• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : كلمة - رأي - منفعة .
                    • الموضوع : إثارات فقهية ذات أهمية على الصعيدين الفقهي والعقائدي .

إثارات فقهية ذات أهمية على الصعيدين الفقهي والعقائدي

 

إثارات فقهية ذات أهمية على الصعيدين الفقهي والعقائدي
  موضوع البحث: لا يجوز الترحم على تارك الولاية لأهل البيت عليهم السلام حتى لو كانوا من ذوي قرابته.
من هذه المسائل- التي يبتلى بها المجتمع الإسلامي بعامة فرقه ومذاهبه- مسألة الدعاء والإستغفار وطلب الرحمة والمغفرة للوالدين الكافرين سواء كانا حيين أم ميّتَين..فهل الدعاء لهما بالمغفرة جائزٌ أو غيرُ جائزٍ ..فما هو الحكم الشرعي تجاه هذه المسألة..؟.
والجواب: لا يجوز شرعاً للمؤمن الشيعي أن يدعو بالمغفرة لوالديه الكافرين كأن يقول في دعائه( اللهم ارحم والداي)، فلو كان الولد شيعيّاً وكان والداه كافرَينِ أو كان أحدهما كافراً فلا يجوز للولد الدعاء لهما أو لأحدهما بالمغفرة..وقد نهت الآيات الشريفة والأخبار عن طلب المغفرة للكفار والمشركين؛ فمن الآيات
قوله تعالى:( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ). {التوبة:113}.
فقد أشارت الآية المباركة الى أن مَن مات على الكفر فلا يستحق المغفرة، فالله تعالى أخذ على نفسه أن لا يرحم كافراً استكبر على الله تعالى واستعظم على طاعته والإعتقاد به وبما أنزل على نبيه الكريم وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام..ولو طلب المؤمن من الله تعالى في أن يغفر لأحَدِ والديه الكافرَينِ، فإن ذلك يعتبر استخفافاً بكلام الله تعالى لأن الله تبارك اسمه لا يبدّل مواقفه بدعاء العبيد تجاه المستكبرين على كبريائه وجبروته، فمن عاش على الكفر والجحود والإستعلاء لا يستحق المغفرة ولا الشفاعة..فلا معنى لسؤال الرحمة والمغفرة لمن يأبى قبول الإيمان بالله تعالى والإيمان بنبيه وأهل بيته الأطهار عليهم السلام.
والحاصل من تفسير الآية الشريفة: هو أن النبي والذين آمنوا بعد ما ظهر من بيان الله تعالى لهم أن الكفار والمشركين هم اعداء الله تعالى مخلّدون في النار، وليس من حق المؤمنين أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى - كالآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات والأجداد والجدات- فالمفروض على المؤمن أن يمنع نفسه الأمَّارة بالسوء مِن الدعاء للكفار من ذوي قرباه وغيرهم ولا ينساق وراء عواطفه لأنه بذلك يكون قد نبذ كلام الله وراء ظهره فيشمله العذاب كما شمل ذوي قرباه من الكفار...والأخبار الشريفة أكدت ما أشارت إليه الآية المباركة، ففي خبر صحيح عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن عذافر عن عمر بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله الصادق عليه السلام: يا ابن يزيد! انت والله منّا اهل البيت، قلت: جُعلت فداك من آل محمد؟ قال: إي والله من أنفسهم، قلت: مِن أنفسهم؟ قال: إي والله من أنفسهم يا عمر، أما تقرأ كتاب الله عزّ وجلّ:( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبيُّ والذين آمنوا والله وليُّ المؤمنين)، أوما تقرأ قول الله عزَّ إسمه( فمن تبعني فإنه مني ومَن عصاني فإنك غفور رحيم). المصدر: تفسير نور الثقلين ج٢ ص٥٤٨ سورة إبراهيم .
وكذلك روى الحويزي في تفسيره المعروف بنور الثقلين/ سورة إبراهيم/ أخباراً تجاوزت الستة تشير الى أن المؤمن التقي الشيعي هو من آل محمد بتوليه لهم واتباعه إياهم وَتَبَرُّئِهِ من أعدائهم حتى لو كانوا آباءهم وأمهاتهم وأولادهم وإخوانهم وأخواتهم..ففي خبر أبي عبيدة عن إمامنا أبي جعفر عليه السلام قال:" مَن أحبنا فهو منا أهل البيت، قلت: جُعلتُ فِداكم؟ قال: منا والله، أما سمعت قول إبراهيم عليه السلام( فمن تبعني فإنه مني).
  فكل سني تشيع يجب أن يتنصل مِن أجداده وجداته وأباه وأمّه وذوي قرابته ورفقائه ممَن بقوا على خط أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة..لأن هؤلاء هم أعمدة الكفر وأساس الشر على النبي وأهل بيته الميامين..وكل من مال إليهم بمحبة أو تودد فهو منهم وسيُحشَر معهم في الدرك الأسفل من النار، وذلك لأن المرءَ يُحشَرُ مع مَن أحبّ حتى لو كان حجراً حُشِرَ معه يوم القيامة كما دلت على ذلك الأخبار الصحيحة.
ويجب على كل سنيّ تشيَّع أن يربي أولاده على بغض أعداء آل محمد؛ وإذا رأى من أحد اولاده ميلاً الى حبّ ذوي قرباه من الكفار نهره وزجره وعلّمه كيف يحب وكيف يبغض ومَن يحب ومَن يبغض...!
  إن المؤمن يجب أن يكون داعية لأهل البيت يحب من والاهم ويبغض مَن عاداهم حتى لو كان عدوهم هو أباه وأمَّه وأخته وأخاه...فالمؤمن في شغل عن الدنيا، لأنه مجاهد للعفاريت مِن الجن والإنس الذين هم أعداء آل محمد عليهم السلام، فعدوهم يَحرُم سقيه شربة ماء لتقويته على بغض آل محمد..
  إن التزام خط آل محمّد ليس سهلاً، وذلك لأنه خطٌ نوراني مستقيم لا يلتقي مع أهل العتمة والظلام والظالمين..فيا ايها المؤمنون..ربوا اولادكم ودربوهم على الولاء لأهل البيت والبراءة من اعدائهم فتنالوا رفيع الدرجات وتَحظون برفقة آل محمَّد في الدنيا والرجعة ويوم القيامة، قال تعالى:
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) العنكبوت ٦٩.
خادم آل محمد كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد
محمَّد جميل حمُّود العامِلي.
بيروت بتاريخ ١٩ ربيع الثاني ١٤٤١ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1794
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28