• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : الشيخ الأحسائي رحمه الله عالم فاضل وفذ مبدع .

الشيخ الأحسائي رحمه الله عالم فاضل وفذ مبدع

الإسم: *****

النص: 
بسم الله الرحمان الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم الى أبد الابدين 
يا مولاي يا صاحب الزمان أدركنا 
السلام على المحقق الخبير سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله الوارف ورحمة الله وبركاته ورضوانه عليكم 
قبل كم سنة سألني أحد المؤمنين عن الفرقة الشيخية مما دعاني ذلك الى البحث 
وقد بحثت فعلاً في حينها في صفحات الانترنت عن هذه الفرقة فلم أجد الا بعض الاقوال متضاربة ومتناقضة حول ذلك بل جلبت لي تشويش 
ماهو الفرق بيننا وبينهم وهل لديهم انحرافات فكرية وعقائدية كما يدعي البعض ؟ ولكي أطلع سماحتكم فاني اوثق لكم هذا المصدر من شبكة الرافد المعروفة نقلاً عن الشيخ محمد السند 
((( السؤال : أود أن أعرف بمإذا تختلف عنا الفرقة الشيخية ؟ ما عقيدتهم ؟ متى ظهرت ؟ ما موقف علمائنا منهم ؟
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد السند
 ج1 : هم من الاثنا عشرية الجعفرية غاية الأمر يختلفون في أنّه تعتقد الشيخية بالركن الرابع ، ومرادهم من ذلك : الاعتقاد بالنيابة الخاصة للعالم المرجع الذي يتبعوه ، أي أنّه : على ارتباط خاص بالناحية المقدسة نظير النواب الأربعة في الغيبة الصغرى ، وقد يطلقون عليه بدل الركن الرابع عبارة ( المولى ) ، ويرون أن توليه من أجزاء الإيمان ، وأنّ مَن لم يتولاه ناقص الإيمان ، كما يذهبون إلى أنّ المعاد والبعث والنشور هو بالجسم اللطيف ، ويطلقون عليه : ( الهورقليائي ).
وقد كتب أحد تلامذة الميرزا الكبير صاحب فتوى التبغ ( التنباكو ) المعروف كتاباً في الفوارق أسماه : هدية النملة إلى مرجع الملة ، وذكر فيه موارد عديدة ، إلا أنّ كثيراً منها هي في تفاصيل الاعتقادات التي هي محل بحث ودراسة في علم الكلام والمعارف . 
وعلى أية حال الفارق الأوّل : بإجماع الشيعة الإمامية على ضرورة انقطاع النيابة الخاصّة في الغيبة الكبرى ، وإنّ المدع لها مبدع مخالف لضرورة المذهب لديهم ، هذا ، فإن كان بعضهم ينكر دعوى النيابة الخاصة في حق من يتبعه من رجال الدين ، فنعم الصواب والوفاق .
ج 2 : قد ظهر ممّا تقدم .
ج 3 : بدأت في الظهور منذ عهد الشيخ أحمد الأحسائي ؛ إذ اصطدم معه بعض علماء قزوين حول المعاد الجسماني ، ثمّ ازدادت الحدّة على عهد تلميذه السيّد كاظم الرشتي ومن بعده من سلسلة تلامذة الشيخ الأحسائي .
وبعض تلامذة السيد كاظم الرشتي ، ويُدعى : علي محمّد الشيرازي ادّعى البابية ؛ وأسّس فرقة البابية في إيران ، ثمّ ادّعى النبوة ، ثمّ تحولت إلى البهائية المعروفة حالياً ، وعلى أية حال انقسمت الشيخية إلى : الكرمانية ، أتباع الشيخ محمّد كريم خان الكرماني ، والأسكوئية ، أتباع الشيخ الأسكوني التبريزي .
وعلى أية حال لا بدّ من الالتفات إلى أنّ بين الشيخ زين الدين أحمد الأحسائي ، وبين تلامذته فوارق عديدة ؛ إذ أنّه لا يلاحظ هذه الفوارق في كتب الشيخ الأحسائي ، بل غالبها هي من مباني تلامذته ، حتى أنّه قيل : إنّ الشيخ علي بن الشيخ الأحسائي الذي كان على منزلة من الفضيلة وقطن كرمانشاه أنكر كثيراً من الأمور التي نسبها تلاميذ الشيخ الأحسائي إليه . 
ولا يبعد ذلك لمن لاحظ مؤلفات الشيخ الأحسائي ، كما أنّ المستوى العلمي الذي كان يتمتع به الشيخ الأحسائي لم يكن لدى تلاميذه .
ج 4 : قد ظهر الحال ممّا سبق .)))
المصدرhttp://www.rafed.net/research/%D8%A3%D8%B3%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%AF/458-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9/818-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%AA%D9%89-%D8%B8%D9%87%D8%B1%D8%AA-%D8%9F
فا نرجو من العلامة النحرير صاحب العلم الغزير بالتفضل علينا بالاجابة مما حباكم به الله تعالى والأئمة الاطهار صلوات الله عليهم وكما عهدنا من كرم حضرتكم 
يا ناصر الائمة الاطهار عليهم السلام نصرك الله تعالى ودفع عنكم كل سوء 
وأسألكم الدعاء 
خادم سماحتك الاحقر الفاني علي   )) 
 
 
الموضوع العقائدي: الشيخ الأحسائي رحمه الله عالم فاضل وفذ مبدع
الجواب / بسمه تعالى
 
     كثر الكلام حول شخصية الشيخ أحمد الأحسائي رحمه الله.. فمنهم من كفره ومنهم من لم ينجرف وراء الهرطقات التي تنم عن قلة الورع والدين.. وذنب الرجل أنه كان عالماً أخبارياً فاضلاً يتكئ بفهم المطالب على أخبار آل محمد سلام الله عليهم.. وبسبب شدة إحاطته للأخبار وتفسيره لها بالمعقول والمنقول زاد من حسد بعض العلماء له... وهؤلاء هم مَنْ زرع الحقد على الأحسائي ليسقطه من نفوس المؤمنين.. فنسبوا إليه أموراً تستلزم تكفيره والحط من مقامه؛ فادعوا عليه بأنه ينكر المعاد الجسماني ويعتقد بالمعاد الهورقلياني الذي فسروه مغلوطاً يخالف وجهته الحقيقية المطابقة للأخبار... ولم يتعمقوا كثيراً بمراده للجسم الهورقلياني.. ونحن بفضل الله تعالى قبل أن نطلع على ما قاله الاحسائي في شرح الزيارة /الجزء الرابع/ فصل "وأجسادكم في الأجساد.." كنا قد حملناه على محملٍ حسنٍ طبقاً لما أمرت به الأخبار عن أئمة الهدى لا سيَّما عن الإمام الأعظم يعسوب الدين أمير المؤمنين قال عليه السلام في كلام له:" ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظننَّ بكلمةٍ خرجت من أخيك سوءً وأنت تجد لها في الخبر محملاً..".
وفي الحسن كالصحيح عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا اتهم المؤمن أخاه انماث ( أي ذاب ) الإيمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء ".
وفي القوي كالصحيح عن عمر بن يزيد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من اتهم أخاه في دينه فلا حرمة بينهما ، ومن عامل أخاه بمثل ما يعامل به الناس فهو برئ مما ينتحل " .
  الواجب على المؤمن في حال اشتبه عليه كلام أخيه المؤمن أن يجد له عذراً حتى لا يقع في اتهامه فينماث الإيمان منه كما ينماث الملح في الماء...وهو أمر لم يعمل به العلماء مع بعضهم البعض إلا من رحم ربي وقليل ما هم، فبمجرد الإشتباه يكفرون بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً، من هنا كفروا الإحسائي لمجرد أنهم لم يفهموا كلامه على حقيقته ولم يتدبروا مقاله من جميع أطرافه..ونحن لم نغتر بما قالوا فيه من القدح والذم لأن ذلك من التقليد المذموم، فلجئنا إلى مراجعة كلامه والتدبر فيه فلم نجده يستوجب التكفير والتفسيق والتشهير..وقبل الفحص في مقاله حملناه على محملٍ حسنٍ، فقُدِحَ في ذهننا بأنه يريد من "الهورقيليا" التصفية الجسدية للجسم المعاد يوم القيامة.. ولم يرد الإنكار الجسماني من الأصل.. ثم أُلهمنا بمراجعة كتابه شرح زيارة الجامعة فوجدناه كما اعتقدنا به.. وهذه عبارته بعين ألفاظها فقال:
((فإن قلت: ظاهر كلامك إن هذا الجسد لا يبعث وهو مخالف لما عليه أهل الإسلام من أنها تبعث كما قال تعالى (وأن الله يبعث من في القبور)؟
قلت: هذا الذي قلت هو ما يقوله المسلمون قاطبة، فإنهم يقولون إن الأجساد التي يحشرون فيها هي هذه التي في الدنيا بعينها ولكنها تصفى من الكدورة والأعراض، إذ الإجماع من المسلمين منعقد على أنها لا تبعث على هذه الكثافة بل تصفى فتبعث صافية وهي هي بعينها، وهذا الذي قلت وإياه أردت، فإن هذه الكثافة تفنى يعني تلحق بأصلها ولا تعلق لها بالروح ولا بالطاعة والمعصية ولا باللذة والألم ولا إحساس لها وإنما هي في الإنسان بمنزلة ثوبه، وهذه الكثافة هي الجسد العنصري الذي عنيتُ فافهم...) ثم شرح رحمه الله تعالى قوله زيادةً على ما ذكر...فليراجع.
   وكلامه المتقدم صحيح وعليه شواهد من الأخبار الشريفة وقد ضرب أمثلة عليها في تفسيره لمراده منها ما رواه حفص بن غياث قال: شهدت المسجد الحرام وابن أبي العوجاء يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب) قال عليه السلام: ويحك هي هي وهي غيرها، قال: فمثّل لي في ذلك شيئاً من أمر الدنيا! قال: نعم: أرأيت لو أن رجلاً أخذ لبنةً فكسرها ثم ردها في ملبنها فهي هي وهي غيرها).
   فالشيخ الاحسائي رحمه الله قد استنبط الجسم الهوريقالي من هذا الخبر وأمثاله، ومعنى الهورقلياني: الجسم المصفى، فأين الإشكال في ذلك!؟ ولا نرى في هذا إشكالاً أو مخالفةً توجب الكفر.. وقد نقل تلميذه الكرماني صاحب كتاب هداية الطالبين ص 122كلاماً عن الإحسائي يدافع به عن نفسه.. فقال: "إن السيد المرتضى قال: إن الله ليس إلهاً للأعراض ولا للجوهر الفرد.. والصدوق الذي تقرب إلى الله بوضع الرسالة في إثبات سهو النبي والأئمة.. والأردبيلي جوّز التركيب العقلي في الله تعالى، والخوانساريين الذين جوّزا انتزاع المدد غير المتناهية من ذات الله، والمجلسي الذي ذكر قسماً من المقدورات يقدر عليه الخلق ولا يقدر عليه تعالى.. ثم تساءل الكرماني: لماذا لم يحكم أحد بكفر أولئك وفسقهم وحكم بكفره؟ ولماذا لم تُحمل تلك الكلمات على ظواهرها وحملت كلماته؟ ولماذا لم يجتهد أحد في كلماتهم في مقابل النص واقتصر على الإجتهاد في كلماته؟.." .
أقول: ما قاله الكرماني حقّق وصواب...لقد دافع العلماء عن الشيخ الصدوق وأُستاذه ابن الوليد القائلين بجواز السهو على المعصوم وأن من ينفي السهو عنه صعد أول درجة في الغلو..ومع هذا الإعتقاد الفاسد لم يكفر أحدق من الإمامية ذينك الشيخين بل ولا اخرجوهما من التقوى والوثاقة بل إلى الآن يحكمون عليهما بالوثاقة والتقوى..لا لشيء سوى أنهما مشهوران في الطائفة، والناس مع من اشتهر اسمه ولمع نجمه....( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ )...ومن يهاجم اليوم الأحسائي ويكفرونه يسكتون عن الخميني والخامنئي ومحمد حسين فضل الله المعروفين بإنكارهم لكثيرٍ من الضروريات الدينية وتبنيهم للكثير من مقامات أئمة الهدى سلام الله عليهم وقلبهم الحلال إلى حرام والحرام إلى حلال بمقتضى ولاية الفقيه المطلقة الداعية إلى المصلحة السلوكية التي تبرر سلوك طريق الحرام للمصلحة الإسلامية كما هو معروف في طرق استنباطهم للأحكام من طريق القياس والإستحسان والمصالح المرسلة...فلماذا لا يحكمون عليهم بما حكموا على الأحسائي..؟! ألأن لأحسائي فقير لا يملك الرجال والأعوان ولا يميل إلى ما مل إليه الآخرون ممن أنكر الضرورات وتربع على كرسي الأئمة الأطهار سلام الله عليهم...! 
   والخلاصة:
   لم يظهر لنا مخالفة شرعية للشيخ الأحسائي.. ويكفي أن السيد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء رحمهما الله أطريا عليه كما هو ملحوظ في مقدمة شرح الزيارة... وما نسب إلى الاحسائي قابل للتأويل وهو غير صريح بإنكاره للمعاد الجسماني بل ما ظهر في كتابه شرح الزيارة خلاف ما ادعاه عليه البرغاني، وللبرغاني حجته يلقى بها ربّه يوم القيامة، ونحن لسنا ملزمين بالإعتقاد بما اعتقده البرغاني بحق الأحسائي.
   وأما دعوى نسبة البابية الخاصة للفقهاء التي ألصقوها بالأحسائي.. فغير معلومة الثبوت عن الشيخ الأحسائي رحمه الله.. وعلى فرض ثبوتها عنه فيراد منها النيابة المعنوية في استنباط الأحكام الشرعية من حيث التسديد والتوفيق والإلهام لا الظاهرية المؤدية إلى تنصيبهم مباشرةً من قبل الإمام الحجة أرواحنا فداه كما كان الحال في تنصيب السفراء الأربعة في زمن الغيبة الصغرى.. فالنيابة المعنوية داخلة في الإعتقاد السائد بين أعلام الإمامية بأن الفقهاء في عصر الغيبة الكبرى نوابٌ عنه بالنيابة العامة في تبليغ الأحكام بمقتضى قوله عليه السلام "فإنهم حجتي عليهم"... ونيابتهم عنه روحي فداه هي نيابة معنوية لا حضورية شخصية في تلقي الأوامر الشخصية منه كما كان الحال عند السفراء الأربعة حيث كانوا يتلقون الأحكام منه مباشرةً بل هي نيابة علمية خاصة بالفقهاء في استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها المقررة، فهم مخصوصون بالنيابة عنه بالمعنى الذي أشرنا إليه ولا تشمل غيرهم ممن سلك مسالك العامة... والنيابة بالمعنى الذي أشرنا إليه هي عين ما يعتقد به عامة فقهاء الإمامية...فلماذا التحامل على الأحسائي ونعته بما لا يعتقد به..؟! ونحن نسأل المبغضين للأحسائي هل تقسمون يميناً مغلظاً بأن الأحسائي يدعي النيابة الخاصة التي كانت في عهد السفراء..؟! وإذا كان قطعكم بالأحسائي كما تدَّعون فأين الدليل عليه من كلمات الأحسائي حتى نناقشه ونتدبر بمعانيه.. ودعونا من قول فلان وعلتان بحق الرجل... فإن أقوال الرجال تدخل المرء في النيران...ونذكركم مرةً أُخرى بقول أمير المؤمنين عليه السلام:" ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظننَّ بكلمةٍ خرجت من أخيك سوءً وأنت تجد لها في الخبر محملاً.." وما نراه من الهجوم المركز عليه في وقتنا الحاضر منشؤه البتريون الذين يناهضون أخبار آل محمد عليهم السلام والولاية لهم والبراءة من أعدائهم...فلا يجوز الإصغاء إليهم والعمل بفتاويهم ( وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً)، والله الموفق للصواب، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يا قائم آل محمد أغثنا يا غياث المستغيثين.. وارشدنا والهمنا يا مرشد الضالين وملهم العاشقين
 
حررها العبد الفقير كلبه الباسط ذراعيه بالوصيد محمد جميل حمود العاملي.
بيروت بتاريخ 22 محرم الحرام 1435 هـ
الموافق 16/11/2014 م.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1056
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28