الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ محمد جميل العاملي (حفظكم الله بحفظه)

السلام عليكم

لقد قرأنا ردكم حول سؤال الشهادة الثالثة ، وكذلك سمعنا وقرأنا لعلماء أخرين ، ولكن خلاصة الامر الذي وصلنا اليه أنه لم يرد نص عن المعصوم عليه السلام يؤكد أن الشهادة الثالثة كان يؤتى بها بعد الشهادتين سواء في الاذان او الاقامة او التشهد ! اما الروايات التي ذكرتها من كتاب السلافة في أمر الخلافة فليست بحجة علينا لانها من كتاب مخالف ... وباقي الروايات التي قرنت الشهادة الثالثة في الشهادتين فهي ليست في الاذان والاقامة والتشهد ، ومايؤكد ذلك ان الامام لو كان يأتي بالشهادة الثالثة بعد الشهادتين في الاذان والاقامة والتشهد لكان قد ذكرها عندما ذكر فصول الاذان في العديد من الروايات ، وخلاصة السؤال : هل يوجد حديث مروي عن المعصوم عليه السلام يؤكد انه كان يأتي بالشهادة الثالثة بعد الشهادتين في الاذان والاقامة والتشهد او في احدهم او لا ؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع الفقهي: الشهادة الثالثة جزءٌ من الأذان والإقامة والتشهد بمقتضى الإطلاقات والعمومات وغيرها
بسمه تعالى
 

السلام على من اتبع الهدى
يظهر أنك لم تتدبر بما فصلناه في بحثنا حول الشهادة الثالثة ولو كنت تملك شيئاً من المعرفة الأصولية لكنتَ عرفتَ ما ذكرناه هناك، فمصيبة الجاهل أنه يريد أن يقيس الدين على مذاقه ومداركه العقلية الضيقة فإذا قبلها عقله القاصر أخذ بها وإلا كفّر من قال بها حتى لو كان من أعلام الأمة وأكابرها....!
 ونحن بالإضافة إلى بعض الأخبار التي اعتمدناها والتي منها صحيحة القاسم بن معاوية الصريحة بإطلاقها في كل الأحوال فتكون مستحبة في موضع الإستحباب وواجبة في موضع الوجوب، وكل من يفهم أصول الفقه يفهم ما قلنا ويفهم معنى العموم والإطلاق وموارد استعمالهما، وهناك الكثير من الأحكام ليس فيها نصٌ صريح ولكن فقهاء الإمامية اعتمدوا على النصوص العامة والمطلقة فأدرجوا صغرياتهما في مصاديق العموم والإطلاق ولو اتسع الوقت لدينا لذكرنا أغلبها لنريك بأن أكثر الأحكام الشرعية مستنبطة من النصوص العامة والمطلقة التي سنّها لنا الرسول الأعظم وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام، ومن هذا القبيل تجويزهم ذكر الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة مع أنه بحسب دعواك لم يرد فيها نص خاص بها فكيف يا تُرى أفتوا بجوازها فيهما بل الأكثر أفتى بإستحبابها فيهما ..؟! يظهر أنك تعتقد بأنهم أفتوا بغير علمٍ..؟! فيجب أن تنهاهم عن فتواهم بإستحباب الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة على فرض جواز نهيهم عما استنبطوه لأن ما وصلوا إليه حجة بينهم وبين ربهم ولا يجوز للعامي بل للمجتهد الآخر أن ينهى مجتهداً ـــ طبقاً لللأصول المعتمدة في الإستنباط الجعفري ـــ أن ينهاه عما استنبطه واستفاده من النصوص الخاصة أو العامة....!!.
 ودعوى بأنه لا يوجد نصوص خاصة صريحة في ذكر الشهادة الثالثة باطلة وذلك لأن نفس الشيخ الصدوق قد اعترف بوجود نصوص دالة على الشهادة الثالثة ولكنه حملها على أخبار المفوضة، فإعترافه بوجود نصوص شهادة واضحة بدفع دعواك.. وحمله لها على التفويض ليس نهاية الدنيا ولا أنه الحق الراح حتى تلزمنا بالتعبد بما اعتقده الشيخ الصدوق بكون تلكم الأخبار من مقولة المفوضة... بالإضافة إلى ذلك ثمة نصٌ صريح عن إمامنا المعظم أبي الحسن الرضا عليه السلام عرضه المحدث النوري في كتابه مستدرك الوسائل نقلاً عن كتاب فقه الإمام الرضا عليه السلام يشير إلى ذكر الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة وقد افتى بعض الأعلام بمضمونه في إستحباب الشهادة الثالثة في التشهد...فإشكالاتك دونها خرط القتاد  وقد أجبنا عن كلّ ذلك في بحوثنا المتعددة حول الشهادة الثالثة فتدبرها جيداً ولا تكن خصيماً للحق فإننا سنطالك يوم القيامة وهناك تعرف الحق من الباطل...!.
 لقد أجبنا على إشكالك سلفاً في بحثنا للشهادة الثالثة ولكنك لم تتدبره جيداً وهي مشكلتك وليست مشكلتنا...ونحن لم نتفرد بالشهادة الثالثة مطلقاً بل هناك أعلام من الطائفة وافقونا على ما ذهبنا إليه، واعتمدوا على خبر السلافة والقاسم ولكننا اعتمدنا على العمومات والإطلاقات التي لا يجوز تقييدها بغير الأمور العبادية، ولا يفهم المراد إلا أولوا الألباب....والسلام.
 

العبد الفقير إلى إمام الزمان الحجة بن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام
 وعجل الله تعالى فرجه الشريف / محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت
 بتاريخ 25 ربيع الثاني 1435 هــ.