• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : هل صحيح أن أبا بكرٍ هو جدُّ إمامنا الصادق عليه السلام من طرف أمّه فروة..؟! .

هل صحيح أن أبا بكرٍ هو جدُّ إمامنا الصادق عليه السلام من طرف أمّه فروة..؟!

 

 الموضوع التاريخي: هل صحيح أن أبا بكرٍ هو جدُّ إمامنا الصادق عليه السلام من طرف أمّه فروة..؟!
     في ذكرى شهادة الإمام المعظّم جعفر الصادق صلى الله عليه كلمة لا بدّ منها حول نسبه من طرف أمّه فروة..فنقول وبالله تعالى نستعين:
إمامنا المعظّم جعفر الصادق عليه السلام هو مؤسس المعارف الإلهية وتاجُها وزعيمها..وجُلُّ معارفنا وأحكامنا الشرعية منه أرواحنا لتراب نعليه الفداء، ومهما شرحنا وأسهبنا وفصّلنا فلن نوفيه حقّه الشريف، فهو بحرٌ عميقٌ لا يُدرَك قعرُه ولا يُسبَر غورُه...ولكننا في بحثنا المقتضَب أحببنا أن ننزهه مِن نسبه الذي ألصقه به بنو أمية لعنهم الله تعالى حيث نسبوه الى أبي بكر لعنه الله مدّعين أن أمّه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر..وهي نسبة ملفقة عليه، وذلك لأمرين:
(الامر الاول): إن النسبة المذكورة كلها من أقوال المؤرخين، وأقوالهم ليست حُجَّةً شرعية علينا، وبالتالي لا يمكن التعويل على آرائهم وأقوالهم المخالفة للبراهين القطعية والأخبار الولوية التي لا يسع المقام استعراضها في بحثنا المقتضب.
 (الامر الثاني): إن المعصوم لا تتسلسل نطفته الطاهرة في الاصلاب الشامخة الى صلبِ كافر، فالإمام جعفر الصادق نظير جدّه الإمام الحسين عليهما السلام قد تسلسلت نطفته في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة كما جاء في زيارة وارث في عيدي الفطر والأضحى، وهي صحيحة سنداً ودلالةً:( أشهد أنّك كنتَ نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها..)، فليس من الإنصاف والعدل القول بأن نسَبَه موصولٌ بأبي بكر لعنه الله، فيكون أبو بكر من أجداد الإمام الصادق عليه السلام من طرف أمّه فروة، وهي نسبة ظالمة ألصقها أعداء الامام الصادق عليه السلام به كما ألصقوا بالنبي وآله ما لا يجوز الإلصاق بهم ونظير ما ألصقوا به روايةً ملفقةً مفادها:(لا تسبوا أبا بكرٍ فقد أولدني  مرتين) وألصقوا به تلفيقاً آخر مفاده أنه قال( لقد بلغني أن بعضاً مِن شيعتنا في الكوفة يسبون الشيخين، والله لو غدا أمرُهم إليّ لقطعت ألسنتَهم) وقد فنّدنا هاتينِ المقالتين المزيفَتَينِ في الفصل الأول/ معالم فرقة البترية القديمة والحديثة ص ١٩١ من كتابنا الجليل( الحقيقة الغراء في تفضيل سيدتنا الصديقة الكبرى زينب الحوراء على مريم العذراء عليهما السلام) فليراجع ففيه غنائم وجواهر.
فمهمتنا هي تنزيه الحجج الأطهار عليهم السلام، شاء مَنْ شاء وأبى مَنْ أبى..فهم حسبنا ولا نبتغي العزة من غيرهم .
 وبناءاً على ما أشرنا إليه: إن فروة ليست من صلب أبي بكر بواسطة أبيها القاسم وجدّها محمد، بل هي إمرأة لا تمت الى أبي بكر بصلة، وبالتالي يعود نسبها الى الأصلاب الطاهرة لكونها الوعاء لإنجاب الإمام الصادق عليه السلام الذي يُفترض أن تنتقل نطفته في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة، اللهم إلا إذا قلنا إن تسلسلها لم يكن في أبي بكر، بل أوجده الله عزّ وجلّ مباشرةً في صلب القاسم وصلب أبيه محمد من دون تسلسل في الأصلاب النجسة كجدّه أبي بكر كما يزعمون..هذا مجرد احتمال يبقى في طي النسيان..!
وربّ مشهور لا أساس له، سبحان ربك رب العزة عما يصفون..والعاقبة للمتقين.
والله العالم بالحقائق.
غريب الديار محمّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2064
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28