• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : أربعينية الميت مشروعة ولا غبار عليها من الناحية الشرعية .

أربعينية الميت مشروعة ولا غبار عليها من الناحية الشرعية

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عندنا في العراق عادة نعمل أربعين للميت بعد ٤٠ يوم من وفاته..
فسؤالي هل يوجد دليل على أربعين الميت وهل يجوز تقديمه او تأخيره عن يوم الأربعين؟
بهجت من العراق.

 

القسم الفقهي: أربعينية الميت مشروعة ولا غبار عليها من الناحية الشرعية.
بسمه تعالى
الجواب:
لا مانع شرعاً من تقبل التعازي بإقامة مجلس اربعيني عن روح الميت المؤمن وهو ما يسمى
بأربعينية الميّت، وكذلك الذكرى السنوية..ويكفي من الأدلة على إثبات ذلك بثلاثة وجوه هي الآتية:
 الوجه الاول:أصل الإباحة الشرعية القائل بالحلية ما لم يرد نهيٌ شرعيٌّ على المنع..فقد ثبت جواز  إقامة المآتم أو مجلس العزاء اليومي او الاسبوعي او  الاربعيني بالإطلاقات تارة وبالمقيدات تارة أخرى، لأجل روح الميت وإدخال السرور على روحه في قبره ، وكذلك لرفع الوحشة عنه وتخفيف العذاب عنه في البرزخ، وهذا لا يختص بوقت  دون آخر فيمكن لأهل الميت ان يعقدوا لميتهم مجلساً للفاتحة أو إقامة مجلس عزاء كل يوم ..نعم لعلّه متعسر على عامة الناس فعل ذلك، فبعضهم يقتصر على كل اسبوع وبعضهم يقتصر على الاربعينية وبعضهم على الذكرى السنوية..وبعضهم يضم الجميع لكي ينتفع المؤمن الميت في قبره...فتدخل الأوقات المختلفة (الأيام ـ الأسبوع ـ الأربعين ـ السنة) في العمومات وأصل الإباحة والجواز .
الوجه الثاني: سيرة اهل البيت عليهم السلام الكاشفة عن جواز الأربعينية للميت..فقد كشفت هذه السيرة عن أن الأئمة من أهل البيت سلام الله عليهم قد أصّلوا لنا مشروعية إقامة المأتم والعزاء بالمطلق : ثلاثة ايام/ كل اسبوع/ بعد مضي أربعين يوماً على دفن الميت..ولم يقتصر الامر على الموارد الثلاثة فحسب، بل تعداه الى كل سنة بل وسنوات متعددة أيضاً ، وليست مقيدة بثلاثة أيام  او اسبوع أو سنة.
فقد نقل لنا الشيخ الكليني (قدس سره) في فروع الكافي عن الإمام  الصادق (عليه السلام) قال: (قال لي أبي: يا جعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى) .
ونقل الشيخ الصدوق عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام): أنه أوصى أن يناح عليه سبعة مواسم فأوقف لكل موسم مالاً يُنفق .
وهناك الكثير الكثير من الموارد التي يستند عليها العلماء الأعلام على مشروعية إقامة مجالس العزاء لموتى المؤمنين على مدار الأيام بالمطلق ولسنين عديدة .
الوجه الثالث: والدليل الثالث على  مشروعية إقامة الأربعين لأرواح موتى عامة المؤمنين : التأسي بأربعين المولى المعظم سيد الشهداء الإمام المفدّى الحسين سلام الله عليه .
ويتحقق هذا التأسي، بالتأكيد على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ، وإقامة العزاء في الأربعين من شهادته (عليه السلام)  ولهذه الأربعينية اهداف متعددة لا يسعنا المقام على بيانها..
وبالجملة: الأربعينية جائزة ومشروعة ويكره تقديمها على يوم الاربعين بنية أنها أربعينية بالرغم من أن الميّت لم يكتمل موته بأربعين يوماً..ولا يبعد حرمته بسبب الكذب..نعم يصح تأخيره الى ما بعد مضي أربعين يوماً بنية إحياء الأربعينية تفريغاً للذمة..والله العالم
وهو يتولى الصالحين.
عبد الحجج الاطهار عليهم السلام
بيروت بتاريخ ١٥ شعبان المعظم ١٤٤٢ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1938
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18