• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : أخبار التقية لا تعبّر عن الواقع وهي لمصلحة المكلَّفين .

أخبار التقية لا تعبّر عن الواقع وهي لمصلحة المكلَّفين

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني الكبير أية الله المحقق الحجة الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله الوارف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

مولانا الى سماحتكم الاستفسار الاتي ونامل منكم الاجابة الوافية
الائمة سلام الله عليهم كثيرا ما كانوا يفتون ويجيبون ويحكمون وفق التقية خلافا للحكم الواقعي لكي يحصل الاختلاف بين الشيعة فلا يعرف المخالفون ان احكامهم يأخذونها من مصدر واحد فلا يترتب عليهم وعلى شيعتهم اذى وكي لايحصل لمذهب الشيعىة طابع خاص متمايز ويظهر ما يعينه ويشخصه في مقابل مذهب الحكومة وطريقتهم الرسمية
فيتخذه خصومهم وسيلة الى اضطهادهم
كما روي عن مولانا الامام الباقر عليه السلام - في جواب من سأل عن سبب هذا الاختلاف بين الشيعة -(ان هذا خير لنا وابقى لنا ولكم ولو اجنتمهتم على شئ واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم - اصول الكافي ج1 باب اختلاف الحديث
وما روي عنهم سلام الله عليهم في جواب من قال انه ليس أشد على من اختلاف اصحابنا ان الامام عليه السلام أجاب ذلك من قبلي- بحار الانوار للعلامة المجلسي ج 2-236 الحدائق الناضرة للشيخ يوسف البحراني ج1-7 المقدمة
والحديث المروي عن مولانا الصادق عليه السلام في جواب من سأل عن اختلاف مايروونه عنه انه قال -اني خالفت بينهم لكيلا يعرفوا فيؤخذوا ويقتلو-

لكن يبرز اشكال كبير 1- النتيجة كانت تعدد اقوال الامام المعصوم عليه السلام واختلافه يؤدي بالنهاية -الى اختلاف في العقيدة المأخوذة والمسموعة من الامام عليه السلام من حديث وتفسير وسنة
2- يتقاطع ويصطدم مع اعتقادنا بمنصب الامامة الالهية الامام حافظ للشرع وقائم عليه والمفسر الرباني للقرأن الكريم وهو القرأن الناطق والمبلغ عن الله عزوجل وهو مصدر الاحكام والفتاوى وبوجوده يكون المكلف ابعد من فعل القبيح واقرب من فعل الواجب والحق لايعرف الا من جهته عليه السلام والطريق الى اليقين لايكون الا من قوله
بالنتيجة كل ذلك لن يتحقق لأختلاف قول الامام المعصوم عليه السلام

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

 

الموضوع العقائدي: أخبار التقية لا تعبّر عن الواقع وهي لمصلحة المكلَّفين.
بسمه تعالى

السلام عليكم
     الإختلاف في الرواية عن مصدر مشكاة الوحي والولاية  حقّ وصواب ولا تعارض فيه وذلك لأن كلماتهم ليست كلها على نسق واحد من حيث بيان الواقع كما هو واقع وذلك بسبب الضغوط التي كانوا يواجهونها من حكام الجور فكان أهل بيت العصمة عليهم السلام يفتون بالتقية في بعض الأحيان للحفاظ على الشيعة من الهلكة من قبل سلاطين الجور والظلم..فالتقية في الأقوال والأفعال توجب تعدد الأقوال والأفعال للنكتة التي أشرنا إليها أعلاه...والقول الصادر عنهم تقية واضح عند الفقهاء والأعلام والمتعلمين من الشيعة، فلا يخفى الحق لدى هؤلاء أبداً، من هنا فإن الفقيه الحذق يعرف الخبر الصادر عن تقية من بقية الأخبار الواقعية، فما الضير حينئذٍ أن يختلط الواقع بغيره ما دام المتخصصون قادرون على التنقيح والتهذيب والتفريع..!؟
 والحاصل : إن الإختلاف بأقوال المعصوم عليه السلام لم يكن عن اختياره بل كان مضطراً إلى ذلك بفعل عوامل الخوف على الشيعة، وأهل البيت عليهم السلام ليسوا مفوضين بأن يقلبوا عاليها سافلها بقدرة الملك العلام بل إنهم عباد مأمورون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، فهم يمتثلون أوامر الله تعالى ببيان الأحكام الواقعية بشكل مضبوط وصحيح حتى في حالات التقية التي فيها صدرت أخبار مخالفة لتلكم الأخبار الواقعية التي نشروها بين الشيعة..ولا يأخذنَّكم الخوف بسبب ما ترون من نصوص صادرة تقية عنهم فإنها معروفة لدى الخبير يردها إلى الأسس بسهولة، ونحن نتأسى بما جاء في الكتاب نقلاً عن عمار بن ياسر حينما تفوّه بكلمة الكفر تقية وقد غمز بحقه المنافقون وقالوا فيه ما قالوا حتى انبرى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال كلمته المشهورة:( يا عمار: إن عادوا فعد) وقال أيضاً:( ملئ عمار إيماناً إلى مشاشه) وفي خبر آخر:( ملئ عمار إيماناً حتى أخمص قدميه) فقد أظهر عمار كلمة الكفر مع إبطانه للإيمان ولا ضير في ساعة الهلكة أن يتقي من الظالمين تقاة خلاصاً لنفسه من الهلكة،ولا تعارض في فعله وعقيدته بسبب تعارض ظاهره مع واقعه ما دامت القرائن دلت على إيمانه وحسن إنقياده لرسول الله وآله المطهرين عليهم السلام.
 

حررها العبد محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 21 ذي الحجة 1433هـ.
 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=647
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29