• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : أقسام الوحي عند الأنبياء والأولياء من عترة النبيّ الأعظم سلام الله عليهم أجمعين / تواتر الأخبار على خدمة الملائكة لأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم .

أقسام الوحي عند الأنبياء والأولياء من عترة النبيّ الأعظم سلام الله عليهم أجمعين / تواتر الأخبار على خدمة الملائكة لأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم

 الإسم:  *****

النص: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أبا القاسم المصطفى محمد وعلى آله المنتجبين الاطهار المعصومين واللعنة الدائمة والابدية والسرمدية على أبوبكر وعمر وأشياعهما الي يوم القيامة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
كيف نجمع بين قول الله :(نزل به الروح الأمين) وبين قوله :(يا آدم أنبئهم بأسمائهم) وبين قول النبي والائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أن الملائكة خدامنا
  
 
 
الموضوع العقدي: أقسام الوحي عند الأنبياء والأولياء من عترة النبيّ الأعظم سلام الله عليهم أجمعين / تواتر الأخبار على خدمة الملائكة لأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم.

بسمه جلَّت عظمته
 
  السلام عليكم/ الجواب:
     لعلَّ البعض يظنُّ وجودَ تعارضٍ في كلام الله تعالى لا سيَّما ما ذكرتموه حول الآيتين المتقدمتين بشأن النزول القرآني على قلب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وبين خطاب الله المباشري لآدم عليه الله السلام، وهو توهم مردود عند المتأملين من أصحاب البصائر في معارف الكتاب والعترة من آل محمد سلام الله عليهم، إذ لا تعارض في كلامه عزَّ وجلَّ باعتباره حكيماً تُجلُّ ساحته عزَّ اسمه عن اللغوية والجهل(اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) ، كما أن كتابه الكريم معصوم عن التعارض واللغوية والسفه(لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)( الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)..لذا فإن الجمع بين ما ذكرتم من المتعارضات القرآنية ــــ بحسب التصور البدوي ــ في السؤال سهل جداً وهو الآتي:
  نحمل قوله تعالى (نزل به الروح الأمين...) على الوحي التشريعي في عالم المُلْك (وهو عالم الجن والإنس) باعتباره عالماً مادياً بحاجة إلى رابط سماوي يربط بين الله والعباد عبر ملك روحاني حتى لا يُتهم النبي المشرّع بأن ما جاء به من عند غير الله تعالى باعتبار أن الدنيا مقام ارتباط الأسباب بمسبباتها...
  ونحمل قوله تعالى (يا آدم أنبئهم بأسمائهم) على الوحي التكويني التسديدي الذي لا يحتاج إلى وسائط بين الله وحجته على عباده، وما كان من الوحي عند آدم عليه السلام هو خطاب تكويني تسديدي(وحيٌ تسديديٌّ) لإظهار فضله على ملائكته أجمعين بمقتضى أمره تعالى لهم بالسجود لنبيّه آدم سلام الله عليه... وأما قول المعصومين عليهم السلام (إن الملائكة خدامنا) فلا علاقة له بالوحي التشريعي بل هو إشارة إلى أفضلية النبي وآله على الملائكة الكروبيين ومنهم جبرائيل حامل الوحي التشريعي إلى الأنبياء ... فأهل بيت النبوة والولاية الطاهرين عليهم السلام وإن لم يكونوا من الأنبياء ولم ينزل عليهم جبرائيل بالوحي التشريعي إلا أنهم أفضل من الأنبياء قطعاً وكانوا يرون الملائكة وكانت الملائكة خدماً لهم بمقتضى ولايتهم التكوينية المطلقة على عامة خلقه حتى على الملائكة الكروبيين كجبرائيل وإسرافيل وعزرائيل وميكائيل بحسب تفصيل آيات الكتاب الكريم وأحاديث النبي وأهل بيته عليهم السلام فقد أعطاهم الله تعالى الولاية التكوينية والتشريعية كما في قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا...) (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ومن كان صاحب ولاية مطلقة فليس بحاجة إلى نزول ملك عليه بالتشريع لأن التشريع يتم عبر الأنبياء، وأما الأولياء فهم مطبقون ومنفذون لذلك التشريع، والعمدة على التنفيذ لا التشريع بما هو تشريع، فالسلطة التنفيذية في كلِّ القوانين السماوية والأرضية أهم بكثير من السلطة التشريعية، ومع هذا كلِّه فإن لأئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين القابليات الكبرى في تلقي التشريع المباشري من الله تعالى ولكن الله تبارك اسمه جعلهم خزائن فيضه ومعدن وحيه يطبقونه ويوضحون معالمه وما أُجمل منه وتشابه من كلياته... وقد أعطاهم الله فهم التشريع قبل نزوله على الأنبياء ويشهد له مقام ولاية النبي محمد صلى الله عليه وآله حيث علم التشريع قبل نزول جبرائيل به على النبي بمقتضى قوله تعالى (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل ربي زدني علماً).
   بالإضافة إلى ذلك: إن القرآن نزل مرتين على النبيِّ الأعظم صلى الله عليه وآله: الأولى هي النزول الدفعي، أنزله الله على قلب نبيه من دون واسطة الملاك جبرائيل بمقتضى قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) ثم نزل تدريجاً خلال ثلاث وعشرين سنة بمقتضى قوله (ونزلناه تنزيلاً) أي على حسب الحاجة ووقوع الحوادث، فالنزول الدفعي لم يكن بواسطة جبرائيل وإنَّما بالقذف في قلب النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله من دون واسطة الملاك جبرائيل عليه السلام لأن المقام ليس مقام واسطة ملاك بين الله وبين الناس وإنما هو مقام قرب وتجلٍ بمقتضى قوله عزَّ وجلَّ (نزّله على قلبك بإذن الله) و(آتيناه رحمةً من عندنا وعلّمناه من لدنا علماً)( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يُقضى إليك وحيُّه) ليظهر فضله على عامة خلقه إلا أهل بيته فهم بمنزلته بمقتضى آية المباهلة...وقد كان النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله يوحى إليه بالوحي التسديدي كما كان الحال عند أهل بيته المطهرين سلام الله عليهم أجمعين لا فرق بينهم وبينه عليهم السلام، ولهم ما للأنبياء من الكرامات والمعاجز والمقامات بل أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم أفضل من عامة الأنبياء والمرسلين ولهم من المقامات والعلوم ما لم يكن عند نبيٍّ مرسل أو ملك مقرب...ومن هذه المقامات الوحي التسديدي المباشري فضلاً عن الوحي المنامي..نعم ليس لهم الوحي التشريعي لأن جدهم خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا يعني ذلك أنهم ليسوا بمستوى الوحي التشريعي ..كلا وألف كلا..!! بل ما لديهم من القابليات ما ليس عند غيرهم من الأنبياء عليهم السلام...بل إن الأنبياء ما صاروا أنبياءً إلا بعد أخذ المواثيق عليهم من الله تعالى بولاية أهل بيت العصمة والولاية أرواحنا فداهم وصلوات الله عليهم(وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ) وقد جاء في تفسيرها أن الله تعالى أخذ المواثيق على الأنبياء بنصرة أمير المؤمنين وأهل بيته المطهرين سلام الله عليهم، ونصرتهم له فرع الإعتقاد بولايته المقدسة وأهل بيته المطهرين لا سيّما ولاية سيّدة نساء العالمين البتول الزهراء سلام الله عليها الذي يرضى الله تعالى لرضاها ويسخط لسخطها..وأن الملائكة خدماً لها وقد فصلنا ذلك في كتابنا الجليل الموسوم بــ(شبهة إلقاء المعصوم نفسه في التهلكة ودحضها) فليراجع.... والمقام لا يسع للبيان أكثر مما كتبناه ههنا ... يا كميل اطفئ السراج فقد طلع الصبح... فارجع إلى كتابنا الفوائد البهية وإلى الكتاب الآخر (شبهة إلقاء المعصوم نفسه في التهلكة ودحضها...).
 وأما السؤال حول كون الملائكة خداماً لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام فقد استفاضت الأحاديث الشريفة في بسطها وبيانها، وعقد المحدِّثون الشيعة أبواباً متعددة بشأن ذلك منهم: صاحب الوسائل والوافي وبصائر الدرجات والكافي..وإليكم ما ذكره الكليني أعلى الله مقامه الشريف في الكافي في بَابِ أَنَّ الأَئِمَّةَ تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بُيُوتَهُمْ وتَطَأُ بُسُطَهُمْ وتَأْتِيهِمْ بِالأَخْبَارِ عليهم السلام وهي الآتي:
1 - عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مِسْمَعٍ كِرْدِينٍ الْبَصْرِيِّ قَالَ كُنْتُ لَا أَزِيدُ عَلَى أَكْلَةٍ بِاللَّيْلِ والنَّهَارِ فَرُبَّمَا اسْتَأْذَنْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّه عليه السلام وأَجِدُ الْمَائِدَةَ قَدْ رُفِعَتْ لَعَلِّي لَا أَرَاهَا بَيْنَ يَدَيْه فَإِذَا دَخَلْتُ دَعَا بِهَا فَأُصِيبَ مَعَه مِنَ الطَّعَامِ ولَا أَتَأَذَّى بِذَلِكَ وإِذَا عَقَّبْتُ بِالطَّعَامِ عِنْدَ غَيْرِه لَمْ أَقْدِرْ عَلَى أَنْ أَقِرَّ ولَمْ أَنَمْ مِنَ النَّفْخَةِ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَيْه وأَخْبَرْتُه بِأَنِّي إِذَا أَكَلْتُ عِنْدَه لَمْ أَتَأَذَّ بِه فَقَالَ يَا أَبَا سَيَّارٍ إِنَّكَ تَأْكُلُ طَعَامَ قَوْمٍ صَالِحِينَ تُصَافِحُهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِهِمْ قَالَ قُلْتُ ويَظْهَرُونَ لَكُمْ قَالَ فَمَسَحَ يَدَه عَلَى بَعْضِ صِبْيَانِه فَقَالَ هُمْ أَلْطَفُ بِصِبْيَانِنَا مِنَّا بِهِمْ .
2 - مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه عليه السلام قَالَ قَالَ يَا حُسَيْنُ وضَرَبَ بِيَدِه إِلَى مَسَاوِرَ فِي الْبَيْتِ مَسَاوِرُ طَالَ مَا اتَّكَتْ عَلَيْهَا الْمَلَائِكَةُ ورُبَّمَا الْتَقَطْنَا مِنْ زَغَبِهَا .
3 - مُحَمَّدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ عَطِيَّةَ الأَحْمَسِيُّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَاحْتُبِسْتُ فِي الدَّارِ سَاعَةً ثُمَّ دَخَلْتُ الْبَيْتَ وهُوَ يَلْتَقِطُ شَيْئاً وأَدْخَلَ يَدَه مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ فَنَاوَلَه مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا الَّذِي أَرَاكَ تَلْتَقِطُه أَيُّ شَيْءٍ هُوَ فَقَالَ فَضْلَةٌ مِنْ زَغَبِ الْمَلَائِكَةِ نَجْمَعُه إِذَا خَلَّوْنَا نَجْعَلُه سَيْحاً لأَوْلَادِنَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وإِنَّهُمْ لَيَأْتُونَكُمْ فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّهُمْ لَيُزَاحِمُونَّا عَلَى تُكَأَتِنَا .
4 - مُحَمَّدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُه يَقُولُ مَا مِنْ مَلَكٍ يُهْبِطُه اللَّه فِي أَمْرٍ مَا يُهْبِطُه إِلَّا بَدَأَ بِالإِمَامِ فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْه وإِنَّ مُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى إِلَى صَاحِبِ هَذَا الأَمْرِ .
 وأورد الصفار عدة أحاديث في هذا المضمون منها: حدثنا عبد الله بن عامر عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرحمن النضري عن أبي المعزا عن أبي بصير عن خيثمة عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول نحن الذين إلينا تختلف الملائكة .
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن عبد الحميد الطائي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إنهم ليأتونا ويسلمون ونثنى لهم وسائدنا يعنى الملائكة .
حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن المفضل بن عمر قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فبينا انا جالس عنده إذ اقبل موسى ابنه وفى رقبته قلادة فيها ريش غلاظ فدعوت به فقبلته وضممته إلى ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك
أي شئ هذا الذي في رقبة موسى فقال هذا من أجنحة الملائكة قال فقلت وانها لتأتينكم قال نعم انها لتأتينا وتتعفر في فرشنا وان هذا الذي في رقبة موسى عليه السلام من أجنحتها .
 وبإسناده عن عبد الله بن عامر عن أبي الربيع عن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن علي بن الحكم عن مالك عن أبي حمزة قال قال إن الملائكة لتزاحمنا على تكائتنا وانا لنأخذ من زغبهم فنجعله سخابا لأولادنا .
وبإسناده عن حدثنا احمد عن الحسين عن الحسن بن برة الأصم عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن الملائكة لتتنزل علينا في رحالنا وتتقلب على فرشنا وتحضر موائدنا وتأتينا في كل نبات في زمانه رطب ويابس وتقلب علينا أجنحتها وتقلب أجنحتها على صبياننا ، وتمنع الدواب ان تصل إلينا وتأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا وما من يوم يأتي علينا ولا ليل الا واخبار الأرض عندنا وما يحدث فيها وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره الا وتأتينا بخبره وكيف كان سيرته في الدنيا .
 وظاهر هذه الأخبار الشريفة وإن كان صريحاً في جلب الملائكة لهم أخبار الناس إلا أنها من باب التنزيل ومجاراة الخلق في مداركهم المعرفية وإلا فإنهم صلوات الله عليهم عندهم من القدرات الربانية ما تعجز عن وصفه الالسن والأقلام..كيف لا ! وهم شهداء الله على خلقه يرون بعين الله الناظرة، والآيات والأخبار واضحة الدلالة في هذا المضمار، فمن الآيات قوله تعالى(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) وعلمهم حضوري كعلم الله تعالى بمقتضى عطف علمهم على علم الله تعالى الحضوري، وقد فسرته الأخبار بالعلم الحضوري، ويؤيده ما جاء في زيارة إمامنا المعظم وليّ الأمر سلام الله عليه(السلام على ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى..) وقد فصلنا الكثير من العلم الحضوري في كتابنا الجليل الموسوم بــ(شبهة إلقاء المعصوم في التهلكة) فليراجع...والله تعالى هو المسدد وهو حسبنا ونعم الوكيل...
 والسلام.
 

حررها العبد محمد جميل حمود العاملي
جبل عامل ـــ بتاريخ 24 ذي القعدة 1435ه.
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1012
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29