• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : لا نستبشر خيراً إزاء مستقبل الشيعة في ظلّ وجود أحزاب تميل إلى المخالفين .

لا نستبشر خيراً إزاء مستقبل الشيعة في ظلّ وجود أحزاب تميل إلى المخالفين

سلام عليكم سماحة الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي ...أتمنى لكم دوام الصحة و العافية ...عندي عدة أسئلة أرجو أن تجيبوني عليها، منها السؤال الآتي:

هل تستبشرون خيرا ازاء مستقبل الشيعة في المنطقة في ظل هذه الظروف التي تمر بها ام أنكم متشائمون  ارجو الشرح بالتفصيل سماحة الشيخ و ارجو منكم ان تحددوا لنا واجبنا كمكلفين في ظل هذه الأوضاع ...!
 
الموضوع الفقهي: لا نستبشر خيراً إزاء مستقبل الشيعة في ظلّ وجود أحزاب تميل إلى المخالفين / الأخبار كشفت عن زيف بعض الشيعة البتريين / الأخبار صريحة في الحكم بالشرك على منتحل التشيع قال الإمام الصادق عليه السلام:" إن ممن ينتحل هذا الامر لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا". / ما هو واجب المكلّفين في وقتنا الحاضر؟ .
بسمه تعالى
 
     الجواب: إننا لا نستبشر خيراً حيال مستقبل الشيعة في المنطقة بأسرها، ليس من الأعداء والنواصب من خارج الشيعة فحسب، بل الخوف على الشيعة من نواصب الشيعة أنفسهم حيث امتلأت حوزاتنا ومجتمعاتنا الشيعية من علماء وقيادات فاسدة وظالمة وحاقدة على معالم التشيع حيث تزرع الشك في قلوب الشيعة حول معالم أهل البيت عليهم السلام وعقائدهم وأحكامهم، بل أكثر من ذلك إن هؤلاء الضالين يحاولون فرض مناهجهم المنحرفة على واقع الشيعة من خلال ميلهم إلى المنهج البكري ــ العمري، فيحاولون نزع الخلاف العقائدي والفقهي القائم بيننا وبين المدرسة العمرية...! وقد أطلقنا عليهم مصطلح الفرقة البترية التي تتجدد معالمها قبل ظهور إمامنا الحجة القائم (سلام الله عليه)،وقد فصّلنا ذلك في الفصل الأول من كتابنا الجليل:" الحقيقة الغراء في تفضيل مولاتنا زينب الحوراء عليها السلام..."؛ فهؤلاء أخطر علينا من داعش والنصرة، لأن هؤلاء ينخرون في أرواح الشيعة بألسنتهم وأقلامهم وسيوفهم الحديدية التي تقص رقاب كلّ مخالف لزعيمها الولايتي يحز الرقاب المعارضة لمنهجه الدعوتي، بينما الدواعش ينخرون لحوم الشيعة وينحرونها بسكاكينهم وسيوفهم، فكلا الخطين خطر على الشيعة إلا أن الأول أخطر من الثاني، وقد نبَّه أئمتنا الطاهرون عليهم السلام من هؤلاء، فقد ورد عنهم القول بإن المنتحل للتشيع منافق، والمنافق أخطر على التشيع من الكافر المعروف بكفره وزندقته، فقد جاء في بحار الأنوار نقلاً عن رجال الكشي : عن حمدويه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم الكرخي ، عن أبي عبد الله عليه السلام : قال : إن ممن ينتحل هذا الامر لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا.
  وعن رجال الكشي أيضاً : عن خالد بن حماد ، عن الحسن بن طلحة رفعه ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن زيد الشامي قال : قال أبو الحسن عليه السلام : قال أبو عبد الله عليه السلام : ما أنزل الله سبحانه وتعالى آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع.
  وعن الكشي أيضاً قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن يحيى الحلبي ، عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم .
     وروى الشيخ الصدوق في كتابه" صفات الشيعة" عن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ قَالَ : سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السّلام يَقُولُ: « إِنَّ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ هُو أَشَدُّ فِتْنَةً عَلَى شِيعَتِنَا مِنَ الدَّجَّالِ ، فَقُلْتُ بِمَاذَا ؟ قَالَ : بِمُوَالاةِ أَعْدَائِنَا وَمُعَادَاةِ أَوْلِيَائِنَا ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَاشْتَبَهَ الْأَمْرُ فَلَمْ يُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِقٍ ».
  وعن الكشي أيضاً عن ابن فضال ، عن أبي المغرا ، عن عنبسة ، قال ، قال أبو عبد الله عليه السلام : لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا .
  وفي الكافي للكليني عن هشام بن سالم قال قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام « إن ممن ينتحل هذا الأمر ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه » .
  وبالجملة: إن المنتحلين للتشيع خطرون جداً لأنهم يفتكون في معالم التشيع بثوب التشيع والعلم والفقاهة، فيقلبون الموازين باسم الدين، فيلبسون على البسطاء المفاهيم الكاذبة، والتي من أهمها ما نراه اليوم من الوحدة الإسلامية التي تعني الوحدة بين الحق والباطل، فيذوبون الفوارق المذهبية ويحسنون الظن بأعمدة السقيفة حتى طلّ علينا أسد قصير بأمر من الخامنئي يتشدق بشدقيه بأن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة...كلهم مسلمون وليسوا كفاراً..! ولم يبنوا على هذا المعتقد الباطل فحسب بل صاروا يكفرون العلماء والفقهاء المناهضين لقائدهم ومنهاجه الدعوتي، فعادوهم وتقربوا من علماء المخالفين، ونحن نحكم عليهم بالكفر كما دلت على ذلك أخبارنا الشريفة وهي قد بلغت المئات نذكر جملة منها بما يلي:
  فقد جاء عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن أحمد بن محمد بن رضه ، ولا اغتم الا اغتممنا لغمه ، ولا يفرح الا خالد ، عن ابن فضال ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : من والى أعداء الله فقد عادى أولياء الله ، ومن عادى أولياء الله فقد عادى الله ، وحق على الله أن يدخله نار جهنم .
   وفي ( المجالس ) و ( صفات الشيعة ) عن محمد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين بن زيد ، محمد بن سنان ، عن العلاء بن الفضيل ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : من أحب كافرا فقد أبغض الله ، ومن أبغض كافرا فقد أحب الله ، ثم قال ( عليه السلام ) : صديق عدو الله عدو الله .
   وروي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، عن أبيه ، عن آبائهعليهم السلام : قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لبعض أصحابه ذات يوم : يا عبد الله أحب في الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله ، فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ، ولا يجد رجل طعم ا لايمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادون وعليها يتباغضون ، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئاً، فقال
له وكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله عز وجل ؟ ومن ولي الله عز وجل حتى أواليه ؟ ومن عدوه حتى أعاديه ؟ فأشار له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) فقال : أترى هذا ؟ فقال : بلى ، قال : ولي هذا ولي الله فوالهِ ، وعدو هذا عدو الله فعاده ، قال : والِ ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك ، وعاد
عدو هذا ولو أنه أبوك أو ولدك .
  عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي إن ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك ، بذلك أخبرني جبرئيل ( ع ) فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
  هذه الأخبار الشريفة قد كشفت عن حال هؤلاء المتسترين باسم التشيع فيوالون المخالفين ويعادون المؤمنين لأجل ولائهم لأهل البيت عليهم السلام، ومن يعادي الشيعة الموالين لأجل ولائهم للأئمة الطاهرين عليهم السلام فقد عادى الله ورسوله وأهل البيت عليهم السلام، وهو ناصبي مصيره جهنم وبئس القرار، وقد فصّلنا ذلك في كتابنا الجليل:" معنى الناصبي" فليراجع عبر الموقع الإلكتروني. 
  وفي الختام نقول: إن الواجب على كل مكلف موالٍ لأهل البيت عليهم السلام أن يتعلم العقيدة المستقيمة لكي يقف في خندق الدفاع عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، ليكون جندياً لهم يصد عنهم هجمات المتسترين بثوب التشيع الذين ملأوا الآفاق عبر المواقع الإلكترونية ينفثون السموم على تاريخ وعقيدة أهل البيت (سلام الله عليهم) لا سيما المتحزبون منهم الذين لا يخافون الله تعالى ولا يعبدونه بل يعبدون أصنامهم التي نحتوها بأيديهم كالقيادات السياسية والدينية المصطنعة..!
  إن المواقع الإلكترونية تغص بالعمائم المنافقة..ولو أن الموالين حفظهم الله شحذوا هممهم وشمروا عن سواعدهم لنصرة آل محمد (سلام الله عليهم) لما رأيتم كلّ هذه المنكرات التي تعالت أصواتها هنا وهناك عبر الأثير من فضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي..لقد تخاذل المؤمنون عن أداء وظائفهم العقائدية فتركوا المواقع الإلكترونية يسرح عليها الشارد والوارد ويتكالب عليها أتباع الدنيا من المتحزبين الذين يسعون لنشر الضلال والفساد وبسط هيمنتهم على مسرح الحياة الشيعية، وإذا لم يعِ الموالون خطورة تحرك المتحزبين فلن يبقى من التشيع سوى شعارات ظاهرها علوي وباطنها عمري.
  يجب على كلّ موالٍ أن يجنّد نفسه إلى خدمة آل محمد عليهم السلام، فيتعلم لكي يعمل، وأفضل الأعمال مجاهدة أعداء آل البيت عليهم السلام بالفكر والعقيدة المستقيمة فيدفع عنهم الكلاب المتهارشة على تحطيم معالم التشيع المقدس، وهنا نحب أن نكشف لكم عن عظمة المؤمن العالم الذي يكون همه الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام بما رواه لنا الشيخ الطبرسي رحمه الله في كتابه القيِّم" الاحتجاج" في باب فضل العلماء، فقد روى العديد من الأحاديث المعتبرة في هذا الصدد، اخترنا منها الأحاديث الآتية:
  قال الطبرسي:قال الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام : قالت فاطمة عليها السلام وقد اختصم إليها امرأتان فتنازعتا في شئ من أمر الدين إحداهما معاندة والأخرى مؤمنة ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ففرحت فرحا شديدا ، فقالت فاطمة : إن فرح الملائكة باستظهارك عليها أشد من فرحك ، وإن حزن الشيطان ومردته بحزنها عنك أشد من حزنها ، وإن الله عز وجل قال للملائكة : أوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المسكينة الأسيرة من الجنان ألف ألف ضعف مما كنت أعددت لها ، واجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على أسير مسكين فيغلب معاندا مثل ألف ألف ما كان له معدا من الجنان .
  وقال الإمام العسكري أبو محمد عليه السلام : قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وقد حمل إليه رجل هدية فقال له : أيما أحب إليك أن أرد عليك بدلها عشرين ضعفا [يعني ] عشرين ألف درهم - أو أفتح لك بابا من العلم تقهر فلانا الناصبي في قريتك تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ؟ إن أحسنت الاختيار جمعت لك الأمرين ، وإن أسأت الاختيار خيرتك لتأخذ أيهما شئت . فقال : يا بن رسول الله فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي لأولئك الضعفاء من يده قدره عشرون ألف درهم ؟ قال : بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرة . قال : يا بن رسول الله فكيف أختار الأدون بل أختار الأفضل ، الكلمة التي أقهر بها عدو الله وأذوده عن أوليائه . فقال الحسن بن علي عليهما السلام : قد أحسنت الاختيار ، وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل ، فاتصل خبره به فقال له حين حضر معه : يا عبد الله ما ربح أحد مثل ربحك ولا اكتسب أحد من الأوداء مثل ما اكتسبت مودة الله أولا ومودة محمد وعلي ثانيا ومودة الطيبين من آلهما ثالثا ومودة ملائكة الله تعالى المقربين رابعا ومودة إخوانك المؤمنين خامساً ، واكتسبت بعدد كل مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرة ، فهنيئا لك هنيئا .
  وقال الإمام أبو محمد عليه السلام : قال الإمام جعفر بن محمد عليهما السلام : من كان همه في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا الموالين حمية لنا أهل البيت يكسرهم عنهم ويكشف عن مخازيهم ويبين عوارهم ويفخم أمر محمد وآله جعل الله تعالى همة أملاك الجنان في بناء قصوره ودوره ، يستعمل بكل حرف من حروف حججه على أعداء الله أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكا ، قوة كل واحد يفضل عن حمل السماوات والأرضين ، فكم من بناء وكم من نعمة وكم من قصور لا يعرف قدرها إلا رب العالمين .
 
ولاجل هذا فليتنافس المتنافسون، حسبنا الله ونعم الوكيل، والسلام ختام.
حررها كلب آل محمد محمد جميل حمود العاملي
لبنان/ بيروت بتاريخ 28 صفر 1437 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1370
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28