• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : الإستدلال بالروايات والأخبار على كفر ونجاسة المخالفين وحرمة الأكل من ذبائحهم ـ(بحث فقهي مهم وقيم)ـ .

الإستدلال بالروايات والأخبار على كفر ونجاسة المخالفين وحرمة الأكل من ذبائحهم ـ(بحث فقهي مهم وقيم)ـ

الموضوع:الآيات والأخبار يدلان على كفر المخالفين ونجاستهم وحرمة ذبائحهم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة آية الله الشيخ محمد جميل حمّود العاملي دام ظله الوارف، وهنا أسئلة:

 

السؤال الأول:
ــ متى بدأ الاختلاف بين الفقهاء حول معنى الناصبي؟ ومنشأ الاختلاف مع ملاحظة صراحة الأحاديث الشريفة؟ فكيف اختلفوا؟

 

والجواب
 

بسمه تعالى
 

والحمد لله ربِّ العالمين وصلواته على سيِّد رسله رسول الله محمد وآله الغر المطهرين واللعنة الدائمة والسرمدية على مبغضيهم ومنكري معاجزهم ومعارفهم وظلاماتهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم ورحمته وبركاته..وبعد..
الظاهر لنا من خلال تتبعنا لتاريخ الخلاف في حكم المخالفين للإمامة أن مبدأ الخلاف يرجع إلى القرن الثالث الهجري حسبما نقل ذلك العلاّمة المحدث البحراني عن الشيخ إبن نوبخت في كتابه الياقوت الذي شرحه العلامة جمال الدين الحلي المتوفى في القرن السابع الهجري ولكننا لم نعثر على عبارة إبن نوبخت في شرح الياقوت ولعلها حذفت من الكتاب،والحاصل أنَّه رحمه الله تعالى حكى الحالة التي كان عليها الشيعة في تلك الفترة من الخلاف لكنّ الشائع يومذاك هو كفر المخالفين،فقال:"دافعوا النص كفرة عند جمهور اصحابنا،ومن أصحابنا من يفسِّقهم" لذا قال الشيخ المفيد رحمه الله تعالى في المقنعة:"ولا يجوز لأحدٍ من أهل الإيمان أن يغسّل مخالفاً للحق في الولاية ولا يصلي عليه" وقال إبن البراج المتوفي في القرن الرابع الهجري في كتابه المهذّب نفس قول المفيد،كما أنّ الشيخ الطوسي المتوفى في القرن الرابع الهجري في كتابه التهذيب/الجزء الأول بعد نقل عبارة المفيد في المقنعة:" والوجه فيه أن المخالف لأهل الحق كافر فيجب أن يكون حكمه حكم الكفار إلاَّ ما خرج بالدليل" ونقل إبن إدريس الحلي عن السيّد المرتضى إعتقاده بنجاسة غير المؤمن... إلى غير ذلك من الكلمات الكثيرة للمتقدمين ووافقهم عليه جماعة من المتأخرين ومتأخري المتأخرين ونحن منهم في هذا العصر، ويظهر أن أول من أثار المسألة بتفاصيلها ثم حكم على المخالفين بالطهارة هو الحلي في كتابه المعتبرفي بحث الأسئارفقال:" بأن أسئار المسلمين طاهرة وإن اختلفت آراءُهم عدا الخوارج والغلاة،وقال الشيخ الطوسي في المبسوط بنجاسة المجبِّرة والمجسِّمة وخرَّجَ بعضُ المتأخرين نجاسةَ من لم يعتقد الحق عدا المستضعف،ولنا:أن النبي لم يكن يجتنب سؤر أحدهم....."إنتهى.
  ومنشأ الإختلاف بيننا جميعاً يرجع إلى الإختلاف في تعريف الناصبيّ،فنحن عملنا بالأخبارالدالة على كفر ونجاسة هؤلاء وحملناها على ظاهرها حملاً أولياً من دون تأويلها بحملها على وجوه بعيدة كلّ البعد عما ادعوه من أن المخالفين مسلمون في الدنيا وكفارٌ في الآخرة،وهو حمل تبرعي لا شاهد له من الكتاب والسنة والعقل،وهو من الأحكام العجيبة الغريبة الصادرة من هذا الفريق من الفقهاء ، مع أن الاخبار الدالة على كفرهم مطلقة ولا تقييد فيها، مع ملاحظة عدم قابليتها للجمع الذي ادعوه وإلاَّ لوصلت النوبة إلى أخبار الخوارج والغلاة حيث حكمت تلك الأخبار بكفرهم كما حكمت أخبار النواصب بذلك، فحمل طائفةعلى الكفر الحقيقي في الدنيا والآخرة  دون الطائفة الأخرى هو حملٌ تبرعي إستحساني لا شاهد عليه يدعمه،والأعجب من ذلك أنهم لم يؤولوا الأخبار الدالة على كفر من أنكر ضرورة من ضرورات الدين  وإن لم يكن ذلك منه عن إعتقاد ويقين ولا يحكمون بكفر ونجاسة من وافق على إغتصاب إمامة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وإخراجه من بيته ملبباً مقهوراً مقاداً كالجمل المخشوش ثم اشعلوا الحطب على بيته ليحرقوه وضربوا الطاهرة الزكية على بطنها وخدها حتى خرت على وجهها وجنبها وأسقطوا جنينها وكسروا ضلعها...إلخ،مع أن غصب الخلافة هو أصل هذه المصائب وسبب هاتيك الفجائع والنوائب،فليت شعري كيف يستدلون وبأيِّ وجهٍ آلَ البيت عليهم السلام يقابلون ؟!   ومما يزيد في غرابة إستدلالاتهم أنَّ صاحب المعتبر فسر النصّاب بأنهم الخوارج وهو خروجٌ عن مقتضى النصوص المستفيضة في هذه المسألة،ولم يدّعِ ذلك أحدٌ قبله ولا بعده من الأصحاب،أبعد هذا يقال كيف حصل الإختلاف مع أن النصوص صريحة بأن الخوارج كالنواصب من ناحية الموضوع الذي يتصفون به وهو الكره والبغض لأمير المؤمنين عليّ وأهل بيته الطاهرين وشيعتهم،كما أنَّ الحكم بالكفر عليهم واحدٌ لا إثنينيَّة فيه؟؟!!!
  والظاهر أنّ منشأ فتاويهم العجيبة الغريبة مردّه أمران:
(الأول):القصور في القابليات والتقصير في التنقيب والتدقيق.
(الثاني):عجلة الأقلام من غير تأمل في أخبار أهل الذكر عليهم السلام.
  ولا تغرنكم كثرة الصيت والأتباع والأنصارفإنَّها كزبد البحرلا واقع له،فالحق لا يُعرف بالرجال وإنَّما تُعرف الرجال بالحقّ،لذا قال عليه السلام:"أعرف الحق تعرف أهله"ومن هنا ورد التحذير من زلة العالم،لأن زلته تؤدي إلى زلة أمة بكاملها،نعوذ بالله تعالى من ذلك ونسأله بحق الحق والقائل بالصدق سيدنا رسول الله وآله الطاهرين أن يعصمنا من الزلات والهفوات إنّه نعم المولى ونعم النصيروعليه توكلت وإليه أنيب.
 

السؤال الثاني:
- قد يطرح البعض اشكالا على القول بكفر المخالفين ونجاستهم، وهو من خلال سيرة أهل البيت عليهم السلام فنرى مثلا في أصحاب الحسين عليه السلام، زهير بن القين وكان عثمانيا، وفيهم الحر الرياحي وقصته معروفة، وغيرهم، فهل يعقل أنهما كانا كفار ونجسين ؟ وإذا كان مثلا زهير كذلك فهل يعقل أن يذهب الإمام الحسين عليه السلام إليه؟ هذا لا يعقل!! أيضا في سيرة الأئمة عليهم السلام فها هو زرارة مثلا كان مخالفا ثم تشيع ووو، ثم ألا ينفّر هذا المخالفين من الدخول في التشيّع؟

والجواب
ما المانع العقلي والشرعي والعرفي من أن يكون الحر وزهير كافرَين قبل صحبتهما لسيّد الشهداء عليه السلام والإستشهاد بين يديه ؟؟! فها هو إبن أم وهب كان وزوجته وأمه من النصارى ثم أسلموا على يدي الإمام الحسين عليه السلام،كما أن بعض جنود عمر بن سعد ممن شاركوا في الحرب كانوا مبغضين للإمام الحسين عليه السلام ثم لمّا سمعوا نداء الإمام لبّوا إليه واستشهدوا بين يديه،وهذا الأمر من الواضحات فعجبي ممن يثيره كيف لا يستحي من إثارته؟! ودعوى البعض بأن الإمام الحسين عليه السلام ذهب بنفسه إلى زهير غير صحيحة بل بعث الإمام عليه السلام إليه أحدَ أصحابه،وعلى فرض أنّه فعل ذلك فما المانع منه وقد فعل أئمتنا الطاهرون عليهم السلام ذلك مع طغاة أزمنتهم فها هي سيّدة النساء عليها السلام ذهبت إلى أبي بكر لتحتج عليه لإغتصابه قرى فدك منها،كما أن أمير المؤمنين علي عليه السلام قد ذهب إلى المسجد النبوي ليحتج على أبي بكر بأحاديث عن النبي تبين أهمية العترة الطاهرة،وهكذا بقية أئمتنا الأطهار عليهم السلام قد ذهبوا بأنفسهم الشريفة إلى طواغيت زمانهم وهو أمر لا ينكره إلاَّ مكابر للوقائع ومجافٍ للحقائق،بل أزيدك بياناً من القرآن الكريم القائل لرسوليه موسى وهارون عليهما السلام:" إذهبا إلى فرعون أنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى" فالإمام عليه السلام له أسوة بهؤلاء فذهب إلى زهير ـــ على فرض ذلك  ـــ من باب لعله يتذكر أو يخشى،وقد فعل ما لم يفعله فرعون الذي لم يتذكر ولم يخشَ وإنما ألقيا عليه الحجة والبيان،فعلام الإستغراب يا تُرى إذا ذهب الإمام عليه السلام لزهير وهو يعلم يقيناً بأنّه سيكون من خيرة اصحابه المستشهدين بين يديه؟؟!!!
 

السؤال الثالث:
- شبهة يطرحها البعض: لماذا المخالفون كفار ونجسين وأغلب المخالفين لا يعرفون شيئا ولا يدرون عن شيء، ولم نقم عليهم الحجّة والبرهان فكيف نعتبرهم نجسين وكفار، هذا ليس بعدل والله عادل، ولذلك فإن أمير المؤمنين في لحظة الوفاة يأتي إليهم ويعرض عليهم الولاية فإذا قبلوها أصبحوا مؤمنين فكيف يحق لنا أن نقول لهم أنهم كفار ونجسين؟ وما الدليل على ذلك؟ هذا ظلم وافتراء، نعم عليك أن تقيم عليهم الحجة والبرهان وبعدها يمكنك القول هل هم مسلمون أم كفار ؟ ثم كيف يكونون نجسين وهم يشهدون الشهادتين؟ بعض المستبصرين لم يكونوا يعرفون شيئا وحينما قرؤوا تشيعوا واستبصروا وأغلب المخالفين لم يقرؤوا ولا يعرفون فكيف يكونون كفار ونجسين؟ أليس هذا ظلم وهضم لهم وعنصرية؟ وهل يعقل أن المستبصرين قبل استبصارهم كانوا كفارا ونجسين؟ لا يعقل ذلك!!

 

والجواب:
الإستفهام الإنكاري على فتوانا بتكفير المخالفين جرأة على الله تعالى وعلى حججه الطاهرين عليهم السلام لأنّ فتوانا هذه طبقاً لما وصل إلينا منهم بالأخبار الشريفة المؤيدة للآيات الكريمة،فالراد علينا راد على الحجج الطاهرين عليهم السلام كما أفاد التوقيع الصادر من الإمام الحجة بن الحسن عليهما السلام،لأن حجتنا هي من أخبارهم ،فمن رفضها فقد رفض قول الحجة بن الحسن عليهما السلام،كما أنّه رد على مولانا الإمام الصادق عليه السلام كما جاء في صحيحة أبي بصير قال:قلت لأبي عبد الله عليه السلام:أرايت الرادَّ على هذا الأمر كالرادّ عليكم؟فقال:"يا أبا محمد من ردّ عليك هذا الأمر فهو كالراد على رسول الله (صلى الله عليه وآله)(الوسائل ج 18/ الباب الحادي عشر من أبواب القضاء صفات القاضي ). وكما جاء في التوقيع عنهم عليهم السلام قال:" فإنّه لا عذر لأحدٍ من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنّا ثقاتنا،قد عرفوا بأنَّا نفاوضهم سرَّنا ونحملهم إياه إليهم" الوسائل ج 18/ 108....وكما جاء في مقبولة عمر بن حنظلة عن الإمام الصادق عليه السلام:"....فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنّما استخف بحكم الله وعلينا ردّ،والراد علينا رادّ على الله وهو على حدّ الشرك بالله..." الوسائل/ نفس الباب....فالقول "بأن الحكم بالكفر على المخالفين ليس عدلاً " يستلزمُ الردَّ على الحجج الطاهرين عليهم السلام وهو على حدّ الشرك بالله تعالى،والمشرك في النار،فيجب على المستنكر علينا بفتوانا التوبة والإنابة والتسليم لأحكام الله تعالى وإلاَّ فإنّ الإنكار هو الكفر المؤدي إلى الخلود الأبدي في النار والعياذ بالله تعالى،وإذا كان كلّ حكمٍ لا يناسب عقلك الضعيف فتنكره فلا محالة يؤدي إلى نسف الشريعة برمتها،فسلّم تسلم كما جاء في الخبر،فها هو إبليس لعنه الله تعالى إستوجب رفضه للسجود لآدم عليه السلام الخلود في النارلأن الله تعالى شأنه يريد من العباد أن يطيعوه فيما يريد وليس فيما يريدون ويشتهون؟؟؟؟!!!!
 ودعوى[ أنّهم لا يعرفون] هي أول الكلام،وكيف لا يعرفون وأكثرهم مقلِّدون لأحد أئمة المذاهب البكرية،وغير المقلِّد منهم تراه متزمتاً على الشيعة كارهاً لهم لمجرد أنهم شيعة ،وهذا الكره كافٍ في الحكم عليهم بالكفر،لأن الحجة قد أقيمت عليهم من خلال معرفتهم الإجمالية بوجود مذاهب وفرق في الإسلام،وإلاَّ كيف يختار الواحد منهم أحد المذاهب فيقلد زعيمها ولا يقلد بقية المذاهب الأخرى في دينه،فمثلاً من كان على المذهب الحنفي قد اختار المذهب الحنفي ولم يختر غيره بسبب معرفته بأحقية المذهب الحنفي من غيره ....فالحاصل بأن الحجة قد أقيمت عليهم بما حباهم به المولى تبارك وتعالى من العقل المحرِّك للبحث عن المذهب الحق،فالمالكي غير معذور شرعاً وعقلاً لعدم معرفته بالمذهب الشيعي أو أي مذهبٍ آخروذلك لأنَّ العقل يقول له يوم القيامة لماذا لم تبحث عن الحقيقة وقد كنت تعلم بحكمي بوجود مذاهب أخرى فلمَ لم تطلع عليها ولمَ لم تبحث عن الحق الضائع بين جهات متعددة منها الشيعة؟؟! كما أن العقل سيسأله لماذا إنتخبت المذهب المالكي دون الشافعي أو الحنفي أو الحنبلي أو الشيعي؟؟ ولا يكفيه أن يقول له لأنني كنت في بيئة مالكية،فيقول له فوراً: إنّك اتبعت تقاليد قومك من دون أن تسأل لماذا نحن مالكيون أو حنبليون أو كذا وكذا..؟؟؟؟ فالجهل هنا منتفٍ من أساسه وذلك لوجود علم إجمالي بوجود مذاهب وفرق وأديان،فإختيار دينٍ على دينٍ أو مذهب على مذهبٍ يعتبر ترجيحاً بلا مرجح إذا لم يسأل أو يبحث،ولا يجب على الآخرين أن يبلغوه عقائدهم وفقههم بل الواجب عليه بنفسه أن يبحث وينقب ويسأل،وإلاَّ فلا يجوز تعذيب الملحدين والكافرين لأننا لم نبلغهم الحجة وهم في شرق الأرض وغربها فيكونون مع المؤمنين في الجنة يوم القيامة وذلك لأن الحجة لم تصلهم ولأنهم جاهلون بالإسلام والتشيع!!! مع أن جميع المسلمين شيعة وعامة يعتقدون ـــ طبقاً لما جاء في القرآن والسنة ـــ بأن الكفار من أهل النار من دون إشتراط مبادرتنا لتعريفهم بالإسلام وإبلاغهم به بتصدير الكتب الدالة على الإسلام،بل مجرد معرفتهم بوجود ديانة أخرى غير الإسلام كاليهودية مثلاً يكون كافياً في تحريكهم للبحث عن الأديان الأخرى،فالعقل حاكم في مثل هذه الأمور، والعقل شرع  من داخل،والشرع عقل من خارج كما جاء في الأحاديث،وكما جاء عن مولانا الإمام الكاظم عليه السلام قال لهشام بن الحكم:" يا هشام إنّ لله على الناس حجتين:حجة ظاهرة وحجة باطنة،فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام،وأما الباطنة فالعقول..".
 وخلاصة القول: أننا لو سرحنا بريد نظرنا في دعوى أنَّ الجهل بمعتقدات الطرف الآخر لا تستلزم الكفر لكان لزاماً علينا أن لا نكفِّر البوذيين والملحدين واليهود والنصارى والمجوس والزردشتيين واليزيديين عبدة إبليس في العراق وغيرهم من أصحاب الديانات الفاسدة والمذاهب الكاسدة بحجة أنَّهم لا يعلمون شيئاً عن الإسلام أو التشيع ..!!! وهو خلف المطلقات والعمومات في الآيات والأخبار ومعاقد الإجماع والسيرة،مضافاً إلى ذلك إنَّ نفس تبني الكافر لخطٍ أو دينٍ أو مذهبٍ يكون حجةً عليه عقلاً فيحتجَّ اللهُ تبارك وتعالى يومَ القيامة عليه بأنَّك لم تسعَ لمعرفة غير مذهبك أو دينك كما أفدنا سابقاً،مع التأكيد على أن الأخبار الشريفة أكدت على أن المستضعف هو من لم يعرف ما نحن عليه ولم ينصب بالقول والفعل ولا يعرف شيئاً من وجوه الإختلاف،وهؤلاء هم البله من المستضعفين كما جاء ذلك في الأخبار الكثيرة عنهم عليهم السلام في أصول الكافي /الجزء الثاني/باب المستضعف،وها نحن ننقله لكم ليتضح الحق لذي عينين فينبذ العادات والتقاليد والأقاويل المناهضة للكتاب والأخبار،ودعونا من أقاويل أعاظم الرجال لأن الرجال تُعرف بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال...أي أن عظمة الرجال بمقدار إتباعها للحقّ ولا يقاس الحقّ بكثرة الرجال!!وإليكم ما جاء في الكافي ــ ج2 /404 :
(باب المستضعف)
1 ـ علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المستضعف فقال: هو الذي لا يهتدي حيلة إلى الكفر فيكفر ولا يهتدي سبيلا إلى الايمان، لا يستطيع أن يؤمن ولا يستطيع أن يكفر، فهم الصبيان، ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم.
2 ـ علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: المستضعفون "الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا" قال لا يستطيعون حيلة إلى الايمان ولا يكفرون الصبيان وأشباه عقول الصبيان من الرجال والنساء.
3 ـ عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المستضعف، فقال: هو الذي لا يستطيع حيلة يدفع بها عنه الكفر ولا يهتدي بها إلى سبيل الايمان، لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر قال: والصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان.
 4 ـ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبد الله ابن جندب، عن سفيان بن السمط البجلي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام ): ما تقول في المستضعفين  فقال لي شبيها بالفزع: فتركتم أحدا يكون مستضعفا وأين المستضعفون؟ فوالله لقد مشى بأمركم هذا العواتق إلى العواتق في خدورهن وتحدث به السقايات في طريق المدينة.
 5 ـ عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر ابن أبان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المستضعفين فقال: هم أهل الولاية، فقلت أي ولاية؟ فقال: أما إنها ليس بالولاية في الدين ولكنها الولاية في المناكحة و الموارثة والمخالطة وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار ومنهم المرجون لأمر الله عز وجل.
 6 ـ الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى، عن إسماعيل الجعفي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الدين الذي لا يسع العباد جهله، فقال: الدين واسع ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم، قلت: جعلت فداك فأحدثك بديني الذي أنا عليه؟ فقال: بلى، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عند الله وأتولاكم وأبرء من عدوكم ومن ركب رقابكم وتأمر عليكم وظلمكم حقكم، فقال: ما جهلت شيئا ! هو والله الذي نحن عليه، قلت: فهل سلم أحد لا يعرف هذا الامر؟ فقال: لا إلا المستضعفين، قلت من هم؟ قال: نساؤكم وأولادكم ثم قال: أرأيت أم أيمن؟ فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه.
 7 ـ علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام ): من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف.
 8 ـ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن جميل بن دراج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام ): إني ربما ذكرت هؤلاء المستضعفين فأقول نحن وهم في منازل الجنة، فقال: أبو عبد الله (عليه السلام ): لا يفعل الله ذلك بكم أبدا.
9 ـ عنه، عن علي بن الحسن التيمي، عن أخويه محمد وأحمد ابني الحسن، عن علي بن يعقوب، عن مروان بن مسلم، عن أيوب بن الحر قال: قال رجل لأبي عبد الله (عليه السلام) ونحن عنده: جعلت فداك، إنا نخاف أن ننزل بذنوبنا منازل المستضعفين، قال فقال: لا والله لا يفعل الله ذلك بكم أبدا. علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
 10 ـ علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف.
11 ـ عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد ابن منصور الخزاعي، عن علي بن سويد، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: سألته عن الضعفاء، فكتب إلي: الضعيف من لم ترفع إليه حجة ولم يعرف الاختلاف، فإذا عرف الاختلاف فليس بمستضعف.
 12 ـ بعض أصحابنا، عن علي بن الحسن، عن علي بن حبيب الخثعمي، عن أبي سارة إمام مسجد بني هلال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس اليوم مستضعف، أبلغ الرجالُ الرجالَ والنساءُ النساءَ.
 فقد دلت هذه الأخبار الشريفة على أن المستضعف هو المتصف بالأوصاف الآتية:
(الوصف الأول): هو من لا يهتدي إلى الكفر ولا إلى الإيمان،أي لا يختار أحد المذاهب والأديان من الأساس فلا يعرف شيئاً من حقائق جميع الأديان والمذاهب،وهذا لا ينطبق على المخالف لأنه يعرف مذهبه كما انه يقف موقف العداوة للشيعة لكونهم شيعة منتسبين لأهل البيت عليهم السلام.
(الوصف الثاني):أن عقول المستضعفين كعقول الصبيان غير قادرة على التمييز،نظير الصبيّ ليس بمقدوره التمييز بين الصحيح والسقيم،وأين هذا من عامة المخالفين؟؟!!
(الوصف الثالث):أن من عرف إختلاف الناس لا يعتبر مستضعفاً والمراد منه من يعرف بوجود فرق ومذاهب وأديان،وأين هذا من عامة المخالفين المقلدين لعامة المذاهب إلاَ المذهب الشيعي، نتيجة التعصب والعناد والمكابرة والكره للشيعة؟؟!!
وقد دل الخبر الرابع والثاني عشر بأن الحجة لم تترك أحداً من المخالفين في عصر الأئمة الطاهرين عليهم السلام إلاَّ وقد وصلته الحجة مع إنعدام المواصلات ووسائل الإعلام فكيف بعصرنا هذا الذي لم يسلم بيت إلاّ وفيه تلفزيون أو راديو أو إنترنت يرون ويسمعون عن الشيعة وما هم عليه،فكيف يدّعى حينئذٍ بأنهم جاهلون ولم تصلهم الحجة؟؟!!
 فدعوى أن المخالفين لا يجوز الحكم عليهم بالكفر لأنهم جاهلون بمعتقداتنا ولأننا لم نقم عليهم الحجة تكذّبها هذه الأخبار مع ما ذكرناه آنفاً،مضافاً إلى أن هذه الدعوى يترتب عليها محذور آخر هو معاقبة الشيعة يوم القيامة بسبب تكفير الخوارج والغلاة وغيرهم من فرق المسلمين الذين حكم فقهاء الإمامية جميعهم بكفرهم من دون إشتراط إبلاغهم الحجة ولا ينجو من العقاب إلاَّ أفراد قليلون،فالشيعة  ومنهم صاحب الدعوى سوف يعذبون ويحاسبون لأنهم لم يبلغوا اولئك عقائدنا وأحكامنا وهو ما لا يقول به أحد من علماء الإمامية على الإطلاق، فالحجة والبرهان قد أقيما عليهم بما اعطاهم الله تعالى من العقول الداعية لهم إلى التحرك والبحث،ودعوى أن بعض المخالفين عندما قرأوا عن الشيعة إستبصروا ولو أن اكثرهم قرأوا عن الشيعة أو سمعوا عن عقائدهم لكانوا آمنوا دونها خرط القتاد،إذ إن من يستبصر اليوم ممن يقرأ ويسمع عن الشيعة لا يتجاوز الواحد في عشرة ملايين،ويشهد لما نقول أن الملايين الآن يسمعون عن الشيعة عبر القنوات الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام ويرون المحاورات العقائدية على بعض القنوات الفضائية والإنترنت مع ما يُلقى عليهم من الحجج والبراهين الدامغة ولا تجد واحداً يعلن موافقته لما يقول المحاور أو يذعن بديننا وعقيدتنا بل العكس هو الصحيح فلا ترى إلاَّ أناساً متعصبين مع المحاور بل ومتهكمين بعبارات السب والشتم واللعن والتبرم من الشيعة،بل أزيد  صاحبَ الدعوى بياناً فأقول له :كم مخالف ممن تحاورت معهم دخلوا في التشيع؟؟!! هل هم عشرة أم مئة أم ألف من مجموع ألآف ممن تحاورت معهم أو سمعوا مقالك على الإنترنت؟فإننا نجزم بعدم تشيع عشرة ممن حاورتهم يا من تصفنا بأننا حكمنا عليهم بالكفر ظلماً وعدواناً؟؟! وعلى فرض تشيع بعضهم ،فهل أن تشيعهم على طبق الأصول أم على منوال تشيع الزيدية أو الواقفية أو البترية؟!  فإنك بدعواك أنصفت المخالفين ولم تنصفنا،وحكمت علينا ولم تحكم عليهم،ونعتنا بالعصبية ولم تنعتهم،فلا غرو ساعتئذٍ أن يحكموا بالكفر على الشيعة ويستبيحون أعراضهم ويسفكون دماءهم بسبب أنهم لم تصلهم الحجة من قبلك أو قبل أحدٍ من الشيعة؟؟!!  فإذا ما كان عدم وصول الحجة والبرهان مبرراً لعدم تكفيرهم فكذا لا يكون مبرراً لإستباحتهم أعراضنا ودمائنا، فما دامت الحجة لم تصلهم فلا يجوز معاقبتهم غداً بسبب إعتدائهم على أعراضنا وسفكهم لدمائنا ما دام المناط واحداً وهو عدم وصول الحجة إليهم؟؟!! ولا أظن عاقلاً يرضى بما ادعاه هذا الجاهل!! وإستهجانه وإستغرابه أن يكون المخالفون كفاراً قبل إستبصارهم من نفثات إبليس اللعين ومخالفٌ للأخبار التي دلت على أنهم قبل الإستبصار كانوا كفاراً بنظر عامة فقهاء الإمامية حتى على مبنى من قال بأنهم مسلمون ظاهراً وكفارٌ في الآخرة لأن حكمهم عليهم بالإسلام الظاهري من باب التأويل للنصوص وليس من باب الظهور القطعي ، فالإستهجان ليس دليلاً على الإثبات وإلاَّ لأدّى إلى طرح الكثير من الأحكام التي لا تتوافق مع بعض العقول ،وقد نهانا الله تعالى عن الحكم بالرأي في مقابل النصوص، وقد جاء في الخبر عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال: [من أن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة،لا يصاب إلاَّ بالتسليم، فمن سلّم لنا سلم، ومن اقتدى بنا هدى،ومن كان يعمل بالقياس والرأي هلك، ومن وجد في نفسه مما نقوله أو نقضي به حرجاً كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم] إنتهى،فلينتبه إخواننا المؤمنون فلا يتسرعوا بنفي الأحكام فإنهم ليسوا علماء فقهاء حتى يدلوا بأرآئهم الفقهية فكل ما هنالك أنهم يقلدون غيرنا ممن يفتي بطهارة المخالفين ضمن شروطٍ معينة ،ولا يكون فقيهٌ حجة على فقيه،وإنما الفقيه حجة على الجاهل الذي لم يصل إلى مرحلة الفقاهة ضمن شروطٍ وقواعدٍ وأسسٍ وضوابطٍ،فهذه فتوانا فمن أحبّ العمل به فهو مبريءٌ للذمة إن شاء الله تعالى ومن لا يحب فلا يجوز أن يتهكم علينا أو على أحدٍ ممن يفتي بما أفتينا،وليتقوا الله ربّهم وليخشوه من وزر نعوتهم لمن نذر نفسه لخدمة الشريعة والدفاع عنها،قال تعالى:"هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون""وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربّك حكيم عليم" وقال الإمام عليه السلام:[ أعرف الحقَّ تعرفُ أهله].
 

السؤال الرابع:
- هلا ذكرتم مجموعة من الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بخصوص 1- كفر المخالفين 2- كفر عوام المخالفين 3- عدم الحاجة إلى أن تقيم بنفسك الحجة والبرهان على المخالفين لاعتبارهم كفار ونجسين 4- نجاسة المخالفين بعوامهم المادية، مع ملاحظة –وهو المهم هنا- ذكر روايات صريحة غير الروايات التي تستخدم مصطلح الناصب ، وذلك لإقامة الحجة والبرهان على الجميع والخضوع لقول المعصوم صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين ، وايضا ذكر أي أحاديث داعمة لهذا المطلب مما نحن بحاجة إلى معرفته.

 

الجواب:
 

بسمه تعالى
 

طلبتم منا بيان الأخبار الشريفة الدالة على كفر المخالفين غير روايات النصب لهم ولشيعتهم،وها نحن سنلبّي طلبَ ما أردتم،ولكنني أقول لمن لم يكتفِ بروايات النصب لشيعتهم ــــــ بالرغم من أهميتها السندية والدلالتية ـــــــ لا أظنه يكتفي بالروايات الأخرى ولكننا سنذكرها لإلقاء الحجة على من لم يلقِ السمع لصوت الحق مع أننا قد ذكرناها لبعض الإخوة في عدة أجوبة. والحاصل،فإنَّ الروايات الشريفة الدالة على كفرهم وبالرغم من كثرتها وتنوعها وإعتراف أكثر المتأخرين من فقهاء الإمامية المائلين إلى إسلام المخالفين  بأنَّ عامة العناوين التي ذُكر ت في هذه الطوائف منطبقة على مواردها إلاَّ الطائفة التي تتعرض للمخالفين فإنَّها مستثناة عن حكم التكفير،فكأنَّ على أفواههم كمامات وأوكية،ويرجع ذلك إلى الضعف الفقهي وعدم النضوج العقلي في فهم الأخبار بل لا نرى إلاَّ فقيهاً لاحقاً مقلداً لفقيهٍ سابقٍ مستعملاً الأقيسة والإستحسانات مدعياً أنّه بريء منها ولكنه عبدٌ لها،ولنا رسالة فقهية إستدلالية في الرد على هؤلاء نسأل الباري تعالى ان يوفقنا لإتمامها فستكون القول الفصل في تكفير المخالفين وردّ ما تشابه من فقهاء متعنتين، وسنبين فيها ـــــ بإذن الله تعالى ـــ جهل هؤلاء الفقهاء بقواعد الصناعة الإستدلالية وإن كانوا بنظر البسطاء من طلبة العلوم أنّهم سادة الأنام في فقه الآل عليهم السلام وهم في الواقع مقلدون لبعضهم البعض في هذه المسألة وغيرها من المسائل التي يستغرق البحث فيها أياماً وليالي مع التوكل على الحجج الطاهرين باب الله الأكبر وحجابه الأعظم لكونهم مصدر العلوم وخزنة المعارف ومشيئة الرحمان وساسة العباد وأمناء البلاد...وهذه الروايات تنقسم إلى طوائف متعددة هي التالي:
(الطائفة الأولى): وهي أخبار متواترة ـــ بإتفاق جميع فقهاء الإمامية ــ روى قسماً مهماً منها المحدّث الحر العاملي رحمه الله تعالى في كتابه الوسائل،تدل  على كفرهم لرفضهم إمامة الإمام المفترض الطاعة من عند الله تعالى، وهي الآتي:
باب جملة مما يثبت به الكفر والارتداد
(1)  ـ  وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن عبد الله، عن أبيه عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن المفضل بن عمر قال: دخلت على الإمام أبي الحسن موسى ابن جعفر عليهما السلام وعلي ابنه في حجره وهو يقبله ويمص لسانه ويضعه على عاتقه ويضمه إليه ويقول: بأبي أنت ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك إلى أن قال: قلت: هو صاحب هذا الأمر من بعدك؟ قال: نعم من أطاعه رشد، ومن عصاه كفر.
 (2)ـ  وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب عن يزيد بن إسحاق شعر، عن عباس بن يزيد، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إن هؤلاء العوام يزعمون أن الشرك أخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء على المسح الأسود، فقال: لا يكون العبد مشركا حتى يصلي لغير الله، أو يذبح لغير الله أو يدعو لغير الله عز وجل.
(3)ـ  وفي (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله عن إسماعيل بن مهران، عن رجل، عن أبي المغرا، عن ذريح، عن أبي حمزة، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: منا الامام المفروض طاعته، من جحده مات يهوديا أو نصرانيا الحديث.
(4)ـ  وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن عبد الله عن موسى بن سعيد، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الإمام أبو جعفر عليه السلام: إن الله جعل عليا عليه السلام علما بينه وبين خلقه، ليس بينه وبينهم علم غيره، فمن تبعه كان مؤمنا، ومن جحده كان كافرا، ومن شك فيه كان مشركا. ورواه البرقي في (المحاسن) عن علي بن عبد الله، عن موسى بن سعدان مثله.
(5)  ـ  وبهذا الاسناد عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن حسان عن محمد بن جعفر، عن أبيه عليه السلام قال: علي عليه السلام باب هدى من خالفه كان كافرا ومن أنكره دخل النار. ورواه البرقي في (المحاسن) مثله.

(6 ) ـ  وفي كتاب (إكمال الدين) عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غير واحد، عن مروان بن مسلم قال: قال الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: الامام علم فيما بين الله عز وجل وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا.
 (7 ) ـ  وفي (العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن عمرو بن أبي نصر، عن سدير قال: قال أبو جعفر عليه السلام في حديث: إن العلم الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله عند الإمام علي عليه السلام، من عرفه كان مؤمنا ومن جحده كان كافرا، ثم كان من بعده الإمام الحسن عليه السلام بتلك المنزلة الحديث.
 (8 ) ـ  وفي (الاعتقادات) قال: قال الإمام الصادق عليه السلام: من شك في كفر أعدائنا والظالمين لنا فهو كافر.
 (9 ) ـ  فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره، قال: حدثني الحسين بن سعيد معنعنا، عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: قال: لما نزلت هذه الآية " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يرد أحد على عيسى بن مريم عليه السلام ما جاء به فيه إلا كان كافرا، ولا يرد على علي بن أبي طالب عليه السلام أحد ما قال فيه النبي صلى الله عليه وآله إلا كافر.
(10 ) ـ  وعن محمد بن علي، عن الفضيل، عن الإمام أبي الحسن عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: حبنا إيمان، وبغضنا كفر.
(11 ) ـ  عبد الله بن جعفر في (قرب الأسناد) عن السندي بن محمد، عن صفوان الجمال، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت الولاية لعلي عليه السلام قام رجل من جانب الناس فقال: لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها إلا كافر إلى أن قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا جبرئيل عليه السلام.
 
(12 ) ـ  علي بن محمد الخزاز في (الكفاية) عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن علي بن أحمد بن عمران، عن محمد بن أبي عبد الله، عن موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيى بن القاسم، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم إلى أن قال: المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر. ورواه الصدوق باسناده عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي. ورواه في (عيون الأخبار) مثله.
 (13 )ـ  وعن أبي المفضل، عن عبد الله بن عامر، عن أحمد بن عبدان عن سهل بن صيفي، عن موسى بن عبد ربه، عن الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث قال: من زعم أنه يحب النبي صلى الله عليه وآله ولا يحب الوصي فقد كذب، ومن زعم أنه يعرف النبي صلى الله عليه وآله ولا يعرف الوصي فقد كفر.
(14 ) ـ  وعن الحسين بن علي، عن التلعكبري، عن الحسين بن حمدان عن عثمان بن سعد، عن محمد بن مهران، عن محمد بن إسماعيل، عن خالد بن مفلس عن نعيم بن جعفر، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، عن الإمام علي بن ال حسين عليهما السلام قال: قلت له: كم الأئمة بعدك؟ قال: ثمانية لأن الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر إلى أن قال: ومن أبغضنا وردنا أو رد واحدا منا فهو كافر بالله وبآياته.
 
 (15 ) ـ  وعن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق وأحمد بن الحسين ومحمد بن أحمد بن الحسن كلهم، عن الحسن بن محبوب، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن الإمام أبي جعفر عليه السلام في حديث قال: من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله أصبح تائها متحيرا ضالا، إن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق. ورواه الكليني عن محمد بن يحيى، عن محمد ابن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن العلا بن رزين مثله.
 (17 ) ـ  وبالاسناد عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: أرأيت من جحد إماما منكم ما حاله؟ فقال: من جحد إماما من الأئمة وبرئ منه ومن دينه فهو كافر ومرتد عن الاسلام لان الامام من الله، ودينه دين الله، ومن برئ من دين الله فدمه مباح في تلك الحالة إلا أن يرجع أ يتوب إلى الله مما قال.
 
 (18 ) ـ  سعيد بن هبة الله الراوندي في (الخرائج والجرائح) عن أحمد ابن محمد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمد عليه السلام يسأله عمن وقف على الإمام أبي الحسن موسى عليه السلام، فكتب: لا تترحم على عمك وتبرأ منه أنا إلى الله منه برئ فلا تتولهم، ولا تعد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم، ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، من جحد إماما من الله أو زاد إماما ليست إمامته من الله كان كمن قال: " إن الله ثالث ثلاثة " إن الجاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا الحديث.
 
(19ـ)  محمد بن مسعود العياشي في تفسيره عن عمار، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: من طعن في دينكم هذا فقد كفر، قال الله تعالى: " وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر ".
 (20 )ـ  محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن أبي سلمة، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: من عرفنا كان مؤمنا، ومن أنكرنا كان كافرا، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا.
(21 ) ـ  وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن يونس، عن حماد بن عثمان، عن الفضيل بن يسار، عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل نصب عليا عليه السلام علما بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن جهله كان ضالا، ومن نصب معه شيئا كان مشركا، ومن جاء بولايته دخل الجنة. وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن فضيل بن يسار مثله. وزاد: ومن جاء بعداوته دخل النار.
(23 ) ـ  وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشا، عن عبد الله ابن سنان، عن أبي حمزة قال: سمعت الإمام أبا جعفر عليه السلام يقول: إن عليا عليه السلام باب فتحه الله عز وجل، فمن دخله كان مؤمنا، ومن خرج منه كان كافرا، ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين قال الله تبارك وتعالى: فيهم المشيئة. وعنه عن معلى، عن الوشا، عن إبراهيم بن أبي بكر، عن أبي الحسن عليه السلام نحوه. وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن موسى بن بكر، عن أبي إبراهيم عليه السلام مثله.
 (24 )ـ  وعن علي بن إبراهيم، عن العباس بن معروف، عن عبد الرحمن ابن أبي نجران، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحيم القصير، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام في حديث أنه كتب إليه مع عبد الملك بن أعين: سألت رحمك الله عن الايمان، والايمان هو الاقرار إلى أن قال: والاسلام قبل الايمان، وهو يشارك الايمان، فإذا أتى العبد بكبيرة من كبائر المعاصي أو بصغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عنها كان خارجا من الايمان ساقطا عنه اسم الايمان وثابتا عليه اسم الاسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى الايمان، ولا يخرجه إلى الكفر إلا الجحود والاستحلال أن يقول للحلال هذا حرام وللحرام هذا حلال ودان بذلك، فعندها يكون خارجا من الاسلام والايمان، وداخلا في الكفر الحديث.
  فهذه الطائفة بالرغم من كثرتها وقوة دلالتها الدالة على كفر المخالفين، وبالرغم من إعتراف صاحب الجواهر الشيخ النجفي رحمه الله تعالى بتواترها وكونهم كفاراً لكنّه إدّعى ــــ كغيره من الفقهاء المائلين إلى إسلامهم ـــ بانَّ المراد منها بيان حالهم في الآخرة لا الدنيا...بحسب ما جاء في كتابه الجواهر ج 36/94 كتاب حرمة ذبائح المعلن العداوة لأهل البيت عليهم السلام..
وفي كلامه من الخدش ما لا يخفى على الناقد الفقيه والخبير بلحن كلامهم عليهم السلام،إذ إنّ بعضاً منها صريح بالكفر والإرتداد وكونه مباح الدم كما في صحيحة محمد بن مسلم/الرواية السابعة عشر والرابعة والعشرين،وإباحة الدم موردها الدنيا وليس الآخرة،فالمخالفون كغيرهم من الملل الكافرة والملحدة التي حكم الله تعالى بكفرها وكونها مهدورة الدم في الدنيا وليس في الآخرة،من هنا سوف يستتيبهم الإمام المنتظر عليه السلام فمن أبى فله حكم القتل أو الإمهال لفترة معينة ثم يجري فيهم قضاؤه العدل.
مضافاً إلى ذلك،فليس ثمة تقييد في هذه الأخبار حتى يدَّعى بأنَّها لبيان حالهم في الآخرة ــ كما ادّعى رحمه الله ـــ بل هي مطلقة تشمل الدنيا والآخرة، والتقييد بالمدّعى بحاجةٍ إلى قرائن قطعية ليست موجودة في البين ولا في أي خبرٍ من الأخبار الشريفة،بل ثمة أخبار أخرى في كتاب المستدرك للنوري/باب جملة ما يثبت به الكفر والإرتداد/ اعتقد بها صاحب الجواهر دالة على  خروج المخالفين من الإسلام بل صريح بعضها أنهم لا دين لهم،مما يقتضي الإعتقاد بترتيب الآثار على الحكم بكفرهم في الدنيا والآخرة، فالتقييد بالدنيا دون الآخرة من الأحكام الغريبة التي أفتى بها الشيخ النجفي  تبعاً لمن قبله ما هو إلاَّ جمعاً تبرعياً للأخبار قائماً على الذوق والإستحسان،ولنا إن شاء الله تعالى وشاء الحجج عليهم السلام ردٌّ تفصيليٌّ سيكون في كتابٍ مستقلٍ نفند فيه تلك المزاعم الحرورية..
(الطائفة الثانية): الدالة على أنَّهم مجوس هذه الأمة لقولهم بالقدر أي الجبر على الأفعال باعتبار أن كلَّ شيءٍ مقدَّر عند الله خيره وشره ،فما يصدر من العبد من أفعال شريرة وخيرة مطلوبة من الله تعالى، وقد روى الحر العاملي والنوري صاحب المستدرك الكثير المتواتر منها، ففي بعضها:
(1):يسأل مولانا الإمام الصادق عليه السلام أبا مسروق عن ديانة أهل البصرة،فقال له:مرجئة وقدرية وحرورية،فقال عليه السلام:"لعن الله تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد الله على شيء".
(2):عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام قال:"من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك،ونحن منه برءآء في الدنيا والآخرة".
(3):عن مولانا رسول الله (صلّى الله عليه وآله)قال:"القدرية مجوس هذه الأمة،خصماء الرحمان،وشهداء الزور..".
(4):عن مولانا الإمام أبي الحسن علي بن موسى عليهما السلام عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)قال:"صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب:المرجئة والقدرية".
(5):وعن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام قال:"لكلّ أمة مجوس،ومجوس هذه الأمة الذين يقولون بالقدر".
تنبيه هام:
قد يسأل المرء لماذا أطلقت هذه النصوص مصطلح"مجوس" على المخالفين؟

والجواب:

لعلّ ذلك للوجوه التالية:
(الوجه الأول):أن المجوس لهم اقوال باطلة عقلاً ونقلاً،فكذلك الأشاعرة لهم معتقدات باطلة وواهية.
(الوجه الثاني):أن المجوس يعتقدون بأن الله تعالى بعد خلقه للشر يتبرأ منه،فقد خلق إبليس ثم تبرأ منه[قال فاخرج منها فإنك رجيم] كذلك الأشاعرة يعتقدون بأنّه تعالى خلق فينا الشر والكفر وبعد خلقه للمعاصي فينا تبرأ منها.
(الوجه الثالث):المجوس يقولون بجواز نكاح الأمهات والأخوات وبقية المحارم لان ذلك واقع بقدرة الله تعالى،وكذلك المجبرة العامة يقولون بأن النبيّ آدم عليه السلام زوّج بناته من بنيه لأجل مصلحة التناكح يومذاك،وكان بأمر الله تعالى وقضائه،مضافاً إلى أنه لو نكح الإبن أمه ــــ والعياذ بالله تعالى ـــ أو الأخ أخته،فإن هذا النكاح وقع بفعل القدر الإلهي المحتوم عليه.
(الوجه الرابع):أن المجوس يعتقدون بأن الله عزّ وجلّ يفعل الخير ولا يقدر على فعل الشر،كما أن فاعل الشر لا يتمكن من فعل الخير،من هنا قالوا بوجود إلهين متنازعين:أحدهما فاعل الخير إسمه"يزدان"،والآخر فاعل الشر إسمه"أهرمن"..والأشاعرة يعتقدون بأن الله تعالى يفعل الخير في الإنسان وهو مجبر عليه،ويكون الإنسان محل للكسب الإلهي،فإذا خلق الله سبحانه الخير في الإنسان فإنه لا يقدر على الشر وكذلك لو خلق فيه الشر فليس بإمكان الإنسان حينئذٍ أن يفعل الخير...وللمزيد من معرفة نظرية الجبر الإلهي المعبر عندهم بالكسب والإيراد عليها فلسفياً راجعوا كتابنا الفوائد البهية/الجزء الأول..
(الطائفة الثالثة):الدالة على كفر كلّ من قدّم أحداً من الصحابة على أمير المؤمنين وسيّد الموحدين وإمام المتقين عليّ عليه السلام،منها:
(1):ما ورد عن حذيفة عن النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله)قال:"علي بن أبي طالب خير البشر ومن أبى فقد كفر".
(2):عن نافع عن ابن عمر قال:قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:"من فضّل أحداً من أصحابي على عليّ عليه السلام فقد كفر".
وورد مثله بسند آخر عن جابر الأنصاري عن النبيّ الأكرم(صلوات ربي عليه وآله) راجع المستدرك ج 18/183أبواب حدّ المرتد.
(3):عن المنذر بن الزبير عن أبي ذر رحمة الله عليه قال:قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):"لا تضادوا بعليّ عليه السلام أحداً فتكفروا،ولا تفضلوا عليه أحداً فترتدوا".
(4):عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قال في حديث طويل:"..فأتاني جبرائيل فقال:إن ربّك يقول لك:ان عليّ بن أبي طالب وصيك وخليفتك على أهلك وأمتك والذائد عن حوضك وهو صاحب لوائك،يقدمك إلى الجنّة،فقال جابر رحمة الله عليه:يا نبيّ الله نأرايت من لا يؤمن بهذا أقتله؟قال :نعم يا جابر"
(5):وعن عمرو بن ثابت قال:سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى:"ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله"قال عليه السلام:"هم والله أولياء فلان وفلان وفلان،اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماماً،فذلك قول الله تعالى:"ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب،إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار"ثم قال الإمام أبو جعفر عليه السلام:"هم يا جابر أئمة الظلمة وأشياعهم".
(6):عن أبي عليّ الخراساني عن مولى للإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام،قال:كنت معه في بعض خلواته،فقلت:ان لي عليك حقاً، ألا تخبرني عن هذين الرجلين،عن فلان وفلان؟فقال:"كافران، كافر من أحبهما".
(6):وعن أبي حمزة الثمالي،أنه سأل الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام عنهما ـــ أي عن أبي بكر وعمر ـــ فقال:"كافران،كافر من تولاهما".
(الطائفة الرابعة):المخالفون جاحدون  ومنكرون للنص الدال على إمامة وولاية وخلافة أمير المؤمنين عليّ وأبنائه الطاهرين عليهم السلام، وإمامتهم من أعظم الضرورات، وإنكار الضروري يستلزم الكفر بما جاء به النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد دلت الأخبار المتواترة ــــ راجعوها في الوسائل /باب مقدمة العبادات/الجزء الأول/وأصول الكافي الجزء الثاني/باب دعائم الإسلام ــــ  بأن ولاية أهل البيت عليهم السلام أعظم من الصوم والصلاة والحج والزكاة. والحاصل ،فإن إنكار الضروري الثابت بالكتاب والسنّة يستوجب الكفر في الدنيا والآخرة من دون تخصيصٍ بالآخرة،فكيف بمن أنكر أعظم الضرورات وهي ولايتهم وإمامتهم المجعولة من عند الله تعالى حتى أنه عز وجل أنزل على نبيه تهديداً بقوله:"يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ..."وحيث إن المخالفين ينكرون إمامتهم وخلافتهم فلا ريب في كفرهم،ومن ارتاب فهو كافر مثلهم حسبما ورد في بعض الأخبار:"من شك في كفر أعدائنا والظالمين لنا فهو كافر" الوسائل/أبواب حد المرتد/ والعجب العجاب من الفقهاء الذين يفتون بإسلام المخالفين في الدنيا في حين أنهم يفتون بكفر منكر الضرورة في الدنيا والآخرة؟؟!! أليس هذا غريباً أيها المؤمنون!!؟؟  
 

وزبدة المخض:

إن أخبار هذه الطائفة متواترة أيضاً أثبتها المحدّث الجليل الحر العاملي في الوسائل في باب مقدمة العبادات وفي باب حد المرتد، منها:
(1):ما ورد في صحيحة محمد بن مسلم قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالساً عن يساره وزرارة عن يمينه، فدخل عليه أبو بصير فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن شك في الله؟فقال:كافر يا أبا محمد قال:فشك في رسول الله؟فقال: كافر ثم التفت إلى زرارة فقال:"إنّما يكفر إذا جحد".
(2):وفي صحيحة زرارة عن ابي عبد الله عليه السلام قال:"لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا".
(3):وفي صحيحة محمد بن مسلم قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:"كل شيء يجره الإقرار والتسليم فهو الإيمان،وكلّ شيءٍ يجره الإنكار والجحود فهو الكفر".
(الطائفة الخامسة):أن المخالفين من المعتقدين بتجسيم الإله العظيم وانه يجلس على العرش،وينزل على حمار ليلة الجمعة إلى السماء الدنيا، وأن الله تبارك وتعالى يُرى يوم القيامة بأوضح صورة كالبدر في تمامه،وقد رواها أعاظم  علمائهم كالبخاري في صحيحه في كتاب التوحيد راجعوها،وقد فندنا أصولهم في كتابنا الفوائد البهية/الجزء الأول /أدلة الاشاعرة على جواز الرؤية... وللمسألة جذور في معتقدات اليهود والنصارى وغيرهم من الملل الكافرة والمشركة، مضافاً إلى أن للمالكية سهم وافر في التجسيم،وكذا الحنابلة على وجه الخصوص ـــــ ومنهم إنبثقت الوهابية ـــــ إعتقادات مشهورة في تجسيم الباري عزّ وجلَّ، تعالى عن ذلك علواً كبيراً قد فصلنا ذلك أيضاً في كتابنا المذكور فليراجع،والغريب العجيب أنهم يكفروننا لقولنا بصحة التوسل بالحجج الطاهرين عليهم السلام ولا ينظرون إلى ما هم عليه من العقائد العفنة كأرواحهم النتنة،والأخبار في كفرهم كثيرة جداً، منها:
(1): ما روي عن ياسر الخادم قال:سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام يقول:"من شبَّه اللهَ بخلقه فهو مشرك،ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر".
(2):وعن عبد السلام بن صالح الهروي عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام قال:"من وصف اللهَ بوجهٍ كالوجوه فقد كفر".
(3):وعن الحسين بن خالد عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام قال:" من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك،ونحن منه برءآء في الدنيا والآخرة".
(4):وعن هشام عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال:"إنّ محمّداًصلى الله عليه وآله لم يرَ الربَّ على مشاهدة العيان،فمن عنى بالرؤية رؤية القلب فهو مصيب،ومن عنى بها رؤية البصر فهو كافر بالله وبآياته،لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله):من شبَّه اللهَ بخلقه فقد كفر ...إلى أن قال:ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ معه شريكاً".
(5): وفي كتاب التوحيد من البحار عن يونس بن ظبيان قال:دخلت على الإمام الصادق عليه السلام فقلت:يا بن رسول الله إني دخلت على مالك وأصحابه فسمعت بعضهم يقول:إنَّ لله وجهاً كالوجوه وبعضهم يقول:له يدان! واحتجوا لذلك بقول الله تبارك وتعالى:"..يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديَّ استكبرت أم كنت من العالين" وبعضهم يقول:هو شاب من أبناء ثلاثين سنة!فما عندك في هذا يا بن رسول الله؟ قال يونس"وكان ـــــ أي الإمام عليه السلام ـــ متكئاً فاستوى جالساً وقال: اللهم عفوك عفوك ثم قال: يا يونس من زعم أنَّ لله وجهاً كالوجوه فقد أشرك،ومن زعم أنَّ لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته،تعالى الله عمّا يصفه المشبهون بصفة المخلوقين،فوجه الله أنبياؤه وأولياؤه،وقوله:"خلقت بيديَّ ..."اليد :القدرة،كقوله:"وأيدكم بنصره"فمن زعم أنَّ الله في شيء أو على شيء أو يحول من شيء إلى شيء أو يخلو منه شيء أو يشتغل به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين،والله خالق كلّ شيء لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس،لا يخلو منه مكان ولا يشتغل به مكان،قريب في بعده،بعيد في قربه ذلك الله ربنا لا إله غيره،فمن أراد الله وأحبّه بهذه الصفة فهو من الموحدين،ومن أحبّه بغير هذه الصفة فالله منه بريء ونحن منه برآء".
فهل ثمة دلالة أوضح من هذه الأخبار  الصريحة في بيان ما هم عليه من التشبيه والحكم عليهم بالكفر المطلق في الدارين بلا تخصيص بدارٍ دون أخرى.
(الطائفة السادسة):أنَّ المخالفين بعامة فرقهم يردون أخبار وأحكام أئمتنا الطاهرين عليهم السلام،ومن ردَّها لا ريب بكفره في الدنيا والآخرة،ويشهد لهذا الأخبار الشريفة أيضاً وقد بلغت حدَّ التواتر بمرات،منها ما رواه الحر العاملي رحمه الله تعالى في الوسائل:
(1):عن عمر بن حنظلة عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال:"...في رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دَين او ميراث؟قال:"ينظران إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا،فليرضوا به حكماً،فإني قد جعلته عليكم حاكماً،فإذا حكم بحكمنا فلم يُقبل منه فإنه استخف بحكم الله وعلينا رد،والراد علينا كافر وراد على الله ،والراد على الله هو على حدّ الشرك بالله". 
(2):عن الاحسائي في عوالي اللآلي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)قال:"من أدخل في ديننا ما ليس منه فهو رد".فقد أدخل العامة أخبار خلفاء الجور في مقابل أخبار الأئمة الطاهرين عليهم السلام.
(3):ما ورد في كامل الزيارات بأسناده إلى عبد الرحمان بن مسلم قال:دخلت على الكاظم عليه السلام فقلت له:ايّما أفضل زيارة الحسين بن عليّ أو أمير المؤمنين عليه السلام او لفلان وفلان وسميت الائمة عليهم السلام واحداً واحداً فقال لي:يا عبد الرحمان من زار أولنا فقد زار آخرنا،ومن زار آخرنا فقد زار أولنا ومن تولى أولنا فقد تولى آخرنا ومن تولى آخرنا فقد تولى اولنا ومن قضى حاجة لأحد من أوليائنا فكأنما قضاها لأجمعنا.يا عبد الرحمان أحببنا واحبب من يحبنا واحب فينا واحبب لنا،وتولنا وتول من يتولانا وابغض من يبغضنا،الا وان الراد علينا كالراد على رسول الله جدنانومن رد على رسول الله فقد رد على الله،الا يا عبد الرحمان ومن ابغضنا فقد أبغض محمداً ومن ابغض محمداً فقد أبغض الله ومن ابغض الله عز وجل كان حقاً على الله أن يصليه النار وما له من نصير".
(4):وعن حفص بن غياث عن مولانا الصادق عليه السلام قال:"فهذه السيوف التي بعث الله بها نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله)فمن جحدها أو جحد واحداً منها أو شيئاً من سيرها أو أحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله".
فإذا كان هذا حكم من أنكر السيوف التي نزلت على رسوله الكريم،فما بالكم بمن انكر أحاديث رسول الله التي رواها أئمتنا عليهم السلام نقلاً عن جدهم بل كيف يكون حال من رد على إبنته الطاهرة سيّدة النساء فاطمة عليها السلام وكذبها واعتدى عليها؟؟!!بل كيف يكون حال من وافقهم على ذلك؟؟!!وقد جاء في الاخبار أن من رضي بفعل قومٍ فقد شاركهم فيه؟؟!!
(5):وعن فرات بسنده عن مولانا الصادق عليه السلام قال:"لمّا نزلت هذه الآية[وإن من أهل الكتاب إلاّ ليؤمنن به..]قال رسول الله صلى الله عليه وآله :لا يرد أحد على عيسى بن مريم عليه السلام ما جاء به فيه إلاّ كان كافراً ولا يرد على عليّ بن ابي طالب عليه السلام أحد ما قال فيه النبي إلاّ كافراً".
(الطائفة السابعة):أن المخالفين منكرون لوصاية ائمتنا الطاهرين عن الله تعالى ورسوله،وفيها الاخبار الكثيرة،منها:
(1):عن أبي خالد الكابلي عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام قال:" ومن أبغضنا وردّنا أو ردّ واحداً منّا فهو كافر بالله وبآياته".
(2):وعن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام قال:"ان الله جعل علياً عليه السلام علماً بينه وبين خلقه،ليس بينه وبينهم علم غيره ،فمن تبعه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً ومن شك فيه كان مشركاً".
(3):وعن يحيى بن القاسم عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)قال:"الائمة بعدي اثني عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ...إلى أن قال:المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر".
(4):وعن أبي سلمة عن الإمام الصادق عليه السلام قال:"من عرفنا كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافراً ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاً".
(5):وعن محمد بم مسلم قال لمولانا الإمام أبي جعفر عليه السلام: أرأيت نم جحد إماماً منكم ما حاله؟ فقال:"من جحد إماماً من الأئمة وبرىء منه ومن دينه فهو كافر ومرتد عن الإسلام". 
(الطائفة الثامنة):أن المخالفين يعتقدون بأن الدين لم يكتمل يوم الغدير بولاية أمير المؤمنين عليّ عليه السلام،وهذا يستلزم الرد على كتاب الله تعالى ،والراد عليه كافر،منها:
(1):عن عبد العزيز بن مسلم عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام قال:"ولم يمضِ رسول الله(صلى الله عليه وآله)حتى بيّن لأمته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق وأقام لهم علياً عليه السلام علماً وإماماً،وما ترك شيئاً تحتاج إليه الأمة إلاَّ بينه،فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد ردّ كتاب الله عز وجل، ومن ردّ كتاب الله فهو كافر".
(2):وعن عبد الرحيم القصير عن الإمام الصادق عليه السلام قال:"...والإستحلال أن يقول للحلال هذا حرام وللحرام هذا حلال ودان بذلك، فعندها يكون خارجاً من الإسلام والإيمان وداخلاً في الكفر".
(3):وعن أبان بن عبد الرحمان قال:سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:"إن أدنى ما يخرج به الرجل من الإسلام أن يرى الرأي بخلاف الحق فيقيم عليه".
(4):وفي المستدرك /باب حد المرتد،عن الكاهلي عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام تلا هذه الآية[فلا وربك لا يؤمنون] فقال:"لو أن قوماً عبدوا الله ووحدوه ثم قالوا لشيء صنعه رسول الله(صلى الله عليه وآله):لو صنع كذا وكذا،ووجدوا ذلك في أنفسهم،كانوا بذلك مشركين".
(الطائفة التاسعة):الدالة على كفر من زاد أو نقصّ إماماً ليست إمامته من الله تبارك وتعالى،وحيث أن المخالفين نفوا إمامة الأئمة الأطهار عليهم السلام ونصبوا من عند أنفسهم إمامة المغتصبين الثلاثة الأوائل ثم زاد العدد إلى أن وصل إلى ملوك بني العباس،والروايات الشريفة كثيرة جداً في هذا المضمار مبثوثة في الكافي والوسائل والمستدرك، نروي قسماً منها من أصول الكافي:
من ادعى الإمامة وليس لها باهل ومن جحد الأئمة أو بعضهم ومن أثبت الإمامة لمن ليس لها باهل
الكافي ـ الشيخ الكليني ـ ج 1 ـ ص 372 ـ 373

1 ـ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي سلام، عن سورة ابن كليب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: قول الله عز وجل: "ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة"؟ قال: من قال: إني إمام وليس بامام قال: قلت: وإن كان علويا؟ قال: وإن كان علويا، قلت وإن كان من ولد علي ابن أبي طالب عليه السلام؟ قال: وإن كان.
 2 ـ محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبان عن الفضيل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ادعى الإمامة وليس من أهلها فهو كافر.
 3 ـ الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن الحسين بن المختار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله "؟ قال: كل من زعم أنه إمام وليس بإمام، قلت: وإن كان فاطميا علويا؟ قال وإن كان فاطميا علويا.
 4 ـ عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن داود الحمار، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا.
 5 ـ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن يحيى أخي أديم، عن الوليد بن صبيح قال: سمعت أبا عبد الله يقول إن هذا الامر لا يدعيه غير صاحبه إلا تبرا لله عمره.
 6 ـ محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أشرك مع إمام إمامته من عند الله من ليست إمامته من الله كان مشركا بالله.
وجاء في مستدرك الوسائل/أبواب حد المرتد/الباب الثامن:
عن عبد العزيز القراطيسي قال:قال أبو عبد الله عليه السلام:"الأئمة بعد نبينا إثنا عشر،نجباء مفهمون،من نقص منهم واحداً أو زاد فيهم واحداً خرج من دين الله،ولم يكن من ولايتنا على شيء".
وجاء في الوسائل/أبواب حد المرتد/الباب العاشر/الحديث الأربعون:
عن أحمد بن مطهر قال:كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمد عليه السلام يسأله عمّن وقف على أبي الحسن موسى عليه السلام،فكتب: لا تترحم على عمك وتبرا منه،أنا إلى الله منه بريء،فلا تتولوهم ولا تعد مرضاهم ولا تشهد جنائزهم ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً،من جحد إماماً من الله أو زاد إماماً ليست إمامته من الله كان كمن قال:"إن الله ثالث ثلاثة"إن الجاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا..".
 (الطائفة العاشرة):الدالة علة أن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتتةً جاهلية أي كفر،وهي أخبار متواترة مبثوثة في الكافي والمستدرك والبحار والوسائل، نروي قسماً منها:
(1):ما جاء في صحيح الفضيل بن يسار قال: ابتدأنا أبو عبد الله عليه السلام يوماً وقال:"قال رسول الله صلى الله عليه وآله:من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية،فقلت:قال ذلك رسول الله؟ فقال:إي والله قد قال،قلت:فكلُّ من مات وليس له إمام فميتته ميتةً جاهلية؟!قال: نعم".
(2):وفي صحيح الفضيل عن الحارث بن المغيرة قال:قلت لأبي عبد الله عليه السلام:قال رسول الله:من مات لا يعرف إمامه مات ميتةً جاهلية؟قال:نعم،قلت:جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه؟قال:جاهلية كفر ونفاق وضلال".
(3): وعن محمد بن مسلم عن مولانا أبي جعفر عليه السلام قال:"من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله أصبح تائهاً ضالاً،إن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق".
(الطائفة الحادية عشر):الدالى على كفر من فضل أحداً من الصحابة على أمير المؤمنين عليّ عليه السلام،فقد جاء في المستدرك  ثلاثة أحاديث تدل على المطلوب هي:
(1):عن ابن عمر قال: قال رسول الله :"من فضل أحداً من أصحابي على عليّ فقد كفر".
(2): وعن جابر الأنصاري عنه صلى الله عليه وآله مثله.
(3):وعن المنذر بن الزبير عن أبي ذر قال:قال رسول الله:"لا تضادوا بعليّ أحداً فتكفروا ولا تفضلوا عليه أحداً فترتدوا".
  هذه لمة من الأخبار المباركة التي حضرتني بالرغم من وفرتها في كتب الأحاديث،ولكن الوقت لم يسعفني لذكر المزيد منها،لكنّ من أراد يجد،وما ذكرناه حجة كافية لمن ألقى السمع وهو شهيد، والطائفة العاشرة من هذه الطوائف لها ما يسانخها في الدلالة من أخبار العامة رواها مسلم في صحيحه،وقد ذكرنا قسماً منها في كتابنا الفوائد أيضاً.فهذه الاخبار ظاهرة في كفر المخالفين،فتأويلها على غير وجهتها ـــ كما فعل بعض المتأخرين ـــ هو أمر خلاف السليقة الفقهية وخلاف الجمع الدلالي ،نعوذ بالله تعالى من شطحات الأقلام وزلات العقول،ونسأله تعالى ذكره أن يجعلنا من العارفين بهم وبأمرهم ومن المرحومين بشفاعتهم وممن صعق لجلالهم وسلّم روحه وروعه لنفثاتهم المباركة..اللهم بجلالهم وكبريائهم إلاّ ما جعلتني حارساً لحياض معارفهم،راداً عنهم الأعادي،شاهراً سيفه وقلمه للذود عن ذواتهم ومقامهم، فهم غاية مناي ومنتهى سؤلي ورجائي،اللهم عجّل فرج وليهم القائد الملهَم والملهِم واجعلنا من خدامه والعاشقين لجماله وبهائه والمضحين في سبيله وممن دعاهم فأجابوه وأمرهم فأطاعوه بنور ذاتك وشرف صفاتك يا ذا الجلال والإكرام يا حبيب ياسين والآل..

والسلام عليكم.
 

السؤال الخامس:
- قد يأتي اشكال من البعض حول ذبائح المخالفين ونجاستهم، وهو كيف تجوز ذبائح أهل الكتاب ولا تجوز ذبائح المخالفين؟ وهل في رأيكم وفتواكم بخصوص المخالفين تشدد وعنصريّة وقسوة وتطرّف؟ هل رأيكم بخصوص حرمة الزواج من المخالفين على كلا الجنسين أم فقط على النساء الشيعيات؟ وهل نفهم من فتواكم أنّه لا يجوز للشيعي الزواج الدائم إلا من الشيعية؟ وقد يطرح البعض تساؤلا وهو كيف كان تعامل أهل البيت عليهم السلام مع المخالفين؟ هل كانوا لا يأكلون معهم ولا يأكلون من طعامهم ولا يصافحونهم ولايزاوجونهم أويسمحون لأحد بذلك ولا ولا ولا ومنعزلين عن الناس أو عنهم .. نرجو التوضيح، وهنا سؤال آخر: ستكون هكذا الحياة معقِّدة لعدم وجود البديل في هذا الوقت فماذا نفعل؟ وهل يعني أن كل الناس على خطأ ويأكلون طعام نجس مثلاً؟ وماذا عن الأولاد الناتجين عن الزواج بالمخالفات أو العكس في ظل وجود فقهاء يفتون بالجواز –من وجهة نظركم-؟ وهنا سؤال أيهما أشد كفرا ونجاسة وعداوة وخطرا وبعدا عن الله: اهل الكتاب أم المخالفين مع ملاحظة أن المخالفين يشهدون الشهادتين أقلاً بغض النظر عن باقي معتقداتهم؟ ومع ملاحظة الروايات المتعلقة بأنهم إما نصارى أو يهود هذه الأمة وفي أخرى يهود هذه الأمة ، فلماذا لايعاملون أقلا معاملة أهل الكتاب ؟

 

الجواب

بسمه تعالى
 

من مصائب الدهرأن يفتي الجاهل بأحكام الله تعالى لا لشيءٍ سوى انَّه لا يستحسن حكماً شرعياً لا يتوافق مع رغباته ونزواته،مع أنَّ من صفات المؤمن التقي كونه خائفاً حذراً من الوقوع في معصية تجره إلى النار،فكيف إذا ما كانت هذه المعصية هي الإفتاء بغير علم،والمراد به من لم يكن فقهياً فلا يجوز له التسلية بأحكام الله تعالى فيؤمن ببعض ويكفر ببعض،ومجرد عدم رغبته بما أفتينا بالدليل الواصل إلينا وهو حجة علينا يوم القيامة،فلا يمكننا التغاضي عنه لأجل إرضاء زيدٍ أو عمرو،والمستشكل يريد منا إرضاءه أو إرضاء المخالفين أو إرضاء من يقلّد،فإن توافقنا مع ما يريد فإنه يعتبرنا من المعتدلين والمنصفين وإلاَّ فإننا من المتعصبين والمتزمتين والعنصريين والقساة المتطرفين،وهذا الإسلوب في التعاطي مع الفقهاء هي لغة المتمردين على أحكام الأئمة الطاهرين عليهم السلام ،ألا يحتمل هذا المستشكل بأن ما ذهبنا إليه من الحكم على المخالفين قد يكون موافقاً لنظر الإمام الحجة المنتظر عليه السلام؟! لا سيّما وأن حكمنا عليهم لم يخرج عن أخبارهم بل هو مستمد منها،وترجيح المستنكر  غيرنا من فقهاء الإمامية العدول علينا يجب أن يكون ضمن الإحترام وعدم التجريح بنا وبغيرنا من فقهاء أجلاء ذهبوا إلى ما قلنا به،فها هو صاحب الجواهر رحمه الله تعالى ينقل في كتابه الجواهربأن الإسلام شرط في حلية الذبيحة فلا يتولاه الوثني وغيره من الكفار كالمرتد والغلاة والخوارج والنصاب وغيرهم،فلو ذبح كان المذبوح ميتةً وإن جاء بالتسمية وغيرها من الشرائط بل في المسالك للشهيد الثاني العاملي رحمه الله تعالى أنه مجمع عليه بين المسلمين،بل كاد يكون من ضروريات المذهب في زماننا،مضافاً إلى النصوص المستفيضة إن لم تكن متواترة...إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى،فالحاصل بأن ذبيحة أهل الكتاب محرّمة قطعاً للإجماع القطعي والنصوص المتواترة والسيرة المتصلة بعهود المعصومين عليهم السلام،فالعجب من دعوى المستشكل بأن ذبائح أهل الكتاب جائزة؟؟!! اللهم إلاَّ أن يكون من أتباع الفتاوى الإلتقاطية المتناثرة هنا وهناك بإسم السيادة الهاشمية،حينئذٍ لا شغل لنا مع هؤلاء ولا كلام لنا معهم سوى أننا نتمنى لهم أن يراجعوا حساباتهم ويتقوا ربَّهم قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال!!
واستغرابه للحكم بحرمة ذبائح المخالفين ما هو إلاَّ إستغراب للأخبار الصادرة عنهم عليهم السلام،وهو ردٌّ عليهم ،والراد عليهم رادٌ على الله تعالى وهو على حدّ الشرك بالله تعالى حسبما جاء في النصوص الصريحة والتي منها ما ورد في مقبولة عمر بن حنظلة عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال:"...من كان منكم ممّن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً فإني قد جعلته عليكم حاكماً،فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد،والراد علينا راد على الله وهو على حد الشرك بالله..".وما ورد في التوقيع الصادر عن مولانا الإمام صاحب الأمر(عجّل الله فرجه الشريف)قال:"أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله" فقد دل هذا التوقيع الشريف على وجوب أخذ الأحكام من عدول الفقهاء مع التسليم والإنقياد ولم يأذنوا في الاخذ بالآراء والإستحسانات والأقيسة، بل نهوا عنه فليس للعامي إلاَّ الإتباع والإقتصار على السماع من دون إبتغاء الدليل،كما دلت المقبولة على الرجوع إلى الفقهاء فيما يتعلق بالدعاوى والقضاء بين الخصوم والفتوى في الأحكام وهو مما لا نزاع فيه لإختصاص الحاكم به إجماعاً ونصاً وفتوى.فإذا لم يعجب المستشكل ما أفتينا به فيهيىء جواباً للإمام المنتظر عليه السلام!!
فإن قال :بأن أكثرالفقهاء الحاليين لا يقولون بما تقول به،فيأتي الجواب بما جاء عن الأصبغ بن نباتة عن مولانا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في حديث أنه سئل عن إختلاف الشيعة فقال:" إن دين الله لا يُعرف بالرجال بل بآية الحق،فاعرف الحق تعرف أهله،إن الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد،وبالحق أُخبرك فارعني سمعك...".
مضافاً إلى ذلك فإن حكم المستشكل بجواز حلية ذبائح المخالفين مساواة لها بحلية ذبائح أهل الكتاب ـــ على فرض التسليم بذلك ـــ يعتبر قياساً محرّماً على نمط قياس أبي حنيفة،لأن الحكم بالجواز إنما يكون لورود الدليل بذلك،فالحكم بحلية ذبيحة المخالف أولى من ذبيحة الكتابي هو القياس بعينه،مع أنه ليس ثمة رواية معتبرة تدل على حلية ذبيحة الكتابي،وإذا كان الإسلام هو المعيار والعنوان لحلية الذبيحة،فما بال الفقهاء الذين يرجع إليهم صاحب الدعوى يحرّمون ذبائح الخوارج والغلاة والمرتدين بإنكار حكم ضروري في الإسلام والنواصب بالمعنى الذي يعتقده هؤلاء مع أنهم مسلمون بحسب الظاهر ويذكرون اسم الله تعالى على الذبيحة ولا يفترون عن ذكره تعالى ولا يستوحش من الحكم عليهم بالكفر والنجاسة أحد من أتباعهم كما استوحش صاحب الدعوى من فتوانا بحرمة ذبيحة المخالف؟؟!! فهل أن باءَ غيرنا تجر وباؤنا لا تجر؟؟! وهل أن الحق يدور مع أولئك الفقهاء دوننا مع أننا نتوافق مع غيرنا من الفقهاء المتقدمين وثلة من المتأخرين في هذه الفتوى،فقد ذهب الحلي وأبو الصلاح الحلبي وإبنا حمزة والبراج إلى حرمة أكل ذبيحة المخالف،فعن الأول قال:إنّا لا نحل إلاّ ذبيحة المؤمن والمستضعف الذي لا منا ولا منهم أي أنه لا يعرف الحق ولا يعاند عليه،وعن الثاني قال:لا تحل ذباحة الكافر وجاحد النص  ؟؟!!فما دام الأمر في نطاق الإجتهاد في فهم النص وطريقة الإستدلال فلمَ هذا الإستهجان من حكمنا دون حكم غيرنا ممن حكموا بحرمة ذبيحة الناصبي والخارجي والمغالي  كما اشرنا آنفاً،وهؤلاء يرجع إليهم صاحب الدعوى ويعتقد بصحة فتواهم ،فلا أدري كيف رجحهم على الفريق الآخرمع كونه غير مطلعٍ على ما في اللوح المحفوظ ولا أن مولانا الحجة المنتظر عليه السلام أباح له بسر الفتوى،فما اختاره ما هو إلاّ ترجيح بلا مرجح وهو باطل،ولو أنه اتقى ربّه فينا لما نعتنا بالعنصرية،وكأني به ينعت مولانا الإمام الحجة المنتظر عليه السلام بما نعتنا به ،وإلى الله المشتكى وعليه المعول في الشدة والرخاء.
 

والسؤال عن رأينا الفقهي بحرمة الزواج من المخالفين هل هو مقتصر على النساء أم يشمل الرجال؟
 

والجواب:

يحرم على المرأة الشيعية الزواج من الرجل المخالف دواماً وإنقطاعاً وافق والدها على ذلك أم لم يوافق،بكراً كانت أم ثيباً،كما يحرم على الرجل الشيعي الزواج من المخالفة بشكل مطلق إلاّ المستضعفة،وهي التي لا تعرف شيئاً من المذاهب والفرق ولا تعاندنا لأننا شيعة،والسر في صحة زواج الشيعي من المخالفة المستضعفة هو الخبر الدال على أن المرأة على دين زوجها، كما أن الفرق بيننا وبين غيرنا الذين جوزوا الزواج منهم هو الإختلاف على تعريف الناصبي،مضافاً لوجود أخبار صريحة في النهي من التزويج منهم لم يعمل بها ذاك الفريق بشكل مستقل بل حملوها على بعض المحامل الواهية،ليس هنا محل ذكرها مع أننا ذكرناها لبعض زملائكم في بعض المراسلات،منها ما روي في الصحيح عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام:إني أخشى أن لا يحل لي أن أتزوج من لم تكن على أمري،فقال:" ما يمنعك من البله من النساء؟قلت:وما البله؟قال: هنّ المستضعفات من اللاتي لا ينصبن ولا يعرفن ما أنتم عليه".الكافي /الجزء الخامس/349.
وفي موثقة الفضيل بن يسار قال:ثم سألته مرة أخرى فقلت:جعلت فداك ما تقول في نكاحهم؟قال عليه السلام:"والمرأة عارفة؟"قلت:عارفة،قال عليه السلام:"إن العارفة لا توضع إلاَّ عند عارف".الكافي /الجزء الخامس/350.يراد من قوله عليه السلام:"العارفة لا توضع إلاّ عند العارف"هو المؤمنة والمؤمن،وهما من آمن بالأئمة الطاهرين عليهم السلام بإتفاق فقهاء الإمامية.
 

وسؤالك الإعتراضي نقلاً عن بعض بأنه كيف كان تعامل أهل البيت عليهم السلام مع المخالفين فهل كانوا لا يأكلون معهم ولا يأكلون من طعامهم ولا يصافحوهم ولا يزاوجونهم أو يسمحون لأحد بذلك ولا منعزلين عن الناس وعنهم..؟؟؟

والجواب

القول بأن الأئمة الطاهرين عليهم السلام كانوا يأكلون من طعام المخالفين فهي دعوى على مدّعيها وهي أول الكلام،وعلى فرض وجود رواية تدل على ذلك فمحمولة على التقية والإضطرار نظير ما حصل معهم عليهم السلام عندما أُرغموا على الأكل من الطعام المسموم بمحضر خلفاء الجور كما حصل مع مولانا الإمام الرضا والكاظم بل وكل الأئمة الطاهرين الذين إستشهدوا بالسم على أيدي طواغيت عصورهم،فهو أمر واضح لا يحتاج إلى برهنة وإستدلال على كونه على وجه الإضطرار والإرغام، فهم قد أقدموا على الأكل من الطعام المسموم حرصاً منهم أن لا يتأذى شيعتهم لو لم يأكلوا.
وإني لأتفرس في بعضكم بأنه سيسألني عن حكم الطعام الذي كانت عائشة وحفصة زوجتا الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)تحضرانه له بيديهما مع كونهما منافقتين كما هو صريح آيات سورة التحريم والأخبار الكثيرة من الطرفين،وكذا ما كانت تصنعه جعدة لمولانا الإمام الحسن المجتبى عليه السلام مع كونها قتلته بالسم الذي وضعته في الطعام..
وجوابه:قبل رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله من هذه الدنيا لم تكن عائشة وحفصة تظهران العداوة لأمير المؤمنين عليه السلام ولا لأحد من شيعته،بل كانت متظاهرة بالإيمان وبمحبة الإمام علي عليه السلام وسيدة النساء عليها السلام، والتظاهر بالإيمان وعدم إظهار الكفر كافٍ في ترتيب الحكم عليه من الإسلام ولوازمه من الطهارة،وعلمه عليه السلام الباطني بكونها منافقة على فرض أنها كانت في حياته كذلك ليس مبرراً للحكم عليها بالكفر،لأنه كان مأموراً بالظاهر دون الباطن والواقع كما ورد عنه صلى الله عليه وآله قوله:"أنا أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر"،ولكنها لمَّا أظهرت العداوة بعد شهادته خرجت عن كونها مسلمة،ولا يقاس العامة بها في هذه الأزمنة وغيرها كما في غابر العصور وذلك لأنهم أعلنوا العداوة لأمير المؤمنين علي عليه السلام بموالاة أعدائه ومخالفته وبغض شيعته وأنصاره بعدما كانوا متظاهرين بالمحبة...وهكذا بالنسبة لجعدة فإن الإمام الحسن عليه السلام كان يعاملها على الظاهر فلم تكن مكرهة له علناً بل كانت متوافقة معه لا تبدي شيئاً من العداوة حتى أغراها اللعين معاوية بقتله،ويمكننا القول بأن أمثال هؤلاء النسوة كن موافقات للمعصوم إلى آخر أيامه نظير إنسان يكون في أول حياته مؤمناً لكنه يكفر في آخرها،فلا يمكن القول بأن على المعصوم المطلع عليه أن يعامله من أول حياته بكونه كافراً كما يشهد على هذا ما جرى على أمير المؤمنين علي عليه السلام مع إبن ملجم عليه اللعنة،فكان يعامله كإنسان مسلم وليس كإنسان سيكون كافراً في المستقبل...فقياس المخالفين على المنافقين قياس مع الفرق،إذ لم يظهر من المنافقين إستكبار وإنكار للإمامة حتى يحكم بكفرهم ظاهراً وواقعاً بخلاف المخالفين فإنّ الإستكبار والجحود منهم ظاهر لا يحتاج إلى فطنة الفاطن وتأمل العاقل،فدعوى أن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام كانوا يساورون المخالفين بالرطوبة من أفواههم ويأكلون من أطعمتهم دونها خرط القتاد،لكونها مقتصرة على خلفاء الجور والأمراء والوزراء في الدولتين الأموية والعباسية وهؤلاء لا يشك في كفرهم أحد من أولي الألباب،وكله محمول على الإضطرار وهو حكم ثانوي أباحه المولى للمؤمنين حال الخوف والحرج الشديد،قال تعالى:"فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه"...
ولو فرضنا أن النبي الأكرم(صلوات ربي عليه وآله)كان يعاملهما معاملة الكفار،فكان لا يأكل من الطعام الذي صنعتاه بل يوهمهما بذلك أو أن الطعام يتطهر بفعل ولايته التكوينية أو أنه ينقلب إلى طعام من الجنة وما شابه ذلك من كرامات له (صلى الله عليه وآله)،مع أنه ليس ثمة رواية من طرقنا تشير إلى مشاركتهما بالطعام،وبالغض عن كلّ ما ذكرناه فإن ما وردنا من النصوص الدالة على حرمة مشاركة المخالفين في أطعمتهم والزواج منهم كافية في تنجيز الحكم علينا،فيكون ما جرى على رسول الله وحفيده الإمام الحسن عليهما السلام قضية في واقعة لا يمكن أن تكون معياراً وقاعدة عامة تشمل جميع أزمنة الأئمة الطاهرين عليهم السلام وإلاَّ لما صدر منهم عليهم السلام النهي عن مزاوجة هؤلاء والأكل من ذبائحهم كما مر معكم خبر يونس بن ظبيان الدال على حرمة الأكل من ذبيحة أتباع المذهب المالكي لكون المالكي ممن يعتقد بأن لله وجهاً كالوجوه،وليس الأمر مقتصراً على المذهب المالكي بل يتعداه إلى غيره من المذاهب العامية المبتدعة والتي تتفق فيما بينها على العداوة للشيعة ولائمتهم الطاهرين مع كونهم يعتقدون برؤية اله تعالى يوم القيامة با وفي الدنيا كما أسلفنا سابقاً ،مضافاً إلى أنهم يقولون بالتجسيم كما يقول المالكي،فتأملوا يا أولي الأبصار!!!
ودعوى بأن الحكم بكفر المخالفين والبناء على نجاستهم يؤدي إلى الإنعزال عن الناس فهي من أغرب ما سمعته في حياتي وما كنت أظن سماعه من شيعي،لكنّ الفتاوى الترخيصية الصادرة من علماء جهلة ومنحرفين عن طريقة أهل البيت عليهم السلام أدت لأن يستصعب هذا المسكين ما حكمنا به على المخالفين،في حين أن المخالفين بعامة فرقهم ومذاهبهم يفتون بكفر الشيعة ونجاستهم ولم يستصعب واحدٌ من أتباعهم ومقلديهم ذلك ولم يدعِ بسيط منهم بأن فتوى فقيهه تؤدي إلى الإنعزال عن الشيعة أو عن الناس بل نراهم يتلقون فتاوى تكفير الشيعة وإستباحة أعراضهم ودمائهم والحكم عليهم بالنجاسة والرجاسة بصدور أبية وقلوب وفية،فما بالكم يا شيعة اليوم تبالون بكل ما يخدش بكم وبدينكم كأنكم خشبٌ مسندة لا تفقهون ولا تتدبرون بل لا أراكم إلاّ كما قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لأهل العراق لما غزاهم معاوية واعتدى على أعراضهم وسفك دمائهم فدعاهم الإمام عليّ (روحي فداه) إلى جهاد معاوية فتثاقلوا عنه فقال لهم متألماً:"فيا عجباً!والله يميت القلب ويجلب الهم إجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم، فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يرمى،يغار عليكم ولا تغيرون وتغزَون ولا تغزُون ويُعصى الله وترضون" نهج البلاغة.
 نعم صرتم غرضاً يرمى بتكفيركم والحكم عليكم بالخنازير والكلاب وأنتم تضحكون وكأن الأمر لا يعنيكم ،فما هذه إلاَّ جربزة وجبن وبلادة كبلادة الحمير،أجارنا الله تعالى من سوء الحال ومن أن نكون كأولئك الذين يُغار عليهم ولا يغيرون؟؟!!
مضافاً إلى ذلك فها هم شيعة الحجاز يعاشرون أنجس خلق الله تعالى وهم الوهابيون المتفق على كفرهم ونجاستهم عند عامة فقهاء الإمامية ،ومع هذا لا يشعرون بالحرج ولا أنهم منعزلون عن الناس كما أشار صاحب الإشكال العلاّمة  والفهّامة!!
 

وأما سؤالكم عن الأولاد الناتجين عن الزواج بالمخالفات في ظل فقهاء يفتون بالجواز..

فجوابه:
كلّ واحد بحسب تقليده،فمن رجع إلينا حديثاً في هذه المسألة وكان يقلد غيرنا فيها فمعفوٌ عنه ما ارتكبه في الماضي قال تعالى عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف
 

وأما سؤالكم عن أيهما أشدّ كفراً أهل الكتاب أو المخالفون مع كونهم يتشهدون الشهادتين؟
 

والجواب:

المعادي أشد كفراً من غيره،وحيث إن المخالفين معادون لنا ولأئمتنا الطيبين الطاهرين عليهم السلام،لذا فهم أشد كفراً من أهل الكتاب مع كونهم يشتركون معهم بالتجسيم،فالنصارى واليهود يقولون بأن الله تعالى جسم ويحل في الاجسام وهكذا اليهود والمخالفون يعتقدون بالتجسيم الربوبي مع زيادة الكره للشيعة لإنتسابهم إلى ألأئمة الطاهرين عليهم السلام،وإذا صار الكتابي يكره الشيعة لإنتسابهم إلى الأئمة عليهم السلام فحكمه حكم المخالفين.
 

والخلاصة:

فإن أهل الكتاب أقل كفراً من المخالفين للنكتة التي أشرنا ولما جاء في النصوص الشريفة الدالة على ذلك، منها صحيحة الحلبة عن مولانا الإمام أبي عبد الله عليه السلام أنّه اتاه قوم من أهل خراسان من وراء النهر فقال لهم :"تصافحون أهل بلادكم وتناكحوهم؟أما إنّكم إذا صافحتموهم إنقطعت عروة من عرى الإسلام وإذا ناكحتموهم إنهتك الحجاب بينكم وبين الله عزّ وجلّ" الكافي/الجزء الخامس/ح17 ...وقد جاء الترخيص بنكاح الكتابية متعةً ولم يرد ترخيص بنكاح الناصبية بل الوارد هو النهي،وعندنا أن الناصبية هي المخالفة مطلقاً سوى المستضعفة التي عرفناك حقيقتها فلا نكرر،والأخبار بذلك كثيرة راجع الكافي /كتاب النكاح/باب مناكحة النصاب والشكاك.
وتشهد المخالفين بالشهادتين لا يكون مبرراً للحكم عليهم بالإسلام والطهارة أو كونهم أفضل من أهل الكتاب،وذلك لأن النواصب ـــ بحسب تعريف الفريق الآخر من الفقهاء الذين يخالفوننا في الحكم ـــ والغلاة والخوارج أنجس من الكلب والخنزير والملحدين والمشركين كما دلت على ذلك الأخبار المتواترة والتي لم يخالفها فقيه واحد من الشيعة على الإطلاق،مع أنهم يتشهدون الشهادتين في النهار أكثر من الشيعة إذ إنهم يؤذنون في اليوم والليلة خمس مرات زيادة على ما يفعله الشيعة،ومع كل ذلك فإن نفس الفقهاء الذين ترجعون إليهم يفتون بكفر هؤلاء وينهون عن الزواج منهم دواماً وإنقطاعاً ولا يجيزون اكل ذبائحهم والأكل من طعامهم الذي باشروه بأجسامهم ..إلخ.فالشهادة ليست مانعة من الحكم بالكفر على الناطق بها إذا فعل أمراً يوجب خروجه عن الإسلام ،فها هو أمير المؤمنين علي عليه السلام حارب أصحاب الجباه السود الخوارج وعائشة ومعاوية وحكم عليهم بالكفر لقول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله):"حربك يا علي حربي وسلمك سلمي.." ومن المعلوم أن حرب النبيّ (عليه وآله السلام)كفر بلا خلاف،فينبغي أن تكون محاربة الإمام عليّ عليه السلام مثل محاربة النبي..فهؤلاء كانوا يتشهدون بالشهادة ولكنهم كفار لمحاربتهم لأمير المؤمنين وهكذا يكون الحكم بالكفر على أبي بكر وعمر وكل من اعتدى على سيّد النساء الطاهرة الزكية الزهراء البتول عليها السلام مع أنهم كانوا يصلون ويتشهدون !! فالمعيار بالكفر هو الإعتداء على سفراء الله تعالى ورفض ما جاءوا به،فلو أن أهل الكتاب اعتدوا على حجج الله فحكمهم حكم من ذكرنا،من هنا لا تصح معاملة أهل الكتاب المسالمين معنا والذين يحسنون إلى الشيعة أكثر من إحسان النظام الإيراني للشيعة في إيران والعالم،فإنك تذهب إلى بلاد الغرب هارباً من الشيعة أنفسهم فيستضفونك ويكرمونك لا لأنك نصراني بل لأنك إنسان،بعكس من يدعي الإسلام فإنه يقهرك على التنازل عن معتقداتك بل يكفرك لأنك شيعي أو لأنك ليس تابعاً لسياسته،فأيهما أفضل ــ بالله عليك ـ هذا النصراني أم المسلم باللسان دون الاركان الذي يلاحقك يريد إبادتك عن جديث الأرض ؟؟!!
 

السؤال السادس:
- من هو المستضعف أو الذي يعتبر معذورا بالنسبة للمخالفين؟ وهل يدخل فيها المخالفون الذين لم نقم عليهم الحجة والبرهان؟ ولماذا ليسوا معذورين؟

والجواب:
المستضعف هو الأبله وهو من لا ينصب العداوة للأئمة الطاهرين عليهم السلام ولا لأحد من شيعتهم ولا يوالي خلفاء الجور وأتباعهم من أصحاب المذاهب الأربعة،وقد عرفه العلامة الحلي أعلى الله مقامه بأنه الذي لا منا ولا منهم،وهو موافق لما قلنا.ولا يشترط إقامة الحجة عليهم لتحقق النصب والعداوة بل مجرد أن المخالف اتبع أحد المذاهب أو عاند أئمتنا الطاهرين وشيعتهم بالأوصاف التي أشرنا إليها مراراً وتكراراً يصدق عليه أنه ناصبي،وقد عرفت النصوص الشريفة معنى المستضعف فراجعوها في الكافي /الجزء الثاني/باب المستضعف.
 

السؤال السابع:
- هل مسألة كفر المخالفين أو اسلامهم حكما أو اعتقادا أو موضوعاً من مسائل التقليد أم ليست من مسائل التقليد التي يلتزم فيها المرء برأي مرجع تقليده أم ماذا فالمعلوم أنه مثلا أصل حكم وجوب الصلاة وكونها فريضة ليست مسألة تقليد والعقيدة ليست فيها تقليد إلخ، فهل المسألة المذكورة في السؤال تدخل في نفس النطاق؟ وفي حال كنت مثلا أعتقد بكفرهم ومرجع تقليدي يفتي باسلامهم أو طهارتهم فماذا أصنع؟

 

والجواب:
كفر المخالفين موضوع فقهي ذي أصول عقائدية،ولولا الأصل العقائدي لما حكمنا عليهم بالكفر وآثاره المترتبة عليه من النجاسة وحرمة ذبائحهم والأكل من الطعام الذي باشروه باجسامهم وما شابه ذلك،مضافاً إلى ذلك فليس كلّ أمر عقيدي لا يجوز التقليد فيه بل عدم جواز التقليد في العقائد إنما هو خاص بالأصول العامة كالتوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد،وإن كان يكفي في غير التوحيد الإعتقاد من أي طريق كان حتى ولو كان بالتقليد مادام وصل إلى الإعتقاد والإذعان كما هو  ظاهر عند الشيخ الأنصاري في رسائله وهو الأقوى عندنا كما ذكرنا ذلك في الفوائد البهية.وأما الإعتقاد بوجوب الصلاة فهو أمر عقائدي وشرعي معاً بمعنى أنه يجب على المؤمن أن يعتقد بأن الله تعالى أوجب عليه الصلاة لذا يجب عليه أن يؤديها وإلاّ يعتبر فاسقاً وليس كافراً إلاَّ إذا أنكرها من أساسها فيحكم عليه بالكفر،وهكذا إمامة الأئمة الطاهرين عليهم السلام فإنها بأمر منه تعالى ،فإذا لم يعتقد بها المرء فإنه يخرج من الإسلام لجحوده لها تماماً كجحوده للصلاة،وأما إعتقادك بكفر المخالفين المعاكس لتقليد مرجع تقليدك يضر بأصل التقليد عندنا على الأقوى،فقطعك مقدّم على ظنه الإجتهادي،فعليك حينئذٍ أن تجتنبهم فلا يجوز لك الأكل من ذبائحهم وأطعمتهم المصنوعة بأيديهم وما شابه ذلك لأن القطع حجة عليك فلا يجوز الفصل بينه وبين آثاره المترتبة عليه لكونه فصلاً بين الشيء ونفسه،    ولو  فرضنا بقاءك على تقليده فبإمكانك إجتناب المخالفين ،لأن تجويزه طهارتهم لا يستلزم وجوب العمل بفتواه ،إذ بإمكانك الإحتياط فلا تتزوج منهم ولا تأكل من أطعمتهم وذبائحهم،ولكن البقاء على تقليد الفقهاء الذين يفتون بطهارة المخالفين  في غاية الإشكال لإستلزامه تقليد غير الأعلم ـــ بناءاً على القول بالأعلمية ـــ  لأن من قال بنجاستهم أعلم منهم في هذه المسألة على أقل تقدير،لكونه أضبط في كيفية جمع الأخبار من المفتين بالطهارة،وأما بناءاً على القول بعدم الأعلمية فإن القائل بكفرهم أوفق من غيره بالإحتياط فيكون تقليده مبرىء للذمة أكثر من غيره، والله تعالى العالم.
  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وعجِّل اللهم فرج وليِّك القائم الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين ولعنتك السرمدية على مبغضيهم وأعدائهم وأعداء شيعتهم....

والسلام على من اتبع الهدى.العبد الشيخ محمَّد جميل حمُّود العاملي/بيروت.
 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=85
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28