• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : يحرم التشبيب (المغازلة) بالمرأة الأجنبيّة عبر المواقع الإلكترونيّة وغيرها من وسائل الإتصالات .

يحرم التشبيب (المغازلة) بالمرأة الأجنبيّة عبر المواقع الإلكترونيّة وغيرها من وسائل الإتصالات

الإسم:  *****
النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تعرفت على شاب عن طريق الفاس بوك هو في العراق وانا في مصر وتكلمنا على التليفون ثم تطورت العلاقة الى كلام في الجنس حيث تمتعنا مع بعض عن طريق التليفون دون ان نعقد عقد المتعة فيما بيننا ..
هل يحق لنا الزواج أم لا ؟ وهل الكلام عن طريق التليفون يؤدي الى التحريم ام فقط العلاقة الكاملة المباشرة ؟ افيدوني جزاكم الله خيرا ؟

 

 

الموضوع الفقهي : يحرم التشبيب (المغازلة) بالمرأة الأجنبيّة عبر المواقع الإلكترونيّة وغيرها من وسائل الإتصالات.
بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمته وبركاته
     لا يجوز للرجل والمرأة أن يتغازلا مع بعضهما البعض عبر الأنترنت أو التلفون أو الرسالة وما شابه ذلك لأنه من التشبيب بالمرأة الأجنبية المؤدية إلى إثارة الغرائز الجنسية المؤدية إلى اللقاء الحرام، والتشبيب بالأجنبية والخلوة بها ولو عبر الانترنت أو الفيس بوك والتلفون يكون مصداقاً من مصاديق مقدمات الزنا لقوله تعالى(ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً)الإسراء 32 والمراد من (ولا تقربوا) النهي عن الإقتراب سواء عبر التلفون أو الفيس بوك أو أي وسيلة أخرى توجب الخلوة بالمرأة الأجنبية،والنهي عن الإقتراب يعني النهي عن الوصول إلى الفاحشة الفعلية وهي الزنى والعياذ بالله تعالى مع أن هذه المقدمات هي مقدمات حرام، فقد جاء في النصوص الشريفة أن العين تزني وزناها النظر الحرام واليد تزني وزناها اللمس الحرام والفم يزني وزناه القبلة الحرام والرجل تزني وناها المشي إلى الحرام، ففي خبر عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال:( ما من أحد إلا وهو يصيب حظاً من الزنا، فزنا العينين النظر وزنا الفم القبلة وزنا اليدين اللمس، صدق الفرج ذلك أو كذب).وفي خبر آخر:( النظرة سهم من سهام إبليس) فإذا ما كانت النظرة سهماً من سهام إبليس فكيف الحال لو أثارت المرأة الرجلَ بالكلام المثير وأثارها بما يخرجها عن طورها...؟!.
     والحاصل: لا بدّ من العقد حتى تجوز الخلوة عن طريق الفيس بوك أو البريد الإلكتروني أو التليفون والرسالة الخطية، والمراد من العقد هو إنشاء الصيغة بالإيجاب والقبول اللفظيين الصريحين،أي يجب في الصيغة أن تكون لفظية مسموعة من طرف الزوجة إلى الزوج ومن طرف الزوج إلى الزوجة، وبمعنى آخر يجب في صيغة العقد التلفظ بالإيجاب والقبول من قبل الطرفين الانثى والذكر، فتقول له أولاً بحيث يسمعها:(زوجتك نفسي بمهر قدره كذا إلى مدة كذا) ويقولها لها:(قبلت)، هذا إذا كان العقد منقطعاً، وللعقد الدائم صيغة مختلفة فارجعي إلى رسالتنا العملية(وسيلة المتقين) الجزء الثاني/الفصل الأول ــ شرائط العقد ، كما يشترط في الصيغة تعيين الزوج والزوجة على وجهٍ يمتازان عن غيرهما بالإسم والاوصاف وإلا بطل العقد، ولا يمكن العقد عبر المواقع الالكترونية لأن أكثرها مزيف ويوجب الريبة ،ويمكن التلاعب بمشاعر المرأة ثم الإفلات منها فتبقى المرأة عرضة للنيل منها بسوء، فلا بد للمرأة إذا أرادت الزواج، عليها أن تتعرف على الطالب لها بالقدوم إلى بيت أهلها، فإن كان مؤمناً شيعياً فيعقدان لإبنتهما عليه بالعقد المنقطع ليكون جلوسه مع إبنتهما جلوساً شرعياً من حيث النظرة أو لمسة اليد والتحدث مع بعضهما البعض للتفاهم على العيش سوية في حال القبول للزواج...نعم إذا اطمأنت وقطعت بأن من تكلم معها صادق يمكن ساعتئذٍ أن يعقدا على بعضهما عبر التليفون مباشرة وليس عبر المكالمة المسجلة بل يجب أن يكون الكلام مع بعضهما مباشرة بحيث تسأله فيجيبها، ولا يصح بغير التليفون مطلقاً، ويجب عليك مراعاة الإستئذان من وليّ أمرك وهو الأب في حال أدَّى زواجُكِ بالمنقطع إلى إدخال العار على والدك أو جدك وإلا فيجوز من دون إستئذان في حال وجود رغبة لديك خوفاً من الوقوع في الحرام...وأما سؤالك الأصلي وهو:( وتكلمنا على التليفون ثم تطورت العلاقة الى كلام في الجنس حيث تمتعنا مع بعض عن طريق التليفون دون ان نعقد عقد المتعة فيما بيننا .. هل يحق لنا الزواج أم لا ؟ وهل الكلام عن طريق التليفون يؤدي الى التحريم ام فقط العلاقة الكاملة المباشرة؟)..فجوابه التالي: إن أصل كلامكما على التليفون بالغرام والجنس من دون عقد شرعي هو من أعظم الكبائر عند الله وتوجب أليم العذاب، فيجب التوبة منه وعدم العود إليه مرة أخرى، ومع كون الكلام على التليفون حراماً فإنه لا يوجب تحريم الزواج على بعضكما بل يجوز لكما العقد والزواج، وحتى يكون الزواج صحيحاً يجب أن يكون الزوج شيعياً إثنى عشرياً على الأقوى عندنا فلا يجوز للفتاة الشيعية أن تعقد على المخالف لا دواماً ولا إنقطاعاً، هذا على فرض كون الشاب مخالفاً وأنت شيعية، وأما إذا كنت مخالفة يجب عليك ترك الإعتقاد بأبي بكر وعمر وعثمان حتى يمكن للشاب الشيعي أن يعقد عليك فيما لو كان يقلدنا ويرجع إلينا بالفتوى لأننا نشترط على الرجل والمرأة أن يكونا شيعيين ليصح العقد، والله تعالى العالم.
وفقكم الله تعالى وحفظم والسلام عليكم ورحمته وبركاته
 

حررها العبد الشيخ محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 21ذي القعدة 1433هــ.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=614
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29