• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : اللحوم المعلبة المستوردة من بلاد المخالفين ميتة حرام أكلها .

اللحوم المعلبة المستوردة من بلاد المخالفين ميتة حرام أكلها

الإسم: *****
النص:
السلام عليكم
1-هل الكتابة على علبة الحيوان المذبوح (كالبقر و الغنم و الدجاج ) انه تم ذبحه وفق الشريعة الاسلامية وكذا وجوده في سوق و دكاكين المسلمين كاف (اي الكتابة و وجوده ) في حلية اكله سواء كان الحيوان مستوردا من بلد غير الاسلامي او من بلد اسلامي ؟
2- فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ
التبس علي فهم شطر الاية المباركة 31 من سورة يوسف ( اي وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ ) هل النسوة الفرعونيات او المصريات في زمن يوسف عليه و على نبينا السلام كنّ مؤمنات بالله تعالى الواحد الاحد ؟ أرجو التركيز على نقطة توحيد النسوة ؟
أم هن كنّ مشركات و قصدهن من كامة (الله) الشمس وما شابهها ؟

*****

الموضوع: اللحوم المعلبة  المستوردة من بلاد المخالفين ميتة حرام أكلها.

بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمته وبركاته
جواباً على سؤالكم الأول نقول: الظاهر عندنا بل هو الأقوى حرمة ذبائح المخالفين لأمرين:
الأول:
أنهم منكرون للضرورات القطعية عندنا نحن الإمامية،وكفار بعقيدة وفقه أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وكل من أنكر ضرورة من ضروريات الدين أو كفر بولاية وعصمة أهل البيت صلوات الله عليهم فلا ريب في كفره وقد فصّلنا ذلك في بحثنا الفقهي حول كفر المخالفين في كتاب" معنى الناصبي وحرمة التزاوج معه" فليراجع على موقعنا الألكتروني.
الثاني: أنهم لا يذبحون على القبلة بل يجوز عندهم الذبح على غير القبلة، ومن المعلوم حرمته القطعية عندنا نحن الشيعة الإمامية، فلو ذبح شيعي البقرة على غير القبلة عمداً حرمت الذبيحة وهي ميتة لا يجوز أكلها ولا بيعها ولا إهداؤها أو هبتها، فكل التصرفات بها حرام شرعاً، ودعوى أننا لا نعلم بعدم توجيههم الذبيحة إلى غير القبلة ما يعني حليتها.... هي دعوى باطلة وذلك بسبب علمنا الإجمالي بل والتفصيلي بأنهم لا يوجهون ذبائحهم إلى القبلة، بالإضافة إلى أن إنكارهم للضرورات القطعية كاف في حرمة ذبائحهم حتى ولو وجهوها إلى القبلة، فالأمر الثاني كافٍ في تحريم ذبائحهم لمن اعتقد حلية ذبائح المخالفين، فهو نظير الشيعي الذي يترك توجيه الذبيحة إلى القبلة عمداً فتحرم بسبب ذلك مع كونه مؤمناً إمامياً، فمجرد كونه شيعياً لا تحل ذبيحته فيما لو ترك توجيهها إلى القبلة، وهكذا الحال بالنسبة إلى السني فإن ذبيحته التي لم يوجهها إلى القبلة تكون محرّمة على الشيعي لعلمه الإجمالي المحصور في أماكن الذبح بأنه لم يوجهها إلى القبلة، هذا كله بناءً على من قال بصحة ذبيحة المخالفين وهو عندنا باطل جملةً وتفصيلاً لأنهم منكرون لولاية أئمتنا الطاهرين عليهم السلام ومنكرون لمعتقداتنا وفقهنا، فكيف يمكننا أن نستبيح لحوم ذبائحهم والأكل من طعامهم والشراب من شرابهم صنعوه بأيديهم التي هي أنجس من أيادي النصارى واليهود والمجوس.... وبالتالي فلو كتبوا على العلبات الخاصة باللحوم المثلجة بأنها ذبحت على الطريقة الإسلامية غير كافٍ في حليتها ما دام ذبحها بواسطة من اعتبرناه كافراً، والكافر لا يجوز إستباحة ذبيحته لأنها ميتة، وهذا الحكم يشمل البلاد الإسلامية وغير الإسلامية بطريق أولى.
   وأما جوابنا على سؤالكم الثاني فنقول: الظاهر من الآية هو أن النساء الفرعونيات مع العزيز وزليخا كانوا من المقرين بوجود الله تعالى ولكنهم عبدوا الأصنام ظناً منهم أنها توصلهم إلى الله تعالى كما كان يفعل مشركوا الجزيرة العربية قبل مجيء رسالة الإسلام، فقول النسوة ﴿ حاشا لله﴾ كررنها مرتين: المرة الأولى قالوها لزليخا عندما نعتوها بالخيانة فأرادت أن توقعهنّ بغرامهن له لشدة جماله فحكى الله تعالى عنها بقوله﴿ فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكئاً وأتت كلّ واحدة منهن سكيناً وقالت أخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله..﴾ .
 والمرة الثانية قالوها عندما حقق معهن ملك مصر حيث قال لهن﴿ ..ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه ﴾ فقلن له﴿ حاشا لله﴾ فالملك وزوجته وهن كانوا مؤمنين بالله تعالى إلا أنهم جعلوا له شفعاء من الأصنام، ويشهد على إيمانهم بالله تعالى ـــ مضافاً إلى ما ذكرنا ـــ قول زليخا لزوجها العزيز ﴿ قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين﴾ فإقرارها بأن الله تعالى لا يهدي كيد الكافرين دلالة واضحة على إيمانها بالله تعالى، كما أن إقرارها بالربوبية لله تعالى أمام زوجها دلالة أخرى على إيمان زوجها العزيز بالله تعالى وإلا لو لم يكن مؤمناً بالله تعالى لما جاز لها أن تقر بأن الله تعالى لا يهدي كيد الخائنين ولكان عاقبها على إقرارها بمن يكفر به، فعدم معاقبته لها على إقرارها بالله تعالى وإقرار النسوة أمام العزيز  لدلالة واضحة أخرى على إيمان الجميع بالله تبارك وتعالى...وما يؤكد هذا وجود خبر يدل على أن زليخا لمَّا غلقت الأبواب غطت صنماً لها كان في غرفتها إستحاءً منه فسألها النبيُّ يوسف عليه السلام عن السر بتغطيته ـــ وهو كان عالماً به ـــ فقالت: "أستحي أن يرانا"، فأجابها بأنك تستحين من صنمك وهو لا يسمع ولا يبصر ولا أستحي أنا من ربي؟! ".
 وبالجملة: لم يكن النسوة موحدات بالمعنى الذي نعتقده نحن الشيعة الإمامية من إستحالة وجود شريك لله تعالى أو وجود واسطة صنمية تشفع عند الله تعالى بل كنَّ مؤمنات بوجود الله تعالى مع إعتقادهنَّ بوجود شفعاء من الأصنام، وإيمانهنَّ كإيمان النصارى واليهود وغيرهنّ من الملل الباطلة يؤمنون بوجود الله تبارك شأنه إلا أنهم يجعلون المسيح إبناً لله تعالى بالولادة المادية كما أنهم يعتقدون بأن الله تعالى اتحد بالسيدة مريم عليه السلام كما اتحد بإبنها السيد المسيح عليه السلام ، كما يعتقدون بالتجسيم الإلهي وكذلك اليهود والمخالفون حيث روى البخارى بأن المؤمنين يرون الله تعالى يوم القيامة كما يرون القمر في ليلة تمامه...فهؤلاء كلهم يؤمنون بوجود الله تعالى إلا أنهم جعلوا الله تعالى جسماً قابلاً للحيّز والمادة بل هو فرع منها والعياذ بالله تعالى، فالإيمان بالله تعالى أعم من أن يكون المؤمن به موحداً، فليس كل مؤمن موحداً في حين أن كلَّ موحدٍ مؤمناً، فالقضية على نحو العموم والخصوص من وجه في القضية المنطقية، يرجى التأمل، والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 

العبد الأحقر خادم الحجَّة من آل الله تعالى / محمد جميل حمود العاملي ـــ بيروت بتاريخ 24 ربيع الثاني 1433هــ.


 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=320
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28