنا إليه من خصائص النبي وأهل بيته الأطهار (سلام الله عليهم)، فطاهر بذاته ليس بحاجة إلى غسل جنابه ولا إلى وضوء ولا يمنع من الدخول إلى المساجد..وذلك خاص بالمعصومين عليهم السلام ولا يشمل غيرهم من المكلفين، لأن المكلفين ليسوا معصومين حتى يرتفع عنهم غسل الجنابة والوضوء، وإنما يجب الغسل والوضوء على من تلوث بالخطايا والآثام حتى ولو تاب منها، وأمَّا المعصوم عليه السلام فلم تتلوث حياته كلّها بشيء من الآثام على الإطلاق، لذا فإنه ليس مأموراً بالاغتسال من الجنابة أو الوضوء لأنه خالٍ من الذنوب..نعم يغتسل ويتوضأ لأنه أسوة حسنة وقدوة للعباد في تعليمهم التكاليف الشرعية والأحكام الإلهية، فيغتسل ويتوضأ لتجري السنة ويبقى التكليف..وهو ما دلت عليه أخبارنا الشريفة، وقد فصّلنا الموضوع بإسهابٍ في بحثنا حول آية التطهير في كتابنا الجليل ( أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد) فليراجع،. 

       ومما يؤيد ما أشرنا إليه ما رواه الشيخ الطوسي بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى، عن القاسم الصيقل، قال: كتبت إليه (أي إلى الإمام علي الهادي عليه السلام) : جعلت فداك ، هل اغتسل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه حين غسّل رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند موته ؟ فأجابه ( عليه السلام ) : النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طاهر مطهّر، ولكن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فعل ، وجرت به السنّة .

 ولا يسعفنا الوقت لاستعراض بقية الأخبار الدالة على المراد..وما ذكرناه كافٍ ووافٍ بفضل الله تعالى والسلام.

 حررها العبد الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي

   بيروت بتاريخ 2 شوال 1438 هجري


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1488
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29