• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : يدعي المستفتي أننا تجنينا على الشيخ ياسر حبيب من دون دليل وبرهان..!! .

يدعي المستفتي أننا تجنينا على الشيخ ياسر حبيب من دون دليل وبرهان..!!

الإسم: *****

النص: 
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
   حضرتكم الكريم تطعنون في شيخ الإسلام ياسر الحبيب ولديه جرأة أدبية أكثر من حضرتكم منها على سبيل المثال قضية تكفير الفلاسفة والعرفاء حيث قرأت إجابتكم فأنتم تقومون بتأويل أقوالهم والرواية صريحة شيخنا فمن مال إليهم فليس منا فإذا هم ملعونون 
  الشيئ الآخر هو تهجمكم على سماحته من دون دليل لمجرد أنه قال عن كتابكم الكريم انه لا بؤيس به وجهة نظره هو ليس بالضرورة أن نسقط الشخص أو أن نطعن فيه وانتم أعلم بهذا وانتم قلتم عن كتاب الفاحشة إنه لا بؤيس به أيضا فما هي إشكالاتكم عليه 
   اعلم شيخنا هذا مجرد حوار في إختلاف وجهات النظر ليس إلا ..علما إني قرأت كتابكم الكريم زنا عائشة فما بيني وبين الله اقول انني قرأت كتاب زنا عائشة وكتاب الفاحشة وحصلت لي قناعة بزنا أم الفاسقين عائشة
تحياتي لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع الفقهي: يدعي المستفتي أننا تجنينا على الشيخ ياسر حبيب من دون دليل وبرهان..!!
  التفاصيل: عتاب السائل الكريم علينا بأمرين مزيفيّن/ إيرادنا على الأمر الأول بوجوه متعددة/ الجرأة على التكفير ليست دليلاً على تقوى العالم/ العجب من ياسر حبيب كفَّر ملا صدرا والشيخ بهجت ولم يكفّر المنكرين لولاية الأئمة الأطهار (سلام الله عليهم)/ نعم نحن لا نملك الجرأة على الفتاوى التكفيرية الارتجالية/ للتكفير ضوابط وقواعد / ياسر حبيب الكويتي كشيخ الإسلام إبن تيمية كان يكفّر كلّ من لم يتوافق معه..!/ ياسر حبيب ليس عالماً بل هو صحافي قصّاص / أين درس ياسر ومن هم أساتذته ومن أية حوزة تخرّج..؟!/ الرجل حشويٌّ إلتقاطيّ يحب الزعامة والسلطة/ إننا نخاف يوماً عبوساً قمطريراً..!/ الرواية ليست خاصة بالفلاسفة بل تعم الفقهاء والعلماء المنكرين للنصوص والمتوافقين بنتائجهم الفقهية والعقدية مع المخالفين/ ياسر حبيب يتوافق مع المخالفين/ الإيراد على الأمر الثاني المزيف/ ليس من شيمنا التجني على الأبرياء والمظلومين/ الأسباب الداعية لهجومنا بحقٍّ على شيخ الضلالة ياسر حبيب..!/ ثمة فوارق واضحة بيننا وبين شيخ الضلالة/ يا أخي إنك لا تدري ما معنى شيخ الإسلام..!/ سنبقي على هذا اللقب "أسد الشيعة" رغماً عن أنف ياسر حبيب حتى يموت بغصة الإكتئاب/ أيها الناس خافوا الله فينا وراعوا فينا حرمةَ الإسلام ودم الإيمان..!! الملتقى يوم القيامة ويوم يقوم الأشهاد..!.
بسم الله الرَّحمان الرَّحيم

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
       الجواب: تمعنا برسالتكم الكريمة ومقارنتكم بيني أنا العبد الفقير إلى آل محمد (سلام الله عليهم) وبين من زعمتم أنه شيخ الإسلام وأنَّى له من مشيخة الإسلام، وقد عتبتم علينا في أمرين:
   (الأول): واصفين لنا بأننا لا نملك الجرأة التي يملكها شيخكم حيث إنه كفر الفلاسفة كمولى صدرا والشيخ بهجت من الشيعة الإمامية في حين أننا لا نملك تلك الشجاعة...!!
  (الثاني): إدعيتم أن هجومنا على شيخكم المذكور كان ولا يزال من دون دليلٍ، بل كان من أجل انتقاده لكتابنا "الفوائد البهية" ونعته له بـ" لا بؤيس به". 
 إيرادنا على ما أشكلتموه علينا بما يلي:
    الإيراد على الأمر الأول: دعواكم بأننا لا نملك جرأة الشيخ ياسر لأنه كفَّر الفلاسفة الشيعة، دونها خرط القتاد وذلك بوجوهٍ أربعة هي ما يلي:
  (الوجه الأول): الجرأة على التكفير ليست دليلاً على تقوى العالم، بل هي عين المعصية لله تعالى والجرأة على التكفير بأبسط سبب، لأن من نصب نفسه لتكفير علماء الشيعة من دون دليل معتبر ينم عن بعده عن ساحة الله تعالى وساحة الحجج الطاهرين (سلام الله عليهم)، ولو أنكم اطلعتم على الأخبار الشريفة التي تنهى عن التسرع بالفتوى بغير علم وأن صاحبها مخلداً في نار جهنم لما كنتم تجرأتم على دعواكم بأن شيخكم ياسر ذو جرأة عالية على التكفير...!! فقد نصب نفسه مفتياً يكفِّر هذا ويكفر ذاك لأجل أن فلاناً فيلسوفاً ظن أنه قال بوحدة الوجود أو أن الشيخ بهجت سلك مسلك الفلاسفة...ولا ندري إذا كان شيخكم قد كفَّر الخواجا نصير الدين الطوسي أعلى الله مقامه الشريف وتلميذه العلامة الحلي الشارح لكتابه تجريد الاعتقاد المشحون بعبارات الفلاسفة..؟!! وحالهما من التقوى وعرفان أهل البيت (سلام الله عليهما) ما يفوق تصور شيخك ياسر الذي وصفته بشيخ الإسلام وهو أبعد الناس عن هذا الوصف الذي ستحاسبون على إلصاقه به يوم القيامة..!!
    إن تكفير ياسر حبيب لمن أشرنا إليهم أعلاه ــ لا سيَّما ملا صدرا والشيخ بهجت وكل من سلك مسلكاً فلسفياً من دون جحود لضرورة دينية قطعية ــ أمر يدعو للقلق والخوف من تكفير من لا يجوز تكفيره لمجرد أنه أخطأ في نظرية أو لأن العلماء اختلفوا في تفسير مراد ملا صدرا من وحدة الوجود... لقد كفَّر شيخك ملا صدر ولم يكفر المخالفين بل حكم عليهم بالإسلام الظاهري، ورتب عليهم كلَّ ما يترتب على الشيعة، ونحن نسألك بالله عليك إلا ما كنت منصفاً مع نفسك وأمام ربّك في يوم سوف نقف وإياك بين يدي الرب الجليل للسؤال والحساب: أيهما الكافر الحقيقي: المخالفون أو ملا صدرا والشيخ بهجت والخواجا نصير الدين الطوسي والحلي والسبزواري بل وحتى السيد محمد الحسيني الشيرازي الذي دافع عن ملا صدر وأطلق عليه كما هو مشهور عند العلماء بأنه صدر المتألهين..؟؟!! فالعجب ثم العجب من شيخك يكفِّر شيعياً فيلسوفاً لأنه اعتقد أنه يقول بوحدة الوجود ـــ وهو غير صحيح كما سبق منا بيانه في مقالة تفند دعوى ياسر حبيب حول ملا صدرا ــ ويكِّفر الشيخ بهجت لأنه سلك مسلك الفلاسفة كما يزعم ياسر حبيب في حين أنه حكم على المخالفين بأنهم إخوانه ولهم ما للشيعة وعليهم ما عليهم..؟! فمن يجحد ولاية أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين عليهم السلام ويجحد معارفهم وأحكامهم وإمامتهم... يحكم عليه بالإسلام الظاهري بينما الشيعي المنحرف ـــ على فرض أن ملا صدرا وبهت منحرفان ـــ بالكفر والزندقة؟؟!! فمن ينكر عامة الأصول والفروع يحكم عليه بالإسلام، بينما من يسلك مسلك الفلاسفة يحكم عليه بالكفر والزندقة..!! أليست هذه مفارقة تدعوك للتأمل والتدبر والتريث والتقوى والورع....!! ولماذا لم يرتب عليهم الإسلام الظاهري أسوة لهؤلاء الشيعة الفلاسفة ببقية المخالفين الذين حكم عليهم ياسر حبيب بالإسلام الظاهري..!؟ فيا أخي الكريم فانتبه لنفسك أين تضعها.. فمن أحبَّ قوماً حُشر معهم..!.
    (الوجه الثاني): نعم..! نحن لا نملك جرأة التهور بالتكفير للشيعي العالم إذا أخطأ في تحليل رواية أو ذهب مسلكاً منحرفاً لا يستوجب التكفير وإن استوجب الفسق والفجور إذا كان مقصراً ومتهاوناً في البحث والتنقيب والدراسة والتعلم، بينما شيخك ليس عالماً بالمعنى الحقيقي للعلم الذي أمر به الله سبحانه وأقره النبي وأهل بيته الطاهرون (سلام الله عليهم) لذا نراه يميل يميناً وشمالاً وينقل من هنا وهناك فيستهين بكلِّ عالم شيعي يوجه له نقداً أو يصوب له خطأً، ويكفر كل من لا تستهويه نفسه الأمارة بالسوء، ويكفر من لا يسلك المدرسة الدعوتية التي تخرج منها وانتهل من معينها....!!  
     (الوجه الثالث): إن الآيات والأخبار الشريفة حكمت بكفر المنكر للأصول الخمسة:التوحيد/ النبوة/ الإمامة والولاية/ العدل/ المعاد.
   فمن جحد واحداً من هذه الأصول حكم عليه بالكفر، وقد حكمت الأخبار بالكفر على منكر الضرورة القطعية؛ وحيث إن ملا صدرا والشيخ بهجت لم ينكرا أصلاً من هاتيك الأصول ولم ينكرا ضرورة من ضروريات الدين فلا يجوز الحكم عليهم بالكفر والزندقة لمجرد أن الشيخ الكويتي حكم عليهم بالكفر...!
 ولو سلَّمنا جدلاً أن ملا صدرا والشيخ بهجت قد شطحا في مسائل فلسفية توجب بنظر الغير الكفر ما داما لا ينكران ضرورة دينية متسالم عليها بين فقهاء الأمة، فعلى أقل تقدير يحكم عليهما بالضلال لا الكفر... فمن أخطأ بنظرية لا يجوز الحكم عليه بالكفر وبهذا جرت سيرة الفقهاء في كيفية استنباطهم للحكم الشرعي حول الحكم على آخر بالكفر..ولماذا لم يكفر شيخ الإسلام ياسر حبيب ـــ وهو فعلاً شيخ الإسلام السني كابن تيمية حيث لقبوه بشيخ الإسلام لأنه دأب على تكفير الشيعة ـــ سيده السيستاني الذي حكم على السنة بأنهم إخواننا ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، وأفتى بوجوب إعطائهم من الحقوق الشرعية كسهم الإمام عليه السلام الذي حصرت إعطاءه آية الخمس والنصوص الشريفة بالشيعة المؤمنين بأهل البيت عليهم السلام والمعتقدين بإمامتهم وولايتهم ووجوب البراءة من أعدائهم كأعمدة السقيفة وأتباعهم وأشياعهم..؟!
 إن ياسر حبيب ليس عالماً بل هو متعلم ولم يحسن التعلم كما أنه لم يحسن من الفقاهة شيئاً، وعندنا نحن الشيعة لا يكون الرجل فقيهاً حتى يمر على الكثير من الكتب وبحوث الخارج الاستدلالي، وكل ذلك لم يحصل عليه شيخ التكفير حفيد ابن تيمية بتكفير علماء الشيعة الذين لا يتوافقون معه ولا يسلكون مسلكه التكفيري... فكل عالم شيعي مناهض لبدعه وتصوراته وظنونه وأقيسته واستحساناته يعتبر عند ياسر حبيب كافراً...!! ذلك كله لأجل وجود اضطراب في نتائجه الفكرية المسبوقة بتصورات غير صحيحة عن التاريخ والأحكام والعقائد..! 
   ونحن نسألكم بالله عليكم: أين تعلم وأين درس وما هي المواد الحوزوية التي درسها على أياد علمية.. ومن هم أساتذته في الحوزات العلمية..!؟ لقد نبع من الوسط الكويتي كما ينبع النفط في الصحراء أو البادية القاحلة، ثم بدأ بالهجوم على عائشة والصحابة المنافقين ليكسب ود الشيعة ويحصل منهم على مد يد العون والنصرة والمشايعة...!! فهو كغيره من مشايخ السوء الذين حذرت منهم النصوص الشرعية ونهت الشيعة عن الإلتزام بمنهجهم الملتوي الإلتقاطي وبدعهم التي تخرِّب عليهم دينهم ودنياهم..! لقد استشهدتم برواية تكفير الفلاسفة بينما لم تلتفتوا إلى النصوص التي حذرت من علماء السوء الذين يحبون الرياسة ويبتدعون أحكاماً لا علاقة للإسلام بها من قريب أو بعيد...!!
  وبناءً عليه: إن ياسر حبيب رجل حشويٌّ التقاطيٌّ يلتقط معلومة شاذة من هنا ومعلومة من هناك لكي يظهر نفسه بمظهر العلم حباً للزعامة والرياسة أو استمالة لقلوب الناس وجلبا لهم ، أو مباهاة لعالم من معاصريه ..على قاعدة "خالف تُعْرَف"؛ ومن سعى نحو الرياسة فإن مصيره إلى النار..!!
   (الوجه الرابع): قلتم أنه أجرأ منَّا على تكفير الفلاسفة بينما نحن لا نملك تلك الجرأة لأننا:" تقوم بتأويل أقوالهم والرواية صريحة شيخنا فمن مال إليهم فليس منا فإذا هم ملعونون.."،كلام حقٍّ يُراد به باطلٌ لتضليل المؤمنين؛ نعم نحن نقوم بتأويل أقوالهم لأننا نخاف يوماً كان شره مستطيراً، نحن نخاف الحساب والعقاب من رب الأرض والسماء..ونخاف يوماً سوف نقف هناك بين يدي لا تخفى عليه خافية..وهل أن التكفير لمجرد أنه تكفير يستهويكم ويثلج صدوركم..؟! أين التقوى أين الورع أين الخشية..؟! نحن لم يحصل لنا أن فلاناً وفلاناً وصلا إلى درجة الجحود فكيف يجوز لنا أن نحكم عليهما بالكفر..؟! وهل تريدون منا أن نلتحق بركب شيخ دمشق إبن تيمية فنكفر من يكفره ونؤمن بمن يؤمن به..؟؟!! وهل ظنونه حجة علينا وعلى بقية فقهاء التشيع..؟ فقطعه ليس حجةً على غيره، وكأنه لم يدرس مبحث القطع في باب الأمارات من علم الأصول..!! من هنا نعلمكم بأن الرجل ليس بمستوى أن يقال عنه أنه متعلم فضلاً عن عالم...!! بل هو قصاص يحكي حكايات ويقص عليكم القصص وأنتم كالنعاج تلوون رقابكم إليه وتنحون له سجداً ركعاً من دون خوف ووجل من يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار..!! وإذا كان من يميل إلى الفلاسفة يعتبر منهم وبالتالي يبرأ منه آل محمد (سلام الله عليهم) فما مصير من يميل إلى المخالفين ويعتبرهم إخواناً له بل وهم نفسه وروحه التي بين جنبيه...! فشيخ دمشق والكويت حكم على المخالفين بأنهم مسلمون وأنهم نفسه تبعاً لسيده السيستاني هو أولى بالخروج من ولاية آل البيت عليهم السلام وليس نحن...!
  ونسألك بالله عليك: نحن خارجون من ولاية آل محمد وأنتم الوحيدون من الموالين والمتشيعين لهم..؟! فنحن لا نحكم على المخالفين بالكفر ونحكم عليهم بأنهم نواصب وأن لا أُخوة بيننا وبينهم..بينما شيخ تيمية الكويتي يحكم عليهم بالإسلام وأنهم إخوانه ونفسه الخبيثة التي بين جنبيه..؟! أيهما أفضل عند الله تعالى نحن أم هو..؟!
   هذا بالإضافة إلى أنه على فرض صدور الرواية عن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام: (فمن مال إليهم فليس منا ) فلا يراد منها سوى الجاحد لمعالم دينهم برد أخبارهم الشريفة والعمل بالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة، وهي بعيدة عمَّن تأوّل نصاً بحسب فهمه للنصّ إلا أن يكون التأويل مخالفاً للضرورة القطعية...فهي على نسق قولهم:" من لم يأخذ شاربه فليس منّا" و "ومن غشَّ مسلماً فليس منا" و"من ضيّع حقّ جاره فليس منّا"؛ وقول أمير المؤمنين مولانا الإمام الأعظم عليّ بن أبي طالب عليهما السلام:" يا معشر اللحّامين ، من نفخ في اللحم فليس منّا"؛ ومن الواضح أن ترك الشارب مسدلاً على الشفة العليا ليس حراماً بل هو مكروه، وهكذا الحال بالنسبة للقصابين الذين ينفخون في اللحم.. بينما الغاشّ للمؤمنين يعتبر عاصياً فاسقاً...وهكذا يكون حال من ضيع حقّ جاره الصالح...وليكن حال الفيلسوف الذي لا ينكر النصوص الشريفة حال العاصي بغش المؤمنين وتارك شاربه على شفته العليا...؟!!
   ولو فرضنا أن الرواية تعمُّ من تأوّل النصوص بما لا يخالف الضرورة، فإنه لم يثبت لدينا أن ملا صدرا والشيخ بهجت قد تأوّلا النصوص بالشرط الذي أشرنا إليه، فأقل ما يمكن أن نقول بحق ملا صدرا ــ دون الشيخ بهجت ــ أن الأول تأوَّل كلمات إبن العربي وترضى عليه، فلا يعدو كونه من المنحرفين عن جادة الصواب والتولي والتبري، وهو فسق لا يستوجب التكفير..! ذلك كلّه على فرض صحة ما نقل عن ملا صدرا الترضي على ابن العربي..فلعلَّه لم يتفوّه بذلك أبداً بل لعلَّه من صنع الدساسين في كتابه "الأسفار الأربعة وغيرها من كتبه"، ومن المعلوم أن كتاب الله تعالى سنة نبيه الكريم قد نالهما النصيب الوافر من التحريف والتزييف، فكيف سيكون حال كتب ملا صدرا وأمثاله من العلماء، وقد أشرنا إلى مسألة تحريف الكتب في مقدمة كتابنا الموسوم بـ "أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد" فليراجع ففيه غنائم وفوائد مهمة في هذا الصدد...
    وثمة مسألة مهمة ينبغي إلفات النظر إليها وهي: أن ملا صدرا قد أعلن في آخر حياته أنه اعتزل الفلسفة وقد ندم على صرف حياته في تتبع أقوال الفلاسفة وبيان مرادهم، وقد ذكر ذلك محقق كتابه "الأسفار" وقد أوضحنا ذلك في بعض إجاباتنا على شبهة "وحدة الوجود"؛ فلتراجع في موقعنا الإلكتروني.
    ومهما يكن الأمر: إننا لم نجد نصاً كالذي أشرتم إليه بحق الفلاسفة، نعم هناك نصوص عامة تصرح بأن من وافق المخالفين فليس من أهل البيت عليهم السلام نظير ما جاء عن إمامنا الصادق قال عليه السلام :" ما جعل اللَّه لأحد خيرة في اتّباع غيرنا ، وإنّ من وافقنا خالف عدوّنا ، ومن وافق عدوّنا في قول أو عمل فليس منّا ولا نحن منهم". 
     وورد عن إمامنا أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:" شيعتنا المسلَّمون لأمرنا ، الآخذون بقولنا ، المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منّا ".
   والتعبير بـ"ليس منا" قد يأتي بمعنى المروق من الدين نظير ما ورد في الروايتين المتقدمتين الدالتين على مروق بعض الناس المتوافقين مع أعداء آل محمد بعقائدهم وفقههم، ونظير ما ورد بحق المنكر لإمامتهم وولايتهم وأفضليتهم، ونظير المنكر لبعض العقائد والأحكام الحقة كاللرجعة والمتعة كما جاء عنهم سلام الله عليهم قولهم:" من لم يؤمن برجعتنا ، ولم يقرَّ بمتعتنا ، فليس منّا "، وهو حقٌّ لا ننكره (والعياذ بالله تعالى) إلا أنه لا يصح نعت مرتكب المكروه كتارك لشاربه والغاشّ للمؤمنين بأنه مارق من الدين كما أشرنا أعلاه في الأمثلة السابقة..فلا بد للفقيه من النظر في الأدلة الشرعية في كل مورد مكروه ومحرم وتكفيري، فيفتي في كلّ مورد بحسب ما ورد بشأنه من الأدلة لا أنه يخلط الجميع في حكم واحد، فإن ذلك خلاف سيرة الفقهاء الذين يميزون بين الموارد كلّ بحسب ما دل عليه الدليل منفرداً ولا يقيسون جميع الموارد بقياسٍ واحد..!! ومن هذا القبيل الحكم على الفيلسوف الشيعي، فإذا طرح النصوص حكموا عليه بالكفر وإلا فإنهم يحكمون عليه بأحد أمرين: إما الفسق: بسبب تأويل نصّ يتوافق مع المخالفين.. وإما الجهل بحقائق التشيع...وهل أن ساحة الشيخ ياسر حبيب خالية من تأويل للنصوص بل ورفض لها تأويلاً واستحساناً..!؟ وأنتم لم تنظروا إلى خزعبلاته حول حسن ظنه بالمخالفين والحكم عليهم بالإسلام مع طرحهم لنصوص الأئمة الأطهار (سلام الله عليهم) وجحودهم لإمامتهم وولايتهم ومعارفهم وأحكامهم..فكيف يصبح تارك النص والولاية والإمام مسلماً ومبرءاً للذمة في حين أن المتمسك بالنص ومعارف أئمة الهدى ويفتي بأخبارهم كافراً وزنديقاً كما هو حال ملا صدرا والشيخ بهجت بنظر ياسر حبيب...حكِّم عقلك وضميرك ووجدانك ودينك يا أخي فلا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله تعالى..! فتأمل فإن في التدبر والتأمل نجاة من كل حيرة وشك.
    والخلاصة: إن معنى الرواية هو أن من اعتقد بأقوال الفلاسفة ونهج منهاجهم الرامي إلى طرح النصوص والعمل بالأقيسة والاستحسانات فهو خارج من ولاية آل محمد (سلام الله عليهم) ومن أين لنا أن نثبت أن ملا صدرا قد طرح النصوص الصادرة عن أئمة الهدى (سلام الله عليهم) فإننا لم نصل إلى هذه المستوى من القطع، فعندما نصل إلى ذلك فساعتئذ يكون لنا موقف سلبي تجاه ملا صدرا...!! ولو كان كذلك فلماذا لم يكفره فقهاء الشيعة ممن جاء بعده..!؟ بل ما وجدناه أنهم كلهم متفقون على أنه صدر المتألهين، ولا يخفى على اللبيب الفطن والعالم النحرير أن لقب "صدر المتألهين لا يطلق إلا على الموحد ولا يجوز إطلاقه على الكافر..! ودعك من قول بعض الشواذ ممن حسد ملا صدرا والشيخ المحدث أحمد الإحسائي حيث كفرهما بعض من لا يخاف الفتوى ولا يتحرج منها، وحساب المفتي من دون علم عسير فعسير وعقابه شديد فشديد...!!!
  (الأمر الثاني): دعواكم علينا بأن هجومنا على شيخكم المذكور كان ولا يزال من دون دليلٍ، بل كان من أجل انتقاده لكتابنا "الفوائد البهية" ونعته له بـ" لا بؤيس به".
الإيراد على الأمر الثاني بما يلي:
    لقد تجرأت علينا كثيراً...!! ألا تخاف سوء الحساب من نعتك لنا بأننا شننا هجوماً على شيخك من دون دليل، ولنا موقف معكم يوم الحشر والنشر وساعتئذ يخسر المبطلون..! إذ ليس من شيمنا وسجايانا التي اقتبسناها من مشكاة آل محمد (سلام الله عليهم) الهجوم على الأبرياء والمظلومين؛ فإن ذلك يخلُّ بعدالتنا ونحاسب عليه يوم يفر المرء من أمه وأبيه وفصيلته التي تؤويه...إن نعتك لنا بما زفر به لسانك علينا دليلٌ على عدم تقواك..! لماذا كلّ هذا الحماس لرجلٍ وقف العلماء والفقهاء منه موقف الشجب والإنكار بسبب انحرافه الفكري وحبه للزعامة والتسلط، ولا يغرنكم هجومه على عائشة في كتاب أشبه باستعراض قصصي صحفي..فإنها سلعة الكاسد الجهول بمواضع الاستدلال الفقهي..!! 
  إننا لسنا أول من تصدى لياسر حبيب فهناك كثير من العلماء والفقهاء الذين تصدوا له عبر تصريحاتهم بضلاله وتجرؤه على شخصيات مرموقة من أصحاب أمير المؤمنين وبقية الأئمة الأطهار عليهم السلام، فثلة من آل الشيرازي تصدوا له، وكذلك الشيخ علي اللهياري ونعته بالجاهل بسبب افترائه على سينا عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه..فلماذا التركيز علينا بالخصوص لولا حسده لنا وبغضه ونصبة العداوة لنا..وهذا شرف لنا لأننا من المدافعين عنهم والمنافحين العفاريت والشياطين وطردهم من ساحتهم...كيف لا ! وقد قالوا في بعض النصوص الواردة عنهم (سلام الله عليهم) :" ليس الناصبي من نصب لنا العداوة أهل البيت، لأنك لا تجد أحداً يقول أنا أبغض محمداً وآل محمد، وإنما الناصبي من نصب لكم لأنكم تتولونا وتتبرؤون من أعدائنا". 
    شيخك الضال هو من حزب الدعوة وله خلفيات علينا سببها كرهنا لحزب الدعوة وتفنيدنا لأفكاره ومنهجه السني، فكانت سهامه متوجهة إلينا أكثر من غيرنا، بل إننا لم نجد في كلمات هذا الضال ما يقدح بغيرنا كما قدح بنا..!! نحن لم نشنَّ عليه هجوماً ابتداءً ..! بل هو أول من شنَّ علينا هجوماً منذ عشر سنين عندما فندنا دعواه حول ناصبية المخالف وحكمه عليه بالإسلام، أي أنه اعتقد بكونه ناصبياً وفي الوقت نفسه حكم عليه بالإسلام والطهارة، وقلنا في مقام رد دعواه الباطلة بأن الحكم بالنصب يستلزم الحكم عليه بالكفر الظاهري والواقعي وبالتالي الحكم عليه بالنجاسة، فإما أن تحكم عليه بالإسلام الظاهري وتنفي عنه النصب، وإما أن تحكم عليه بالنصب وبالتالي يحكم عليه بالكفر والنجاسة؛ وهو جواب لم يعجبه لأن جوابنا وضعه في موضع الضعيف باستدلاله أمام الناس والعلماء عبر المواقع الإلكترونية، فجنَّ جنونه علينا، فقام يحرك بأصابعه الخفية بعض الناس ممن لا يخافون الله تعالى فقاموا يسبوننا ويشتموننا ويتهكمون علينا ويزدرون بنا وينتقصون منا عبر المواقع الإلكترونية حتى تعاون معه المتحزبون من جماعة إيران ولبنان والعراق والبحرين والكويت، مع أنهم يدعون أنهم لا يتوافقون مع ياسر حبيب إلا أن اتفاقهم بالهجوم علينا يصب في خانتهم، فوجدوها فرصة سانحة للإنتقاص منا والتهكم علينا للقضاء على منهجنا في الدفاع عن معالم التشيع والتصدي للأباطيل والأراجيف التي يحوكونها ضد معالم التشيع... إتفقوا مع ياسر حبيب لضربنا، فصارت التهكمات علينا كالسيل الجارف، فتصدى لهم ثلة من أشاوس الشيعة مع ردودنا العلمية فتوقف الهجوم فترة زمنية معينة ثم عادوا الكرة علينا معه ولا زالت إلى الآن تحت عناوين متعددة تارة سياسية وأخرى دينية...! أبعد هذا تقولون وتدعون أننا هاجمناه لأنه تهكم على كتابنا الفوائد البهيَّة...!؟ نعم قد رددنا عليه بالمثل فأفحمناه وقضينا على باطله في كتابنا الجليل الموسوم بـ" الحقيقة الغراء في تفضيل مولاتنا الصديقة الكبرى زينب الحوراء (سلام الله وصلواته عليها) على مريم العذراء عليها السلام" .
  إنكم تحمستم كثيراً للمدعو الضال..! ولن يغنيكم يوم القيامة شيئاً وسوف نذكركم بذلك إن شاء الله تعالى إن لم تتوبوا وتعودوا لرشدكم، فإننا لن نسامحكم على افترائكم علينا وتهكمكم على شخصنا ونحن من شيعة أمير المؤمنين وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام الواقفين على الثغر الذي يلي إبليس وجنوده...!! إنكم نظرتم إلى من دونكم ولم تنظروا إلى من فوقكم وهو الله جلَّ جلاله وحججه وأولياؤه عليهم السلام..فاعرف الحقَّ تعرف أهله..! إنكم لم تنظروا إلى قناته الفضائية منذ سنتين تقريباً كيف عرض عليها صفحتنا الإلكترونية يتهكم علينا  ويحرض الناس ضدنا وأنه لا يجوز تقليدنا لأننا معروفون بلقب "أسد الشيعة"، وقد أطلقه علينا ثلة من علماء الشيعة في العراق وإيران ولبنان...وأصروا بعضهم علينا الإلتزام به على الموقع الإلكتروني؛ وهو لقب لا يوجب مروقاً من الدين ولا تفسيقاً يخرجنا من سلك العادلين، فقد نظر إلى لقب أسد الشيعة فأخرجنا ــ ياسر حبيب ــ بسببه من الدين في حين لم ينظر إلى نفسه عندما أصبغ عليها لقب "شيخ الإسلام"..!! فها هو الشيخ اللهياري لقب بلقب "ناصر الحق" فلماذا لم يشن عليه شيخك الناصبي حرباً كما شنَّها علينا..؟! وها هم الفقهاء الذين يعتمد عليهم شيخك الضال قد لقبوا أنفسهم بألقاب لا يجوز لغير المعصوم أن ينسبها إلى نفسه كلقب آية الله العظمى وإمام الأمة وسلطان العلماء وحجة الإسلام...فلماذا لم يشنَّ عليهم شيخك الناصبي  حرباًكما شنَّها علينا ولا يزال...!؟ الجواب معروف:
شنشنة أعرفها من أخزم.... وهل تلد الحيَّة إلا حيَّة!!
   أيهما أعظم قبحاً لقب" أسد الشيعة" أم لقب"شيخ الإسلام" أيها الغيور على شيخ الإسلام..؟؟!! لعلك لا تدري أيهما أعظم ويستوجب الفسق...!! فإن كنت لا تدري لكننا ندري وقد أعلمناك ما لم تكن تدريه ولا تعقله ولا تدرك مغزاه ولا تفقه مراده..! ونحن لا نرغب بالألقاب التي لا تغني ولا تسمن جوع، وكنا سوف نحذفه من موقعنا إلا أننا بعد التأمل عدلنا عن الأمر، أردنا بذلك إغاظة شيخك الضال الناصبي...وعندما يحذف غيرنا ألقابهم التي هي ألقب الأئمة الطاهرين...وبعد أن يقر شيخك الضال بظلمه لنا..وبعد أن يسحب عن نفسه لقب " شيخ الإسلام: فساعتئذ نسحب هذا اللقب الذي أغاظه ولا يزال يغيظه حتى يموت بغصة الإكتئاب، والملتقى يوم الحساب..!!
   فنحن لم ندَّعِ مشيخة الإسلام الذي يعني الشيخ الأعظم في الإسلام والزعيم على مشايخ الإسلام..! ولا أننا أكلنا باسمه كما يفعل شيخك ياسر..! نحن لم نسرق أموال الشيعة بحجة القناة الفضائية لنضعها في بنوك وشركات لتدر علينا الأموال والفوائد البنكية وغيرها كما فعل شيخك شيخ الإسلام..! نحن لم نتسوَّل من الشيعة على القنوات الفضائية ليعطونا الأموال باسم خدمة الإمام الحجة المهدي عليه السلام كما فعل شيخك شيخ الإسلام..! نحن لم نتعاقد مع شركة تطبع أعلاماً حريرية مكتوب عليها "خدام الإمام المهدي عليه السلام" ويتم بيعها في أسواق العراق والكويت والبحرين وباكستان وغيرها من بلاد الشيعة بأسعار مالية تكاد تكون جنونية باسم التشيع والإسلام...!! نحن لم نبع كتابنا "خيانة عائشة.." بسبعة دولارات في العراق لتدر علينا الأموال الطائلة كما فعل شيخك شيخ الإسلام بل إن كتابنا وزع منه مجاناً أربعون نسخة ثم اقتحم حزب إيران دارنا واغتصبوه منا وهددونا بالويل والثبور وعظائم الأمور في حين شيخك شيخ الإسلام يباع كتابه في العراق ولندن ولا أحد يغمز عليه بطرفة عين لا في العراق ولا في أي مكان..! فنحن ممنوع علينا أن ننشر كتابنا في العراق ولبنان في حين يسمح لشيخك شيخ الإسلام بنشره مرات في عامة مكتبات العراق...فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تواطؤه مع الاستعمار البريطاني في العراق الذي أمر السلطات العراقية بغض الطرف عن كتاب شيخك شيخ الإسلام..! نحن لم نداهن على الدين والتشيع حتى يسمح لنا بطبع كل مصنفاتنا في لبنان والعراق وإيران كما فعل شيخك شيخ الإسلام نسق مع السيستاني لأجل غايات وحدوية ومن أجل بسط النفوذ في العراق مع أن فتوى السيستاني بكون المخالفين نفس الشيعة أشنع عند الله تعالى والحجج الطاهرين من مدح ملا صدر لابن العربي وأمثاله ومن فلسفة الشيخ بهجت...!!
  أيها الناس خافوا الله فينا وراعوا فينا حرمةَ الإسلام ودم الإيمان، وكفاكم جرأة علينا..! فإن كنتم لا تخافون المعاد وكنتم عرباً كما تزعمون فأين الشهامة العربية وأين النخوة الإنسانية...!!! اللهم اشهد أني قد بلّغت، ولي أسوة حسنة بساداتي من آل محمد (سلام الله عليهم) حيث ظلمهم الأعداء وصبروا على ما أصابهم، فلي بهم قدوة حسنة في الدنيا الفانية والموعد الحق بالكون معهم يوم الحشر والنشر واللقاء...صلى الله عليهم أجمعين والسلام عليكم. 
 
حررها كلب آل محمَّد (سلام الله عليهم)
 عبدهم الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 6 جمادى الأولى 1438 هـ
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1409
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29