• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : ما الفارق بين أصول الدين وأركانه؟ .

ما الفارق بين أصول الدين وأركانه؟

 بسم الله الرحمن الرحيم
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

ما الفرق بين أركان الدين وبين أصول الدين ؟ وهلا ذكرتم لنا بعض الروايات الواردة في بيان كلا المعنيان وما يلحق بهما ؟
وشكرا لكم ونسألكم الدعاء

 

بسمه تعالى
 

الموضوع:الفرق بين أركان الدين وأصول الدين.
 

الفرق بينهما من الناحيَّة اللغويَّة هو أنَّ الركن ما يكون جزءَ الشيء بخلاف الأصل فإنَّه أسفل الشيء أو ما يبتني عليه ذاك الشيء أو ما يكون حقيقةَ ذلك الشيء،مثال ذلك: الكعبة فإنَّ لها أصولاً وأركاناً،فأصولها هي القواعد التي  إبتنت عليه أركانُها وأعمدتُها،إذ إنَّ للبيت العتيق قواعد أساسيَّة في باطن الأرض،وله أركانٌ شُيّدت على تلك القواعد،فأول من بنى القواعد هو أبونا النبيّ آدم عليه السلام ثم جاء من بعده النبيّ إبراهيم خليل الرحمان عليه السلام فرفع تلك القواعد بواسطة أعمدة هي أركان البيت لذا سميّت بالأركان الأربعة،وهذا ما أفصحت عنه الآية 127 من سورة البقرة" وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل.." والمراد من رفع القواعد هو تعلية أصول وقواعد البيت المخبأة في باطن الأرض تحت الكعبة المشرَّفة.ويشهد لهذا قوله تعالى في الآية 26 من سورة النحل" قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخرَّ عليهم السقف من فوقهم.." فالقواعد هي أصول البيوت،وأما السقف فهو ما يبنى على الأركان أو الأعمدة والجدران،فالآية المباركة تشير إلى كيفيَّة تعذيب المشركين بأن أسقط عليهم بيوتهم من أساسها فتضعضعت أركانها عليهم.
والحاصل:

فإنَّ الآيات والأخبار فرّقت بين الأركان والأصول، ،ففي بعض الأخبار ثمة مزجٍ بين الأركان والأصول كما في الخبر المتواتر "بُني الإسلام على خمسٍ: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم ينادَ بشيءٍ ما نودي بالولاية"الوسائل /باب أول /مقدمة العبادات، وفي صحيحة الفضيل بن يسار عن مولانا الصادق عليه السلام قال:بني الإسلام على خمس....ولم يناد بشيءٍ مثل ما نودي بالولاية يوم الغدير .فقد أشار الخبر الشريف إلى الأركان الأربعة وهي:الصوم والزكاة والحج والصلاة،ثم أشار إلى الأصل الأصيل وهو ولاية أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام،إذ بدونه لا قيمة لبقية الفروع والأركان،فلا بدَّ لهذه الأركان من أصلٍ تعتمد عليه وتستلهم الوجود والقوة منه وهو أصل الولاية الذي لولاه لما عُرفَت الصلاة والزكاة والحج والصوم بل لما عُرفَ التوحيد الإلهي والنبوة والرسالة والمعاد والعدل،فجميع هذه الأصول والأركان تتوقف حجيتها على الإعتقاد بإمامة وولاية آل الله تعالى ـــ عنيت بهم أهل بيت العصمة والطهارة صلوات ربي عليهم ـــ وهذه الأخبار الشريفة قد أكدت الآيات المباركة التي دلت على عظمة الولاية وأنه لولاها لما كان لكلّ الأصول والفروع قيمة معتبرة،منها قوله تعالى في آية التبليغ" يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس.." فهي واضحة الدلالة على كون الولاية لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام يوم الغدير  أهمّ الاصول والإعتقادات والأحكام الشرعيَّة والقوانين والتشريعات بدليل قوله" وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته" ورسالته تشمل جميع الأصول والتشريعات والقوانين والدساتير، من هنا أكدت الأخبار الصحيحة في أصول الكافي الشريف هذا المعنى المتقدم بقولهم " لولانا ما عُرف الله ولولانا ما عُبد الله تعالى" معناه أنّ وجود الأئمة الطاهرين عليه السلام سببٌ مستقلٌ لفهم مراد الله تعالى،فلولاهم لما كنا موحدين بحقيقة التوحيد وإلاَّ لكنا كبقيَّة الفرق والمذاهب التي تعبد الله على حرف ولا تعرف شيئاً من حقائق التوحيد من هنا تراهم يعتقدون برؤية الله يوم القيامة كما يرون القمر في ليلة كماله وتمامه حسبما جاء ذلك في أخبار البخاري وأنه عز وجل ينزل على حمار في كل ليلة جمعة يطلب من المسلمين أن يغفر لهم وووو إلخ من خزعبلات بسبب تركهم للولاية،ولمعرفة المزيد راجع كتابنا"الفوائد البهيّة في شرح عقائد الإمامية"على موقعنا في الإنترنت تجد فيه العجائب والغرائب من إعتقادات المخالفين التاركين لولاية أهل البيت عليهم السلام.
فأصول الدين خمسة:التوحيد/العدل/النبوة/الإمامة/المعاد.وهذه الأصول قد أكّدت عليها الآيات والأخبار وأن التارك لها كافرٌ ونجس ومخلّد في النار،وأما أركان الدين فكثيرة تشمل الفروع وبقية الإعتقادات الحقة التي قامت الضرورة الدينية على ثبوتها ووجوب التدين بها.
 

والسلام عليكم
حررت بتاريخ 6ذي الحجة يوم الثلاثاء 1430للهجرة بيد العبد محمّد جميل حمُّود العاملي/بيروت.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=29
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29