• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : تفسيري .
                    • الموضوع : رواية تفسير القمي صحيحة سنداً .

رواية تفسير القمي صحيحة سنداً

الإسم: *****

النص: 
سبب نزول سورة الكهف مشين للنبي صلى الله عليه وآله، كما ذكره القمي في تفسيره وكذا البحراني، مفاده أن الرسول صلى الله عليه وآله قال لمن سأله عدة أسئلة: "غدا أخبركم" ول يقل " إن شاء الله" ولهذا فتر الوحي 40 ليلة فحزن النبي وإبو طالب عليهما وآلهما السلام وشك من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله؟ فما رد هذه الشبهة وما هو سبب نزول السورة الفعلي وما سبب وجود روايات كهذه وشكرا.
 
 
الموضوع العقدي التفسيري: رواية تفسير القمي صحيحة سنداً / الفقرة في الرواية" أن النبي صلى الله عليه وآله لم يستثنِ " لا تخلو من أمرين / علاج الفقرة في الرواية / من شك في النبي هم بعض صحابته وليس كلهم.
بسمه تعالى
 
السلام عليكم
الجواب: الرواية التي رواها المحدّث القمي أعلى الله مقامه الشريف هي صحيحة السند وقد نقلها عن والده المحدّث الجليل إبراهيم بن هاشم (القمي مسكناً والكوفي مولداً)،بإسناده عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام قال عليه السلام:" كان سبب نزول سورة الكهف....إلخ..." .
  وهما من أجلاء المحدثين عند الإمامية، وقد كان والده أول من نشر أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام في قم، وقد جاء من الأعلام المتقدمين كالنجاشي والكليني وغيرهما الكثير من المديح لهذين الراويين الجليلين، وقد عاصرا عهد الإمام المعظم الحسن العسكري(سلام الله عليه)؛ لم يتفرد المحدّث القمي رحمه الله تعالى بنقل الرواية التي فيها عدم استثناء النبي بالإذن الإلهي – أي لم يقل بإذن الله تعالى - بل رواها جُلُّ المحدثين بتفاوت بألفاظها، وطبيعة الراوي أن يكون همه الرواية وليس التحقيق فيها، وليس في بعض النسخ عبارة" أخبركم غداً بما سألتم" بل قال" أخبركم بذلك" حسبما نقل ذلك شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي أعلى الله مقامه في تفسيره" التبيان في تفسير القرآن"، وطبقاً لما رواه الطوسي رحمه الله نكون قد اعتمدنا على نسخة أخرى مخالفة لرواية القمي في المقطع الذي سألتم عنه، وعلى فرض صحة المقطع في رواية القمي - إذ لعلّه من التلفيقات على تفسير القمي للتشكيك في تفسير القمي أو للتشكيك بعظمة النبي وعلو مقامه الشريف - فإن المقصود من عدم استثناء النبي صلى الله عليه وآله لعلمه القطعي بنزول آيات تكشف عن أهل الكهف، وذلك لأن القرآن الكريم نزل على قلبه الشريف قبل بعثته الميمونة بمقتضى الآيات الدالة على ذلك كقوله تعالى( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) وقوله تعالى( لا تحرك لسانك لتعجل به..) فإن مفادهما طبقاً لما جاء في تفسيرهما من أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله كان يعلم بنزول القرآن قبل البعثة لأن الله تعالى أنزله على قلبه دفعة واحدة قبل البعثة وهو ما اتفق عليه المفسرون من أعلام الإمامية ومجمع عليه بينهم، من هنا كان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله على دراية بالأمر، فالنبي عليه السلام خارج عن الموضوع بل يراد بالآية غيره من حيث إن الخطابات القرآنية من باب" إياكِ أعني واسمعي يا جارة" فقد أراد الله تعالى أن يعلّم المؤمنين بأن نزول الوحي بإذن الله تعالى، بل لعلّ المورد من باب إفتتان الأصحاب المنافقين لفضحهم وإظهار نفاقهم، وهو ما أفصحت عنه تلك الرواية المشار إليها في سؤالكم حيث شك أصحابه من أعمدة السقيفة، مع التأكيد بأنهم لم يؤمنوا به أصلاً...وليس في الرواية أن المؤمنين شكّوا، والله تعالى حسبنا ونعم الوكيل، والسلام.
 
حررها العبد الفاني محمد جميل حمّود العاملي
   بيروت بتاريخ 4 صفر 1436 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1212
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20