• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : بيانات .
              • القسم الفرعي : بيانات وإعلانات .
                    • الموضوع : بيان رداً على أسد قصير والصرخي الكافرين ومن لفَّ لفهم من بترية الشيعة .

بيان رداً على أسد قصير والصرخي الكافرين ومن لفَّ لفهم من بترية الشيعة

مكتب المرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله العلاّمة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي - دام ظلّه الوارف وحفظه الله

===============================================================

بيان صادر عن سماحة المرجع الكبير الفقيه آية الله العاملي

ردّاً على

أسد قصير والصرخي الكافرين ومن لفَّ لفهم من بترية الشيعة
 

بسم الله الرحمان الرحيم
 

     الحمد لله رب العالمين، ناصر المستضعفين ومبير الكافرين وهلك المتكبرين..وأفضل الصلاة وأتم السلام على المبعوثين رحمة للمؤمنين محمد وآله الطيبين الطاهرين الذين جعلهم نقمة على النواصب الملعونين والزنادقة والمشككين...وبعد.
 لم يغب قرن شيطان حتى يخلفه قرنٌ آخر شبيهه ونظيره في النصب والعداوة لآل محمد سلام الله عليهم لينخر في معالم التشيع وركائز التشريع والعقيدة...! فبالأمس انطفأت نار الحيدري لعنه الله ولكن للشيطان أعواناً وأنصاراً وخدمة ورواداً بهم ملأ الشيطانُ الأرضَ والبحار والبراري والقفار ليعيثوا فيها الفساد ويضلوا بنفثاتهم  وسمومهم العباد..! فطل علينا من جديد عفريتان بل عفاريت من عفاريت حزب الدعوة المدعوم بسلطة الوالي في إيران الذي طالما حاربه الخميني في فترة زمنية إبان حكمه..وهؤلاء العفاريت هم الشيخ أسد قصير وياسر عودة من لبنان والسيد الصرخي من العراق..وما يهمنا في هذه العجالة هو تفنيد ما نفثه أسد قصير والصرخي حيث قام الأول بتنزيه خلفاء الظلم والجور عن النصب والعداوة وإدخالهم في خانة المسلمين بل والموحدين كما أن الثاني قام بالترضي على عمر جاعلاً إياه في خانة العادلين...!! وما ذاك إلا لأن التوجه متحد والسنخية من واد واحدٍ... فتعددت الأسباب والضلال واحدٌ...ولا عجب في ذلك بعد أنْ كشفت النصوص عن آخر الزمان بخروج أفراد يتظاهرون بالولاية لآل البيت سلام الله عليهم ولكنهم في الواقع أعداء لهم وهم من أطلقت عليهم أخبارنا الشريفة بفرقة البترية التي تعلن العداوة لسيدة نساء العالمين مولاتنا الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها على وجه الخصوص وتجمع بين الولاء الظاهري لأهل البيت سلام الله عليهم وبين الولاء والحب لأعدائهم ومبغضيهم....وقد تأسست هذه الفرقة في عهد إمامنا المعظم الباقر عليه السلام لما دخل عليه أعمدة البترية سالم بن أبي حفصة وكثير النوا وأبو المقدام ثابت الحداد فنشب جدال بينهم وبين إمامنا الباقر وأخيه زيد الشهيد سلام الله عليهما..ففي موثقة سدير قال: « دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ومعي سلمة ابن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النواء وجماعة منهم ، وعند أبي جعفر ( عليه السلام ) أخوه زيد بن علي ( عليه السلام ) فقالوا لأبي جعفر ( عليه السلام ) : نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعدائهم ، قال : نعم ، قالوا : فنتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم ، قال : فالتفت إليهم زيد بن علي ( عليه السلام ) وقال لهم : أتتبرؤون من فاطمة ( عليها السلام ) بترتم أمرنا بتركم الله ، فيومئذ سموا البترية ».
   الرواية الشريفة واضحة في دلالتها الكاشفة عن واقع منهج البترية القديمة والحديثة القائم على عدم التبري من أعداء سيدة النساء مولاتنا الزهراء البتول سلام الله عليها، وأعداؤها معروفون في الوسط الشيعي حتى أصبحت عداوتهم لأهل البيت عليهم السلام أشهر من النار على المنار وأبين من الشمس في رائعة النهار وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد ومعاوية وغيرهم من أعمدة النصب والعداوة لأهل البيت عليهم السلام...وفرقة البترية لن تنطفأ جذوتها النارية على التشيع ـــ وإن خمدت في فترة زمنية معينة ـــ إلا أنها تجددت في زماننا هذا بفعل العوامل السياسية المتحكمة برقاب الشيعة عبر عمائم سوداء دموية تمظهرت بمآزر شيعية..والويل لمن ناوأها ووقف بوجهها فإن مصيره القتل أو الإسقاط والتحقير والإذلال....ولولا السيف لما كان لهذه الفرقة حياة ووجود لكنَّ للسيف وهجاً على الرقاب فيطوع من  خاف  الموت وأحب الحياة...ولن يكتب لهذه الفرقة الناصبية الدوام لأن الباطل لا يدوم وإن اشتدت شوكته على أهل الحق ...! وإن كنا نعتقد بأن خروج الفرقة البترية سيتجدد عند ظهور إمامنا المعظم الحجة القائم أرواحنا فداه وهي آخر خرجة لهم في ظهر الكوفة كما اشار إلى ذلك خبر دلائل الإمامة للطبري الشيعي وقد كشفت هذه الرواية الشريفة عن آلاف من البترية الشيعة يقفون بوجه إمامنا الحجة القائم قائلين له:" يا بن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك..." وفي رواية الشيخ المفيد يقولون للإمام الحجة القائم عليه السلام:" ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة.."  وإليكم الرواية كما في دلائل الإمامة بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، قال : حدثنا محمد ابن حمران المدائني ، عن علي بن أسباط ، عن الحسن بن بشير ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : سألته ، متى يقوم قائمكم ؟ قال : يا أبا الجارود ، لا تدركون . فقلت : أهل زمانه . فقال : ولن تدرك أهل زمانه ، يقوم قائما بالحق بعد إياس من الشيعة ، يدعو الناس ثلاثا فلا يجيبه أحد ، فإذا كان اليوم الرابع تعلق بأستار الكعبة ، فقال : يا رب ، انصرني ، ودعوته لا تسقط ، فيقول ( تبارك وتعالى ) للملائكة الذين نصروا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر ، ولم يحطوا سروجهم ، ولم يضعوا أسلحتهم فيبايعونه ، ثم يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، يسير إلى المدينة ، فيسير الناس حتى يرضى الله ( عز وجل ) ، فيقتل ألفا وخمسمائة قرشيا ليس فيهم إلا فرخ زنية . ثم يدخل المسجد فينقض الحائط حتى يضعه إلى الأرض ، ثم يخرج الأزرق وزريق غضين طريين ، يكلمهما فيجيبانه ، فيرتاب عند ذلك المبطلون ، فيقولون : يكلم الموتى ؟ ! فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد ، ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه ليحرقا به عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وذلك الحطب عندنا نتوارثه ، ويهدم قصر المدينة . ويسير إلى الكوفة ، فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية ، شاكين في السلاح ، قراء القرآن ، فقهاء في الدين ، قد قرحوا جباههم ، وشمروا ثيابهم ، وعمهم النفاق ، وكلهم يقولون : يا بن فاطمة ، ارجع لا حاجة لنا فيك . فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء ، فيقتلهم أسرع من جزر جزور ، فلا يفوت منهم رجل ، ولا يصاب من أصحابه أحد ، دماؤهم قربان إلى الله . ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله ( عز وجل) .قال : فلم أعقل المعنى ، فمكثت قليلا ، ثم قلت وما يدريه ؟ - جعلت فداك - متى يرضى الله ( عز وجل ) . قال : يا أبا الجارود ، إن الله أوحى إلى أم موسى ، وهو خير من أم موسى ، وأوحى الله إلى النحل ، وهو خير من النحل . فعقلت المذهب ، فقال لي : أعقلت المذهب ؟ قلت : نعم . فقال : إن القائم ( عليه السلام ) ليملك ثلاثمائة وتسع سنين ، كما لبث أصحاب الكهف في كهفهم ، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، ويفتح الله عليه شرق الأرض وغربها ، يقتل الناس حتى لا يرى إلا دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، يسير بسيرة سليمان بن داود ( عليهما السلام ) ، يدعو الشمس والقمر فيجيبانه ، وتطوى له الأرض ، فيوحي الله إليه ، فيعمل بأمر الله .
 إذن ..! البترية قوم يتظاهرون بالتشيع والولاء لأهل البيت سلام الله عليهم إلا أنهم بكريون عمريون لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بآل محمد سلام الله عليهم، جلُّ همهم الفتك بعنصر البراءة من أعداء آل محمد عليهم السلام، وقد تكاثروا في هذه الأزمنة بسبب الأجواء السياسية الطاغية على الوسط الشيعي من خلال الدعم الذي يتلقونه من النظام الولايتي في إيران وهو نظام سلطوي يستغل شعارات الوحدة ومحاربة شعارات البراءة بشتى أشكالها والإطراء على خلفاء الجور عندما يرى نفسه في حالة ضعف في الوسط الأشعري فيبادر إلى المغالاة في الدفاع عن خلفاء الجور ومحاربة كل شيعي يظهر البراءة منهم...والسر في ذلك هو التعويض عما خسره من شعبية في الوسط السني الأشعري..هذا بحسب الظاهر وإن كان الواقع هو أعظم من هذا..! وهو الحب الواقعي الذي يستبطنه هذا المنهج البتري لمدرسة السقيفة التي وقفت بوجهها سيّدة نساء العالمين مولاتنا الزهراء البتول أرواحنا فداها ولعن الله ظالميها...فعرتها عن واقعها المزيف فكفرت أصحابها فكان نصيبها الشهادة في سبيل الله تعالى لرفع لواء الولاية الإلهية الذي يقوده بعلها وولايته المقدسة هي نفس ولايتها التي افترضها الله تعالى على عامة العباد من دون استثناء..!.
     واليوم حيث إن المتحزبين في هذا الزمن لئام وقساة على شيعة آل محمد سلام الله عليهم بفعل عوامل السلطة الجبروتية التي يتصف بها نظام ولاية مدرسة السقيفة بثوب التشيع بات الأمر جدُّ خطير بحيث إذا لم يقف مراجع الدين والعلماء المحققون والأعوان العلويون الفاطميون وقفة عزٍّ وشرف وإباء وحميَّة لأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم فلن يبقى للتشيع عين ولا أثر بفعل تسلط زمرة من المعممين النواصب المدعومين من نظام ولاية أبي بكر وعمر..فلا يجوز للمراجع والعلماء السكوت عما يجري على ساحتنا الشيعية التي يتكالب عليها صبيان معممون هنا وهناك يفتون بإسم التشيع فيحسنون الظن بأصحاب السقيفة أعداء سيدة نساء العالمين وبعلها الإمام الأعظم سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليهم أجمعين.... فمما تخافون يا علماء الأمة..فما بقي لكم من العمر إلا قليل وما الحياة مع الظالمين إلا برماً..! فلم يخلقنا الله تعالى لكي نقبع في بيوتنا نتقلب على موائد آل محمد وفي الوقت نفسه نخذلهم ولا نتحرك حمية لذواتهم ومعالم دينهم بحجة أن هذا الصعلوك وذاك لا يستحق أن يرد عليه عالم فضلاً عن مرجع له مقلدون..!!! إنها دعوى فارغة من العلم نعتقد أنها من إيحاءات إبليس الملعون... فبالأمس طلَّ علينا الحيدري واليوم يطل علينا قرود صغار إلا أن سمهم الزعاف عظيم..! وصدق الله تعالى حينما وصفهم بقوله تعالى{ أذلك خيرٌ نزلاً أم شجرة الزقوم، إنَّا جعلناها فتنة للظالمين، إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ  فإنهم لآكلون منها فمالؤن منها البطون ثم إن لهم عليها لشوباً من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم} الصافات65، وصدق المتنبي حينما قال:
 

             مات في القرية كلبٌ                                  فاسترحنا من عواه
             خلّف الملعون جرواً                                  فاق بالنبح أباه

 

     إن أعداء آل محمد سلام الله عليهم استرخصوكم فلم يجدوا فيكم عزماً على الجهاد في سبيل الله فتمادوا في غيّهم وتجرأوا على معالم التشيع بسبب سكوتكم ومهادنتكم للباطل الذي يفتك بمعالم الولاية والبراءة....فسخروا منكم فكان ما كان من الجرأة على آل محمد سلام الله عليهم..! ولو أننا ملكنا أموالاً  كما تملكون لأرينا أعداء آل محمد العجب العجاب ولأضحكنا عليهم الثكالى وربات الحجال ...ولكن لله تعالى أمره هو ماضيه وعلى قدر العزم تأتي العزائم..!. فإلى متى تسكتون عن صعاليك معممة تنخر في معالم التشيع..!؟ يا أحرار الشيعة فليرَ منكم الإمام الحجة سلام الله عليه الغيرة والحمية..! يجب أن تتكاتفوا لأجل الدفاع عن حرمات آل محمد سلام الله عليهم..فها هو أحد الموتورين أسد قصير نفث عبر فيديو بالصوت والصورة بأن خلفاء الجور الأربعة ليسوا كفاراً ولا نواصب بل هم مسلمون موحدون....فهل أنتم راضون عنهم..؟! نعم إنهم الموتورون الذين تحدثت عنهم أخبار السماء في آخر الزمان كما في خبر إبن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:" إن بين يدي القائم عليه السلام سنين خداعة، يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويقرب فيها الماحل وينطق فيها الرويبضة..". والرويبضة هو التافه ينطق في أمر العامة أو هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، والتافه هو الخسيس...
  لقد نزَّه وبرأ أسد قصير خلفاء الجور الأربعة (ابا بكر وعمر وعثمان ومعاوية) من الكفر والنصب واعتبرهم مسلمين بنظر الشيعة واستثنى منهم يزيداً فحكم عليه بالكفر... ولا أدري من أين جاء بهذا التفصيل فإنه خلاف المقطوع به عند الشيعة بل حتى عند بعض المخالفين من كون هؤلاء الأربعة هم أعمدة الكفر والنصب والعداوة للنبي وأهل بيته الطيبين عليهم السلام..وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كذبه ونفاقه فضلاً عن جهله المطبق في قضايا الفقه والعقيدة..وشاءت الظروف السياسية أن يظهر على قنوات تابعة للنظام الإيراني الذي صنع هكذا عمائم ليصطاد بها الغافلين من علماء  وبسطاء من تجار وكسبة وفقراء....!!. فإذا كان المناط في تكفير يزيد دون غيره من أئمة الكفر  هو إعلان الحرب على أهل البيت وقتله للإمام سيد الشهداء عليه السلام فإن أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية تجاهرا بحرب أمير المؤمنين وزوجته الطاهرة سيدة نساء العالمين عليهما السلام بل إن أبا بكر وعمر هما القاتلان لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها وقتل ابنها سيدنا محسن عليه السلام وقتل شيعتهم كمالك بن نويرة والفجاءة السلمي الذي أحرقه أبو بكر بالنار وضربوا عماراً حتى أصابوه بفتقٍ وتغريب أبي ذر عن المدينة إلى الربذة وغيرهم ... بل هما الأساس في تولي معاوية ويزيد الخلافة بعد عثمان وإعلانهما الحرب على أمير المؤمنين في حرب الجمل وصفين وكربلاء.... فما صدر من معاوية ويزيد هو بسبب تنصيب أبي بكر وعمر لهما خليفة على بلاد الشام...مع التأكيد على أن العلة أو السبب في التكفير ليس قتل المعصوم فحسب بل أعم من ذلك، فهناك أسباب متعددة توجب التكفير وكلها منطبقة على من جعلهم أسد قصير مسلمين وافترى على الشيعة بأن هذا هو رأيهم بالخلفاء الجائرين الكافرين...من هذه الأسباب ما يلي:
 ( السبب الأول): الشك في نبوة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله...ونعته بالهجر والكذب والجهل...!.
 (السبب الثاني): الإعتراض على المعصومين عليهم السلام ورد أقوالهم وأخبارهم والعمل بعكسها.
 (السبب الثالث): بغض المعصومين عليهم السلام وبغض شيعتهم وأوليائهم.
 (السبب الرابع): إعلان الحرب على النبي وآله الطاهرين سلام الله عليهم.
 (السبب الخامس): تغيير شريعة النبي وتبديلها بشريعة الرأي والقياس والإستحسان.
 ( السبب السادس): قتل المعصومين وإرهابهم والإعتداء عليهم وإذلالهم.
  كل هذه الأسباب مجتمعة كانت متحققة في الأربعة الذين جعلهم أسد قصير مسلمين موحدين، مع أن قصير الفهم (أسد قصير ) يكفر الشيعي الذي يرد على الولي المسمى بالفقيه ..! وهل من العقل تكفير الشيعي الراد على الوالي في حين يحكم بإسلام من اغتصب الأموال والحقوق وقتل النفوس واعترض على المعصوم وظلم الزهراء البتول وأدخل الرعب عليها وعلى أولادها وأحرق بابها واغتصب فدكها ومنعها من خمسها وجحد عصمتها ونبوة أبيها الرسول وبدل الأحكام وحرّف القرآن وابتدع فقهاً غريباً عجيباً لا علاقة له بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله...!!...فماذا يريد قصير الإدراك وشيطانه الذي يعتريه من الشيعة..!؟ هل يريدونهم أن يتسننوا ويعلنوا الولاء لمولاتهم عائشة ومولاهم أبي بكر وعمر ومعاوية..!! فليعلنوها صريحة من دون مواربة وتدليس... ولماذا كل هذا الحياء والخفاء في إظهار ولائهم لمدرسة السقيفة..!! ولا ريب في أن الشيعة اليوم منقسمون إلى فسطاطين: فسطاط السقيفة وفسطاط سيدة نساء العالمين وبعلها أمير المؤمنين سلام الله عليهما، وهما تغطرس الفسطاط البتري فلن يفت من عضدنا ولن يوهن من قوتنا...فإن الله تعالى غالب على أمرهم وكيدهم بمحمد وآله...!.
 ويا ليت القصير الإدراك (أسد قصير)أعطانا تعريفاً جامعاً عن تعريف الكفر في مقابل تعريف مشهور فقهاء الإمامية بأنه:" من لم ينتحل دين النبي محمد صلى الله عليه وآله أو هو من انتحل ديناً غير الإسلام أو انتحل الإسلام وجحد ما يعلم أنه من الدين الإسلامي بحيث رجع جحده إلى إنكار رسالة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله.." أليس الخميني والخامنئي أفتيا بكفر من أنكر ضرورة من ضروريات الدين ..؟! أليس الأصنام الأربعة قد حرموا ما جاء به رسول الإسلام..؟! ألم يحرم عمر وأبو بكر وعثمان ومعاوية الكثير فالكثير من أحكام الإسلام التي نزل بها الكتاب وسنة رسول الإسلام وآله الأطهار ..؟! فلا تبديل الأحكام يعتبر كفراً ولا قتل أهل البيت عليهم السلام وشن الحرب عليهم يعتبر كفراً ولا إنكار الضرورات القطعية التي جاء بها نبي الإسلام يعتبر كفراً ..فماذا يكون الملاك والمناط في التكفير أو الكفر..!!! وهل التكفير يقتصر على تكفير الشيعي المنكر للتطهير بالماء القليل مرتين من النجاسة ولا يكون منكر الضرورات القطعية كافراً..؟!! وهل من الإنصاف أن يكون الراد على الخميني والخامنئي سبباً لإستباحة حرمته فيشنق على الأعواد كالعلماء المخالفين لولاية الفقيه في إيران وخارجها وكما يفعلون بمجاهدي خلق الذين يعتبرهم الوالي في إيران كفاراً لا لشيء سوى أنهم لا يرتضون حكم الوالي....فكل هؤلاء كفار ولا يكون الأصنام الأربعة كفاراً مع ما جنوه وابتدعوه وخالفوا فيه الإسلام جهرة ومن دون حياء حتى قال عمر :" ثلاث كنّ على عهد رسول الله وأنا أحرمهن وأعاقب عليهن: متعة الحج ومتعة النساء وحيَّ على خير العمل" وقد ابتدع هو وصاحبه الكثير من الأحكام التي نزل بها الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله..ومع هذا لا يكونا كافرين في حين يفتي قصير ومن يقف خلفه بكفر كل شيعي يقف بوجه مشاريعهم التوسعية على حساب التشيع والإسلام...!!! وكيف يوفق قصير الإدراك بين فتوى الخامنئي بإسلام الأصنام الأربعة في مقابل فتوى الخميني بحرمة الإعتقاد بوجود أُخوة بين الشيعي والسني حيث أخرجه من الإيمان والإسلام بقوله في شرح مكاسبه في بحث غيبة المخالف:" فغيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين فتكون تلك الروايات مفسرة للمسلم المأخوذ في سايرها بأن حرمة الغيبة مخصوصة بمسلم له أخوة إسلامية وإيمانية مع الآخر...وقال في مقام رده على من أنكر غيبة المخالفين بقوله:« والانصاف أن الناظر في الروايات لا ينبغي أن يرتاب في قصورها عن اثبات حرمة غيبتهم ، بل لا ينبغي أن يرتاب في أن الظاهر من مجموعها اختصاصها بغيبة المؤمن الموالي لأئمة الحق ( ع ) مضافا إلى أنه لو سلم اطلاق بعضها وغض النظر عن تحكيم الروايات التي في مقام التحديد عليها فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون ، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم ، بل الأئمة المعصومون ، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مسائيهم[مساوئهم] ...». كلامه مطابق للأدلة القطعية في الكتاب والسنة ولكنَّ قصير الإدراك لا يريد أن يميل إلى الخميني بفتواه وذلك لأن الغاية تبرر الوسيلة، فالغاية هي تبرير الوحدة الإسلامية التي يستميت من أجلها ساداته وأولياء نعمته لا سيّما الإتفاق الأخير بين السعودية وإيران وهو ما أطلقوا عليه التعاون الثقافي بين البلدين بعد هزيمة النظام السعودي في سوريا ولطالما كان بينهما ذاك التعاون الثقافي لضرب معالم التشيع....!!! فهل ترى يا قصير الإدراك أن الخميني يكفر أتباع الأصنام الأربعة ولا يكفر ساداتهم وكبراءهم ومؤسسي مذاهبهم عنيت بهم الأصنام الأربعة..!؟ كلا ثم كلا فإن من يكفر الأتباع فإنه يكفر المؤسسين للبدع والكفر بالملازمة القطعية...فحكمه بأنهم لا أُخوة لهم وجواز لعنهم والوقيعة فيهم دلالة واضحة على تكفيرهم وهو ما دلت عليه الأخبار التي فاقت التواتر بعشرات المرات..ونحن ننصح ذاك القصير أن يتعلم من الثقات حتى لا يقع في مهزلة في الحوزات العلمية التي صار واضحاً عندها جهل المدعي ووضع نفسه في مقام الإفتاء وهو ليس من أهله كما وضع نفسه في مقام التنظير العقدي وهو من أجهل الجاهلين به..!! والظاهر الذي لا شك فيه ولا ريب يعتريه بأن أسد قصير والحيدري وياسر عودة ومن لفّ لفهم ووقف وراءهم أنهم من النواصب المحكوم عليهم بالكفر فضلاً عن الفسق والفجور..وذلك لإنكارهم الضرورات القطعية عند الشيعة الإمامية...ولو أنهم كانوا من أهل العلم لما كان خفي عليهم كلمات المجمعين من أعلام الطائفة فضلاً عن الأخبار التي تجاوزت المئات وقد روى منها المجلسي رحمه الله في باب واحد فقط تحت عنوان( باب كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم) مئة وسبعين حديثاً صريحاً بكفر الأربعة على وجه الخصوص: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية...فضلاً عن نصبهم وعداوتهم لأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم..!!
  فإذا كانوا جاهلين بهذه الأخبار المبثوثة في البحار وغيره من مصادر الشيعة الأبرار فتلك مصيبة ابتلت بها الطائفة بمعممين يجهلون تلكم الأخبار الشريفة..بالإضافة إلى الأخبار الكثيرة الدالة على كفر من جحد إمامة أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام...أليس هذا كافياً عند قصير وشيطانه الذي يعتريه كالشيطان الذي كان يعتري أبي بكر كما تنص روايات القوم التي لعل غداً ينكرها قصير الإدراك ليدخل السرور على الملك عبد الله في السعودية والمفتي قباني في لبنان..؟!..وإذا كانوا عالمين بها ولكنهم جحدوا بها علواً واستكباراً فتلك مصيبة أعظم قد حلت على الطائفة بوجود صبيان من المعممين يتلاعبون بفقهها وعقيدتها..في حين أن بعض مراجع النجف وقم إن لم يكن كلهم يتفرجون عليهم ويشربون الشاي وكأن شيئاً لا يعنيهم...!!! وإن دعتنا الضرورة إلى سرد هذه الأخبار فوالله الذي لا إله إلا هو لنفعلن ما يكون عاراً على أسد قصير والحيدري والصرخي وعودة وجعفر فضل الله ......لنري الشيعة مدى كذبهم ونفاقهم وعداوتهم لأهل البيت عليهم السلام..!
 نختم قولنا مذكرين بما ورد عن أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم حيث كشفوا لنا عن واقع هؤلاء المعممين النواصب بما ورد بالمستفيض عنهم كما في صحيحة الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ قَالَ : سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السّلام يَقُولُ : « إِنَّ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ هُو أَشَدُّ فِتْنَةً عَلَى شِيعَتِنَا مِنَ الدَّجَّالِ ، فَقُلْتُ بِمَاذَا ؟ قَالَ : بِمُوَالاةِ أَعْدَائِنَا وَمُعَادَاةِ أَوْلِيَائِنَا ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَاشْتَبَهَ الْأَمْرُ فَلَمْ يُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِقٍ ».
وفي صحيحة إبن فضال  عن أبي المغرا ، عن عنبسة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : « لقد أمسينا وما أحدٌ أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا » .
وروى الشيخ المفيد في الإختصاص عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :« لا تجلسوا عند كل عالم يدعوكم إلا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس : من الشك إلى اليقين ، ومن الكبر إلى التواضع ، ومن الرياء إلى الإخلاص ، ومن العداوة إلى النصيحة ، ومن الرغبة إلى الزهد» .
هذه صفات العالم الرباني ومن أهمها أنه يخرج الناس من الشك إلى اليقين وليس كما فعل هؤلاء المعممون الجهلة الذين أدخلوا الشك إلى قلوب الضعفاء من الشيعة وأخرجوهم من الولاية لأهل البيت سلام الله عليهم إلى ولاية الشيطان والجبت والطاغوت كما دلت عليه الأخبار الشريفة التي لا يعتقد بها الصرخي وأسد قصير  وعودة قاتلهم الله أنى يؤفكون....!! وإذا وعظهم عالم تكهربوا منه وتقوم قيامتهم عليه لا لشيء سوى أنهم جهلة وليسوا بعقلاء كما جاء في خبر  الاختصاص للمفيد  عن أبي غالب الزراري وابن قولويه ، عن الكليني ، عن الحسين بن الحسن ، عن محمد بن زكريا الغلابي ، عن ابن عائشة النصري رفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال في بعض خطبه : « أيها الناس اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه ، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه ، الناس أبناء ما يحسنون ، وقدر كل امرئ ما يحسن ، فتكلموا في العلم تبين أقداركم » .
  وقد كشفت الأخبار الشريفة عن صفات العالم الرباني الذي يجب الأخذ منه معارف العقيدة والفقه المقتبسة من مشكاة آل محمد سلام الله عليهم وهي الآتي:
(الصفة الأولى):
العقيدة الصحيحة المستقيمة التي يجب أن يتصف بها علماء الشيعة الربانيين، هذه العقيدة المباينة تبايناً تاماً مع عقائد المخالفين وفقههم..وكل عالم شيعي تظهر عليه الموافقة مع عقائد المخالفين ولو بنسبة واحد بالمئة فهو شيطان لا يجوز للشيعة الأخذ منه معالم التشيع والدين...وهو ما دلت عليه آيات الكتاب الكريم والسنَّة الشريفة، فمن الكتاب قوله تعالى { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} آل عمران79 . والآية واضحة الدلالة في الكشف عن السمة الربانية التي يتصف بها العالم الحقيقي..بمعنى أنه يجب أن يكون عليه خشوع الطاعة لله تعالى والطاعة لأوليائه المطهرين من آل محمد سلام الله عليهم، ولا تكون طاعته تعالى إلا من خلال طاعته للحجج المطهرين والدفاع عنهم وتقريب العباد منهم بالولاية لهم والبراءة من أعدائهم وإلا كان شيطاناً يتجلبب بجلباب آل البيت عليهم السلام ليضل العباد الجاهلين بحقائق المعارف الحقة...فمصدر علوم العالم الشيعي هي من المنبع الصافي ومن مشكاة الولاية والبراءة...وإلا لانطبق عليه قوله تعالى{ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } آل عمران78. فالعالم البتري التلفيقي هو من يجمع بين علوم آل محمد وعلوم غيرهم ليضل العباد فيأخذ بالمتشابه ويترك المحكم بمقتضى قوله تعالى { يلوون ألسنتهم بالكتاب ويقولون هو من عند الله..} مع أنه ليس من عند الله بل هو من عند الشيطان ومن مدرسة الضلالة العداوة لآل محمد...!.وبمقتضى قوله تعالى {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } آل عمران7 .فالعالم البتري البكري دائماً يتمسك بالمتشابهات ليقرب العباد إلى الضلال لأن المتشابه لا يُعرف وجه الحق منه بل هو بحاجة إلى محكم لكي يتضح مفهومه ويعرف مضمونه..!...وبالمتشابه تمسك أسد قصير والصرخي وياسر عودة والحيدري وأمثالهم من دعاة الضلالة فأخذوا بأخبار جهتها عامية وهي ملفقة على آل البيت عليهم السلام فلم يراعوا جهة الصدور ولا قوانين الترجيح المتعارف عليها في المجال الرجالي والإستدلالي عند الشيعة الإمامية..!.
(الصفة الثانية): العلم والعمل، فمن لا يكتنز من علوم آل محمد سلام الله عليهم فلا يسمى عالماً بل هو لص يلصق نفسه بآل محمد مستأكلاً بهم ، ولو علم شيئاً من معارفهم اتخذها مطية له لدنياه... والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل عنه..,قد جاء في صحيح إبن فضال عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه الطاهرين سلام الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: « من عمل على غير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه ». وورد في الإختصاص عن أمير المؤمنين عليّ سلام الله عليه قال: « المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ، ولا يبرح، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل لأن العالم تأتيه الفتنة ، فيخرج منها بعلمه وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا " ، وقليل العمل مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة.
وفي قرب الإسناد : عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي ( عليه السلام ) قال :« إياكم والجهال من المتعبدين والفجار من العلماء فإنهم فتنة كل مفتون ». والفاجر هو غير العامل بما أمروا عليهم السلام ومن يسلك طريق أعدائهم مع حسن الظن بهم وهو ما نراه واضحاً بهؤلاء البتريين اليوم بتر الله أعمارهم بمحمد وآله.
(الصفة الثالثة): أن يكون العالم الشيعي متمسكاً بأخبار الولاية والبراءة من أعدائهم وإلا لخرج عن كونه عالماً ربانياً وشيعياً فاطمياً علوياً...وقد دلت الأخبار أيضاً على هذه الصفة وهي كثيرة منها ما ورد في رواية أحمد بن حاتم بن ماهويه قال : كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث ( عليه السلام ) أسأله عمّن آخذ معالم ديني ؟ وكتب أخوه أيضاً بذلك ، فكتب إليهما : فهمت ما ذكرتما فاصمدا في دينكما على كلّ مسنّ في حبّنا وكلّ كثير القدم في أمرنا ، فإنّهما كافوكما إن شاء اللّه تعالى » ورواية علي بن سويد قال : كتب إليّ أبو الحسن ( عليه السلام ) وهو في السجن : « وأمّا ما ذكرت يا علي ممّن تأخذ معالم دينك ، لا تأخذنّ معالم دينك عن غير شيعتنا فإنّك إن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا اللّه ورسوله ، وخانوا أماناتهم ، إنّهم ائتمنوا على كتاب اللّه فحرّفوه وبدّلوه فعليهم لعنة اللّه ولعنة رسوله ».
 فقد اشترطت الروايتان المتقدمتان كغيرها من الروايات الشريفة أربع صفات جوهرية يجب أن تتوفر في المفتي الشيعي وهي:
1 ـــ  صفة المحبة لأهل البيت عليهم السلامن والمحبة يجب أن تقترن بالتمسك بما يقول أهل البيت وبما نهوا عنه، وقد نهوا عن التمسك بأخبار العامة حتى لو كانت مروية من الطرق الشيعية..وهو ما أطلق عليه مولانا أبو الحسن سلام الله عليه لإبن سويد بقوله:« لا تأخذنّ معالم دينك عن غير شيعتنا فإنّك إن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا اللّه ورسوله ، وخانوا أماناتهم ، إنّهم ائتمنوا على كتاب اللّه فحرّفوه وبدّلوه فعليهم لعنة اللّه ولعنة رسوله ».
2 ـــ وصفة الإلمام بأخبار آل محمد سلام الله عليهم وطرق معالجتة الأخبار المتعارضة كما هو مقرر في علم الدراية والرجال.
3 ـــ وصفة الوثاقة والأمانة بنقل أخبار آل محمد سلام الله عليهم.
4 ـــ وصفة الإبتعاد عن أخبار أصحاب السقيفة أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة...إلخ...وهو ما دلت عليه الأخبار الترجيحية الأخرى الآمرة بعرض الأخبار المتعارضة على الكتاب وعلى أخبار العامة فما كان متوافقاً مع أخبار العامة فيطرح لأن في مخالفتهم الرشاد...ولكن البتريين الشيعة اليوم قلبوا القاعدة الجعفرية فصاروا يعرضون أخبار الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم على أخبار العامة ويوجبون الأخذ بها لا أنهم يطرحونها كما أمر أئمة الهدى ومصابيح الدجى ..والمخالفة لأئمة الهدى سلام الله عليهم صارت الطريقة المتبعة عند عمائم السوء وهؤلاء الصعاليك الرويبضة..فصار الميزان عندهم هو الأخذ بما يتوافق مع العامة العمياء، فعملوا بالقاعدة العمرية:" حسبنا كتاب الله " مع أن الكتاب فيه متشابه ومجمل وناسخ ومنسوخ ومطلق وعام ومبهم...ومحكم ومبيّن ومفصّل ومقيّد...فأخذ عمر بالمتشابه وترك المحكمات الآمرة بالتمسك بمن نزلت فيهم آية التطهير والإطاعة والولاية..فعمر تمسك بظواهر المتشابهات في الكتاب وليس الكتاب المقرون بالعترة الطاهرة صلوات الله عليها ولعن الله ظالميهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين...وهكذا فعل أتباعه من المخالفين والبتريين المتقمصين لثياب التشيع وهم في الواقع أشد على التشيع من جيش يزيد بن معاوية..!!
(الصفة الرابعة): الولاية لأهل البيت وشيعتهم ومعاداة أعدائهم وقد تواترت الأخبار في هذا الأمر منها ما رواه المحدثون، ففي معاني الأخبار ، والعيون والمجالس ، وصفات الشيعة والعلل ، عن محمد بن القاسم الاسترآبادي  عن يونس بن محمد بن زياد ، وعلي بن محمد بن سيار ، عن أبويهما عن الحسن بن علي العسكري عن آبائه - عليهم السلام - ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لبعض أصحابه ذات يوم : يا عبد الله أحب في الله وأبغض في الله ، ووال في الله وعاد في الله ، فإنه لن تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد الرجل طعم الايمان ، وإن كثرت صلاته وصيامه ، حتى يكون كذلك ، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا ، عليها يتواددون وعليها يتباغضون ، وذلك لا يغني من الله شيئا . فقال الرجل : يا رسول الله ، فكيف لي أن أعلم أني قد واليت في الله وعاديت في الله ؟ ومن ولى الله حتى أواليه ؟ ومن عدوه حتى أعاديه ؟ فأشار صلى الله عليه وإليه وسلم إلى علي عليه السلام فقال : أترى هذا ؟ قال : بلى . قال : ولى الله هذا فواله ، وعدو هذا عدو الله فعاده . ثم قال : وال ولي هذا ، ولو أنه قاتل أبيك وولدك ، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك.
أقول كما قال العلامة الجليل صاحب الحدائق أعلى الله مقامه الشريف :( فليختر هذا القائل ، أن المخالف هل هو من أولياء علي عليه السلام فتجب موالاته وتثبت إخوته ويجب الحكم بدخوله الجنة لذلك ؟ أو أنه عدو له عليه السلام فتجب معاداته وبغضه بنص هذا الخبر الصحيح الصريح عنه صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ولو لم يكن إلا هذا الخبر لكفى به حجة ، فكيف والأخبار بهذا المضمون مستفيضة متكاثرة ...). ونعم ما قال قدس سره...
ومنها ما رواه أيضا في الكافي عن عمرو بن مدرك عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه : أي عرى الايمان أوثق ؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم . وقال بعضهم : الصلاة ، وقال بعضهم : الزكاة ، وقال بعضهم : الصيام . وقال بعضهم : الحج والعمرة . وقال بعضهم : الجهاد . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لكل ما قلتم فضل وليس به ، ولكن أوثق عرى الايمان : الحب في الله والبغض في الله ، وتوالي أولياء الله ، والتبري من أعداء الله.
ومنها ما رواه في الكافي عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : كل من لم يحب على الدين ، ولم يبغض على الدين فلا دين له.
وبالإسناد عن أبي عبد الله عليه السلام في رسالته إلى أصحابه ، قال : أحبوا في الله من وصف صفتكم ، وأبغضوا في الله من خالفكم وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم ، ولا تبذلوها لمن رغب عن صفتكم.
(الصفة الخامسة): تقوية قلوب الشيعة بالإيمان واليقين بآل محمد عليهم السلام بحيث يخرجهم من الشك إلى اليقين ومن الجهل إلى العلم ومن السفه إلى الحكمة.
(الصفة السادسة): المجاهرة بقول الحق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان الحقائق الربانية ورد الشبهات وقمع الضلالات وإلا لكان العالم الكتوم للحقائق والناشر للشبهات ممن شملتهم اللعنة الإلهية بمقتضى قوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ }.
     فإذا اتصف العالم بهذه الصفات وقام بهذه المهام فبلَّغ الأحكام وبيَّن الآداب وأمر بالمعروف وحثَّ على الأمر به ونهى عن المنكر وابتعد عنه ، ثم عمد إلى تفنيد الشبهات وردها ودفع البدع ومحاربتها ، عرف الناس الدين وبان الحق . . وبالتالي يكون دليلا على الله وعندها ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فاليكفر )... أما لو لم يقم بما أخذ الله على العلماء - من العهد في البيان كما جاء في الحديث الشريف : ( إن الله أخذ على العلماء في علمهم أن لا يكتموا علما عُلِّموه ) فيكون مصداقاً لقوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ }.
ثم أن العالم الذي يقتدى به ويكون دليلا على الله هو الذي يُظهر ويبين للناس حقائق الأمور بالدليل والبرهان فيخرج الضعفاء من حيرتهم وشكهم إلى اليقين والاطمئنان ويقويهم على التمسك بدينهم ويدفع عن معتقداتهم أنواع الشبهات والأضاليل ويبعدهم عن البدع وما يوصلهم إلى الهاوية .
وإن بعض من تزيّن بلباس العلماء لهو أشد خطرا على أهل الإيمان من جاحد منكر للحق أو ظالم قاتل للنفس.... إن الذي يجعل الناس في شك من أمرهم وتزلزل في دينهم وعقيدتهم لهو أشد محنة ، وأعظم بليّة على المؤمنين من عدوهم..!. ..من هنا جاءنا الصرخي بمقالته الخبيثة لما ادعى بأن عمر له الفضل على العراقيين لأنه هو من فتح العراق كما أنه لا يعلم مع من يكون الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يوم القيامة هل سيكون مع النبي أو سيكون عليه..لأن التاريخ المنقول لنا مزيف فلا يمكننا الإعتماد عليه...ودعمه أسد قصير لمَّا ادعى بأن الأربعة المغتصبين للخلافة لا يمكن الحكم عليهم بالكفر والنصب بل هم قوم مسلمون...! وكأنهما لا يعتقدان بالأخبار التي فاقت التواتر بعشرات المرات الكاشفة عن كفر هؤلاء وأنهم ممن قصدتهم أخبار الحوض التي رواها البخاري الدالة على أن أكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله سيردون النار..فيا ليت الصرخي والقصير اطلعا عليها وأخبرانا عمن يكون المقصود من أصحاب النبي الذين ارتدوا بعد موته..فهل هم قوم من المريخ أم أنهم هم أنفسهم الذين اغتصبوا الخلافة واعتدوا على أمير المؤمنين وزوجته الطاهرة الزكية فاطمة الزهراء عليهما السلام....!؟ وهل الإرتداد هو نفس الإسلام يا قصير الإدراك ويا صخر العراق..!! ونحن ننصح هذين المعممين وأمثالهما بأن يعيدا النظر في دراسة مقدماتهما وسطوحهما الحوزوية كباب حادي عشر وكشف المراد وأصول الكافي ودلائل الصدق والفوائد البهية وغيرها من كتب البحث العالي في العقيدة عساهم يهتدوا إلى ركن وثيق.. كما ننصحهم بالإنكباب على دراسة كتاب صفات الشيعة للصدوق عسى أن يصبحوا شيعة حقيقيين، كما ننصح العلماء اليوم بدراسة كتاب الحدائق الناضرة للبحراني عساهم يصيروا مؤمنين بآل محمد لأن الغالب في الحوزات في زماننا هذا يعود نفعه إلى المدرسة البكرية... فليس من القبيح أن يتعلم المعمم ولكن القبيح أن يبقى جاهلاً تضحك عليه صغار طلبة العلوم الدينية فضلاً عن أكابرها....وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أيّض منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين...والسلام على من اتبع الهدى.
 

كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد
محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 27 رجب الأصب 1435هـ

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=967
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28