• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : الشاعر علي النحوي المنتقص من إمامنا الجواد عليه السلام ناصبي كافر / الحكم الشرعي فيمن استضاف المنتقص من الإمام المعظم محمد الجواد عليه السلام .

الشاعر علي النحوي المنتقص من إمامنا الجواد عليه السلام ناصبي كافر / الحكم الشرعي فيمن استضاف المنتقص من الإمام المعظم محمد الجواد عليه السلام

الإسم:  *****

النص: 
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الشيخ محمد جميل حمود العاملي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تكاد تنطفئ نار فتنة في بلادنا وإلا وتعود فتنة أشد منها تأكل الأخضر واليابس وتفتن الناس في دينهم وإيمانهم.
أحد أئمة المساجد في منطقة الأحساء في الحجاز وهو من أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسباً قد فتن الناس في دينهم حينما أستضاف أحد الشعراء المرتدين عن مذهب أهل البيت عليهم السلام في ذكرى ميلاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وحفيده صادق أهل البيت عليهم السلام.
ذلك الشاعر يدعى: علي النحوي، ولديهم مقالات كفرية في ذم أهل البيت عليهم السلام - والعياذ بالله - ومنها:
1- قال في خطاب له اسماه (خطاب إلى الموتى) وهو يخاطب أئمة أهل البيت عليهم السلام والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الذين يزورهم الشيعة في كل أنحاء العالم، قال ما نصه: \"تباً لكم وسحقاً لا نريد وصايتكم اذهبوا عنا\"!!.
2- قال: \"الخليل الفراهيدي عندي أحسن من (100) إمام جواد!!. بل إن هناك كثيرين في هذا العصر أفضل من هؤلاءالأئمة - خاصة المتأخرين - بأضعاف مضاعفة\"!!. ويقصد بـ\"الجواد\" إمامنا محمد بن علي الجواد عليهما الصلاة السلام.
3- في مقال له بعنوان (المذاهب... مطرقة... سندان...): \"اتهم الاثني عشرية بأنهم إنما اعتقدوا بإمامة الجواد الطفل، حينما لم يجدوا من أبناء الرضا رجلاً، ليحافظوا على مصالحهم الشخصية\"!!
ونحيط سماحتكم علماً أننا أخبرنا ذلك المعمم بحال ذلك الشاعر حينما سمعنا أنه يستعد لإستضافته، وعرضنا له كل الكفريات التي ينشرها، ولكن للاسف كان يقول ذلك المعمم لذلك الشاعر: \"والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفيناً\"!!.
 
مولانا الكريم: أعتذر شديد الإعتذار لسماحتكم بكتابة هذه المقولات الكفرية التي توضح كفر هذا الشاعر وزندقته، ولكن لكي تعرفوا عظم المصيبة التي نعاني منها في بلدنا من ذلك المعمم الذي إستضاف ذلك الشاعر المرتد.
مولانا الكريم: نحن نعرف والجميع يعرفون أن ذلك الشاعر خارج عن الإسلام بسبب إنتقاصة لمقام أئممتنا عليهم الصلاة والسلام، ولكن سؤالنا هو: ما هو الحكم الشرعي فيمن إستضاف ذلك الشاعر وأدخله بيت الله؟ هل تجوز الصلاة خلف ذلك المعمم (المستضيف)؟ وما هي نصيحتكم للمؤمنين في مدينة الأحساء في كيفية التعامل مع هذا المعمم الذي فتن الناس في دينهم؟
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبنكم
*****
طالب في الحوزة العلمية في مدينة ****
 
 
الموضوع الفقهي: الشاعر علي النحوي المنتقص من إمامنا الجواد عليه السلام ناصبي كافر / الحكم الشرعي فيمن استضاف المنتقص من الإمام المعظم محمد الجواد عليه السلام.
بسمه تعالى
 
الجواب 
والحمد لله رب العالمين، مبير الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وقادة رسله محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة السرمدية على أعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.
وبعد....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر غيرتكم وحميتكم على إمام الهدى ومصباح الدجى مولانا الإمام المعظَّم أبي جعفر محمد الجواد سلام الله عليه، وهذا إنْ دل على شيء فإنَّما يدل على طهارة معدنكم وشرف أصلكم وصحة إيمانكم واعتقادكم بأئمة الهدى ومصابيح الدجى وسفن النجاة سلام الله عليهم...وبوجودكم الطيب مع أمثالكم من أهل العلم والفضل والولاء لن تخسر الطائفة المحقة مهما تكاتفت عليها قوى الكفر والمروق والزندقة...بل ستبقى هذه الأُمة ببطولة علمائها ومتعلميها العارفين المخلصين مرفوعة الرأس، شامخة البنيان كالجبال الرواسي لا تهزها العواصف ولا تفلها المعاول، وإن لله جنوداً أعاروا الله جماجمهم فوقفوا على الثغر الذي يلي إبليس وجنوده...فلله دركم وعلى الله أجركم حينما وقفتم غيرة وحميَّة لذاك الإمام الهمام صاحب المناقب والمعاجز ومفاخر المواقف الذي ملأ الدنيا بمعارفه وأحكامه وشرَّف السماء بطهارته ونور قدسه...فلعن الله تعالى ظالميه والمنتقصين من جلال مجده وعلو كعبه...قاتلهم الله أنَّى يؤفكون، وسيعلم الذين ظلموه أيَّ منقلبٍ ينقلبون....نقول وبالله تعالى نستعين:  
   لا ريب عندنا في نصب وارتداد  ذلك الشاعر المدعو بعلي النحوي وذلك لاستخفافه بالإمام المعظم محمد الجواد سلام الله عليه، واستخفافه بالإمامة الإلهية وإنكاره لإمامتهم وولايتهم ومعاجزهم، وهذا في الواقع استنكار على القدرة الإلهية التي لا يعجزها شيءٌ على الإطلاق، كما أنه ــــ لعنه الله ولعن من آواه وحماه ـــــــ استخف بالقرآن الكريم الذي تحدّث عن اثنين من الأنبياء العظام كيحيى وعيسى اللذين حباهما الله تعالى بالنبوة وهما طفلان قال تعالى بحقِّ النبيّ يحيى:( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً )؛ وقال تعالى بحقّ النبيّ عيسى عليه السلام:( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً).
 فإذا كان الأمر بالتنصيب للسفارة الإلهية من عند الله تعالى فلا فرق حينئذٍ بين أن يكون السفير ابنَ يومين كالنبي عيسى عليه السلام أو ابنَ خمس سنين كإمامة الإمام الحجة القائم ارواحنا فداه أو ابنَ ست سنين أو تسع كإمامة الإمام أبي جعفر الجواد عليه السلام... أو ابن ثلاث عشر سنة كوصاية رسول الله لأمير المؤمنين عليه السلام كما في حديث الدار وقد اتخذه النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله نصيراً له وهو ابن تسع سنين حتى نزلت الآية الكريمة:( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) وما تبعه إلا أمير المؤمنين علي عليه السلام... بل لا فرق بين أن يكون السفير ابن يوم أو ابن مئة عام ما دام الأمر من عند الله تبارك شأنه... وإن لم يكن من عند الله فلو عُمِّر الواحدُ من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة ( عليهم السلام ) أو ببعضه ....
 أبعد هذا البيان القرآني ينكر هذا الملعون التأييدات الربانية التي وهبها الله تعالى لبعض عباده الطاهرين مستصغراً  سنّ إمامنا المعظم محمد الجواد عليه السلام ضارباً إمامته عرضَ الجدار مع ما لإمامنا المعظم من الكرامات والمعاجز التي تبهر العقول... غير مكترث لإنكاره على القرآن الكريم الذي كشف للمسلمين بأوضح الآيات البينات عن تنصيبه طفلين  لمقام النبوة، مع أنه مقام شامخ لا يناله إلا العباد الطاهرون من المعاصي والخطايا والذنوب...وما تنصيبه تعالى لذينك الطفلين إلا لعلمه عزَّ وجلّ بأنهما ليسا من جنس الأطفال الذين لا يدركون إلا اللعب واللهو... ولكنَّ ذينك الطفلين يختلفان عن غيرهما من الأطفال العاديين برجاحة عقليهما وعلو اعتقادهما بالله تعالى وببقية رسله وسفرائه...ولماذا لا يكون التنصيب جارياً في أئمتنا الطاهرين ما دام الملاك واحداً وهو الإيمان والطهارة والعصمة والصواب والحكمة....!! فيجوز التنصيب الإلهي بالسفارة الربانية لغير آل محمد ولا يجوز لهم صلوات الله عليهم...إنه البغض لأهل بيت العصمة والطهارة والنصب لهم ولشيعتهم العداوة والبغضاء....
شنشنة أعرفها من أخزم      وهل تلد الحيّة إلا حيّة
 والناصبيُّ المذكور " علي النحوي " ليس الوحيد الذي أنكر إمامة الحجة المطلقة أبي جعفر محمد الجواد عليه السلام بل ثمة أفرادٌ سبقوه في عهده عليه السلام لمَّا نصّبه أبوه الإمام الرضا عليه السلام للإمامة بعده بأمرٍ من الله تعالى فأنكروا على الإمام الرضا عليه السلام ذلك فكان عليه السلام يحتجَّ عليهم بنبوة عيسى عليه السلام، ففي الكافي بإسناده عن الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه قال:   كنت واقفا بين يدي أبى الحسن عليه السلام  بخراسان ، فقال له قائل : يا سيدي إن كان كون فإلى من ؟ قال : إلى أبى جعفر ابني ، فكأنَّ القائل استصغر سنَّ أبى جعفر  عليه السلام .
فقال أبو الحسن عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى بن مريم عليه السلام رسولاً نبياً صاحب شريعة مبتداة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر عليه السلام ".
 إن المِلاك في التنصيب يرجع إلى الأهلية ولا مدخل للسنِّ فيه وإلا كان الحق مع أعمدة السقيفة والعياذ بالله حينما نازعوا أمير المؤمنين عليَّاً عليه السلام مدَّعين عليه بأنه صغير السن وهم مشيخة قومه فهم أحق بالخلافة منه...أو كما قال أبو جهل يوم رفع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله يدَ أمير المؤمنين عليه السلام في بيعة الدار في العام الثالث من البعثة لمّضا طلب من أعمامه النصرة فلم يجبه أحد سوى أمير المؤمنين عليه السلام فجعله وصياً عنه لأهليته وكفاءته وليس لمجرد كونه ابن عمه...فالمدار على الأهلية والكفاءة، فمن وجده الله تعالى أهلاً نصّبه للسفارة ولو كان عمره يوماً واحداً، ومن لم يكن أهلاً فلا نصيب له في إمامة جماعة فضلاً عن منصب عالي كالإمامة والنبوة حتى لو كان عمره خمسين سنة أو مئة سنة....
 إن الناصبي المذكور بحسب ما وصفتموه لنا محكوم عليه بالكفر والإرتداد والنصب طبقاً لما جاء في الأخبار الكثيرة بأن المستخف بهم وبأمرهم والمنكر لولايتهم وإمامتهم ومعاجزهم وأسرارهم وكراماتهم... كافر ومن ردَّ ولايتهم مشرك ومارق، فتترتب عليه كلُّ اللوازم المترتبة على الناصبي والكافر....ولا يجوز لذاك المعمم المنحرف استضافته ولا الدفاع عنه ومساعدته ولا التبسم في وجهه، لان إيوائه له يعتبر بدعةً ومناصرة لأعداء الله وأعداء الأئمة الطاهرين عليهم السلام، بل الواجب على ذاك المعمم الإنكار عليه وردعه عمَّا قصّر في حق أئمة الدين وسادة الخلق أجمعين وإلا فهو مثله في الفسق، وإذا كان راضياً عن معتقده فهو مثله في الكفر بمقتضى قوله تعالى( قل كُلٌّ يعمل على شاكلته) أي على نيته حسبما جاء في تفسيرها عنهم سلام الله عليهم... ويسري هذا الحكم أيضاً على كلّ مسلم في الإحساء وغيرها من مناطق المؤمنين في الحجاز ممن يتوافق مع الضيف والمستضيف، وأيّ تهاونٍ في إنكار المنكر وردع المبتدعين والمنحرفين يعتبر خيانةً عظمى بحق ائمتنا الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، فقد ورد في أخبارنا الشريفة حرمة إيواء المبدعين والتبسم في وجوههم وأنَّ من آوى واحداً منهم فقد هدم الإسلام، ففي صحيحة عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال : ابتدر الناس إلى قراب سيف رسول الله صلى الله عليه وآله بعد موته فإذا صحيفة صغيرة وجدوا فيها : من آوى محدثاً فهو كافر ومن تولى غير مواليه فعليه لعنة الله وأعتى الناس على الله من قتل غير قاتله ، أو ضرب غير ضاربه ".
  وعن أيوب بن عطية قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : " إن علياً عليه السلام 
وجد كتابا في قراب سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مثل الإصبع فيه : إن أعتى الناس على الله القاتل غير قاتله ، والضارب غير ضاربه ، ومن والى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ومن أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فلا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، ولا يجوز لمسلم أن يشفع في حد ".
  وفي نص أبي يعلى : عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي بن أبيه عن جده قال : " وجدت مع قائم سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صحيفة مربوطة : إن أشد الناس على الله : عداء القاتل غير قاتله ، والضارب غير ضاربه ، ومن جحد نعمة مواليه فقد برئ مما أنزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) " .
  الكافي عن محمد بن جمهور رفعه قال:( قال رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : « من أتى ذا بدعة فعظمه فإنما يسعى في هدم الإسلام » .
  وفي مرفوعة الفقيه للصدوق قال: قال علي [ أمير المؤمنين ] عليه السّلام : من مشى إلى صاحب بدعة فقد سعى في هدم الإسلام » .
 يجب على العالم أو المعمم المحسوب على العلم والعلماء أن يردع صاحب البدعة بالحجج والبراهين فإن لم يقتنع فيجب الإنكار عليه باللسان واليد فضلاً عن القلب، ولا يجوز له أن يداهن المبتدعين والظالمين والمارقين ولا يجوز تعظيمهم وإلا فهو ملعون بنصّ كتاب الله وسنّة نبيّه الكريم وآله الأنوار المطهرين سلام الله عليهم أجمعين، قال تعالى( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ).
 وقد دلت الأخبار على أن الساكت عن الحق شيطان أخرس وأن من يداهن أصحاب البدع والمارقين ويسعى في إيوائهم والإحسان إليهم بالدفاع عنهم أو السكوت عن منكراتهم وقبائحهم هو من أهل النار، وأكدت الأخبار على وجوب البراءة منهم والوقيعة بهم، ففي الكافي بإسناده عن محمد بن الحسن عن البزنطي عن داود بن سرحان عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال قال رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم : إذا رأيتم أهل البدع والريب من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم حتى لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم يكتب اللَّه لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات » .
  وفي الكافي الشريف عن محمد بن جمهور رفعه قال: قال رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم : إذا ظهرت البدع في أُمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة اللَّه » .
فالمرجوّ من إخواننا المؤمنين الموالين لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام أن يقفوا موقفاً بطولياً في وجه العفاريت من المبتدعين ومن يأويهم بالإنكار عليهم لا سيما أولئك المتلبسين بثوب الدين وهم أشد على الأئمة الطاهرين عليهم السلام من جيش يزيد بن معاوية لعنهما الله، وقد استفاضت الأخبار في كشف زيفهم وأنهم أخطر على التشيع من الكفار والنواصب، وإن بعض من تزيّا بلباس العلماء لهو أشد خطراً على أهل الإيمان من جاحد منكر للحق أو ظالم قاتل للنفس .
إن الذي يجعل الناس في شك من أمرهم وتزلزل في دينهم وعقيدتهم لهو أشد محنة ، وأعظم بليّة على المؤمنين من عدوهم ، من هذا المنطلق حذرت الأخبار من علماء السوء ومن شايعهم وبايعهم ومال إليهم، فقد روى الأعلام ومنهم الشيخ المحدث الكليني والشيخ الطوسي رحمه الله جملةً منها في كتابيها الكافي ورجال الكشي وهي الآتي:
  (الخبر الأول) - في صحيحة ابن فضال عن أبي المغرا عن عنبسة ، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:" لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا ".
  (الخبر الثاني) - بإسناده عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم الكرخي  عن أبي عبد الله عليه السلام : قال :" إن ممن ينتحل هذا الامر لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ".
  (الخبر الثالث) - عن خالد بن حماد ، عن الحسن بن طلحة رفعه ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن زيد الشامي قال : قال أبو الحسن عليه السلام : قال أبو عبد الله عليه السلام :" ما أنزل الله سبحانه وتعالى آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع ".
  (الخبر الرابع) - في الكافي بإسناده عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ قَالَ : سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السّلام يَقُولُ : « إِنَّ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ هُو أَشَدُّ فِتْنَةً عَلَى شِيعَتِنَا مِنَ الدَّجَّالِ ، فَقُلْتُ بِمَاذَا ؟
قَالَ : بِمُوَالاةِ أَعْدَائِنَا وَمُعَادَاةِ أَوْلِيَائِنَا ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَاشْتَبَهَ الْأَمْرُ فَلَمْ يُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِقٍ ».
وقد أرشدنا أمير المؤمنين عليه السّلام : إلى الحذر من أمثال هؤلاء بقوله كما في الإختصاص والبحار عنه عليه السلام قال:« لا تجلسوا عند كل عالم ، إلا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس : من الشك إلى اليقين ، ومن الكبر إلى التواضع ، ومن الرياء إلى الإخلاص ، ومن العداوة إلى النصيحة ، ومن الرغبة إلى الزهد ».
  والعالم الذي يجالس أهل البدع والريب فهو مريب مثلهم ، فقد جاء في كتاب صفات الشيعة للصدوق رحمه الله بإسناده عن العلاء بن الفضيل عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال: من أحب كافراً فقد أبغض الله ومن أبغض كافراً فقد أحب الله ثم قال عليه السلام:" صديق عدو الله عدو الله ".
 وروى أيضاً بإسناده عن جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله، قال حدثني غير واحد من أصحابنا عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال:" من جالس أهل الريب فهو مريب ".
 والحاصل: إن المنتقص من الإمام الجواد عليه السلام عن علم وإصرار هو كافر وناصبيٌّ بلا إشكال إجماعاً ونصاً، وكل من يوافقه على مقاله فهو كافر وناصبي مثله...والله العالم وهو الموفق للصواب...دمتم مسدديم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
حررها كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد
محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 25 ربيع أول 1436هـ.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1102
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29