• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : ما مدى صحة عيد النيروز؟ .

ما مدى صحة عيد النيروز؟

المسائل الباكستانية
 

الموضوع:هل عيد النيروز عيدٌ إسلاميٌّ؟
 

بسمه تعالى
 

سؤال: هل أن عيد النيروز غير إسلامي؟
 

والجواب:
 لم يثبت لدينا بدليلٍ شرعيٍّ معتبرٍ  أنَّ النيروز المتعارف عند الفرس عيدٌ إسلاميٌّ ، نعم قد دل خبر على فضيلة ليوم النيروز  للمعلَّى بن خنيس عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام بأنه"اليوم الذي طلعت فيه الشمس وهبت فيه الرياح اللواقح وخلقت فيه زهرة الأرض وأنه اليوم الذي أُخذ فيه العهد لأمير المؤمنين عليه السلام بغدير خم  ....وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت .." وقد استفاد مشهور المتأخرين منه إستحباب الغسل في يوم النيروز، طبقاً لقاعدة التسامح في أدلة السنن ،وليس للنيروز ذكرٌ عند مشهور المتقدمين من فقهاء الإمامية، وقد أوقع خبر المعلّى لبساً وخلطاً عند بعض الفقهاء فجعله دليلاً على مشروعية عيد النيروز المتعارف عند الإيرانيين،ولا أرى لهذا الخلط منشئاً معتبراً سوى أقيسة وإستحسانات مأخوذة من المخالفين سوآء أكانوا مجوساً أم أشاعرة ومعتزلة أم نصارى ويهود .
والصحيح أن يقال:أن خبر المعلَّى بن خنيس لا يدل على كون النيروز هو يوم إحتفال الفرس فيه، بل هو يومٌ آخر مختلفٌ عنه تماماً ،إنَّه يومٌ جديد يتمظهر في عدة أيام مباركة كيوم البيعة لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام في غدير خم، وكيوم ظفر فيه على أعدائه يوم النهروان،وكيوم يظهر قائم أهل البيت عليهم السلام فيقيم العدل ويقتل الدجال والسفياني ...إلى آخر ما هنالك من فضائل عدَّدها خبر المعلّى، وعلى تقدير أن الخبر صادر عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام فإنَّ جميع هذه الفضائل مصاديق ليومٍ جديد عند الله تعالى سمّي بيوم النيروز  لأن المؤمنين من الفرس الإيرانيين عملوا بمضامينه ومصاديقه المتقدمة الذكر  وهو ما أكده قول الإمام عليه السلام " إنَّه يومٌ من أيامنا حفظه الفرس وضيعتموه" فيكون حفظهم له بإبقائهم على التمسك بولايتهم عليهم السلام وليس بإبقائهم على مراسم العيد المتعارف لديهم،فما ورد في خبر المعلَّى محمولٌ على التأويل والدراية وليس على على ظاهر ألفاظ الرواية،لأن ظاهرها متشابه ومجمل ومردد بين أمرين :إما على إحتفال الفرس في عيدهم وإما على الشكر لله تعالى بفضائل الولاية لهم عليهم السلام ،فالقدر المتيقن من النصّ هو حمله على المورد الثاني وليس المورد الأول لكونه خلاف المتيقن فننفيه بالأصل ، ومما يؤكد تحقيقنا هذا الذي لم يسبقنا إليه أحد من فقهاء الإمامية  ــــ ولله تعالى المجد والعظمة والحمد ولأهل البيت الشكر والفضل ــــ هو ما جاء في خبر المناقب عن مولانا الإمام الكاظم عليه السلام :"أن المنصور تقدم إليه عليه السلام ليهنئه بيوم النيروز وقبض ما يحمل إليه ،فقال عليه السلام "إني فتشت الأخبار عن جدي رسول الله(صلى الله عليه وآله)فلم أجد لهذا العيد خبراً،وأنه سنّة الفرس ومحاها الإسلام،ومعاذ الله أن يحيى "او نحيي" ما محاه الإسلام،فقال له المنصور:إنما نفعل هذا سياسة للجند ..." وبهذا يتضح أن خبر المعلى معارضٌ برواية المناقب المتقدمة،ولا يصح تقديم  خبر المعلى على رواية المناقب لإمكان حمل خبر المعلَّى على التقيَّة أو أن النيروز يومٌ آخر غير اليوم الذي يحتفل فيه الفرس إحياءً لسنن المجوس والزردشت الذين أضافوا إليه أموراً تتوافق مع معتقداتنا ،ولا يبعد أن يكون الخبر مدلساً على أئمتنا الطاهرين لإثبات فضيلة ليوم النيروز ،والله تعالى العالم،والحمد لله وصلِّ اللهم على وليِّك القائم بالحق مولانا بقية الله الأعظم الحجة بن الحسن (روحي وأرواح العالمين لتراب نعليه الفداء) وجعلنا وإياكم من العارفين به وبأمره والعاشقين له والمحامين عنه والحاملين لواءَه والخدام بين يديه..اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكحل ناظرنا بنظرةٍ منا إليه وعجِّل فرجه وأهلك أعداءه يا منتقم يا جبار يا قهار يا الله ..والسلام عليكم ورحمته وبركاته ونتمى لكم التوفيق والسداد والنصرة على الأعداء والفوز باللقاء بمن لا يغفل عن مواليه ومحبيه لا سيما أمثالكم في شيعة أهل البيت في باكستان المليئة بالنواصب الزنادقة ولكنهم وطاويط الليل يفجرون أنفسهم بالثلة المؤمنة منكم ولكن اعلموا أن مولاكم الحجة بن الحسن روحي فداه معكم إن تصلبتم بعقيدتكم وكنتم الشجعان الذين لا يخافون ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين ،دفع الله تعالى عنكم كلَّ مكروه وجعل عدوكم تحت أقدامكم يا فرسان الهيجاء ويا إخوان الصفا ويا عشاق أبي عبد الله الحسين عليه السلام دمتم سالمين ومنصورين بحق محمد رسول الله وآله الأنوار المطهرين عليهم السلام ... العبد الفقير إليهم عليهم السلام/محمد جميل حمُّود العاملي/بيروت/بتاريخ 16محرم الحرام 1430للهجرة النبوية.


 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=151
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18