• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : عائشة أولى وأوجب بأن تنعت بالحطّ من قدر رسول الله صلى الله عليه وآله لمَّا قذفت زوجته مارية القبطية بالزنا .

عائشة أولى وأوجب بأن تنعت بالحطّ من قدر رسول الله صلى الله عليه وآله لمَّا قذفت زوجته مارية القبطية بالزنا

 الإسم: *****

النص: بسم الله الرحمن الرحيم ، ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، سماحة الشيخ الجليل ، إني كنت قد جئتكم سائلا مستفسرا ( وأنا من عوام الشيعة المتعلمين من علمائهم الأجلاء وأنت واحد من هؤلاء العلماء ) في قضية الفاحشة عند عائشة ، فأما إسمي المستعار : معاتب ، فإنه ليس عتابا لكم ولا عليكم إنما كنت أعاتب به من هم من غير مدرسة أهل البيت على قدر علمي القليل ولست أنا من أهل الإختصاص في البحث والإستدلال / وأما عتابكم لي فأنا أستحقه من حيث تركت البسملة والتسليم في سؤالي السابق لا تجاهلا لآداب الإسلام العظيم إنما إختصارا ، وأسأل الله سبحانه أن يحفظكم وباقي علماء شيعة أهل البيت ونسأله عز وجل أن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا وأستغفر الله لي ولكم / أما عنوان جوابكم فكان (معاتب حبا لعائشة) فالحقيقة إنني لا أحب إلا أولياء الله محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والسجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والزكي العسكري والخلف الحجة المهدي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أوالي من والوا وأتبرأ ممن تبرأوا / ولست مقلدا للسيد الخامنئي إنما أنا طالب للطب عمري 23 أسكن في بغداد الجوادين أقلد... السيستاني حفظه الله وحفظكم وحفظ الله جميع علماء مدرسة أهل البيت / أما كتب العامة والفضائح فيها ، فإني لا أظن فيها إلا مؤامرة على الرسول الأعظم وأهل بيته وتشويها لعقائد الإسلام ولعبا واستهزائا وشركا وفسقا وضلالا ، وأعانكم الله حيث حققتم في هذه الكتب الموبوءة التي يسمونها بالصحاح وكشفتم ما فيها من انحراف ، وأنا أعاني مثلكم تقريبا من التحقيق مناهج الطب الغربية الإباحية / أطلت عليكم وأزعجتكم ولا أتمنى إلا كلمة قصيرة ناصحة أخيرة منكم ، مع إنني أردت الدفاع عن رسول الله الأعظم وأهل بيته لا غيرهم ويبقى أن أقول أن علمي من كلام للسيد المرتضى علم الهدى والعلامة المجلسي والشيخ الوائلي رحمة الله عليهم وغيرهم من علماء مدرسة اهل البيت قالوا أنه ما زنت امرأة نبي قط وأن الفاحشة منهن خيانة في العقيدة فقط وحقدا أعمى وسوء خلق دون أن يصل إنحطاطا للزنى وانحرافا جنسيا كما روت المدارس الأخرى ، نستجير بالله وهو العالم ونسأله الثبات على ولاية آل محمد والبراءة من عدوهم ، ولقد اشتدت الفتن بنا جميعا لا عليكم فقط ، ونعوذ بالله من الظلم والظالمين ، وأسأل الله أن يعجل فرجنا وفرجكم وفرج العالم بإمامنا ومولانا وقائدنا بقية الله وولي الله الأعظم وهو العالم الذي سيكشف الحقائق أرواحنا لتراب نعليه الفداء ووهبنا الله رأفته ورحمته ورضاه ونصرته ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
 
 
الموضوع الفقهي: عائشة أولى وأوجب بأن تنعت بالحطّ من قدر رسول الله صلى الله عليه وآله لمَّا قذفت زوجته مارية القبطية بالزنا.
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمته وبركاته
     نقبل عذركم وسامحكم الله وغفر الله لنا ولكم ونسأله تعالى العافية في الدين وأن يلهمنا اليقين ويجعلنا من خدمة دينه وأن يخلص نياتنا في خدمة وليِّه الأعظم الحجة بن الحسن عليهما السلام ونتمنى لكم التوفيق والتسديد والله وليّ التوفيق.
 وقولكم بأنكم اعتمدتم في تنزيه عائشة على أقوال بعض العلماء كالسيد المرتضى والمجلسي والوائلي مع أن الوائلي ليس من أهل التحقيق بل هو خطيب ومعلوم التوجه باعتباره من دعاة الوحدة الإسلامية المبتدعة فكلامه مخدوش ككلام غيره ممن دافع عن عائشة ودليله نفس دليلهم فلم يأتِ الوائلي بشيء يميِّزه عن غيره، ولا خير في دليل منقولٍ، فضلاً عن كونه ركيكاً موهوناً... ووراء الأكمة ما وراءها..!! وأما المرتضى والمجلسي فأيضاً لم يحققا في المسألة بل هما ناقلان لرأي الطوسي الناقل بدوره أيضاً عن إبن عباس وهو أول القائلين بأن نعت عائشة بالزنا يعتبر تنقيصاً بحق النبيّ محمد صلى الله عليه وآله، ولو فسح لنا المجال بالكلام لنقلنا لكم ما اشتبه به المرتضى لكنتم نبذتم الإستشهاد بكلامه بل ولكنتم تمنيتم أن لا تركنوا إلى شيء من أقواله ولكننا نحيل ذلك إلى وقت آخر نضطر عند الضرورة إلى بيانها، وأما اعتمادكم على رأي المجلسي فهو كنظير رأي المرتضى بل إن اعتراض المجلسي (غفر الله تعالى له) على الأخبار التي رواها عن فاحشة عائشة ثم إحالتها إلى علم الله تعالى من دون الأخذ بها.. دونه خرط القتاد، وردنا عليه سجلناه في كتابنا(خيانة عائشة..) ونختزله ههنا بقولنا بأن المجلسي بعَّض وجزَّأ في الأخذ بالأخبار مع كونه إخبارياً يأخذ بكل خبر ..! بالإضافة إلى أن رده الاخبار ليس من شيم مسلكه الإخباري ونحن نجيبه بما رد به هو شخصياً على السيد المرتضى في مقام تفنيده لرأي المرتضى الرافض لحضور النبي وأهل بيته على المحتضرين بأن ما قام به المرتضى من" تأويلات هو رد للأخبار وطعن في الآثار" فمن فمه ندينه بأن ما فعله من رد الأخبار الدالة على فاحشة عائشة إنما هو رد للأخبار وطعن في الآثار!..وبالغض عن كل ذلك فإن أقوال هؤلاء العلماء ليس نهاية الدنيا ولا أنه الحق الصراح الذي لا يشوبه نقص لأنهم أناس معرضون للسهو والنسيان ولم يدَّعِ أحدٌ من الإمامية بأن أقوالهم حجة شرعية بالمطلق بل الحجية تابعة للمدرك والدليل والبرهان(قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) فما أبدوه من آراء ضعيفة لا تصلح للرد عليها ـــ ومع كل ذلك فقد رددناها ونسفناها في اليم نسفاً ـــ هو تعبير عن مداركهم العقلية التي لا يتعبدنا الله تعالى بها ولا يجوز لمؤمن أن يتعبد الله تعالى بها ما دام الباب مفتوحاً للإجتهاد في فهم الأخبار وهو ما قمنا به وأجلينا الغموض عنه بشكل أزاح الستار عن دعوى إستحالة صدور الفاحشة من بعض أزواج النبي بعد موته وقطع كل علاقة بأزواجه تماماً كقطع الزوج علاقته بزوجته حال موتها وكذلك العكس فما يقوم به أحدهما لا ربط له بالآخر، وبالتالي فإن ما قامت به عائشة بعد موت النبيّ صلى الله عليه وآله لا ربط للنبي به ولا يجوز شرعاً التغطية على المنكرات الحاصلة من عائشة وأمثالها تحت ستار أنها زوجة النبي ويحق لها أن تفعل كل شيء بإسم النبي أو أنه لا يجوز لأحد الإنكار عليها لأنها كانت زوجة النبي..!!! وعائشة ليست معصومة حتى يستبعد الغيارى والمحبون صدور الفاحشة منها ومقدماته كإرضاع الكبير الذي تفردت به دون غيرها من الصحابة ونساء النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله ..ولا أنها من ذوات الحجى وأهل التقوى حتى يتحرج هؤلاء من ذكر الأخبار الناعتة لها بالزنا فيطرحون الأخبار الصحيحة لأجل عيون عائشة؟! سبحانك ربَّنا ما هذا الحب الكبير لها من سادة محسوبين على التشيّع وآل البيت عليهم السلام..؟!! ولا ولن يقنعنا أحد بأنهم دافعوا ولا يزالون يدافعون عنها لأجل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بل إنما دفاعهم عنها إعتقاداً منهم بأنها أهل ومحل للدفاع مع إعتقادهم بأنها تفردت بفتوى إرضاع الكبير بل وأرضعته أيضاً...!!.
   وكيف تتجرأ هي بنعت مارية القبطية بالزنا ولا يتجرأ المجلسي وأمثاله بما كانت هي جريئة بقذفه على مارية القبطية رضي الله عنها مع وجود فرق بين جرأتنا عليها بدليل وبرهان وبيّنة شرعية دلت عليه الأخبار وكشفت عن حالها أخبار الوحي والسماء وبين جرأتها على مارية القبطية (سلام الله عليها) الخالية من أي دليل وبرهان..؟! مع التأكيد على أن قذفها لمارية لم يستوجب على المجلسي والمرتضى والوائلي والغيارى على عرض رسول الله أن يعدوا قذف عائشة لمارية تنقيصاً بمقام النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله..!؟ فهل أن باء عائشة تجر الإسم بعده ولا يجر حرف مارية..؟! فلماذا يعدُّ نعت عائشة بالزنا تنقيصاً ولا يعدُّ نعت عائشة لمارية بالزنا تنقيصاً مع أن القذفين من وادٍ واحد والمرأتين هما زوجتان لنبيّ واحد..!؟ فهل يجوز نعتنا بأننا نقصنا من شرف النبي الأكرم محمد ــ الذي نزهناه في كتابنا في علم اليقين في تنزيه سيد المرسلين عن العبوس في وجه الأعمى بما لم ينزهه أحد ممن سبقنا لا المجلسي ولا المرتضى ولا الوائلي وغيرهم ـــ  ولا يجوز نعت عائشة بأنها تعرضت لعرض النبي في حياته ولم يعتبرها أحد من الغيارى على عرض النبي بأنها نقصت من مقام زوجها كنبيّ عظيم...؟! ولماذا لم تقم حمية إبن عباس المتبجح بالدفاع عن عائشة باعتبارها عرض رسول الله ولم ينبث ببنت شفة بالدفاع عن مارية القبطية مع أنها عرض رسول الله ..؟! ولماذا لم يعتبر المسلمون كلام عائشة تنقيصاً بمقام رسول الله حتى تخرج علينا ثلة موتورة ومغمورة فتعجز عن الإستدلال والبرهان فتتمسك بقول إبن عباس والطوسي وفلان وعلتان ؟! وهل أن إبن عباس والمرتضى والمجلسي وغيرهما ممن قلَّدوا إبن عباس كالخشب المسندة غيارى على عرض رسول الله ولا يكون نفس رسول الله أغير على عرضه منهم..؟! فلماذا لم يتفوه النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله ببنت شفة على عائشة لما قذفت زوجته مارية بالزنا وأن إبنه إبراهيم من العبد القبطي..؟! أسئلة برسم الإجابة من الغيارى على عائشة حتى نرد عليها.... ونسأله تعالى أن يمكننا بالرد في كتاب آخر عن عائشة نفند فيه كلّ الشبهات التي حاكها الغيارى على عائشة ليسفر الصبح لذي عينين ...ونحن نكرر السؤال: لماذا يعدُّ نعتنا لعائشة بالفاحشة تنقيصاً برسول الله ولا يعدُّ قذفها لمولاتنا مارية القبطية تنقيصاً منها لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله مع إتفاق الإمامية بأن عائشة قذفت مارية؟! ولماذا لم يعنف المسلمون والتابعون إلى يومنا هذا عائشة بأنها نعتت مارية بالزنا وأنها نقصت من مقام النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله..!؟ وإننا نتحدى كل من يبالغ بالدفاع عن عائشة من علماء الشيعة أن يخرج على الملأ وعلى الفضائيات ويعلن بأن عائشة نقصت من مقام النبي الأكرم بسبب قذفها مارية القبطية... وإلا فإن الغمز بقناتنا وبقناة كل من تعرض لعائشة بما كانت عليه من الخطايا والذنوب يعتبر تجرؤاً علينا وإنتهاكاً لإيماننا وديننا وطعناً على إسلامنا سوف لن يدعه الله تعالى يوم لا ينفع نفساً قذفتنا بالأضاليل ونعتتنا بالأراجيف حتى بالغ بعض الجهلة من المعممين بتنقيصنا ومن صنّف في فاحشة عائشة بأننا كذا وكذا مع أنهم هم المتصفون بتلكم الصفات والخارجون عن زمرة العلم والعلماء بجهلهم المركب وبما جنوه علينا من النعوت التي لا تصدر من متعلم فضلاً عن عالم.. فالله تعالى حاكم بيننا وبينهم يوم لا ولن تنفعهم ولاية زيدٍ وعمروٍ أبداً...وإن شاءوا المباهلة فنحن مستعدون..!...إنهم غوغائيون ويناطحوننا من وراء جدر بأسهم بينهم عظيم ولو كانوا علماء وأعدوا للعلم عدّة لكانوا دعونا إلى مناظرتهم أمام الملأ وعبر كتبهم إن كانوا أهلاً للتصنيف والتأليف ولنُري الشيعة منهم ما كانوا منا يسخرون وإيانا ينتقصون..! إنهم يستقوون علينا بإعلامهم وقدراتهم المالية وكثرتهم العددية الحاصلة بمرهم الدينار والدرهم فاستخفوا بنا بسبب قلة الناصر والمعين ولنا أسوة بأمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ولكنهم نسوا بأن الحق لا يعرف عدداً ولا يحترم منصباً ليس فيه تقوى وليس لله فيه رضا...!.
 وأخيراً: نحن لمّا وجدنا فيكم التواضع بالإنصياع للحق ووجدنا فيكم الإيمان والإخلاص، ننصحكم بالتأمل في حكمة أمير المؤمنين وإمام المتقين عليّ عليه السلام القائل:( أعرف الحق تعرف أهله) فإنكم سوف تحلقون في سماء المعرفة واليقين والصعود على مدارج الحقيقة.... كما ننصحكم بالتأمل والتدبر جيداً في كتابنا (خيانة عائشة بين الإستحالة والواقع) فإنه قد نال رضا الحجج من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ونحن لا ندعي والله يشهد والإمام الحجة أرواحنا فداه يشهد على ما نقول (ولا ينبئك مثل خبير) وهو حسبنا والحجج درعنا بهم نصول وبهم نجول وبهم نفوز وننتصر ولأجلهم نموت ونحيا وصلى الله على رسوله الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين لا سيما القائم الحجة أرواحنا فداه وصلى الله عليه وآله وجعلنا من خيرة أعوانه وخدامه والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 
حررها عبد الحجة القائم صلى الله عليه آله
محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت
بتاريخ 7 ذو القعدة 1433هــ.
 
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=597
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28