• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : منهج الشيخ ياسر حبيب الكويتي تشكيكي محض / للشيخ المذكور هفوات وسقطات متعمدة في شؤون الفقه والعقيدة وعلوم الدراية والرجال .

منهج الشيخ ياسر حبيب الكويتي تشكيكي محض / للشيخ المذكور هفوات وسقطات متعمدة في شؤون الفقه والعقيدة وعلوم الدراية والرجال

الإسم:  *****

النص: 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال شيخنا الجليل
عندي بعض الاستفسارات لسماحتكم
س1/هل تقييم سماحة الشيخ ياسر الحبيب للعرفاء صحيح وفي خانة التقييم السليم لهم؟ 
س2/انا شخصياً ارى بعض الكلمات التي لاداعي لذكرها مثل ملك المراجع وووو والتي تنطوي تحت مضمار الإعجاب بالنفس والتكبر على الآخرين؟ 
س3/هل تقليد سماحة السيد السيستاني دام ظله العالي مبرئ للذمة عندكم؟ وكيف تشككون في اجتهاد سماحته بعد أن ضرب اجتهاده أقصى بقاع الأرض؟ 
وشكر
 
الموضوع الفقهي: منهج الشيخ ياسر حبيب الكويتي تشكيكي محض / للشيخ المذكور هفوات وسقطات متعمدة في شؤون الفقه والعقيدة وعلوم الدراية والرجال / هل اطلعتم على قلوب الفقهاء المجاهدين حتى نعتموهم بالمغرورين والمتكبرين..؟ / من يدعي لنفسه ألقاب الأئمة الطاهرين عليهم السلام هو المغرور المتقمص بهتاناً وزوراً لألقاب أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام / مصطلح « أسد الشيعة » يطلق على كلِّ شجاعٍ لا يخاف الموت / كيف ستواجهون ربكم يوم القيامة ؟ / لا يجوز شرعاً وعقلاً للمجتهد الكامل أن يدعو إلى تقليد غيره / المجتهد الكامل يرى نفسه أعلم من غيره/ كثرة الصيت ليست من الأدلة الشرعية في تعيين المجتهد / سماحة آية الله المرجع الشيخ محمد حمود العاملي دام ظله الوارف ينتقد أخطاء الفقهاء الذين مالوا إلى المدرسة العمرية في استنباطاتهم الفقهية والعقدية / يجب مناهضة الفقهاء الذين انحرفوا عن مسار الإستنباط الجعفري / الأخبار تذم علماء السوء وتحذر منهم.
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ندري لماذا يولي بعضُ المؤمنين أهميةً كبرى للشيخ ياسر حبيب الكويتي ويضعونه فوق رؤوس العلماء العاملين، متناسين فضلَ غيره من العلماء وفقهاء الأمة الورعين وأكابرها من أهل التولّي والتبري الذين لولاهم لما استقامت معالم التشيع في غيبة إمامنا المعظم الحجة القائم أرواحنا فداه .. وهل يقاس الجاهل بالعالم والمبتدئ  في طلب العلم بالفقهاء الأعلام الفاطميين العلويين...وهل تستوي الظلمات والنور والظل والحرور..؟ فلا حجية لمعمم مهما ثقل وزنه الإعلامي وبلغ صيته أقصى بقاع الأرض وبلغت عمامته عنان السماء، ما دام لم يتحلَّ بالعقيدة الصحيحة والفقه المستقيم والسلوك الصالح من التقوى والورع والنزاهة والإستقامة.
 إن منهج الشيخ ياسر هو منهج تشكيكي في الكثير من قضايا العقيدة والفقه كما أنه كثير التشكيك بالعلماء المخلصين وبرموز التشيع من أصحاب الأئمة الطاهرين عليهم السلام، لذا لا يجوز للمؤمن الموالي أن يأخذ منه معالم دينه كغيره من المعممين المشككين في الحاضرة الشيعية، فهم ليسوا أهلاً للأخذ منهم والإصغاء إليهم، وهذا الشيخ له سقطات وهفوات كبرى سجل مكتبنا في بيروت جملة منها بإشرافنا عليها، وسوف يصدر لنا كتاب خاص أوضحنا فيه بعض السقطات الكبرى التي وقع فيها هذا الشيخ وسوف ترون أنه جاهل بالكثير من قضايا الفقه والعقيدة وعلم دراية الأحاديث وأسانيدها وكيفية معالجة المتعارضات فيها، ومن كان جاهلاً في مهام التشريع وأُصول الإستنباط، كيف يؤخذ منه معالم الدين...؟؟!!
   وسؤالكم الأول عن تقييم الشيخ المذكور للعرفاء يدخل في خانة التشكيك ببعض العلماء الصالحين ممن سلكوا منهج العرفان كالعلامة سيد السالكين الأستاذ الكشميري الذي سلك العرفان العملي المعتمد على السير والسلوك طبقاً لمنهج ساداتنا العظام من آل محمد عليهم السلام على نهج الأستاذ الكبير العلامة الجليل السيد المبجل محمد مهدي بحر العلوم أعلى الله مقامهما الشريف ، فهجومه على الجميع وسوقهم بعصا واحدة خلاف العدل والإنصاف..وهو دليل إفلاسه الروحي التقوائي والعقائدي.
  وأما سؤالكم حول تلقيب بعض المراجع بألقاب كملك المراجع وأنها تنطوي على الإعجاب بالنفس والتكبر على الآخرين...فإن كنت تقصد بذلك سماحة المرجع آية الله العاملي دام ظله فإنه ينم عن سوء ظنكم به..مع أن الأخبار شددت على حسن الظن بالمؤمن لا سيما العالم الفقيه المرتبط بالتولي والتبري، وإن كنت تقصد غيره من المراجع، فليس هناك مرجع شيعي في هذا العصر لقب بالملك أو لقبه المؤمنون بالملك... ولعلّك تقصد بملك المراجع ما لقبه به بعض العلماء كما هو موجود على موقع سماحته " أسد الشيعة " لأن الأسد لغةً هو ملك الحيوانات، فأسد الشيعة معنى مجازي يدل على شجاعة صاحبه يعني أسد المراجع الحاليين  وأشجعهم في بيان الحق ودحض الباطل... فأنتم لم تتجرأوا على الكلام معه بصراحة فرحتم تكلمونه بالألغاز حرصاً منك على أن لا ينزعج من سؤالك أو لغاية في نفسك للغمز بقناته، وهو أمر لا ينقص من قدره ولا يوهن من شأنه وعزمه، وما الضير في لقب أسد الشيعة ما دام يقف سماحته دام ظله بشجاعة أمام الطواغيت والعفاريت التي تتربص بالطائفة الشيعية الدوائر وتكيد لها المؤامرات وتدس فيها الافكار الغريبة تحت مسميات المرجعية الدينية العليا...وهل وقف أحد من مراجعكم في العراق وإيران كما وقف سماحته دام ظله الوارف..؟؟! وهل أحد منهم تصدى للطواغيت كما تصدى هو للطواغيت من بترية الشيعة حيث هم أشد خطراً من نواصب المخالفين ..؟؟ فها هو الحيدري في قم المقدسة قد انتهك عرض التشيع ولم يردَّ عليه واحد من مراجع الشيعة سواه، وقد صدَّر بحقه كتاباً تحت عنوان السيف الضارب في الرد على منكري رؤية الإمام الحجة الغائب عليه السلام. ؟؟؟! وما علمك بأنه أصابه العجب بإصباغ لقب أسد الشيعة عليه..؟ فهل اطلعت على قلبه وسريرته حتى حكمت عليه بالعجب والتكبر على الآخرين...؟! وماذا سيكون موقفك أنت وشيخك ياسر حبيب يوم القيامة عندما يخصمكما بين يدي إمامنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام..؟! لقد أخبرنا سماحته دام ظله الوارف بإنه لن يغفر لكم سوء نياتكم عليه إلا أن تتوبوا وترجعوا إلى ربكم وتطلبوا منه السماح والمغفرة على ما فرطتم بحقه وتهكمتم عليه وانتقصتم منه...! وكأنكم والشيخ ياسر لم تقرأوا سيرة الفقهاء والأبطال من الشيعة الذين وقفوا بوجه الباطل فكانوا أسوداً لا تخاف الموت ولا تخشى الطواغيت، وهو واضح إطلاقه على الشجعان في اللغة العربية وسيرة العقلاء...  وإذا كان لقب أسد الشيعة باباً للإستكبار بنظركم، فإن لقب آية الله العظمى وإمام الأمة من الألقاب الديكتاتورية التي أصبغ مراجعكم أنفسهم بها وزينوا بها مواقعهم وكتبهم وبياناتهم ومنشوراتهم... مع أن هذين اللقبين هما من الألقاب الخاصة بأئمة الهدى ومصابيح الدجى عليهم السلام وقد صدر سماحته دام ظله الشريف فتاوى بحرمة إصباغها على غير الأئمة عليهم السلام....ولم يسمح للمؤمنين بإطلاق لقب آية الله العظمى وإمام عليه...فأين التكبر يا تُرى..؟! فهل إصباغ هذين اللقبين على مراجعكم حلال ولا شيء فيها ما يدل على الإستكبار مع أنها من مختصاتهم عليهم السلام في حين ترون أن إصباغ لقب أسد الشيعة على سماحة شيخنا الأغر أمارة للإستكبار على الآخرين ودلالة على عجب في نفسه... مع أن لقب أسد الشيعة من المعاني المجازية التي لا حرمة فيها ولا كراهة تعتريها باعتبارها من المعاني المجازية التي يصح للمرء في أن يصف نفسه به أو يصفه به الآخرون في مواطن مقارعة الطواغيت ومنازلة الوحوش في عصر الذئاب والضباع، فكيف إذا أصبغه علماء عليه لما يرون فيه من قوة الجنان التي تضاهي قلب الأسد ....؟! وها هو تاريخنا يخبرنا كيف أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله قد أطلق على سيدنا حمزة لقب " أسد الله وأسد رسوله "، وكذلك ورد في خطبة لأمير المؤمنين علي عليه السلام في الكوفة يبيّن فيها صفات المتقين بأنهم " رهبان في الليل وأُسد في النهار" وليكن الأمر بالنسبة إلى شيخنا الأغر دام ظله الوارف الذي ما فتئ يذيّل تحريره في أسفل فتاويه بلقب كلب آل محمد تواضعاً وتفانياً في تلك الذوات الطاهرة لأنه يعتبر نفسه كالكلب يحتاج دوماً إلى سيده لكي يتعطف عليه بالفتات ...وشيخنا دام ظله لم يطلق على نفسه هذا اللقب بل أطلقه عليه بعض العلماء المخلصين، وهو لا يغتر بالألقاب الطنانة الرنانة ولكن للزمان أعراف وتقاليد لا تخالف الشرع المبين ولا تستلزم الخروج من الدين فيتسمى أناسٌ ببعض الألقاب ويسمون آخرين بها من علماء الأمة ولعلها تزيد في يقينهم برجال الدين وفقهاء الأمة أو لعلها تشحذ فيهم الهمم بمواصلة الجهاد في سبيل الله أو لعل أصحابها يستحقون تلك الألقاب فيطلقونها عليهم استحقاقاً لا تبجحاً وغروراً... وهناك الكثير من العلماء لقبوا أنفسهم ـ أو لقبهم بها الآخرون ـ بألقاب مجازية تنم عن عظمة معارفهم وقوة استدلالاتهم كالمحقق وكاشف الغطاء وقدوة الفقهاء وسيد الحكماء وقبلة العارفين وجمال الملة والدين وثقة الإسلام والمسلمين.... وماذا تقول بحق شيخك ياسر الذي لقب نفسه أو سمح لمن لقبه ببعض الألقاب كثقة الإسلام والمسلمين ...أليس هذا اللقب وغيره من الألقاب كبيراً عليه...وأوليس هذا استكباراً وغروراً ؟! فلماذا لم تنعته بالمعجب بنفسه ومستكبراً على غيره ومغروراً بنفسه كما نعت وقذفت وتهكمت على سماحة الشيخ العاملي وانتقصت منه وإلا لو كان المقصود غيره في كلامك فلِمَ لم تسمه بالإسم وتحدده بعينه..؟! ومن هو المرجع الشيعي الذي سمى نفسه بملك الشيعة..؟ وهل يجوز لشيخك ياسر أن يطلق على نفسه ثقة الإسلام والمسلمين أو أنه يسكت عمن لقبه بذلك ولا يجوز لغيره أن يلقبه العلماء بأسد الشيعة....؟؟!! فهل باء شيخك تجر وباء غيره لا تجر.... الحكم بيننا وبينكم يوم القيامة...! ما هذا الحقد على سماحة الشيخ العاملي وما هذه الغميزة في حقه.. وهل تلقيبه بهذا اللقب يستوجب تهكم عليه ونعته بالمغرور والمعجب بنفسه...وكيف ستواجهونه يوم القيامة عندما يأخذ برقابكم يوم الحساب الأعظم...؟ ماذا فعل لكم ؟ فبدلاً من أن تحسنوا الظن به كواحد من المؤمنين الغيارى على التشيع بدأتم بالحرب عليه والوقيعة به كأنه دام ظله صار بنظر الشيخ ياسر من الخوارج والنواصب والكفار....!! لقد تفرغ ياسر حبيب للحرب على سماحته ونسى غيره من دعاة الضلالة والبدع وأنتم وافقتموه وجاريتموه مداهنة وتزلفاً أو تعصباً من دون حق... وكأنه يسوقكم بعصاه كالغنم لا تدرون مسيركم فيأخذكم يميناً وشمالاً...!! كل ذلك تعصباً منكم للشيخ ياسر حبيب الكويتي ولن يغني عنكم من الله شيئاً والعاقبة للمتقين....فأين الحمل على الصحة وأين الحمية للمؤمن الموالي فضلاً عن العالم الفقيه الذي فرَّغ نفسه للدفاع عن معالم التشيع والذود عن حياضه سهام النواصب والبتريين...؟  كل هذا شطبتم عليه بخطة قلم وأعرضتم عن الآيات والأخبار التي تأمر بوجوب مؤازرة المؤمن العالم ـ المستجمع لشرائط العلم والفقاهة ـ وتنهى عن غيبته وقذفه وتسقيطه والتشهير به بغير حق...!! للعلماء فضل عظيم عند الله تعالى كما هو صريح الأخبار فلماذا تنالون من سماحة الشيخ العاملي مع أنه لم يسرق أموالكم (والعياذ بالله) ولم يقتل آباءكم....نعم لقد أمركم الشيخ ياسر بالإنتقاص منه، وقد جعل نفسه من أعاظم علماء الأمة فصار يفسق ويكفر من يشاء جاعلاً نفسه في مقام الإفتاء ولبس قميصاً ليس له.. فحسبنا الله منه وممن يسير على خطاه، ونتمنى لكم أن تنظروا إلى المؤمنين من العلماء المخلصين بنظرة الرحمة لا بنظرة النقمة لأن النقمة عليهم ستزيد من نقمة الجبار عليكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
 وأما سؤالكم عن تقليد السيد السيستاني وهل أن تقليده مبرئ للذمة ولماذا يشكك سماحته دام ظله باجتهاده الذي ضرب أقصى بقاع الأرض...فأجاب عنه سماحته بالتالي:
كل مجتهد يرى غيره من المجتهدين مخطئاً في استدلالاته الفقهية والعقدية يحرم عليه توجيه المؤمنين إلى تقليده لأن ذلك يستلزم الدعوة إلى تقليد الخطأ وهو قبيح عقلاً وشرعاً كما هو واضح في مقام الإستدلال على صحة جواز تقليد الفقيه الجامع للشرائط، وسماحته دام ظله الوارف ليس على عداوة شخصية مع السيد السيستاني وإنما لديه تحفظات وملاحظات شرعية حول استنباطاته الفقهية والعقدية المخالفة للقواعد المعمول بها في الوسط العلمي، وهي أخطاء لا يجوز لسماحة الشيخ العاملي ولا لغيره السكوت عنها ودعوة الناس إليها لأنها بنظره مخالفة للشرع المبين وهي أقرب ما تكون إلى القياس والإستحسان في المدرسة العمرية، وهذا الكلام بعينه يجري بحق سماحة الشيخ العاملي فيما لو اعتقد السيستاني بأن سماحة المرجع العاملي على خطأ بمسائل فقهية وعقدية فإنه لا يدعو لتقليده للنكتة التي أشرنا إليها آنفاً، إذ لا يحق شرعاً وعقلاً لأي فقيه كان أن يدعو لتقليد غيره وهو يعلم بأنه أعلم من غيره أو أنه أصوب بنتائجه الفقهية من غيره، ولو دعا لتقليد غيره لصار مقلداً له....ودعواك بأن سماحة المرجع الشيخ العاملي دام ظله شكك باجتهاد السيد السيستاني الذي ضرب صيته بقاع الأرض..! دونها خرط القتاد، فإنها دعوى على مدعيها، ومتى كان الحقُّ يُعرف بكثرة المقلدين لمجتهد ما، ولم يعهد هذا الإدعاء من أحد من فقهاء الإمامية قديماً وحديثاً... فها هي الساحة الشيعية تغص بمدعين للإجتهاد وهم أكثر صيتاً منه وهم أبعد الناس عن الإجتهاد والفقاهة كمحمد حسين فضل الله والحيدري والصرخي...وغيرهم من الموتورين ممن لا نحب ذكر أسمائهم مع العلم بأنهم ليسوا بمجتهدين بل لم يشموا رائحة الإجتهاد الجعفري...نعم هم مجتهدون على نسق الإجتهاد الأشعري يعملون بالأقيسة والإستحسانات والظنون الشخصية ولا خير في اجتهاداتهم ولا استنباطاتهم التي تذكرنا باجتهاد أبي حنيفة ومن سبقه من أعمدة السقيفة....فليست العبرة بذياع الصيت وإنما العبرة بنوعية الصيت على القاعدة التي سنّها لنا إمامنا الأعظم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام فقال:" اعرف الحقَّ تعرف أهله " ومتى كانت الكثرة وذيوع الصيت مناطاً وملاكاً وميزاناً لمعرفة الحق من الباطل..؟ مع أن الله تعالى ذم الأكثرية في مواضع عديدة في كتابه الكريم وسنة نبيه العظيم صلى الله عليه وآله...فآية الله العاملي دام ظله لم يفترِ على أحد ولم يدّعِ لغيره منصباً ليس له أهل، بل هو مجاهد من مجاهدي الطائفة الشيعية المحقة المأمورين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يراعِ المقامات الدينية على حساب التشيع العظيم ولا يداهن ولا يجامل، لأن خطأ العالم المقصر لا يغتفر لأنه يشرع البدع للعوام، وصاحب البدعة في النار، وتشريعه للبدعة تجرئ العوام على أن ينتهكوا المحرمات باسم المرجعية الشيعية العظمى،  وصاحب البدعة تجب مجابهته بالوجوب الكفائي، ومن لم يفعل فعليه لعنة الله تعالى كما أشار الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: « إذا ظهرت البدع في أُمتي فليظهر العالم علمه، وإن لم يفعل فعليه لعنة الله » قال الشاعر العربي:
ألا من لقلب كاد أن يتصدعا * وما باح بالاسرار قط وما ادعى
وستر الهوى صعب على كل ذي جوى * فما لفؤادي لا يبوح بما وعى
وهل يستوي ذياع سر وحافظ * وكلٌّ غدا يلقى لدى الله ما سعى
 
ودعوى أن النقد على المرجعيات حرام هي آخر صرعات هذا العصر ومنشؤها حزب الدعوة وحزب ولاية الفقيه حيث يحرمون ذلك لتخدير العوام والعلماء البسطاء لتمرير بدعهم وهرطقاتهم، نعم لا يحق للعوام الكلام على العلماء الفقهاء ولا يعني هذا أن يسكت الفقهاء الآخرون عن بدع زملائهم في الحوزة العلمية في حين أنهم لم يتركوا قدحاً ولا ذماً بفقيه لا يسير على منهاجهم ولا يداهن منكراتهم، وما ورد في الحديث المتقدم عن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يفرق بين الفقيه وغيره ولا أنه يحابي الفقيه فيأمر بالسكوت عنهن فخطأ الفقيه المقصر أعظم بكثير من أخطاء الجاهل المتعمد، فالنص مطلق يشمل الفقهاء المبتدعين وغيرهم ممن يظهرون على الساحة الشيعية بين الفينة والأخرى، والأخبار في ذم الفقهاء الفسقة فاقت التواتر بمرات ولو شئنا لبسطنا لكم في استعراضها ولكننا نحيلكم على المصادر الحديثية الكاشفة عن سوء حال العلماء الفسقة  وأن على الناس أن تحذر منهم، ووظيفة الفقيه العادل أن يحذّر الناس من الفقهاء الفسقة لأنه مسؤول عقلاً وشرعاً عن ذلك وإلا فهو من أهل النار، فالفقهاء السائرون على خطى التولي والتبري هم وحدهم القادرون على التحذير، وليس العوام بقادرين على تمييز الفقيه المنحرف عن غيره... وقد بسط العلامة المحدث المجلسي رحمه الله القول في استعراض الأخبار الذامة لعلماء السوء في بحار الأنوار ج 2 ص 105 باب ذم علماء السوء ولزوم التحرز عنهم وقد استعرض خمساً وعشرين خبراً في ذلك، فليراجع ففيه فوائد ومغانم كثيرة.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 حررها مكتب سماحة المرجع الديني
 آية الله الفقيه الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 22 رجب 1436هـ.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1170
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16