• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : سؤال حول تقليد المرجع الأعلم ؟ .

سؤال حول تقليد المرجع الأعلم ؟

بسمه تعالى


إلى/ سماحة آية الله المرجع الديني الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله .
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بعد التحية والدعاء لكم .. نظراً لفقهكم المستقيم ومعتقدكم السليم المأخوذ من المنبع الصافي القرآن الكريم والسنة المطهرة .. شيخنا الكريم أُعلمكم أني أود العدول عن تقليد مرجعي السابق (.......................) إلى تقليد سماحتكم حفظكم المولى وذلك لاطمئناني الشخصي لكم أكثر منه وأيضا ً لشدة احتياطكم وغيرتكم على حرمة أهل البيت عليهم السلام وعدم مجاملتكم أو تساهلكم في أحكام الدين .. ونظراً لإرسالي الكثير من الأسئلة والإستفتاءات لسماحتكم على بريدكم الالكتروني التي أجبتم عليها بشكل واضح ومُفصل، وقراءتي الكثير من أبحاثكم في شتى العلوم وبعض مؤلفاتكم كالكتب الفقهية والكلامية...  إلخ .
وأقولها لكم بكل صراحة : يكفي ما صدر من شطحات من بعض مراجع التقليد .. التي لا يقبلها المؤمنين العقلاء فضلاً عن علماء الدين، وهذه الشطحات وللأسف الشديد جرت بعض الناس للدخول إلى النار – والعياذ بالله – أو الهلاك في الدنيا قبل الآخرة وكل هذا لعدة أسباب : فقههم السقيم ومعتقدهم الباطل وفتاواهم الترخيصيه وميولهم للفلسفة والعرفان، وولاية الفقيه، وتفخيذ الرضيعة، وتحليلهم الغناء في العرس والاستماع للموسيقى، والتصفيق والرقص ... إلخ . (وأنا لست بفقيه (لكي أُحاسبهم أو أرد عليهم .. إنما الأمر متروك للأصحاب النظر من الفقهاء المجتهدين أمثال سماحتكم دام ظلكم الوارف فيا شيخنا لدينا عدة أسئلة أجيبوناً عليها مأجورين لكي نطمئن أكثر إلى تقليدكم  :
1- هل تقليدكم مبرئ للذمة ؟
2- هل ترون أعلميتكم على غيركم من مراجع التقليد ؟
3- هل أحتاج للشاهدين عادلين من أهل الخبرة والعلم من أجل تقليد سماحتكم ؟
4- ماذا عن أعمالي السابقة كالعبادات والمعاملات هل أحتاج لإعادتها أم لا ؟ خادمكم العبد الحقير الفقير
(......................)

الجواب / بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمته وبركاته
إلى جناب المستطاب الأخ الصفيّ والوفي والتقي النقيّ (............) أدام الله تعالى تسديده وزاد في توفيقه، وجعله من أفضل العباد في غيبة صاحب الزمان وشرَّفه إلى خدمته والفوز بصحبته ولثم تراب نعليه والإستشهاد بين يديه بمحمد وآله الطاهرين آمين ..
أخي الوفي (............) لقد سعدنا بقراءة رسالتكم الغراء لا لأنكم تريدون الرجوع إلينا في أحكام الدين فحسب بل لأن ذلك علامة الإيمان الخالص ودلالة واضحة أنكم كنتم تريدون معرفة الحقّ خلال مراسلاتكم لنا وليس شيئاً آخر ممن رجع إلينا فترة ثم بردت همته فانقلب علينا، ولم يكتفِ بذلك حتى صار شوكةً في أعيننا وخنجراً في خاصرتنا، وليس كلُّ سائلٍ مخلصاً في سؤاله، وليس كلُّ طالبٍ للحق مريداً له، ولكنكم ــــ بحمد الله تعالى ـــــ بيَّنتم لنا أنكم من أهل الحقّ ولم تغرَّكم الشعارات ولا العناوين البراقة ولا كثرة الأتباع والأعوان، وقد انطبق عليكم قول أمير المؤمنين عليّ(ع) : (أعرف الحقَّ تعرف أهله ..) بخلاف غيركم فإنه لم يعرف الحقّ ولا أراد معرفته حقيقةً، ولو أراد الحقَّ لكان الله تعالى عرَّفه إياه، فهنيئاً لكم أيها الوفيّ فابشر إن شاء الله تعالى ببشارة اليقين ومصافحة المقربين والركون إلى شطر الحقّ وكعبة القاصدين مولانا الإمام بقيَّة الله الأعظم (أرواحنا لتراب نعليه الفداء) فمن طلب الحقَّ لم يضلَّ الطريق، لذا نجيبكم على أسئلتكم غير متعتعين ولا مقصّرين إذ لم نعتد على كتمان الحقائق والوصول إلى الفضائل فنقول وبه نستعين :

1- هل تقليدكم مبرئ للذمة ؟
جوابنا عن سؤالكم الأول :

نعم تقليدنا مبرىء للذمة بعون الله تعالى وإذنه ولو لم يكن مبرئاً لما كنَّا تصدينا للإجابة على الإستفتاءات وبيان الأحكام وتعليم الجاهلين وإرشاد الضالين ونصرة الحقّ والأخذ بيد المظلوم الواقع في شباك إبليس وجنوده من العلماء المزيفين والفسقة الضالين الذين غروا عبادَ الله تعالى بالمعاصي المشرعة بأقيسة المخالفين والشيطان الرجيم، وأنتم لستم أول المقلِّدين لنا، بل ثمة آلاف إن لم يكن بالملايين يرجعون إلينا في بيان أحكام الدين والتعريف بشريعة رسول الله وآله الطاهرين عليهم السلام في العالم الشيعي، ولنا وكلاء في العالم الشيعي سيَّما في باكستان جناب وكيلنا العلاَّمة الجليل السيد محمد أبو الحسن الموسوي حاحب المصنفات الولائية في اللغة الأُردية، وهو كيلنا العام في باكستان وكشمير والهند، وكذا عندنا نية في تنصيب وكيلٍ آخر لنا في بعض البلاد الأوروبية وهو من العلماء العراقيين الأجلاء ولكننا لم ننصبه فعليّاً للفحص عنه جيداً، ولو أردنا أن نعيّن آخرين لفعلنا، ولكننا لم نسعَ يوماً أن ندفع أموالاً لأجل ذلك كما يفعل غيرنا ... لأن الآتي بغير رضا الله تعالى يذهب ولا يستقر، فغايتنا رضا المولى المعظَّم إمامنا الحجَّة أرواحنا فداه وليس ثمة شيءٌ آخر خلف ذلك والله يشهد على ما نقول، والعاقبة للمتقين ولكننا نريد للآخرين أن يستخدموا عقولهم في معرفة الحقائق لا أن يكونوا كالأنعام يساقون وهم لا يشعرون صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يفقهون ..!!

2- هل ترون أعلميتكم على غيركم من مراجع التقليد ؟
جوابنا على سؤالكم الثاني :
لو لم نرَ أعلميتنا على غيرنا من مراجع التقليد وما حبانا المولى تعالى به - ولله الشكر ولحجته روحي فداه الفضل - لما سمحنا لأنفسنا التقدم عليهم ومحاسبة أكثرهم بالبينات والحجج الدامغة، سيَّما وأننا أفتينا في رسالتنا العمليّة (التي ستصدر قريباً بعد إلحاح وكيلنا في باكستان وفي هولندا وفي العالم الشيعي) بوجوب تقليد الأعلم، فكيف يصح أن نفتي بوجوب تقليد الأعلم ثم نتصدى لبيان الأحكام الشرعية بتفاصيل أدلتها تنويراً وهدايةً للفقهاء وتعليماً للجاهلين ..؟! فإن تصدي غير الأعلم غير جائزٍ لا سيَّما وأن المصائب التي حلَّت على الشيعة إنَّما هي بسبب تقليد غير الأعلم الأورع، فإن غير الأعلم الأورع لا يتورع عن الحرام بإفتائه المترشح من نفسه الأمّارة بالسوء أجارنا الله تعالى بحقّ ضلع سيِّدة النساء المكسور روحي فداها !

3- هل أحتاج للشاهدين عادلين من أهل الخبرة والعلم من أجل تقليد سماحتكم ؟
جوابنا على سؤالكم الثالث :
يثبت إجتهاد المجتهد العادل والورع بأحد طرق ثلاث : منها شهادة إثنين من أهل الخبرة من العلماء، بل تثبت بشهادة واحد من أهل الخبرة أو الشياع المفيد للإطمئنان أو العلم، وهذان الطريقان متوفران في العبد الفقير الذي إذا أخذتم منه تهتدون إن شاء الله تعالى، لأننا على بينةٍ من أمرنا، فأما الشياع فحاصل في العالم الشيعي حتى من الأعداء إلاَّ المعاندون الخبثاء وهم في الواقع نواصب، وأما المنصفون من العلماء فإنهم يعترفون بإجتهادنا وأما المعاندون فإنهم لا يعتبروننا من المشايخ فضلاً عن كوننا من أهل الإجتهاد، وأما شهادة أهل الخبرة فمتوفرة ولله الحمد، وثمة شهادات لنا من فقهاء لا يناسب عرضها على الملأ، كما أن الإطمئنان كافٍ في الرجوع إلينا، وإلاَّ كيف يرجع المؤمنون إلينا في بيان الفتوى لهم، وهل طلب أحدٌ من (.......................) شهادتين على إجتهاده ؟! وهل وثقه إلاَّ المستفيدون منه والمترنحون على سفرته ؟! وهكذا بقية المرجعيات التي جاءت بها الظروف السياسية والأوضاع الإجتماعية المصحوبة بتمويل التجار ونهيق الأحزاب ونباحها ...
بالإضافة إلى ذلك فإن بحوثنا الفقهية الإستدلالية كافية بحمد الله تعالى لإثبات إجتهادنا بفهم النصوص والإستنباط وهو كافٍ لمن اعتبر وأراد وجه الله، فنحن لا نريد أن نثبت لكم إجتهادنا حتى تقلدونا فإن ذلك يخلُّ في إخلاصنا لله تعالى، وما نملكه من شهادات كافية لصدّ كلّ متطفل بل إن حججنا العلمية كافية بعلو الحقّ مهما حاول الآخرون طمسه والإخفاء عليه..!!. وأضرب لكم مثلاً بسيطاً على أن الشهادة غير معتبرة في هذه الأيام بمن لديه شهادات بالعشرات إن لم يكن بالمئات بفضل المال الذي ينثره هذا المرجع أو ذاك لتثبيت مرجعيته على الشيعة، فها هو محمد حسين فضل الله لديه شهادات إجتهادية من فقهاء ولكن إجتهاده كإجتهاد عمر في مقابل النص، وها هو الخامنئي لا خبرة له في مجال بيان شرح رسالة عملية فضلاً عن الإستدلال الصحيح، وها هي فتاواه العجيبة والغريبة في نمطها وشرعيتها، تُستَحلُّ بقضائه الفروج وتبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء، فلا ثقة له بما عليه ورد، ولا هو أهلٌ لما منه فرَّط من إدعائه علم الحقّ وتسنم عرش الإمامة كذباً وإفتراءاً وجهلاً وطغياناً..!! وهكذا السيد الأصفهاني صاحب كتاب الشيعة والتصحيح لديه شهادة كبرى تثبت إجتهاده من أستاذه الكبير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وكان مرجعاً كبيراً في الأوساط الشيعية وقد فندنا بعض نظرياته، كما فندنا نظريات فقهاء كبار بنظر عامة العلماء كالخميني والمنتظري والنراقي والأنصاري والخوئي في كتبنا الإستدلالية.. أليس هذا كافياً في بيان إجتهادنا الذي حبانا الله تعالى به ..؟! وهل طلب أحد من هذه المرجعيات شهادات تثبت إجتهادهم للرجوع إليهم ؟!  كلا ! والسؤال لماذا ؟ والجواب : ذلك واضح لأن الناس لم يعرفوا الحقّ ليعرفوا أهله بل عرفوا الحق من خلال كثرة الأتباع والأنصار والشهرة وكثرة الرجال والمال ..!! وهل تكفي الشهادة ونفس المشهود كسلان وعن خدمة سيّده نعسان، وإستنباطاته كإستدلال أبي حنيفة وعمر وعثمان وعائشة ..!! اليوم باتت الشهادة على الإجتهاد مخدوشة لوفرة شرائها من هنا وهناك .. واللهِ العظيم أننا نعرف أفراداً لديهم شهادات من فقهاء كبار في قم والنجف قد اشتروها منهم بدفع الأموال والتقريب إلى السلاطين والزعماء والأمراء من الحكام الدينيين الذين بغوا في البلاد وضلوا العباد، وأهلكوا الحرث والنسل..!!
نحن لا رغبة عندنا في عرض ما لدينا من إشكالات ونقوضات على غيرنا من العلماء لولا أننا رأينا الحقّ سيضيع والباطل سيطو على البرية بفتاوى شيعيّة ومرجعيات عليَّا زخرفها المزخرفون وبسط جناحها المتحزبون ..!! إننا ندعوا الآخرين إلى قبول الحقّ الذي نتمسك به ونريد أن نمدَّ يد العون لمن أحبّ الأئمة وعادى أعداءهم ونصر أولياءهم، وهي دعوة طالما دعاها الأنبياء والأولياء أقوامهم غير مبالين بما يجترحه الظالمون عليهم من الكذب والإنتقاص والتشكيك فها هو القرآن الكريم يقصُّ علينا دعوة مؤمن آل فرعون الداعي إلى الله تعالى وإلى أنبيائه بقوله : ﴿وقال الذي آمن يا قوم اتبعونِ أهدكم سبيل الرشاد﴾ ونحن ندعو المؤمنين بالإلتحاق بركب مؤمن آل فرعون في الدعوة إلى الحقّ والركوب في سفينة آل الله من خلال بيان الحقّ وإزهاق الباطل، ونحن بحمد الله تعالى نمسك بزمامها في غيبة إمامنا المعظَّم صاحب الأمر روحي فداه الذي من أجله تحمَّلنا ما كاده لنا النواصب من المخالفين والعفاريت النواصب من الشكّاك بآل محمد من المدَّعين للتشيع من المتلبسين من العلماء والمتدينين وهم أقرب إلى بني العباس من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين..!!

4- ماذا عن أعمالي السابقة كالعبادات والمعاملات هل أحتاج لإعادتها أم لا ؟
جوابنا على سؤالكم الرابع :
كلا لا حاجة لكم في إعادتها إلاَّ فيما كان مخلاً للشروط العبادية الضرورية المطلوبة في الصلاة والصوم والحج والخمس ..كمن يقلِّد من يفتي له بإباحة الصلاة بفقد شرط واجب منها كمن يفتي بطهارة تنجيس المتنجس والصلاة بالثوب المغصوب والحكم بطهارة الكفار والمخالفين وملامستهم برطوبة .. والله تعالى يحفظكم وعيالكم لما فيه الخير والسداد وأن يجعلكم قدوة لغيركم في إتباع الحقّ والدفاع عنه، أبقاكم الله تعالى ذخراً للإسلام والمسلمين ووفقكم لخدمة بقية الله في العالمين مولانا وسيِّدنا صاحب الأمر المهديّ من آل الله تعالى (أرواحنا لتراب نعليه الفداء) والسلام عليكم ورحمته وبركاته .. ونسألكم الدعاء .

حررها الراجي رضا إمام الزمان حجة الله في العالمين مولانا المعظَّم بقيَّة الله الأعظم أرواحنا فداه عبده بل وكلبه الباسط ذراعيه بالوصيد محمد جميل حمود العاملي / بيروت / بتاريخ 8 ربيع الأول 1432هـــ يوم شهادة المولى المعظم الإمام الحسن العسكري عليه السلام، الموافق  13شباط2011م

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=246
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28