• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : لماذا لم يسمّ الله تعالى إسم أمير المؤمنين علي عليه السلام في القرآن الكريم؟! .

لماذا لم يسمّ الله تعالى إسم أمير المؤمنين علي عليه السلام في القرآن الكريم؟!

 

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة اية الله المرجع الديني العلامة الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سماحة المرجع الديني
عندي مسألة دام الله ظلكم علينا وعلى جميع الأخوة المؤمنين

 

العلامة الشيخ المفيد يذكر في كتابه النكت الاعتقادية -ص35-يعرف اللطف -(هو ما يقرب المكلف معه من الطاعة ويبعده عن المعصية )-وفي ص-45-(اللطف واجب على الله تعالى )
والعلامة ابن المطهر الحلي في كتابه القيم الالفين الفارق بين الصدق والمين -ص65-( خلق الامام وتمكينه بالقدرة والعلوم والنص عليه باسمه ونسبه وهذا واجب على الله )
والله عز وجل يصف كتابه العزيز باوصاف يستحيل معها تجاهل ذكر قضيه النص على  الامام باسمه
مثال الاية المباركة من سورة الانعام 141( افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا ) والاية الكريمة من سورة هود اية 1 ( الر كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) والاية الكريم من سورة الاسراء اية 9 ( ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا) وغير من الايات الكريم
السؤال مولانا سماحة المرجع الديني لماذا لم ينص الله عزوجل على اسم امير المؤمنين وان الامامة فية والائمة الاحد عشر من صلبه هم قادة الامة صراحة في القران الكريم مع انه لطف يحصل للمكلفين وتقام به الحجة
واللطف واجب عليه سبحانه واخلاله بالواجب قبح والقبح يستحيل منه عزوجل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

 

الموضوع : لماذا لم يسمّ الله تعالى إسم أمير المؤمنين علي عليه السلام في القرآن الكريم؟!

 

بسمه تعالى
 

 

السلام عليكم ورحمته وبركاته
      عدم ذكر إسم سيدنا الإمام الأكبر أمير المؤمنين أبي الحسن عليّ صلى الله عليه وآله في القرآن الكريم لا يستلزم بطلان اللطف الإلهي في الإمامة الكبرى وإلا لبطلت سفارة عامة الأنبياء الكرام والأوصياء والأولياء الكبار الذين لم تُذكر أسماؤهم في القرآن الكريم ونخص بالذكر العبد الصالح الخضر عليه السلام معلِّم النبي موسى عليه السلام، وكذلك وصيّه يوشع بن نون وغيرهما من الأولياء والأنبياء العظام حيث لم يأتِ القرآن الكريم على ذكر أسمائهم مع كونهم من المقربين عنده تعالى وممن أوجب الله تعالى طاعتهم وأمر بمتابعتهم، ولم يؤثر ذلك في لطف نبوتهم وولايتهم ووصايتهم، فما يجري عليهم يجري على ساداتنا العظام من أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم فقد أشار إليهم تلويحاً وتلميحاً في آيات لا يمكن إنطباقها على غيرهم بسبب دلالتها على عصمتهم وطهارتهم وعلو قدرهم، وربّ مخفيّ الإسم ولكنه معروف بالوصف، من هنا ورد في المثل الأدبي:" ربّ كناية أبلغ من تصريح" والكناية عبارة عن لفظٍ أُريد به لازم معناه، وقد ذكر علماء البلاغة إن من أسباب الكناية التنبيه على عظمة المكنى وذكروا شواهد عليه كتكنية الله تعالى ملكه الواسع بالكرسي وقدرته بالإستواء على العرش بقوله تعالىالرحمان على العرش استوى، بل إنه تعالى ذكر نفسه بالصفات في كثير من الآيات للتدليل على عظمته بإخفاء ذاته بإظهار صفاته، وهكذا بالنسبة إلى أوليائه المطهرين عليهم السلام ذكرهم بصفاتهم وأوصافهم ولم يذكرهم بأسمائهم للنكتة التي أشرنا إليها فإنه تعالى إذا أحبّ عبداً أخفاه بين خلقه فجعله كالجوهرة لا يستهدي عليها إلا العاشقون لها أو كالمرأة الحسناء يخفيها زوجها عن عيون النظار، من هنا أخفى سيدنا ومولانا أمير المؤمنين عليّاً وأهل بيته المطهرين عليهم السلام بخفاء جماله وستر جلاله، لأن الجمال لا يصح أن يعرض على عامة السفلة وقطاع الطرق فيؤدي إلى الإغتصاب والهتك وإباحة الأعراض..ولا يشكل عليناأحدٌ بظهور إسم رسول الله محمد صلى الله عليه وآله في عدة آيات.. وذلك لأن ذكره في آيات مما اقتضاه الوحي القرآني لحكمة التشريع والإعتقاد به كنبيّ مرسل كشف عن أوليائه وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام في مئات المناسبات والمقامات وكذلك ما أفصح عنه القرآن الكريم حيث أفصح عن ذكرهم بأوصافهم الكريمة ...وفي مقابل ظهور إسمه المبارك فهناك آيات لم يظهر إسمه فيها بل ذكر بأفضل التعظيم بأوصاف كريمة كطه وياسين فقد لقبه بهذه الأوصاف تشريفاً وتعظيماً بخلاف الإسم فليس فيه ثمة تعظيم كما هو في الكنية أو اللقب... فيرجى التدبر.
      وقد أشار مولانا الإمام المعظّم أبي عبد الله الصادق عليه السلام بأفضل الأجوبة النقضية حيث أجاب عن سؤالكم الكريم بما ورد عنه في أصول الكافي ج1 ص 286باب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة عليهم السلام واحداً فواحداً في صحيحة أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" فقال: نزلت في عليِّ بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام: فقلت له: إن الناس يقولون: فما له لم يسم عليَّاً وأهل بيته عليهم السلام في كتاب الله عز و جل؟ قال: فقال: قولوا لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم، ونزل الحج فلم يقل لهم: طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" ـــ ونزلت في علي والحسن والحسين ـــ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: في علي: من كنت مولاه، فعلي مولاه، وقال صلى الله عليه وآله أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي، فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض، فأعطاني ذلك وقال: لا تعلموهم فهم أعلم منكم، وقال: إنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ضلالة، فلو سكت رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يبين من أهل بيته، لادعاها آل فلان وآل فلان، لكن الله عز وجل أنزله في كتابه تصديقا لنبيه صلى الله عليه وآله "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام، فأدخلهم رسول الله صلى الله عليه وآله تحت الكساء في بيت أم سلمة، ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي، فقالت أم سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله كان علي أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وإقامته للناس وأخذه بيده، فلما مضى علي لم يكن يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا واحدا من ولده إذا لقال الحسن والحسين: إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلغ فينا رسول الله صلى الله عليه وآله كما بلغ فيك وأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك، فلما مضى علي عليه السلام كان الحسن عليه السلام أولى بها لكبره، فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك والله عز وجل يقول: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك وبلغ في رسول الله صلى الله عليه وآله كما بلغ فيك وفي أبيك وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك، فلما صارت إلى الحسين عليه السلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه، لو أرادا أن يصرفا الامر عنه ولم يكونا ليفعلا ثم صارت حين أفضت إلى الحسين عليه السلام فجرى تأويل هذه الآية " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين، ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي عليه السلام. وقال: الرجس هو الشك، والله لا نشك في ربنا أبدا.".إنتهى.
 وبما تقدَّم يتضح الجواب عما قاله العلامة الحلي:" خلق الامام وتمكينه بالقدرة والعلوم والنص عليه باسمه ونسبه وهذا واجب على الله"  فقد أشار النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله على وجوب الإمامة وبالتالي دل المكلفين على وجوب التمسك بإمامة أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، فقد ذكر أسماءهم واحداً تلو الآخر وبهذا يكون قد قام بما أوجبه الله تعالى عليه من بيان أمر الإمامة والولاية لأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام وهو عين اللطف الواجب في الإمامة لأن ما يقوله النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله هو نفس ما يريده الله تعالى إن هوإلا وحيٌّ يوحى علَّمه شديد القوى يا أيها الرسول بلِّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته.. واليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فكل هذه الآيات دلالة واضحة على بلاغ رسول الله محمد صلى الله عليه وآله بحق أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين عليهم السلام..
  ويمكننا أن نلخص لكم الحكمة من وراء خفاء الإسم في القرآن الكريم إلى الوجوه الآتية:
الوجه الأول: للحفاظ على جمال المحبوب وجلاله.
الوجه الثاني: لتعظيم المحبوب بإظهار صفاته دون أسمائه.
الوجه الثالث: ليكون خفاء الإسم فتنةً لعباده، إذ لو كان معروفاً بإسمه لما اختلف عليه إثنان من المسلمين، فينتفي الإمتحان والتمحيص.
الوجه الرابع: ليعلم من يطيع الرسول ممن ينقلب على عقبيه.
والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 

عبد الحجة القائم محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 14 رجب الأصب 1433هــ.


 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=417
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19