• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : يحرم شرعاً حفظ كتب الضلال وتعلمها وتعليمها .

يحرم شرعاً حفظ كتب الضلال وتعلمها وتعليمها

الإسم: *****
النص:
س-  هل يمكننا مطالعة قسم الأخلاق من كتاب (إحياء علوم الدين) للغزالي والاستفادة منه أو تعليمه لشباب الشيعة؟

الموضوع الفقهي: يحرم شرعاً حفظ كتب الضلال وتعلمها وتعليمها .
بسمه تعالى جلَّت عظمته

     لا يجوز قراءة كتب الضلال فضلاً عن حرمة تدريسها بطريقٍ أولى؛ وتتأكد الحرمة بدرسها وتدريسها(تعلمها وتعليمها للآخرين) ويضاعف لصاحبها العقاب الإلهي، كما لا يجوز هبتها وإعارتها والإحتفاظ بها..لأن كل ذلك من باب حفظ الضلال وترويجه، ويحرم شرعاً الترويج للضلال ونشره بين ضعفاء المؤمنين..نعم يجوز للعالم المتمكن من العقيدة قراءتها فقط للإطلاع على عقائدهم الفاسدة من أجل النقض والإبرام على أصحابها ولا يجوز للعالم الشيعي أن يتخذها مادة دراسية فإنه من الإعانة على الإثم والعدوان وترويج الفساد والنوح بالباطل ونشر العقائد الفاسدة وهو قبيح عقلاً وشرعاً.. والمراد من حفظها هو حفظها من التلف أو على ظهر القلب ، وكلاهما محرم لغير النقض والحجة على أهلها ، لمن له أهليتها لا مطلقا ، خوفاً على ضعفاء البصيرة من الشبهة ، كما يحرم نسخها أو طباعتها وكذا يجوز للتقية  وبدونها يجب اتلافها إذا لم يمكن افراد موضع الضلال جانباً وفي مكان لا تصل إليه الأيدي.
والدليل على تحريم حفظها هو أنه قد يؤل إلى ما هو المحرم ، وهو العمل به ، وإن حفظها ونسخها ينبئ بالرضا بالعمل والاعتقاد بما فيه ، وأنها مشتملة على البدعة ، ويجب دفعها من باب النهي عن المنكر .
  وبعبارة أخرى: إن العقل يحكم بوجوب قطع مادة الفساد ، وكذلك الشرع المبين المستفاد من قوله تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) والأمر بالاجتناب عن قول الزور ..وكذلك قوله عليه السلام في رواية تحف العقول : " إنما حرم الله تعالى الصناعة التي يجئ منها الفساد محضا . . . الخ " ، بل قوله عليه السلام قبل ذلك : " أو ما يقوى به الكفر في جميع وجوه المعاصي ، أو باب يوهن به الحق . . . إلخ ".
وكذلك قوله عليه السلام في رواية عبد الملك حيث شكا إلى الصادق عليه السلام : " أني ابتليت بالنظر في النجوم ، فقال عليه السلام : أتقضي ؟ قلت : نعم ، قال : أحرق كتبك " ؛ بناء على أن الأمر للوجوب دون الإرشاد للخلاص من الابتلاء بالحكم بالنجوم .
والسلام عليكم.
 

حررها العبد الفقير محمد جميل حمود العاملي
بيروت ــــــ بتاريخ 29 شعبان 1435هجري


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=984
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29