• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : لا مانع من رؤية الجن /طير الحمام يدفع شر الشياطين/ الجن الشيطاني قادر على التشكل بصورة الكلب/ هل يمكن للإنسي أن ينكح الجنية؟ .

لا مانع من رؤية الجن /طير الحمام يدفع شر الشياطين/ الجن الشيطاني قادر على التشكل بصورة الكلب/ هل يمكن للإنسي أن ينكح الجنية؟

الإسم : *****
النص :
1. ورد عن الامام الباقر علیه السلام (فی حدیث) فجائهم شیخ علیه ثیاب بیاض فقال قوموا (الی ان قال) فقال انا من الجن الذین بایعوا رسول الله صلی الله علیه... وعن الصادق علیه السلام فی حدیث ان سفهاء الجن یعبثون فی البیت فیعبثون بالحمام و یدعون الانسان - نقل فی السفینة ج 1 ص 186 هل هذان الحديثان صحيحان؟

2. يقولون ان الجن على هيئة كلب اسود فهل هذا صحيح؟

3. قال تعالى فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان (الرحمان -55) ووفقا لهذه الآية هل يمكن للجن ان يلمسها في الدنيا؟

 

الموضوع الفقهي: لا مانع من رؤية الجن /طير الحمام يدفع شر الشياطين/ الجن الشيطاني قادر على التشكل بصورة الكلب/ هل يمكن للإنسي أن ينكح الجنية؟ .
بسمه تعالى تبارك اسمه

 

السؤال الأول: ورد عن الامام الباقر علیه السلام (فی حدیث) فجائهم شیخ علیه ثیاب بیاض فقال قوموا (الی ان قال) فقال انا من الجن الذین بایعوا رسول الله صلی الله علیه... وعن الصادق علیه السلام فی حدیث ان سفهاء الجن یعبثون فی البیت فیعبثون بالحمام و یدعون الانسان - نقل فی السفینة ج 1 ص 186 هل هذان الحديثان صحيحان؟
الجواب على سؤالكم الأول:
لقد استفاضت مصادرنا بذكر هذا الخبر المروي في الكافي وتفسير القمي والبحار وغيرها من مصادر الحديث، وها هو الكليني أعلى الله مقامه ينقل بأسناده عن  علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن إسماعيل البصري ، عن فضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : إن نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفنوا ولزموا أصول الشجر فجاءهم شيخ وعليه ثياب بيض فقال قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء ، فقاموا وشربوا وارتووا ، فقالوا : من أنت يرحمك الله ؟فقال : أنا من الجن الذين بايعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :المؤمن أخو المؤمن ، عينه ودليله ، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي" .
  وسند الخبر صحيح، ودعوى أحد المصنفين بأن إسماعيل البصري مهمل في غير محله وهو اشتباه محض إذ إن إسماعيل البصري هو إسماعيل بن يسار والرجل من أصحاب إمامنا الصادق عليه السلامن وإهماله في بعض التراجم الرجالية لا يستلزم جهالة الرجل مع كونه معلوم الصحبة لإمامنا الصادق عليه السلام، وعلى فرض جهالته أو تضعيفه بنظر البعض إلا أنه عندنا من الثقات لرواية الأجلاء عنه، والراوي الثقة حينما يروي عن شخصٍ لا بد أن يكون المروي عنه ثقةً مثله وإلا لا يصح للثقة أن ينقل عن الكذابين.
  بالإضافة إلى كلّ ذلك فإننا نعتبر الخبر الصحيح هو ما قامت القرائن على صحته، وهو مسلك القدماء من أصحابنا الإمامية، ومن القرائن المقوية للخبر موافقته للكتاب والسنَّة الطاهرتين، وحيث إن الخبر لا يخالف الكتاب ولا السنة، لذا نحكم بصحته، وليس ثمة ما يمنع من الأخذ به من حيث الدلالة أيضاً وذلك لجواز رؤية الجن ومخالطتهم وإنهم يروننا ولا نراهم إلا في بعض الأحيان، وهناك أخبار كثيرة تدل على ذلك استعرضنا قسماً منها في بحثنا حول حكم الزواج من الجنية فراجعوها على موقعنا الألكتروني.
  وأما سؤالكم حول خبر أن سفهاء الجن يعبثون بالحمام فجوابه التالي:
   لقد روى المحدّث الحر العاملي أعلى الله مقامه بالاسناد عن الوشاء ، عن رجل ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي سلمة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : الحمام طير من طيور الأنبياء التي كانوا يمسكون في بيوتهم ، وليس من بيت فيه حمام إلا لم يصب ذلك البيت آفة من الجن ، إن سفهاء الجن يعبثون بالبيت فيعبثون بالحمام ، ويدعون الناس ، قال : ورأيت في بيت أبي عبد الله ( عليه السلام ) حماما لابنه إسماعيل" .
  والسند ضعيف لإرساله عن رجل، ولكنَّ الأمر في المستحبات هيّنٌ وسهل جداً لقاعدة التسامح في أدلة السنن التي عمل بها المشهور وهو الأقوى عندنا أيضاً، بالإضافة إلى أن عمل المشهور بالرواية الضعيفة سنداً يجبر ضعفها، وبالتالي يصح إقتناء الحمام في البيوت لأنها تطرد الشياطين كما في نصوص عديدة فاقت الإستفاضة روى قسماً معتداً منها الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه، ومن هذه النصوص ما يلي:
باب استحباب اتخاذ الحمام في المنزل .
( 15308 ) 1 - محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي ابن الحكم ، وابن محبوب ، عن معاوية بن وهب قال :الحمام من طيور الأنبياء .
( 15409 ) 2 - وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن أصل حمام الحرم بقية حمام كانت لإسماعيل بن إبراهيم اتخذها كان يأنس بها .
( 15410 ) 3 - قال : وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يستحب أن يتخذ طيرا مقصوصا يأنس به مخافة الهوام .
( 15411 ) 4 - وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن عمرو ، عن إبراهيم بن السندي ، عن يحيى الأزرق قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : احتفر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بئرا فرموا فيها فأخبر
بذلك فجاء حتى وقف عليها ، فقال : لتكفن أو لأسكننها الحمام ، ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن حفيف أجنحتها ليطرد الشياطين .
( 15412 ) 5 - وعنه ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا قال : ذكر الحمام عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال له رجل : بلغني أن عمر رأى حماما يطير وتحته رجل فقال عمر : شيطان تحته شيطان ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ما كان إسماعيل عندكم ؟ فقيل : صديق ، فقال : إن بقية حمام الحرم من حمام إسماعيل ( عليه السلام ) .
( 15413 ) 6 - وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشا ، عن حماد بن عثمان ، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن أول حمام كان بمكة حمام كان لإسماعيل ( صلى الله عليه ) .
( 15414 ) 7 - وبالاسناد عن الوشاء ، عن رجل ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي سلمة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : الحمام طير من طيور الأنبياء التي كانوا يمسكون في بيوتهم ، وليس من بيت فيه حمام إلا لم يصب ذلك البيت آفة من الجن ، إن سفهاء الجن يعبثون بالبيت فيعبثون بالحمام ، ويدعون الناس ، قال : ورأيت في بيت أبي عبد الله ( عليه السلام ) حماما لابنه إسماعيل .
( 15415 ) 8 - وبالاسناد عن الوشاء ، عن علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد جميعا عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ليس من بيت فيه حمام إلا لم يصب أهل ذلك البيت آفة من الجن ، إن سفهاء الجن يعبثون في البيت فيعبثون بالحمام ويدعون الانسان.
( 15416 ) 9 - وبالاسناد الثاني عن أبي خديجة قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : هذه الحمام حمام الحرم من نسل حمام إسماعيل بن إبراهيم التي كانت له .
( 15417 ) 10 - وعن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الله الدهقان ، عن درست ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : شكى رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الوحشة فأمره أن يتخذ  زوج حمام .
( 15418 ) 11 - وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أبي عبد الله الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن صندل ، عن زيد الشحام قال : ذكرت الحمام عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال : اتخذوها في منازلكم فإنها محبوبة لحقتها دعوة نوح ( عليه السلام ) وهي آنس شئ في البيوت .
( 15419 ) 12 - وعنهم ، عن سهل رفعه قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) إن الله ليدفع بالحمام هذه الدار".
  فهذه الأخبار الشريفة واضحة الدلالة على جواز بل وإستحباب أقتناء الحمام للفوائد المترتبة على وجودها فضلاً عن طيب لحمها كما يقولون ـ ونحن ما تذوقناه إلا في صغرنا عندما كنا أطفالاً ـ وقد جعله الله تعالى بركةً على المؤمن وأنيساً له في داره يدفع الله تعالى به شر الشياطين من الجن..والله تعالى هو العالم بأسرار خلقه.
السؤال الثاني: إن الجن على هيئة كلب أسود فهل هذا صحيح؟
  وأما جوابنا على سؤالكم عن الجن هل أنهم يتشكلون على هيئة الكلب؟ فنقول: نعم بإمكان الجن أن يتشكل بصورة الكلب الأسود وغير الأسود باعتبار أن طبيعة الجن نارية شفافة، والشفاف قادر على التشكل بأي صورة مادية تماماً كالملائكة يتشكلون بالصور الجميلة ولا يتشكلون بصور الحيوانات الخبيثة أو النجسة، فالجن يشاركون الملائكة في القدرة على التشكل بما أعطاهم الله تعالى القدرة على ذلك، وقد فصّلنا ذلك في بحوثنا الفقهية حول زواج الجن من الإنس والعكس صحيح فليراجع في موقعنا /قسم الفقه. 
السؤال الثالث:قال تعالى فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان (الرحمان -55) ووفقا لهذه الآية هل يمكن للجن ان يلمسها في الدنيا؟
الجواب عن السؤال الثالث:
نعم بإمكان الجن أن ينكح الإنسية كما بإمكان الإنسية أن تنكح الجني، ولكن الثاني عندنا مشكل شرعاً أي أنه يحرم عندنا أن ينكح الجني المرأة الإنسية دون العكس بدليل الأخبار الدالة على تزويج أبينا آدم عليه السلام ولديه قابيل وهابيل من حورية وجنية، فزوج قابيل جنية، وزوّج هابيل من حورية، ولا مانع من ذلك عقلاً وشرعاً باعتبار أن المرأة وعاء تحمل النطفة وتغذيها في رحمها، وحيث إن الجنية كالحورية قادرتان على التشكل بصور الآدميين فيمكن الإنجاب منهما، والتجربة تشهد بذلك... وقد فصلنا ذلك في بحثنا الفقهي حول نكاح الإنسي من الجنية فليراجع...
 

حررها العبد الفقير محمّد جميل حمّود العاملي
بيروت - بتاريخ 14 ذي الحجّة 1434 هـ


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=835
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19