• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : فقهي عقائدي .
                    • الموضوع : القراءة المشهورة للقرآن الكريم عند الشيعة هي قراءة حفص عن عاصم / الفرق بين المهدوية العامة لأهل بيت العصمة والطهارة وبين المهدوية الخاصة بإمام الهدى الحجة القائم أرواحنا فداه .

القراءة المشهورة للقرآن الكريم عند الشيعة هي قراءة حفص عن عاصم / الفرق بين المهدوية العامة لأهل بيت العصمة والطهارة وبين المهدوية الخاصة بإمام الهدى الحجة القائم أرواحنا فداه

 الإسم:  *****

النص: بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني الكبير المحقق المجاهد الشيخ محمد جميل العاملي دام عزه
السلام عليكم ورحمة ....
تحية طيبة وبعد ....

شكر الله سعيكم لجهودكم المبذولة في خدمة أهل البيت عليهم السلام ... و نسأل الله ان يحشركم مع محمد و آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم و اللعنة الدائمة الأبدية على اعدائهم الى قيام يوم الدين...
 
شيخنا العزيز عندي بعض الأسئلة في بعض المواضيع .. و اذا ذكرت لحضرتكم في بعض النقاط ما اعتقده .. لا اقصد اني فاهم هذا الموضوع او اناقش ... لا ... ولكن اذكره لحضرتكم لتصحيح المعلوملة لي ... لكي لا اكون جاهل بالجهل المركب ... اي اعتقد اني فاهم و لكني مشتبه و مخطئ بالحقيقة...
 
1 - بالنسبة للكتاب الصامت ... القرآن الكريم ... شيخنا الفاضل ارشدني الى افضل طريقة لتعلم قراءة القرآن الكريم اي ان يمكنني قرائته بشكل صحيح ... و شيخنا الجليل اعلم ببطلان القراءات السبع... لكن عند استماعي لقراءة المصحف المشهورة لاحد حاخاماتهم امثال الأشعري المقبور عبدالباسط عبدالصمد سمعته يقرأ هكذا (و لا يعلم تأويله إلا الله) ثم يقف ثم يكمل ( و الراسخون بالعلم يقولون آمنا ...الخ ) فتغير المعنى بهذه القراءة ؟؟ و ليس كرواياتنا بتفسير البرهان الشريف !!
فشيخنا العزيز هل نلتزم حتى بإشارات الوقف و ما اشبه بالمصحف اما لا ... و هل نتفق معهم بالقراءة من جهة نطق الكلمات ... ارشدنا بارك الله فيك ... و ارشدنا الى اي قارئ نستمع يقرأ بشكل صحيح



2 - بالنسبة للكتاب الناطق اي إمامنا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف و لعنة الله على اعدائه ... احاول بقدر المستطاع ان اقرأ عن مولانا الحجة عليه السلام سواء الكتب الحديثية او كتب علمائنا الأجلاء الذين كتبوا عن مولانا الإمام المعظم عليه السلام ... و لا اقرأ كتب المنتسبين إلى التشيع الحشوية الذين يكرعون بأحاديث المخالفين حتى لا اشتت ذهني و اضيع وقتي بكتبهم ... و لكن شخينا العزيز عند قرائتي كتب أحد الأفاضل العلامة الشيخ محمد السند ... يذكر عقيدة غريبة جداً و لا ادري مدى صحتها و لم اجدها على حسب اطلاعي القاصر لا بكتاب او بمحاضرة اي عالم !!
و ما يذكره العلامة السند : ان المهدوية مقام يكون لاي معصوم و ليس خاص بالإمام الثاني عشر ... اي يمكن ان يكون المهدي اي إمام و ليس حصري في م ح م د بن الحسن العسكري عليهم السلام ، و كان مقدر ان يكون الحسين هو المهدي ثم كان مقدر الامام الصادق هو المهدي و توجد عندنا روايات عديدة تنص على ان الامام الصادق هو المهدي . انتهى كلامه
و ذكر ذلك في عدة من مؤلفاته و أيضاً ذكر ذلك بهذه ‏المحاضرة http://youtu.be/yfzBOSV3NlA
منذ الدقيقة الثامنة و الثلاثون الى الدقيقة الأربعون ...

و شيخنا كيف ذلك ! الا تنص الروايات ان الامام الحجة ابن الحسن عليهما السلام اهو المهدي ... منذ كانوا انوار و كان الامام الحجة كالكوكب الدري بينهم .... و العديد من الروايات تنص على انه هو مهدي آل محمد ... و من يقول بغير ذلك فهم الفرق الضالة امثال الواقفية قالوا بأن الامام الكاظم عليه السلام هو المهدي و الناووسية هم الذين يقولون ان الامام الصادق هو المهدي ...
فإرشدني إلى الصواب شيخنا جزاك الله خير


3 - سمعت بإحدى محاضراتكم القيمة ...التي عن الشهيدة المظلومة صلوات الله عليها ولعن الله ظالميها ... ذكرتم حضرتكم ان بعض نسخ بحار الأنوار فيها اخطاء و تحريفات (كموضوع احمرار عين الزهراء عليها السلام)... (و أيضاً حتى الشيخ عبدالزهراء العلوي محقق اجزاء المطاعن ذكر ان بعض النسخ فيها تلاعب و تحريفات من قبل دعاة التقريب).. فشيخنا العزيز ارشدني على اي نسخة تنصحون بها ...من اي مطبعة او تحقيق؟ ... لان في مكتبات الكويت نسخة تحقيق الشيخ النمازي الشاهرودي ... فإذا تنصحون بها سأشتريها .. و اذا تنصحون بغيرها ... سأبحث عنها في العراق بإذن الله

4 - هل يوجد (غير اجزاء مطاعن البحار) كتاب حديثي جامع روايات مطاعن و مثالب اصحاب السقيفة و اتباعهم لعنة الله عليهم من احاديث اهل البيت عليهم السلام فقط و ليس من مصادر المخالفين ... لاني ليس في مقام الاحتجاج عليهم لعنة الله عليهم ... لا شأن لي بهم ... و لا اني شاك بكفر اصحاب السقيفة لعنة الله عليهم حتى اتأكد من مصادرهم .... فأرشدني جزاك الله احسن الجزاء على اي كتاب حتى نعلم ابنائنا مثالبهم ... لان أبنائنا فقط يعرفون مثالب السقيفة التي تذكر من مصادر العامة يسمعونها من فضائيات الشيعة او من المنابر ... مثل عمر عندما يقول للرسول انه ليهجر لعنة الله عمر المأبون ... و اما لما اذكر لهم رواية من تفسير القمي او العياشي او كتاب سليم بن قيس ، يستغربون جداً !!!!!! لانهم لم يسمعوها من الفضائيات الرديئة أو من المنابر 


5 - سأذهب للحج ان شاء الله هذه السنة ... ما هي نصيحكتم و توجيهاتكم لي ... و جزاكم الله خيرا


و اسأل الله ان يوفقنا و اياكم بخدمة مولانا الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ... و نسألكم الدعاء

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ابنكم/ ***** 
 
 
المواضيع الفقهيّة العقائدية: القراءة المشهورة للقرآن الكريم عند الشيعة هي قراءة حفص عن عاصم / الفرق بين المهدوية العامة لأهل بيت العصمة والطهارة وبين المهدوية الخاصة بإمام الهدى الحجة القائم أرواحنا فداه / كونهم عليهم السلام مهديين لا يلغي المهدوية الخاصة بالإمام المعظم الحجة القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف /  محاولة بترية لتحريف ظلامات سيِّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها في الكتب المصدرية في عصرنا الحاضر / كتاب الإستغاثة للشيخ الكوفي من أهم كتب المطاعن / نصيحة لكلِّ مؤمن موالٍ أراد حجَّ البيت الحرام .

بسمه تعالى

     الحمد لله ربّ العالمين؛ ربّ الخلائق أجمعين ؛ والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ واللعنة الدائمة السرمدية على أعدائهم أجمعين من الأولين إلى قيام يوم الدين..وبعد.
استعراض الأسئلة والإجابة عليها:
 
السؤال الأول: بالنسبة للكتاب الصامت ... القرآن الكريم ... شخينا الفاضل ارشدني الى أفضل طريقة لتعلم قراءة القرآن الكريم أي أن يمكنني قرائته بشكل صحيح ... و شخينا الجليل اعلم ببطلان القراءات السبع... لكن عند استماعي لقراءة المصحف المشهورة لأحد حاخاماتهم امثال الأشعري المقبور عبدالباسط عبدالصمد سمعته يقرأ هكذا (و لا يعلم تأويله إلا الله) ثم يقف ثم يكمل ( و الراسخون بالعلم يقولون آمنا ...الخ ) فتغير المعنى بهذه القراءة ؟؟ و ليس كرواياتنا بتفسير البرهان الشريف !!
فشيخنا العزيز هل نلتزم حتى بإشارات الوقف و ما اشبه بالمصحف اما لا ... و هل نتفق معهم بالقراءة من جهة نطق الكلمات ... ارشدنا بارك الله فيك ... و ارشدنا الى اي قارئ نستمع يقرأ بشكل صحيح.!.
 
 الجواب: القراءة المشهورة بين عامة المسلمين منذ العهد الأول إلى عصرنا الحاضر هي قراءة حفص عن عاصم ، حيث كان حفص تلميذاً لعاصم، وقراءتهما هي القراءة المشهورة بين الخاصة والعامة العمياء؛ وعاصم قد أخذ قراءته عن شيخه أبي عبد الرحمان السلمي، والسلمي أخذها عن أمير المؤمنين وسيِّد الموحدين، الإمام الأعظم مولانا عليّ بن أبي طالب سلام الله عليهما؛ وهذه القراءة أقرأها عاصم لتلميذه حفص، ومن ثم اعتمدها المسلمون في عامة أدوارهم؛ وكان حفص يعرض قراءته على زر بن حبيش عن ابن مسعود التي هي أقرب القراءات إلى قراءة سيّدنا المعظم أمير المؤمنين عليّ سلام الله عليه ؛وزر بن حبيش كان يرجع إلى ابن مسعود؛ وكما قلنا إن قراءة ابن مسعود هي أقرب القراءات إلى أهل بيت العصمة سلام الله عليهم لكن لا يعني هذا أن قراءته ليس فيها بعض الأخطاء وأن جميع ما يقوله ابن مسعود حق وصواب، فإن العصمة لأهلها وأهلها هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والولاية سلام الله عليهم لا سيما أنه ورد عنه من إخراج المعوذتين من القرآن الكريم وقد ورد عنهم سلام الله عليهم أنهم خطأوه في ذلك...وقد روى ابن شهر آشوب في المناقب عن ابن مسعود أنه قال:" قال ابن مسعود : ما رأيت أحداً أقرأ من [ أمير المؤمنين ]علي ابن أبي طالب عليه السلام للقرآن ".
 والحاصل: إن قراءة حفص مسندة إلى شيخه أبي عبد الرحمان السلمي عن شيخه أمير المؤمنين وإمام المتقين عليّ سلام الله عليه؛ وعبد الرحمان لم يخالف أمير المؤمنين عليَّاً عليه السلام في شيء من قراءته، وإن وجد شيء من المخالفة فإنما هو من المدرسة البكرية التي لم تترك أثراً لأهل البيت عليهم السلام إلا تلاعبت به....! ولم يزل علماء الإمامية يرجحون قراءة عاصم برواية حفص باعتبار أن قراءته متوافقة مع قراءة قريش الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم ووفق لهجتهم الفصحى التي توافقت عليها العرب والمسلمون جميعاً...وقد تصافق بعض الأعلام من الإمامية على قراءة عاصم عن حفص لصوابيتها من غيرها وها نحن ننقل كلمات بعضهم وهي الآتي:
 قال ابن شهر آشوب رحمه الله :" وأما عاصم فقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي ، وقال أبو عبد الرحمن : قرأت القرآن كلَّه على[ أمير المؤمنين ] عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقالوا أفصح القراءات قراءة عاصم لأنه أتى بالأصل وذلك أنه يظهر ما أدغمه غيره ويحقق من الهمز ما ليَّنه غيره ويفتح من الالفات ما أماله غيره ".
 ولا يخفى أن الإدغام هو دمج حرف بحرف آخر محذوف أو هو( حذف وإبدال) وهو تحريف للقرآن الكريم، لذا حيث إن عاصم لم يدغم باعتبار أن الإدغام تحريف للقرآن فلا بد من الحكم بصحة قراءة عاصم لأنه يظهر ما أدغمه غيره، وهو أمر متوافِقٌ مع المنهج القرآني الناهي عن التحريف؛ والحذف والابدال والإمالة نوع تحريف للكتاب الكريم، وهذ الأمور الثلاثة هي عمدة التجويد في زماننا الحاضر؛ وقد أفتينا في رسالتنا العملية:(وسيلة المتقين) بحرمة التجويد لأجل السبب الذي أشرنا إليه ها هنا، مع ما يضاف إليه من التغني والترجيح بالصوت ــــ في أكثر التجاويد ـــ المنهى عنه شرعاً.
  قال العلامة الحلي في المنتهي:" قال في « المنتهى » : وأحبّ القراءات إليّ قراءة عاصم من طريق أبي بكر بن عيّاش ، وطريق أبي عمرو بن العلاء ، فإنّها أولى من قراءة حمزة والكسائي ، لما فيهما من الإدغام والإمالة وزيادة المدّ وذلك كلَّه تكلَّف ..".
  وينبغي التنبيه على شيء مهم هو: إن كلَّ من نقل عنهم حفص هم شيعة، فحفص نفسه هو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام وكذلك عاصم، وأما السلمي فهو من ثقات وخواص أمير المؤمنين عليه السلام، وأما زر بن حبيش الأسدي فهو من ثقات أمير المؤمنين عليه السلام أخذ عنه وعن ابن مسعود...فقراءة حفص هي أصح قراءة من جهة كونه شيعياً، ومَنْ رووا عنه كلّهم شيعة، ومن جهة ثانية إن قراءة حفص متوافقة مع قواعد اللغة العربية وفنون الفصاحة والبلاغة، من هنا اعتقد بها المخالفون أنفسهم، فهي القراءة المشهورة عندهم ، كما لا بأس بقراءة الكسائي وحمزة باعتبارهما ممن تلمَّذا على أيدي بعض أصحاب الأئمة الطاهرين، شريطة عدم الإدغام بغير ما أنزل الله تعالى كما أشار العلامة الحلي من أن قراءته فيها شيء من الإدغام والإمالة، فالكسائي تلمّذ على يد أبان بن تغلب المشهور في الفقه والحديث الذي قال له الإمام عليه السلام:" اجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وافتِ الناس " والثاني تلمّذ على يد حمران بن أعين الجليل في الرواية، كما تلمّذ على يد أبي الأسود الدؤلي القارئ على مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، وتلمّذهما على يد أبان وحمران لا يعني بأنهما لا يخطئان أبداً . 
 ولا بد من مراعاة الخصوصيات في القراءة المطلوبة شرعاً، وهي على أحد أمور ثلاثة :
أحدها : كونها مقوِّماً للقرآنية من حيث المادة أو الصورة ، وبه يثبت مراعاة الحروف وترتيبها وموالاتها وحركات بنية الكلمة ونحو ذلك .
الثاني : كونه مصححاً لعربيته ، وبه يثبت وجوب مراعاة جميع قواعد العربية في الأبنية وإعراب الكلم .
الثالث : كونه متواتراً مأثوراً عن النبيّ وأهل بيته الطيبين المطهرين سلام الله عليهم أجمعين، إمَّا على وجه الخصوص ـــــ بناء على أصالة وجوب التأسي في غير ما خرج بالدليل ــــ أو مع ثبوت الدليل على اعتباره؛ ودعوى أن كل ما روي عن أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم بخبرٍ صحيح يشير إلى قراءة متواترة عنهم سلام الله عليهم؛ يجب الأخذ به والعمل بمضمونه، ...دونه خرط القتاد. نعم يجوز العمل به شريطة أن يكون مطابقاً للقراءة المشهورة المتعارف عليها في زمن الأئمة الطاهرين عليهم السلام أو في زمن أصحابهم بمقتضى ما جاء عنهم عليهم السلام من الأمر بقراءة القرآن كما يقرؤه الناس إلى أن يقوم القائم روحي وأرواح العالمين له الفداء وعجّل الله تعالى فرجه الشريف.
   والملاحظ في حركات الأبنية والإعراب في القرآن المخالفة لقواعد اللغة العربية وآدابها المقررة كرفع المجرور وجر المنصوب وأمثال ذلك مما لا يخفى على الضليع في رسوم العربية وإنشائها يتضح لديه صحة ما قلناه لكم، ولا تعدو كونها من القراءات السبعة التي لا تعتقد الإمامية بتواترها عن النبي الأعظم وأهل بيته المطهرين سلام الله عليهم ، ولكنَّ المعول عليه عند الشيعة هو قراءة حفص عن عاصم وهو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، وعاصم من أعيان شيعة الكوفة الأعلام نقلها من شيخه السلمي وكان من خواص أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه وآله ولعن الله ظالميه بمحمد وآله الطيبين الطاهرين، وأمير المؤمنين عليه السلام أخذها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو أخذها عن رب العزة تبارك وتعالى، فهي أصح القراءات، ونضرب مثالاً على ذلك بأن عاصماً كان يقرأ من سورة الفاتحة" مالك يوم الدين" بخلاف بقية القرآء حيث يقرؤونها (ملك يوم الدين) وقراءة حفص متوافقة مع قراءة الإمام الصادق سلام الله عليه بالألف أي  (مالك) وهو ما رواه العياشي بإسناده عن الحلبي قال:" إن أبا عبد الله عليه السلام كان يقرأ ( مالك يوم الدين) وورود بعض الروايات بأنه عليه السلام كان يقرأها من دون ألف أي( ملك يوم الدين) فمحمول على التقية وذلك لأن عاصم كان من تلامذته عليه السلام فمن البعيد جداً مخالفة التلميذ الثقة لإمام زمانه الصادق عليه السلام.... بالإضافة إلى أن القراءة بالألف هي القراءة المتداولة بين المسلمين خاصتهم وعامتهم ....وفي سورة البقرة قرأ نافع وراوياه قالون وورش وابن كثير وأبو عمرو:" وما يخادعون إلا أنفسهم "؛ وقرأ عاصم واروياه شعبة وحفص وسائر الكوفيين وغيرهم:" وما يخدعون ". وقرأ عاصم وحمزة والكسائي قوله تعالى :( بما كانوا يكْذِبون ) بتخفيف الذال وكسرها، وقرأ الباقون بالتشديد " يكذّبون " وقراءة التخفيف هي الأشبه بسياق الآية لأنهم غنما عوتبوا على كذبهم ونفاقهم ولم يكن ثمة تكذيب في ظاهر الكلام.
وفي سورة البقرة أيضاً قرأ نافع وراوياه قالون وورش قوله تعالى"ويقتلون النبيئين بغير حق" بهمز النبيين أي هكذا:" النبيئين" وهو من النبر في القرآن المنهي عنه صريحاً عن النبي صلى الله عليه وآله حينما جاءه رجل وقال له : يا نبيء الله ؟ فنهره وقال:" لست نبيء الله ولكني نبيّ الله" وفي رواية أخرى:" إنَّا معشر قريش لا ننبر" وفي رواية : لا تنبر باسمي " والنبر : همز الحروف ، ولم تكن قريش تهمز في كلامها . وروى الصدوق بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا القرآن بعربيته وإياكم والنبر فيه يعني الهمز، قال الإمام الصادق عليه السلام: الهمز زيادة في القرآن إلَّا الهمز الأصلي مثل قوله : « أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ » . وقوله:" ولكم فيها دفءٌ " وقوله:" فادّارأتم فيها ". إذن النبر منهي عنه وهي قراءة ورش وقالون كما أشرنا إلا أن قراءة عاصم وسائر القراء من دون همز هكذا:( النبيين) على الأصل المعهود من لغة قريش .
وهكذا فإن الأمثلة كثيرة لا يمكننا سردها في هذه العجالة، فالمهم هو القول بأن قراءة عاصم عن حفص هي الأصح وبها أخذ أغلب القراء في زماننا هذا والأزمنة التي سبقته لموافقتها لقواعد اللغة العربية وفنون البلاغة ؛ لكن لا يعني هذا كما أشرنا سابقاً عدم صحة قراءة غير حفص نظير قراءة نافع في سورة الصافات" سلام على آل ياسين" في حين أن قراءة المشهور هكذا" سلام على إل ياسين"، فقراءة نافع عن ورش هي قراءة صحيحة موافقة لأخبارنا المقدسة؛ فالضابطة في كل قراءة هي أن تكون متوافقة مع الأخبار الشريفة عندنا، فكل قراءة لا تكون متوافقة مع الأخبار لا خير فيها بل هي من صنع المخالفين الذين ادعوا تواتر القراءات.
  وجوابنا على سؤالكم حول الوقف في قراءة عبد الباسط عبدالصمد للآية السابعة من آل عمران حيث جنابكم  سمعتموه يقرأ هكذا (و لا يعلم تأويله إلا الله) ثم يقف ثم يكمل ( و الراسخون بالعلم يقولون آمنا ...الخ ) فتغير المعنى بهذه القراءة ؟؟ و ليس كرواياتنا بتفسير البرهان الشريف.... هو التالي: إن الوقف عند عامة القراء هو الجواز لا الوجوب كما هو مرسوم في مصاحفهم فمصطلح" صلى " المرقوم فوق قوله تعالى ( وابتغاء تأويله) إشارة وضعها قراء المخالفين وتبعهم بعض الشيعة للدلالة على جواز الوقف مع كون الوصل أولى، وكذلك مصطلح " قلى " الموضوعة فوق قوله تعالى( وما يعلم تأويله إلا الله) فيفصلون بين الله وبين الراسخين في العلم وهم آل محمد سلام الله عليهم فجعلوا هذا المصطلح" قلى" علامة على الوقف الجائز مع كون الوقف أولى... وهذه كلها من قواعد التجويد التي صنعها المخالفون لتحريف القرآن عن مساره الصحيح ولا يجوز بنظرنا الالتزام بقواعد التجويد لأنه يؤدي إلى الالتزام بمنهاجهم وطريقة استنباطهم لمعاني القرآن ولا ريب في أن الالتزام بقواعدهم يغيّر المعنى في الآيات ..فليحذر إخواننا المؤمنون من ذلك والعاقبة للمتقين.
 والحاصل: إن إشارات الوقف في المصحف تخل بالمعنى فلا يجوز الالتزام بها لأنها تغير بالمعنى ومخالفتهم في الإشارات لا يرتب ضرراً على المؤمن باعتبارها من القواعد الجائزة في قواعد التجويد فلا حاجة للعمل بالتقية في العمل بها بحجة أن تركها يسبب الضرر ..كلا ! فإن مخالفتها لا يسبب ضرراً على المؤمن بسبب أنها ليس من الإشارات المنصوص عليها بالأخبار عندهم بل هي من صنع قرائهم....والسلام عليكم.
 
السؤال الثاني: ... و لكن شخينا العزيز عند قراءتي كتب أحد الأفاضل العلامة الشيخ محمد السند ... يذكر عقيدة غريبة جداً و لا ادري مدى صحتها و لم اجدها على حسب اطلاعي القاصر لا بكتاب او بمحاضرة اي عالم !!
و ما يذكره العلامة السند : ان المهدوية مقام يكون لأي معصوم و ليس خاصاً بالإمام الثاني عشر ... اي يمكن ان يكون المهدي اي إمام و ليس حصري في م ح م د بن الحسن العسكري عليهم السلام ، و كان مقدر ان يكون الحسين هو المهدي ثم كان مقدر الامام الصادق هو المهدي و توجد عندنا روايات عديدة تنص على ان الامام الصادق هو المهدي . انتهى كلامه
و ذكر ذلك في عدة من مؤلفاته و أيضاً ذكر ذلك بهذه ‏المحاضرة http://youtu.be/yfzBOSV3NlA
منذ الدقيقة الثامنة و الثلاثون الى الدقيقة الأربعون ...

و شيخنا كيف ذلك ! الا تنص الروايات ان الامام الحجة ابن الحسن عليهما السلام اهو المهدي ... منذ كانوا انوار و كان الامام الحجة كالكوكب الدري بينهم .... و العديد من الروايات تنص على انه هو مهدي آل محمد ... و من يقول بغير ذلك فهم الفرق الضالة امثال الواقفية قالوا بأن الامام الكاظم عليه السلام هو المهدي و الناووسية هم الذين يقولون ان الامام الصادق هو المهدي ...
فإرشدني إلى الصواب شيخنا جزاك الله خير .
 
بسمه تبارك شأنه 

الجواب: دعوى أن المهدويَّة (على صاحبها آلاف السلام والتحية) ليست حقاً حصرياً بالإمام المعظم الحجة القائم أرواحنا فداه من المسائل العقائدية المهمة التي كشفت عنها الأخبار الشريفة؛ ولم يتطرق إليها المتقدمون والمتأخرون إلا ما أشار إليه العلامة الميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني أعلى الله مقامه الشريف في كتابه الجليل الموسوم بمكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام في الباب الثامن من تكاليف العباد بالنسبة إلى إمام الزمان أرواحنا فداه؛ ونحن قد أشرنا في بعض إجاباتنا على أحد الأسئلة حول هذا الموضوع بالذات، لذا فإن الشيخ البحراني لم يكن الوحيد ممن تطرق لموضوع المهدوية العامة؛ فالفضل يرجع إلى الميرزا الأصفهاني ثم إلينا؛ والفضل كله لله تبارك شأنه؛ لكنّ الشيخ البحراني لم يجلِ الموضوع بشكلٍ يرفع الشبهة حول المهدوية العامة والخاصة؛ بل ظاهر كلامه أنه أوقعكم في الشبهة كما لعلَّه أوقع غيركم ممن سمعوا كلامه، وكان ينبغي له إعطاء الموضوع حقَّه في البحث والدراية حتى لا يختلط الحابل بالنابل، فكان من الواجب علينا حلّ الشبهة من أساسها وما تبتني عليها بعض المسائل العقائدية الصعبة الفهم والإدراك على بعض العلماء فضلاً عن غيرهم من المكلّفين، وهي مسألة البداء التكويني والتشريعي؛ ونحن قد شرحناها بشكلٍ مسهب في كتابنا الموسوم بالفوائد البهية في شرح عقائد الامامية فليراجع.
  ولن نتوانى ها هنا في توضيحها بشكل مجمَّلٍ، ذلك لأنَّ مسألة المهدوية الخاصة لها علاقة وطيدة بالإمامة الإلهية وتثبيتها في النفوس بل هي فرع الإمامة العامة ولها مساس بعقيدة البداء؛ ونحن أول في قسّم مصطلح المهدوية إلى قسمين: المهدوية العامة والمهدوية الخاصة، بالشكل الذي يرفع الإبهام عن بعض الأخبار الظاهرة في تقدير الأمر الراجع إلى خروج المهدي القائم أرواحنا فداءً لتراب مقدمه الشريف؛ حيث ربطت تلكم الأخبار بين المهدي الخاص وبين تقدير الأمر؛ والمراد بالتقدير المذكور هو بعينه البداء الشريف؛ هذا البداء المشروط بشرائط وأسباب ولوازم، فإذا تحققت تلكم الشرائط والأسباب لم يحصل البداء في اللوح المحفوظ وإلا فإنه لا محالة متحقق وحاصل، وهو ما دلت عليه أخبار التقدير بأن الله تعالى قد وقَّت هذا الأمر في السبعين، فلمّا قتل الإمام سيّد الشهداء عليه السلام أخَّره الله تعالى إلى أربعين ومائة..إلخ.
   إذن ! المسألة عويصة بحاجة إلى جلاء وتوضيح، ولا ينجو من سلبياتها إلا العالمون بالكتاب والسنة المتمثلة بأخبار أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم ودراية أحاديثهم، فمن الخطأ المحض تصور أن المهدوية الخاصة كانت مقدرة بالإمام المعظم الصادق سلام الله عليه وغيره من أئمة الهدى سلام الله عليهم على وجه الخصوص وليست حقاً حصرياً بإمامنا المعظم بقية الله الأعظم الحجة القائم أرواحنا فداه، لأن التصور المذكور من دون توضيح، يلغي ــــ ولو بالنظرة الأولية ــــ الأخبارَ الخاصة المتعلقة بخروج القائم المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف في آخر الزمان وهي شبهة لعلَّ أخانا العلامة الشيخ البحراني وقع فيها بحسب النظرة الإبتدائية العرفية، باعتباره قد خلط بين المفهوم العام لمصطلح المهدوية وبين المفهوم الخاص المنحصر بحسب الإستقراء الأخباري بالإمام المعظم الحجة بن الإمام الحسن العسكري سلام الله عليهما، وربما خانه التعبير في التفرقة بين الإصطلاحين أو لوضوحه عنده أو لأنه لم يلتفت إلى التقسيم الذي أشرنا إليه، وقد كشفت الأخبار الشريفة عن أنهم سلام الله عليهم كلهم مهديون إلا أن المهديَّ الخاص هو الحجة القائم صلوات الله عليه بل تكاد الأخبار تجمع على نعته بالمهدي المنتظر عليه السلام الذي انتظر خروجَه الشريف الأنبياءُ والمرسلون والأئمة الهداة الطاهرون سلام الله عليهم أجمعين.
   إن أئمتنا الهداة الهادين المهديين صلوات الله عليهم أجمعين كلّهم مهديون بالمهدوية العامة، بمعنى أنهم قائمون وهادون بالأمر العام المحدود في عصورهم وإن كانوا هداة مهديين بالمهدوية الخاصة التكوينية لأفراد محدودين لمن ألقى السمع وهو شهيد، بخلاف إمامنا المعظم الحجة القائم روحي فداه وصلى الله عليه فإنه مهديّ بالمهدوية الخاصة التي حباه الله تعالى بها بحيث يحكم من دون بيّنه ويبسط العدل ويميت الظلم والجور وتظهر على يديه الشريفتين كنوز الأرض والسماء والكرامات وتكمل الحلوم والعقول والأفئدة والنفوس، وهو أمر لم يحصل على أيدي آبائه الطاهرين المطهرين سلام الله عليهم لظروف موضوعية وليس لنقصٍ في القابليات والعقول ..!حاشاهم عن ذلك...! فإن آخرهم كأولهم، وأولهم كآخرهم، لا يختلفون ولا يتنازعون وعلى الله تعالى يتوكلون، كما جاء عنهم أرواحنا فداهم:" أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد " " وبنا يختم الله كما بنا فتح الله  " وبتعبير آخر عنهم:" بنا فتح الله جل وعز وبنا يختم الله وبنا يمحو الله ما يشاء وبنا يدفع الله الزمان الكلب وبنا ينزل الغيث " . 
 والخلاصة: إن ائمة الهدى ومصابيح الدجى سلام الله عليهم هادون مهديون بالمهدوية العامة لا الخاصة المقيَّدة بإمام الزمان وحجة الدهور وأمل الأنبياء الحجة القائم المهدي المنتظر سلام الله عليه وروحي فداه؛ وهو ما أشارت إليه أخبارنا المطهرة؛ ففي بصائر الدرجات بإسناده عن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال أخبرنا إسماعيل بن يسار حدثني علي بن جعفر الحضرمي عن سليم الشامي انه سمع عليا عليه السلام يقول انى وأوصيائي من ولدى مهديون كلنا محدثون فقلت يا أمير المؤمنين من هم قال الحسن و الحسين عليهما السلام ثم ابني علي بن الحسين عليهم السلام قال وعلى يومئذ رضيع ثم ثمانية من بعده واحدا بعد واحد وهم الذين أقسم الله بهم فقال ووالد وما ولد اما الوالد فرسول الله صلى الله عليه وآله وما ولد يعنى هؤلاء الأوصياء ...". وفي رواية سليم بن قيس رضي الله عنه عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:" أيها الناس ، ليبلغ مقالتي شاهدُكم غائبَكم ، اللهم اشهد عليهم ، ثم إن الله نظر نظرة ثالثة فاختار من أهل بيتي بعدي ، وهم خيار أمتي : أحد عشر إماما بعد أخي واحدا بعد واحد ، كلما هلك واحد قام واحد ، مثلهم في أهل بيتي كمثل نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم ، إنهم أئمة هداة مهديون ، لا يضرهم كيد من كادهم ، ولا خذلان من خذلهم  بل يضر الله بذلك من كادهم وخذلهم ، هم حجج الله في أرضه ، وشهداؤه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا علي حوضي ، وأول الأئمة أخي علي خيرهم ، ثم ابني حسن ، ثم ابني حسين ، ثم تسعة من ولد الحسين " ، وذكر الحديث بطوله.  
 وهذا نظير ما ورد عنهم من أنهم قائمون بأمر الله تعالى بقولهم:" كلنا قائمون بأمر الله ".في حين ورد عن إمامنا الصادق عليه السلام أنه قال : ولدي هو القائم ". والمراد به السابع من ولده لا ولده بلا واسطة . وجاء عن الإمام المعظم الحسن المجتبى عليه السلام:" منا اثنى عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدى هو القائم بالحق به يحيى الله الأرض بعد موتها ، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون".     
   والتقييد بأنَّ الإمام القائم المهدي عليه السلام من ولده من جهة أن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام والدٌ للإمام الحجة القائم المنتظر عليه السلام من ناحية ابنته أم عبد الله تزوجها الإمام زين العابدين عليه السلام وأنجب منها الإمامَ محمداً الباقر عليه السلام؛ فنسب إمامنا المعظم الحجة القائم سلام الله عليه متصل بعمه الإمام المعظم الحسن المجتبى سلام الله عليه من ناحية جدته أم عبد الله صلوات الله عليها التي هي زوجة جده الإمام المعظم السجاد سلام الله عليه.        
   الإمام الباقر عليه السلام هو أول فاطمي من فاطميين اجتمعت له ولادة الإمامين الحسنين عليهما السلام كما أشار إلى ذلك صاحب البحار نقلاً عن المناقب... وورد عن إمامنا الصادق عليه السلام أنه قال بحق أُمه عليها السلام:" كانت صدّيقة لم تدرك في آل الحسن عليه السلام مثلها".
 والظاهر من هذه الأخبار ونظائرها أنهم كلهم مهديون وكلهم قائمون إلا أن المهدي القائم صاحب المناقب الكبرى والمعاجز العظمى هو الحجة بن الحسن عليهما السلام الذي سيبسط العدل ويمحق الجور؛ فلا تعارض في الأخبار الكاشفة عن أنهم قائمون بأمر الله ومهديون وبين كون الإمام المهدي القائم هو القائم الأوحد المخصوص بالقيام بالسيف والحكم بدون بينة واجتثاث الجور بالقوة، وهي منقبة لم تحصل لآبائه الطاهرين سلام الله عليهم لا لنقص فيهم حاشا وكلا ! بل لوجود مبررات موضوعية تحكم بكونه هو المهدي العام والقائم الخاص الذي يفرض العدل ويجتث الظلم...وكأن لفظ المهدي والقائم مخصوص به على وجه التحديد عند أطلاق اللفظ ينصرف إليه صلوات الله عليه.
 والحاصل: إن الإمام الصادق عليه السلام وبقية أئمة الهدى سلام الله عليهم كلهم مهديون إلا أن المهدي الأعظم إنما هو الإمام المعظم الحجة القائم روحي فداه الذي قال عنه إمامنا الصادق عليه السلام  لما سئل هل ولد القائم ؟ فقال:" لا ولو أدركته لخدمته أيام حياتي ".
 ومما أوجب الوقوع في الشبهة التي نحن بصدد بيان حلّها ورفع الإشكال المتوجه عليها هو وجود طائفتين من الأخبار بشأن خروج المخلص الإمام المعظم الحجة القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف هما الآتيان:
الطائفة الأولى: الأخبار الناهية عن توقيت ظهور الإمام الحجة القائم أرواحنا فداه، وهي من الكثرة ما يوجب الإعتقاد بها وحرمة طرحها؛ وهي أخبار خاصة بإمام الهدى الحجة القائم صلوات الله عليه.
الطائفة الثانية: الأخبار المؤقتة لخروج إمام هادٍ مهديّ بحسب التعريف المنطقي المسمى بالكلي الطبيعي أي طبيعي الإمام بغض النظر عن كونه إماماً معيناً؛ وهي أخبار عامة يدخل فيه عامة أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم؛ ومن هذه الطائفة ما رواه الشيخ الطوسي رحمه الله في كتابه الغيبة والنعماني في غيبته وما رواه شيخ الشيعة الثقة الجليل الكليني أعلى الله مقامه الشريف في كتابه القيّم أصول الكافي:كتاب الحجة/ باب كراهية التوقيت؛ فقد روى الكليني رحمه الله عدة أخبار بهذا الصدد منها صحيحة الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ومُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ يَا ثَابِتُ إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى قَدْ كَانَ وَقَّتَ هَذَا الأَمْرَ فِي السَّبْعِينَ فَلَمَّا أَنْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْه اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّه تَعَالَى عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَأَخَّرَه إِلَى أَرْبَعِينَ ومِائَةٍ فَحَدَّثْنَاكُمْ فَأَذَعْتُمُ الْحَدِيثَ فَكَشَفْتُمْ قِنَاعَ السَّتْرِ ولَمْ يَجْعَلِ اللَّه لَه بَعْدَ ذَلِكَ وَقْتاً عِنْدَنَا ويَمْحُو اللَّه مَا يَشَاءُ ويُثْبِتُ وعِنْدَه أُمُّ الْكِتَابِ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّه عليه السلام فَقَالَ قَدْ كَانَ كَذَلِكَ .
  وروى الشيخ الطوسي رحمه الله في الغيبة بإسناده عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن سنان ، عن أبي يحيى التمتام السلمي ، عن عثمان النوا قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان هذا الامر فيَّ فأخره الله ويفعل بعد في ذريتي ما يشاء.
  وروى النعماني بإسناده عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:" قد كان لهذا الأمر وقتٌ وكان في سنة أربعين ومائة فحدثتم به وأذعتموه فأخره الله عزَّ وجلّ ".
  وروى النعماني بإسناده عن أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، بهذا الإسناد ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ، قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا أبا إسحاق ، إن هذا الأمر قد أخر مرتين " .
  هذه الأخبار الكليَّة كاشفة عن الإمام الكليِّ الطبيعي من دون تحديد بإمام دون آخر من حيث إنها لم تحدده بالإمام الحجة القائم المنتظر سلام الله عليه؛ بل الظاهر منها تعميم مفهوم المخلِّص الأوحد المهدي القائم عليه السلام إلى بقية أئمة الهدى سلام الله عليهم؛ وهو ما أوجب ـ كما أشرنا سابقاً ـ إلى نوعٍ من التشويش عند بعض العلماء ....!.
 ولكنَّ الإنصافَ خلافُ ذلك ؛ لأن مفاد هذه الأخبار هو الكشف عن وظيفة أئمة الهدى ومصابيح الدجى عليهم السلام المنوطة بهداية الخلق لو سنحت لهم الظروف الموضوعية ووجدوا أعواناً وأنصاراً ، وكأن الله تبارك شأنه أراد امتحان المؤمنين وبقية الناس بأنهم خانوا الأمانة وفرطوا بحفظها والوفاء بعدهم الذي أخذه الله تعالى منهم في العوالم الأولى(عالم النور والميثاق) إلا أن المؤمنين وبقية الناس فشلوا في الإمتحان ووقعوا في الفتنة والحيرة بسبب خيانتهم للإمام الكلي عليه السلام جراء عدم نصرتهم له حال قيامه ابتداءً من قيام الإمام الأعظم أمير المؤمنين وسيّد الموحدين مولانا علي بن أبي طالب سلام الله عليهما ثم قيام الإمام المعظم الحسين سيِّد الشهداء وانتهاءً بالإمام الكاظم وبقية أولاده الطاهرين عليهم السلام .
 وبعبارة أُخرى: إن الله تعالى امتحنهم بقيام الإمام المعظم أبي عبد الله الحسين عليه السلام ثم بقيام الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام ثم الإمام الرضا عليه السلام كما أوضحت صحيحة الحسن بن محبوب المتقدمة وصحيحة علي بن يقطين المرويتين في الكافي باب كراهية التوقيت، ورواها النعماني في الغيبة؛ وإليكم رواية إبن يقطين قال: " قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : يا عليّ ! الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة . قال: وقال يقطين لابنه علي بن يقطين : ما بالنا ، قيل لنا : فكان ، وقيل لكم : فلم يكن - يعني أمر بني العباس - ؟ فقال له علي : إن الذي قيل لكم ولنا كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر وقته فأعطيتم محضه ، فكان كما قيل لكم ، وإن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني ، فلو قيل لنا : إن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة وثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجعت عامة الناس عن الإيمان إلى الإسلام ، ولكن قالوا : ما أسرعه وما أقربه تألفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج " .
 وينبغي الإلتفات إلى معنى (حضور أمرهم) وهو إقامة دولة الحق وبسط العدل وإماتة الجور والظلم؛ ولا يراد منه نفس حضورهم بأجسامهم وأرواحهم المقدَّسة؛ فإنهم كانوا موجودين بين الناس ولكنهم كانوا يعيشون تحت سنابك التقية مع شيعتهم ومحبيهم في دولة الظالمين والمتجبرين، فمصطلح" حضر أمركم " لا يراد منه إلا المعنى الأول الذي أشرنا إليه آنفاً؛ وهذا الفهم لهذا المصطلح يوفر على المتعلم والعالم الكثير من الأخبار التي ظاهرها التوقيت بالسبعين والمأة وأربعين ومائتين وثلاثمائة؛ وهو ما أردنا توضيحه للباحثين والمتعلمين في بحثنا هذا ليكونوا على دراية تامة بجمع الأخبار بعضها مع بعض من جهة، وليعرفوا مفهوم البداء الذي تحدثت عنه آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي وأهل بيته الطيبين الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين من جهةٍ أُخرى كما سوف نشير إليه قريباً .
   والحاصل: إن خبر الحسن بن محبوب قد حدَّد حضور أو ظهورَ أمرهم سلام الله عليهم في وقتين أو توقيتين هما الآتي:
   التوقيت الأول: هو التوقيت بالسبعين؛ المحمول على قيام سيِّد الشهداء عليه السلام في عام واحد وستين من الهجرة، ولا يستقيم المعنى في الرواية إلا إذا حملنا السبعين على ابتداء بعثة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في مكة وعلى وجه التحديد في السنة الثالثة من البعثة لمَّا ابتدأ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بالدعوة وقد جمع أعمامه وأقرباءه يدعوهم لنصرته كما هو واضح في حديث الدار المتفق على تاريخه في العام الثالث من البعثة، فإذا جمعنا العددين:  61 + 9 = 70 سنة. 
  والجمع الذي أفدناه يوافق الخبر موافقة تامة، وليس كما فعل غيرنا حيث حمله على قيام المختار قبل عام السبعين ظناً منه أن قيامه كان مظنة استئصال بني أمية.
  التوقيت الثاني: هو التوقيت بمائة وأربعين؛ المحمول على قيام المولى زيد بن الإمام زين العابدين صلوات الله عليهما حيث كان تاريخ قيامه سنة مائة واثنتين وعشرين من الهجرة، وبحسب العدّ من البعثة يكون خروجه على بني أمية عام مئة وخمس وثلاثون؛ فنجمع عدد سنين البعثة ومقدارها ثلاثة عشرة عاماً مع تاريخ قيامه بحسب التوقيت الهجري وهو مئة واثنين وعشرين عاماً هكذا: 13 + 122= 135؛ وهو قريب من العدد أربعين بعد المأة الوارد في الخبر، لا سيما أن زيداً صلوات الله عليه كان يدعو إلى الرضا من آل محمد سلام الله عليهم، فكان يدعو إلى إمامة أخيه الإمام المعظم الصادق عليه السلام، وأنه كان لو ظفر لوفى كما جاء في الخبر الصحيح...أو يحمل التاريخ: (مأة وأربعين) على ظهور إمامنا الهمام جعفر بن محمد الصادق سلام الله عليهما وهو الأوفق والأصوب؛ وذلك لظهور أمر الإمام الصادق سلام الله عليه في هذا التاريخ وانتشار شيعته في المشارق والمغارب وخروج  جماعة من أقاربه على الخلفاء، فإن الخبر في مقام بيان للتقديرات المكتوبة في كتاب المحو والإثبات ، والتغييرات الواقعة فيها طبقاً لتحقق الشروط المنصوص عليها في مفهوم البداء .
وأما خبر عليّ بن يقطين فقد أشار إلى توقيتين:
  التوقيت الأول: هو عام مائتي للهجرة؛ ويحمل على قيام الإمام الهمام موسى بن جعفر عليه السلام في الذي توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة؛ أو يحمل على قيام الإمام الهمام علي بن موسى الرضا عليه السلام سنة مائتي للهجرة وهو الأصح، فيكون الإبتداء من الهجرة فينتهي إلى ظهور أمر الإمام الرضا عليه السلام وولاية عهده وضرب الدنانير بإسمه الشريف، فإنها كانت في سنة المأتين، فإن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام وعدوا الشيعة بالفرج في سنة المأتين للهجرة فإن الرفاهية قد عمت الشيعة في ذلك التاريخ ولكنهم ـ أي الشيعة ـ لم يخلصوا بالنصرة لإمام زمانهم فبد لله تعالى ما كان مخفياً عنهم من عدم وفائهم بالنصرة لإمام الزمان الرضا عليه السلام.
 التوقيت الثاني: وهوعام ثلاثمائة للهجرة؛ ويحمل على قيام الإمام المعظم الهمام الحجة القائم سلام الله عليه في الغيبة الصغرى لأن عام ثلاثمائة كان  النصف الثاني من غيبته الصغرى التي ابتدأت عام 260 للهجرة، ولو أن الشيعة في تلك الفترة الزمنية أخلصوا لإمام الزمان عليه السلام لكان خرج عليهم بنوره ليطفئ عوالم الظلمة ويبير المتجبرين ببسط عدله ولكنهم تخلفوا فامتدت الغيبة إلى يومنا هذا ولا يزال الشيعة غير أوفياء لإمام الزمان أرواحنا فداه... آه ثم آه يا بن الحسن من أُمةٍ قد تكاتفت عليكم أهل البيت وهم يدعون أنهم من شيعتكم ومواليكم..فها هم الشيعة يتكالبون على قيادات سياسية ودينية ترخص لهم المنكرات باسم الدين طمعاً بما عندها من أموال ومناصب وزعامات..!!  فها أنت ترى بعينيك النورانيتين يا بن الحسن..كيف يسكر شباب الشيعة على المونديل (الفتبول) فيموجون عليها كما تموج العاهرة أمام الزاني بها ولا أحد من تلكم الزعامات الدينية والعمائم التي لا تعد ولا تحصى والأحزاب الشيعية التي تدعي أنها بانتظارك يبدي استنكاراً أو استهجاناً.. بل إنهم يغذون تلك التوجهات البعيدة عن معالم دينك وسنة آبائك الطيبين...ماذا أقول يا بن الحسن صلوات ربي عليك بحق أُمةٍ خذلت أجدادك وخذلتك ساعة النصرة...! شكواي إليك يا بن مولاتي فاطمة البتول سلام الله عليها من هؤلاء فنرجو أن تشملنا بعطفك وحنانك وأن تقتص ممن يدعي أنه من شيعتك وهم من ألد أعدائك ومبغضيك...!!. 
زبدة المخض: إنَّ خبري الحسن بن محبوب وعليّ بن يقطين هما من الأخبار البدائية؛ أي الأخبار الكاشفة عن مفهوم البداء التكويني والتشريعي الذي أفاض في ذكره القرآن الكريم وأحاديث المعصومين سلام الله عليهم أجمعين، فخبر الصيرفي مثلاً وأمثاله من الأخبار البدائية إنْ صح صدورها عنهم سلام الله عليهم فلا يمتنع أن يكون الله تعالى قد وقَّت هذا الامر في الأوقات التي ذكرت على نحو الشرط المشروط بتوفر العدة أو الناصر على حدّ تعبير مولى الثقلين الإمام الأعظم أمير المؤمنين عليّ عليه سلام الله  في الخطبة المعروفة ب‍ـ الشقشقيّة  : « أما والذي فلق الحبّة ، وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر  وقيام الحجّة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم،  ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ».
 إن توفر الأنصار والأعوان شرط لازم لخروج أو قيام إمام الحق من آل محمد عليهم السلام سوآء أكان أمير المؤمنين سلام الله عليه أم أحد من أولاده المطهرين عليهم السلام، فما لم تتوفر العدة لا يمكن لأي إمام منهم سلام الله عليه أن يخرج على الظالمين والكافرين والمستبدين، وهذا ما أشارت إليه الأخبار البدائية الكاشفة عن أن الله تعالى وقّت للشيعة بوقتين ثم أخره تعالى لمصالح، ومن هذه المصالح توفر الأعوان والأنصار،  فلما تجدد ما تجدد تغيرت المصلحة واقتضت تأخيره إلى وقت آخر ، وكذلك فيما بعد ، ويكون الوقت الأول ، وكل وقت يجوز أن يؤخر مشروطاً ، بأن لا يتجدد ما يقتضي المصلحة تأخيره إلى أن يجئ الوقت الذي لا يغيره شئ فيكون محتوماً .
وعلى هذا يتأول ما روي في تأخير الاعمار عن أوقاتها والزيادة فيها عند الدعاء  والصدقات وصلة الأرحام ، وما روي في تنقيص الاعمار عن أوقاتها إلى ما قبله عند فعل الظلم وقطع الرحم وغير ذلك ، وهو تعالى وإن كان عالماً بالأمرين ، فلا يمتنع أن يكون أحدهما معلوماً بشرط والآخر بلا شرط ، وهذه الجملة لا خلاف فيها بين أهل العدل .
  وعلى هذا يتأول أيضا ما روي من أخبارنا المتضمنة للفظ البداء ويبين أن معناها النسخ على ما يريده جميع أهل العدل فيما يجوز فيه النسخ ، أو تغير شروطها إن كان طريقها الإخبار أو الكشف عن الكائنات ، لان البداء في اللغة هو الظهور ، فلا يمتنع أن يظهر لنا من أفعال الله تعالى ما كنا نظن خلافه ، أو نعلم الخبر المجمل الصادر عنهم ولا نعلم شرطه؛ أو نعلم بالنتائج التي تحدث عنها الخبر ولا نعلم بشروطه ومقدماته.
   وبناءً على ما تقدم نقول: إن أخبار كراهية التوقيت بظهور الإمام الحجة القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف وأخبار التوقيت بالسبعين وغيرها؛ أوجبتا تشويشاً عند بعض العلماء ـ  بحسب النظرة الاولية ـ بسبب التعارض البدوي الحاصل بين التوقيت وكراهية التوقيت؛ والمراد بالكراهية ها هنا هو حرمة التوقيت؛ وهي أخبار كثيرة تنهى عن توقيت الخروج الكلي للإمام الحجة القائم عليه السلام لبسط العدل وإماتة الجور والظلم ولكنها لا تنهى عن ظهوره الجزئي على المؤمنين المخلصين الممحصين؛ فهي روايات فاقت التواتر بمرات، مفهومها ومنطوقها يدلان على شيءٍ واحدٍ هو" كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجى المسلِّمون..".
 وظاهر هذه الأخبار الناهية عن التوقيت والخروج يصطدم مع الأخبار الكاشفة عن توقيت ظهور إمام هدىً من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين كتلك التي استعرضنا بعضاً منها كخبر إبن محبوب وعلي بن يقطين إلا أن التحقيق الدقيق يرفع الإبهام والتنافي الواقع بينهما بالكيفية التي تقدمت منا ؛ ونزيد الشرح بياناً بالآتي:
  يجب الإلتفات إلى أن من الوظائف المهمة لكلِّ مؤمنٍ ترك التوقيت ، وتكذيب من وقَّت ظهور الإمام الحجة القائم أرواحنا فداه
كائناً من كان إنه قد يتوهم التنافي بين ما ذكر من الأخبار كخبر إبن محبوب وإبن يقطين وغيرها من الأخبار كالخبرالآخر لأبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام  إن علياً ( عليه السلام ) كان يقول : إلى السبعين بلاء وكان يقول : بعد البلاء رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما قتل الحسين ( عليه السلام ) اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة سنة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث ، وكشفتم قناع السر فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا  ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) قال أبو حمزة وقلت ذلك لأبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال : قد كان ذاك .
- وروى الشيخ بإسناده عن الفضل بن شاذان بإسناده عن أبي بصير قال : قلت له : ألهذا الأمر أمد نريح إليه أبداننا ، وننتهي إليه ؟ قال بلى ، ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه .
- و وروى الفضل ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن سنان ، عن أبي يحيى التمتام السلمي ، عن عثمان النوا قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان هذا الامر فيَّ فأخره الله ويفعل بعد في ذريتي ما يشاء .
- وروى النعماني بإسناده عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول قد كان لهذا الأمر وقت وكان في سنة أربعين ومائة فحدثتم به وأذعتموه فأخره الله عز وجل .
- وفيه في حديث آخر عنه قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا أبا إسحاق ، إن هذا الأمر قد أخر مرتين .
   هذه الأخبار قد حددت الظهور أو الخروج ثم أخره الله تعالى، وهو يتنافى مع حرمة التوقيت، فحصل التعارض .
  علاج التعارض بالوجوه الآتية: 
  (الوجه الأول): لا تنافي بين هذه الأحاديث وما سبق ، إذ لا صراحة ولا ظهور في هذه الأحاديث بكون المراد بهذا الأمر ظهور الإمام الثاني عشر عجل الله تعالى فرجه ، بل لا يمكن أن يكون المراد به ظهوره ( عليه السلام ) ، لأن السبعين وأربعين ومائة كانتا قبل ولادته وهكذا حال الحديث  الوارد عن عثمان النوا يكون نصاً على المطلوب .
  فمراد  هذه الأحاديث هو استيلاء الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) وظهور دولة الحق وغلبة المؤمنين على المخالفين وهذا غير مقيد بظهوره ( عليه السلام ) بحسب هذه الروايات وليست منافية لترتيب الإمامة وكون عددهم اثني عشر والظاهر من هذه الأحاديث أن ظهور دولة الحق وغلبة الأئمة وشيعتهم ، واستيلائهم على أهل الباطل وبسطهم العدل في الدنيا كانت مقدرة في السبعين بشرط اتفاق الناس على نصرة سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) فإن ذلك كان تكليفاً على عامتهم كما ورد في أحاديث سنذكر بعضاً منها إن شاء الله تعالى، فلما فسقوا عن أمر ربهم وقعدوا عن نصرة وليهم ، اشتد غضب الله تعالى عليهم فأخر نجاتهم ، واستخلاصهم من أيدي أعدائهم ، وبسط العدل فيهم ، إلى أربعين ومائة سنة وهذا يوافق زمن الصادق ( عليه السلام ) كما صرح به في رواية أبي حمزة الثمالي المتقدمة ؛ فلما خالف الشيعة أمر الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين في كتمان أسرارهم ، وأذاعوا ما أمروا بكتمانه وستره ، وكان هذا كفراناً لما أنعم الله به عليهم ، عاقبهم الله تعالى بتأخير نجاتهم وخلاصهم كما نطقت به هذه الأحاديث الكاشفة عن قول الله عز وجل : ( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ) .
وأما الأحاديث التي وعدنا بذكرها فكثيرة منها ما ورد في البحار من كتاب النوادر لعلي بن أسباط ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن الحسن بن زياد العطار ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة ) قال ( عليه السلام ):" نزلت في الحسن بن علي ( عليه السلام ) أمره الله بالكف ، قال : قلت : ( فلما كتب عليهم القتال ) قال ( عليه السلام ) نزلت في الحسين بن علي ( عليه السلام ) كتب الله عليه وعلى أهل الأرض أن يقاتلوا معه .
 (الوجه الثاني): وهذا الوجه يجمع بين أخبار التوقيت والأخبار الناهية عنه هو الآتي:  إن الحكمة الإلهية اقتضت أن يكون المؤمنون في جميع الأزمان منتظرين لظهور مولانا صاحب الزمان ( عليه السلام ) كما يرشد إليه قوله تعالى  ( فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين ) ويدل عليه الأخبار الكثيرة المبثوثة في أخبار الإنتظار ، فلو علموا وقت ظهوره انتقض الغرض ، ويئسوا عن ظهوره قبل بلوغ الأمد وحضور الوقت المعين وفي ذلك تفويت لمصالح عديدة فستر عنهم وقت ظهوره قبل حضور وقته رعاية لتلك المصالح .
   وهذا الوجه يستفاد مما روي في الكافي وغيره من كتب الأخبار كالخبر الذي رويناه عن علي بن يقطين  عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : الشيعة تربى بالأماني منذ مأتي سنة قال : وقال يقطين لابنه علي : ما بالنا قيل لنا فكان ، وقيل لكم فلم يكن قال : فقال له على أن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضه وكان كما قيل لكم وإن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني فلو قيل لنا : إن هذا الأمر لا يكون إلى مأتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجع عامة الناس عن الإسلام ولكن قالوا ما أسرعه وما أقربه ! تألفاً لقلوب الناس ، وتقريباً للفرج .
تنبيه هام:  معنى قوله ( عليه السلام ) : " إن الشيعة تربي بالأماني منذ مأتي سنة .." إنه لما عظم المصاب بشهادة الإمام المعظم أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) واشتد جزع الأحباب لذلك كان أئمتنا الطاهرون ( عليهم السلام ) يمنونهم ويسلونهم بظهور الفرج بظهور القائم  عجَّل الله تعالى فرجه الشريف، وكانت المدة بين قتل مولانا المظلوم سيِّد الشهداء عليه السلام إلى إمامة القائم ( عليه السلام ) مأتي سنة ، وقيل في معناه وجوه لا تخلو عن بعد وتكلف والله تعالى هو العالم ويحتمل أن يكون ابتداء المدة المذكورة من زمن البعثة ، فتكون إلى وقت صدور هذا الحديث قريبا من مأتين .
 (الوجه الثالث): في سر إخفاء العلم بوقت الظهور عن الناس إنه لما كان أحد الحكم المقتضية للغيبة تمحيص الناس وامتحانهم ، اقتضت هذه الحكمة إخفاء العلم بوقت ظهور الحجة ( عليه السلام ) عنهم وإلا لم يتم التمحيص والامتحان لكثير ممن يظهر الإيمان حتى يتبين المستعجلون عن غيرهم وهذا الوجه يستفاد من الأخبار الكثيرة التي علل فيها غيبة القائم بذلك ، ومنها :
- ما جاء في غيبة النعماني عن عبد الله بن أبي يعفور عن الإمام الصادق عليه السلام قلت : جعلت فداك كم مع القائم ( عليه السلام ) من العرب ؟ قال ( عليه السلام ) : شئ يسير . فقلت : والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير فقال ( عليه السلام ) لا بد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ، ويخرج من الغربال خلقٌ كثير .
 (الوجه الرابع): تحمل أحاديث التوقيت بالسبعين وأمثالها على الأماني بمعنى أن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام أرادوا أن يعيش الشيعة في حالة إنتظار حتى لا ييأسوا من الفرج، ذلك لأن المؤمنين كانوا من أول زمان البعثة في المحنة والشدة ، وكذا بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفي زمان أمير المؤمنين والإمام الحسن ( عليهما السلام ) وكلٌّ منهم كانوا يسلون شيعتهم بظهور الفرج ، وسلطنة القائم  عليه السلام لتربيتهم وتنميتهم روحياً من خلال التعلق بخروج الإمام المنقذ لهم من الجور .
 والسر في التنمية والتربية هو وجهان:
الأول : أنهم لا يرون بعد ذلك إماما يمنيهم .
والثاني : أنهم بعد علمهم بوجود المهدي عليه السلام يقوى رجاؤهم ، فهم ينتظرون ظهوره ويرجون قيامه صباحاً ومساء ، فهذا وجه متين خطر بالبال مع الوجهين الأولين فخذها وكن من الشاكرين ، وقلَّ من تعرض للإشكال وحله من الناظرين .
 زبدة المخض: إن أخبار التوقيت بالسبعين والمائة وأربعين وأمثالها مندرجة في أخبار البداء ، وهي على نسق الأخبار التي تحدثت عن ميقات النبي موسى عليه السلام لمّا خرج وافداً إلى ربه، وهي أخبار موضحة ومفسرة لأخبار التوقيت، ففي الكافي بإسناده عن الفضل بن يسار عن المولى الإمام المعظم أبي جعفر عليه السلام قال: قُلْتُ لِهَذَا الأَمْرِ وَقْتٌ فَقَالَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ إِنَّ مُوسَى ع لَمَّا خَرَجَ وَافِداً إِلَى رَبِّه وَاعَدَهُمْ ثَلَاثِينَ يَوْماً فَلَمَّا زَادَه اللَّه عَلَى الثَّلَاثِينَ عَشْراً قَالَ قَوْمُه قَدْ أَخْلَفَنَا مُوسَى فَصَنَعُوا مَا صَنَعُوا فَإِذَا حَدَّثْنَاكُمُ الْحَدِيثَ فَجَاءَ عَلَى مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِه فَقُولُوا صَدَقَ اللَّه وإِذَا حَدَّثْنَاكُمُ الْحَدِيثَ فَجَاءَ عَلَى خِلَافِ مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِه فَقُولُوا صَدَقَ اللَّه تُؤْجَرُوا مَرَّتَيْنِ .
    قال المحدّث المجلسي رحمه الله في تفسير الحديث المتقدم:" معنى قوله عليه السلام:" وافدا " أي رسولاً وارداً عليه تعالى يعني ذاهباً إلى طور سيناء للمناجاة ، قال الجوهري : وفد فلان على الأمير أي ورد رسولا فهو وافد ، والجمع وفد ، وأوفدته أنا إلى الأمير أي أرسلته . وقوله " واعدهم ثلاثين يوما " إعلم أنه تعالى قال في سورة البقرة : « وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً » وقال في الأعراف : « وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً » فاختلف المفسرون في ذلك فقيل : كان ما أخبر به موسى أربعين ليلة ، وإنما قال سبحانه ثَلاثِينَ لَيْلَةً وأفرد العشر لأنه تعالى واعده ثلاثين ليلة ليصوم فيها ويتقرب بالعبادة ، ثم أتمت بعشر إلى وقت المناجاة ، وقيل : هي العشر التي نزلت التوراة فيها ، وقيل : إن موسى قال لقومه : إني أتأخر عنكم ثلاثين يوما ليتسهل عليهم ، ثم زاد عليهم عشرا وليس في ذلك خلف ، لأنه إذا تأخر عنهم أربعين ليلة فقد تأخر ثلاثين قبلها .
  وعلى هذا الأخير دلت الأخبار الكثيرة منا ومن المخالفين فيكون من الأخبار البدائية ، فكان الميعاد واقعاً أربعين ليلة ، وأخبر موسى بثلاثين ثم زاد فيها عشراً لامتحان القوم وشدة التكليف عليهم ، أو واعد الله موسى أربعين وأمره أن يخبر قومه بما في لوح المحو والإثبات ثلاثين لما ذكرنا ، فاستشهد عليه السلام بذلك على أنه يجوز أن نخبر في أمر القائم عليه السلام بشيء من كتاب المحو والإثبات ، ثم يتغير ذلك فيجيء على خلاف ما حدثناكم به فلا تكذبونا بذلك وقولوا صدق الله ، لأنه كان الخبر عن كتاب المحو والإثبات ، وكان ما كتب فيه مشروطا بشرطه فقد صدق الله وصدق من أخبر عن الله .
 وإنما يؤجرون مرتين لإيمانهم بصدقهم أولاً ، وثباتهم عليه بعد ظهور خلاف ما أخبروا به ثانياً ، أو لكون هذا التصديق صعباً على النفس فلذا يتضاعف أجرهم ، وهذا إحدى الحكم في البداء ، فإن تشديد التكليف موجب لعظيم الأجر . إنتهى كلامه.
  أقول: إن الله جلَّت عظمته قد واعد نبيَّه موسى عليه السلام أربعين ليلة على طور سيناء ولكنه أمره بأن لا يخبر قومه بالأربعين بل يخبرهم بالثلاثين التي هي ضمن الأربعين وكأنه قال لهم:" سأغيب عنكم ثلاثين ليلة "وأخفى عنهم العشر الأواخر إمتحاناً وفتنةً ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من هلك عن بينة، وذلك لعلم الله تعالى بأنهم أصحاب فتنة وضلال فأراد تعالى أن يكشف ضلالهم بتغيب النبي موسى عليه السلام ثلاثين ويزاد عليها عشرة ليالٍ إمتحاناً وفتنة، وقد كانت الليالي العشر هي الإمتحان الأعظم والأكسير الأكبر في إظهار كوامن الضلال من نفوسهم؛ وهكذا كان فقد أظهروا ما كانوا يخفون من الضلال بسبب غياب النبي موسى عليه السلام عشرة ليالٍ أخرى زيادة على ما كانوا يعلمون، فكانت هذه العشرة القشة التي قصمت ظهر البعير فكفروا به عليه السلام واتخذوا العجل صنماً يعبدونه مندون الله تعالى...وهكذا الحال بالنسبة إلى إخبارت أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم فهي نظير إخبار النبي موسى عليه السلام لقومه بأنه سيغيب ثلاثين ليلة ولكنه في الواقع كان سيغيب أربعين ليلة، وما ذلك إلا للفتنة والإحتبار، فكان إخبارهم للشيعة عن التوقيت بالسبعين أو المئة وأربعين أو المأتين على نحو إخبار موسى عليه السلام مع علمهم سلام الله عليهم بأنهم ليسوا المخلص المهدي الذي سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما ملئت جوراً وظلماً، بل هم المهديون قبل المهدي الأعظم الحجة القائم روحي فداه لا سيما أنهم لم يقيدوا مهديتهم بقيد " المنتظر " كما هو الحال في الإمام الحجة القائم روحي فداه حيث اقترن لقبه الشريف " المهدي " بلفظ المنتظر أو " الآخذ بالثار " أو " المنتقم " أو " الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء " أو " مبير الظالمين "  وغيرها من الألقلب المقترنة بالإنتقام من الأعداء وبسط العدل وإماتة الجور....والله تعالى هو الملهم للصواب .
 وقد فصّلنا حقيقة البداء الذي نعتقد به نحن الشيعة في كتابنا الجليل " الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية /الجزء الأول ـ الباب السابع : عقيدتنا في البداء " فليراجع ففيه فوائد لا مقطوعة ولا ممنوعة والله العظيم المتعال هو المتفضل بالصواب بشفاعة الإمام الأعظم ناموس العصر الحجة القائم روحي فداه... والسلام عليكم.
 
السؤال الثالث: سمعت بإحدى محاضراتكم القيمة ...التي عن الشهيدة المظلومة صلوات الله عليها ولعن الله ظالميها ... ذكرتم حضرتكم ان بعض نسخ بحار الأنوار فيها اخطاء و تحريفات (كموضوع احمرار عين الزهراء عليها السلام)... (و أيضاً حتى الشيخ عبدالزهراء العلوي محقق اجزاء المطاعن ذكر ان بعض النسخ فيها تلاعب و تحريفات من قبل دعاة التقريب، فشيخنا العزيز ارشدني على اي نسخة تنصحون بها ...من اي مطبعة او تحقيق؟ ... لان في مكتبات الكويت نسخة تحقيق الشيخ النمازي الشاهرودي ... فإذا تنصحون بها سأشتريها .. و اذا تنصحون بغيرها  سأبحث عنها في العراق بإذن الله .
 
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:  لقد استفاضت النصوص الشريفة في هجوم عمر بن الخطاب لعنه الله على سيّدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى أميرة عوالم الوجود روحي فداها وسلام الله عليها، كما استفاضت بضربه على خدها الشريف من وراء الخمار لأنها كانت عالمة بأن الملعون عمر سوف يقتحم الدار عليها وزوجها الإمام الأعظم أمير المؤمنين صلوات الله عليهما وأنه سوف يضربها على خدها الشريف ..وا فاطماه واعلياه..آه آه من ظلامتك يا مشكاة النور الإلهي والولاية العظمى..!! آه آه من غربتك أيتها الملتحفة بضياء القدس..!.
 لقد تكاثرت الأخبار بالكشف عن عملية الإقتحام لتلك الدار المطهرة قبلة الله تعالى لعامة الخلق ومعراجهم إلى الله تعالى، فقد صفقها ذاك الفظ الغليظ على خدها حتى تناثر قرطها من أُذنها المطهرة روحي فداها، وهنا يجول الفكر في قوة الضربة على الخد المطهر الذي طالما لثمه أبوها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بشفتيه الطاهرتين...والظاهر من خبر الخصيبي رحمه الله وغيره من مؤرخي الشيعة الثقات بأن عمر صفعها عدة صفعات وليس صفعة واحدة، وفي رواية البحار بإسناده عن سليم بن قيس بأن عمر لطم وجهها الأنور ..آه آه يا روحي! ليت السماء أُطبقت على الأرض وليت الأرض ابتلعت ذاك الزنديق..! ولولا القضاء لأطبقها الله تعالى على عمرها وجلاوزته..ولولا القضاء لمحاهم أمير المؤمنين سلام الله عليه عن وجه الأرض ..فما ورد في الخبر الصحيه بأنها" تصفق " وأن عمر لطم وجهها" وفي نسخة الخصيبي ص 179 قالت مولاتنا فاطمة عليها في وصيتها " وصفق وجهي بيده " ما يدل على تكرار عملية الضرب على الخد الأنور الذي ابثق منه نور السماء والأرض..وتخيلوا كيف يتناثر القرط وبتعبير الرواية الأخرى" أبرى قرطها " ومن المعلوم في اللغة بأن البري هو النحت والإزالة، وبري قرطها روحي فداها لا يكون من صفعة واحدة بل لا بد أن يكون هناك صفعات متكررة تؤدي إلى البري وتناثر القرط وبالتالي لن تسلم العين عندما يلطم الوجه والخد ما يعني أن العين المطهرة قد أصابها شيء من الضرر وهو الإحمرار بسبب قرب العين من الخد، وهو ما حصل على سيّدة نساء العالمين سلام الله عليها...!  لكن البتريين الجدد حرفوا الكلم من بعد مواضعه فحذفوا عبارة" وأسخن عين الزهراء عليها السلام " بعبارة " وأسخط قرة عين المصطفى " فلا بد من مراجعة النسخ المخطوطة القديمة من البحار وكتاب سليم، وقد ذكر السيد هاشم معروف الحسني العاملي في سيرة الأئمة عليهم السلام بأن" قنفذاً ضربها على وجهها وأصاب عينها " وكذلك جاء في كتاب الأنوار القدسية للعلامة الشيخ محمد حسين الأصفهاني ص 42 وكذلك العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه مأساة الزهراء ج 2 ص 355 وص 190 نقلاً عن الحسني الذي نقل الرواية من مصادر قديمة لا عين لها في هذا الزمان ولا أثر بل أخفاها البتريون لعنهم الله تعالى لأجل وحدتهم الكافرة مع المدرسة البكرية عليهم جميعاً اللعنة السرمدية.... وقد جاء في رواية إبن طاووس في كتاب زوايد الفوائد عن أحمد بن إسحاق عن مولانا الإمام المعظم أبي الحسن عليّ العسكري سلام الله عليه يتطرق إلى رواية حذيفة اليماني بقوله عليه السلام:" ويسخن ـ أي عمر لعنه الله ـ عينً الزهراء عليها السلام ". وعند مراجعتنا لنسخة إبن طاووس الحديثة الطبع فلم نجد عبارة" ويسخن عين الزهراء " بل وضعوا مكانها عبارة" وأسخط قرة عين المصطفى " قاتلهم الله أنى يؤفكون..!. فيمكنكم البحث عن النسخة القديمة لإبن طاووس...!.
   ووجدنا في نسخة كتاب فرحة الزهراء للعلامة الجليل أبي علي الأصفهاني عند عرضه لرواية أحمد بن إسحاق عن الإمام الهادي عليه السلام العبارة الآتية:" وأسخن قرة عين المصطفى.." وقد نقلها من البحار في الجزء الذي وقع فيه التحريف..! وهي واضحة في معناها من أن عمر بن الخطاب قد أسخن عين الزهراء سلام الله عليها.
 بعد هذا السرد عن ظلامة سيّدة نساء العالمين أرواحنا فداها لا سيما حمرة عينها المطهرة لا تجد في المصادر القديمة كالبحار المطبوعة حديثاً عيناً لها ولا أثراً لا لشيء سوى أن هؤلاء عليهم اللعنة يريدون إضفاء صبغة الإسلام بل التقوى على عمر بن الخطاب..ولا عجب ولا غرابة في ذلك بعد أن طلَّ علينا بالأمس أسد قصير اللبناني ينـزه الأصنام الأربعة عن الكفر ويعتبرهم مسلمين كما هو رأي صنمه الأكبر في إيران ......!!! والله من ورائهم محيط وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
 
السؤال الرابع: هل يوجد (غير اجزاء مطاعن البحار) كتاب حديثي جامع روايات مطاعن و مثالب اصحاب السقيفة و اتباعهم لعنة الله عليهم من احاديث اهل البيت عليهم السلام فقط و ليس من مصادر المخالفين ... لاني ليس في مقام الاحتجاج عليهم لعنة الله عليهم ... لا شأن لي بهم ... و لا اني شاك بكفر اصحاب السقيفة لعنة الله عليهم حتى اتأكد من مصادرهم .... فأرشدني جزاك الله احسن الجزاء على اي كتاب حتى نعلم ابنائنا مثالبهم ... لان أبنائنا فقط يعرفون مثالب السقيفة التي تذكر من مصادر العامة يسمعونها من فضائيات الشيعة او من المنابر ... مثل عمر عندما يقول للرسول انه ليهجر لعنة الله عمر المأبون ... و اما لما اذكر لهم رواية من تفسير القمي او العياشي او كتاب سليم بن قيس ، يستغربون جداً !!!!!! لانهم لم يسمعوها من الفضائيات الرديئة أو من المنابر.
 
بسمه تعالى
 
الجواب: أفضل كتاب جامع للمطاعن هو بحار الأنوار، وهناك كتاب ممتاز وهو مطاعن الثلاثة للكوفي أعلى الله مقامه الشريف طبع باكستان...
 
السؤال الخامس: سأذهب للحج ان شاء الله هذه السنة ... ما هي نصيحكتم و توجيهاتكم لي ... و جزاكم الله خيرا .
 
بسمه تعالى
 
الجواب
نصيحتنا لكم ولكل مؤمن يريد الحج أن يكون همه التزود بنور الإمام الحجة القائم أرواحنا فداه وصلى الله عليه والإستثاغة بجنابه الأقدس والنظر إلى نوره الأعظم وأن يعرض النصرة عليه بمقتضى ما وردعن إمامنا المعظم ابي جعفر عليه السلام قال في قوله تعالى " فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " أما إنه لم يعن الناس كلهم ، أنتم أولئك ، ونظراؤكم ، إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت ، ويعظموه لتعظيم الله إياه ، وأن يلقونا حيث كنا ، نحن الأدلاء على الله .
 فعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : تَمامُ الحَجِّ لِقاءُ الإِمامِ ".   
  وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إذا حَجَّ أحَدُكُم فَليَختِم حَجَّهُ بِزِيارَتِنا ؛ لأنَّ ذلِكَ مِن تَمام الحج"ّ.
  وعن سَدير : سَمِعتُ أبا جَعفَر ( عليه السلام ) وهُوَ داخِلٌ وأنَا خارِجٌ وأخَذَ بِيَدي ، ثُمَّ استَقبَلَ  البَيتَ ، فَقالَ : يا سَدِيرُ ، إنَّما أُمِرَ النّاسُ أن يَأتوا هذِهِ الأَحجارَ فَيَطوفوا بِها ، ثُمَّ يَأتونا فَيُعلِمونا وَلايَتَهُم لَنا .
الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إنَّما أُمِرَ النّاسُ أن يَأتوا هذِهِ الأَحجارَ فَيَطوفوا بِها ، ثُمَّ يَأتونا فَيُخبِرونا بِوَلايَتِهِم ويَعرِضوا عَلَينا نَصرَهُم.
  وعن الفُضَيل : نَظَرَ [ أبو جَعفَر ( عليه السلام ) ] إلَى النّاسِ يَطوفونَ حَولَ الكَعبَةِ ، فَقالَ : هكَذا كانوا يَطوفونَ فِي الجاهِلِيَّةِ ، إنَّما أُمِروا أن يَطوفوا بِها ، ثُمَّ يَنفِروا إلَينا فَيُعلِمونا وَلايَتَهُم ومَوَدَّتَهُم ، ويَعرِضوا عَلَينا نُصرَتَهُم . ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ( :فَاجعَل أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إلَيهِم ) .
فعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير  عن ذريح المحاربي ، عن الإمام المعظم أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : " ثم ليقضوا تفثهم" قال عليه السلام : التفث لقاء الامام عليه السلام.
 لقد كشفت هذه الأخبار عن التكليف المتوجب على المؤمنين وهو عرض النصرة على سادة الورى وسفن النجاة سلام الله عليهم السلام؛ كما أن ظاهرها واضح أيضاً في الغاية من الحج وهو اللقاء بالإمام المعظم الحجة القائم أرواحنا فداه باعتباره الإمام بقية الله الباقية من آل البيت سلام الله عليهم.....( بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين).
 فليكن من همك اللقاء بالإمام الحجة القائم أرواحنا فداه وعرض النصرة عليه صلوات الله عليه، وأن تطلب منه التوفيق من الله تعالى والجهاد في سبيله والإخلاص لله تعالى وله صلوات الله عليه...فمن نصره نصر الله، ومن كان من أنصاره فلا يذل ولا يشقى..! وغير ذلك فضل وليس كل ما يعلم يقال..وليس وراء عبادان قرية..والسلام عليكم ولا تنسونا من صالح دعواتكم الشريفة.
 
كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد
محمد جميل حمُّود العاملي
لبنان ـــ جبل عامل
بتاريخ 25 شهر رمضان المبارك 1435هـ.
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=990
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29