• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : لكلِّ إمام من أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين زيارة خاصة به ولا يصح تبديلها إلى إمام آخر بحسب التفصيل الذي أشرنا إليه في الجواب .

لكلِّ إمام من أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين زيارة خاصة به ولا يصح تبديلها إلى إمام آخر بحسب التفصيل الذي أشرنا إليه في الجواب

الإسم:  *****

النص: 
بسم الله الرحمان الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم من النواصب والبتريين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجوركم مولانا المرجع الأعلى الكبير بذكرى هدم مقامين الإمامين العسكرين صلوات الله وسلامه عليهما وأحسن ولينا الإمام الحجة المهدي \"أرواحنا لتراب مقدمه الفداء\" لكم العزاء بهذا المصاب الأليم .
عندي سؤال لسماحتكم أستاذنا العظيم الأجل أرجو أن تعطف علينا بالجواب عنه ولكم جزيل الشكر وفائق التقدير :
لقد قال أحد أئمة المساجد في منطقة الشياح من أحفاد العلامة الشيخ محمد حسن القبيسي رحمة الله عليه وهو من مقلدي السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة – قبل شهر محرم الحرام بعدة أيام – حول الزيارات المندوبة لأئمتنا المعصومين عليهم السلام من أنه : \"لو كانت أي زيارة خاصة بواحد من الأئمة عليهم السلام فليس من المناسب أن يذكر غيره من الأئمة سلام الله عليهم إذ عليه أن يذكر نفس الإمام الوارد في الزيارة\" ؛ مثال على ذلك - كما يذكر - : الزيارة الرجبية الخاصة بالإمام الحسين عليه السلام على فرض زار فيها الشخص غير الإمام الحسين كالإمام الجواد عليهما السلام مثلاً فينبغي عدم زيارته ولو من باب الإستحباب لأن صيغة الزيارة وردت هكذا .. فمن أين جاء بها الشخص أنه عند مولد الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف يزور الإمام الرضا عليه السلام ، أو عند زيارة هذا المعصوم يزور ذاك المعصوم ، فهذا لا ينبغي – كما يدعي – كونه يدخل بذلك شيئاً من عندياته .... 
ولو تسمعه مولانا الكريم – كما نقل لي أحد الأخوة الذي سمعه – كم كان متحمساً في كلامه في تفنيد هذا الشكل من الزيارة وكأنها بدعة من البدع أو كبيرة من الكبائر ..
فما هو رد سماحتكم - مرجعنا الديني الأعلى - على إدعائه هذا .. 
ودمتم ذخراً للإسلام والمسلمين .

خادمكم الحقير الفقير
*****
 
 
الموضوع الفقهي: لكلِّ إمام من أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين زيارة خاصة به ولا يصح تبديلها إلى إمام آخر بحسب التفصيل الذي أشرنا إليه في الجواب.
بسمه تعالى
 
الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على سادة خلقه محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين...وبعد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزيارات الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام على نحوين: خاصة وعامة، فالخاصة هي: المقيَّدة بواحدٍ منهم على وجه الخصوص كما في زيارات الإمام سيّد الشهداء كزيارة الناحية المقدسة وزيارة عاشوراء والأربعين وغيرها، وكذلك زيارات الأئمة الطاهرين عليهم السلام الخاصة بكلّ واحد منهم فلا تتعدى فقراتها إلى غير المخصوص به في الزيارة... 
  والعامة هي: المطلقة تشمل الجميع من دون تقييد بواحدٍ منهم على وجه الخصوص كزيارة الجامعة بأقسامها الثلاثة، إذ إن ألفاظ فقراتها الشريفة عامة بخطابها لجميعهم من دون النظر إلى واحدٍ منهم على وجه الخصوص، ولكن لا يمنع من تخصيص واحدٍ منهم دون البقية، وذلك لأنها أُنشأت للجميع وليس لواحدٍ على وجه الخصوص، بخلاف المقيّدة بواحد منهم فلا يصح ـــ والحال هذه ـــ أن يقصد بها غير المخصوص، فلا يصح زيارة الإمام السجاد عليه السلام وغيره من أئمة الهدى عليهم السلام بزيارة عاشوراء أو زيارة الناحية المقدسة وذلك لأن عباراتهما مخصوصة بسيّد الشهداء عليه السلام كما في الفقرة التالية:" وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه.." أو إنشاء القول الوارد في زيارة الناحية:"  فهويت إلى الأرض طريحاً، ظمآن جريحاً تطؤك الخيول بحوافرها وتعلوك الطغاة ببواترها...." فلا يصح قصد الإمام السجاد صلوات الله عليه أو غيره من أئمة الهدى سلام الله عليهم بهاتين الفقرتين لأنهما خاصتان بالإمام سيّد الشهداء عليه السلام فهو ــ لا غيره من أئمة الهدى ــ الذي هوى إلى الأرض طريحاً، تطؤه الخيول بحوافرها...فالتعدي إلى غير الإمام الحسين عليه السلام غير مستأنس بل غير جائز شرعاً لأنه من الكذب الصريح على الأئمة الطاهرين عليهم السلام، فلا ينبغي فعله لأنه خلاف الإمتثال وخلاف الواقع ثبوتاً وإثباتاً، بل لا بدَّ من الإمتثال بأوامرهم الصادرة منهم، ويشهد له ما ورد عن العلامة السيّد محمد مهدي بحر العلوم أعلى الله مقامه الشريف في قصة لقائه مع الإمام الحجة القائم عليه السلام فقال له :" الأدب في الإمتثال" كما لا يصح تبديل الفقرات المخصوصة بإمام خاص إلى إمام آخر لأن ذلك يخل في معناها ويدخل صاحبها في مفهوم التبديل والتغيير بغير إذن منهم وهو تحريف، ويشهد له ما ورد في خبر عبد الرّحيم القصير ، عن الإمام أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : قلت له : انّي اخترعت دعاء فقال : « دعني من اختراعك...." ولا داعي لتبديل اسم إمامٍ بإمامٍ آخر ما دام هناك زيارات مخصوصة لكلِّ واحدٍ منهم، ومن أراد الزيارة الجامعة بصفاتها ومعانيها فما عليه إلا الإلتزام بزيارة الجامعة الكبيرة الشريفة ولا ينبغي للزائر تبديل الزيارات الخاصة بإمام إلى إمام آخر باعتبارها خلاف سيرة المتدينين القدامى وخلاف الأدب والإمتثال كما أشرنا..والله تعالى هو حسبي ونعم الوكيل...والسلام عليكم.
 
حررها العبد محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 23 صفر 1435هـ.
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1076
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28