• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : علم الرجال .
              • القسم الفرعي : مواضيع رجاليّة .
                    • الموضوع : رد الشبهات عن دعاء كميل بن زياد .

رد الشبهات عن دعاء كميل بن زياد

الموضوع:رد الشبهات عن دعاء كميل بن زياد
 

بسمه تعالى
 

هذه بعض الشبهات التي ألقاها بعض الوهابية على دعاء كميل بن زياد نرجو منك مولانا الكريم ردّها لو سمحتم مأجورين:
 

(1)ـ  الدعاءُ عبادةٌ كما هو معلومٌ لدى الجميعِ ، والأصلُ في العباداتِ أنها توقيفية ، أي لا يجوز أن يشرعَ الإنسان عبادةً من عند نفسهِ ، بل لا بد أن تكونَ ثابتةً عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، ولو أردنا أن نجري هذا الأصلَ على دعاءِ كميل لرددناهُ لسبب واحدٍ وهو عدمُ ثبوتِ سندهِ كما قرر ذلك مراجعُ الرافضةِ أنفسهم ، وبناء عليه سقط الاستدلالُ به . 
 

يرد عليه
الدعاء ليس كالصلاة حتى تتوقف شرعيته على إذنٍ خاصٍ من النبيّ الأعظم(صلَّى الله عليه وآله) بل يكفي فيه العمومات أو الإطلاقات الواردة في الكتاب الكريم والسنَّة المطهرة الدالين على إستحباب الدعاء بأي صيغةٍ اتفقت،قال تعالى:"وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم.." وهكذا ما ورد عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله)بالحثّ على الدعاء عند الشدائد،فلو أنَّ عبداً وقع في شدّة ولم يكن حافظاً دعاءاً مسنوناً عنه (صلوات ربي عليه وآله)فهل يترك الدعاء لأنّه ليس خاطراً في ذهنه دعاءاً مسنوناً عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله)؟؟!!وهذا العاوي لا أظنه يحفظ دعاءاً واحداً عن النبيّ وفي ذات الوقت يتشدق بتوقفية الدعاء؟؟!!
 

(2)ـ تحديدُ الوقتِ لذكرهِ وهو ليلةُ النصفِ من شعبان ، وليلة الجمعة ، وهذا يحتاجُ إلى توقيفٍ من المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم ، أو يصحُ سندهُ عن الصحابي ويكونُ له حكمُ المرفوعِ إلى النبي صلى الله عليه وسلم
 

والجواب:
لقد اشترط هذا العاوي أن يكون تحديد الوقت متوقفاً على إذن النبيّ(عليه وآله السلام)أو  يصح سنده عن الصحابي،وهو خلاف العموم القرآني الدال على إستحباب الدعاء ولو كان من إختراع العبد نفسه كما أشرنا آنفاً،وورود أدعية محددة بأوقاتٍ معينّة لا يقدح بأصل مشروعية الدعاء وله نظائر في السنّة النبوية كالدعاء ليلة العيدين ويومهما ،والدعاء عند الخسوف والكسوف ،والدعاء عند الفقر والمرض وغير ذلك،مضافاً إلى ذلك فإنه اشترط كونه صادراً عن صحابي،اوليس أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام صحابياً قد صدر الدعاء عنه؟؟ اللهم إلاَّ أن يكون اعتقاد السلفية بأنّ الإمام عليَّاً عليه السلام ليس صحابياً وهو أمرٌ مخالف للضرورة أو أنّهم يعتقدون بكفره (صلوات ربي عليه)ولا يبعد ذلك في حقّ هؤلاء العاوين عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!!

 

(3)ـ ما جاء في الدعاء من أن تفسيرَ قوله تعالى : " فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ " [ الدخان: 4 ] أن المقصودَ به ليلةُ النصفِ من شعبان ، وهو قولٌ مردودٌ ، بل المقصود ليلة القدر في رمضان ، وهذه بعضُ النقولُ لأهلِ العلمِ عند تفسيرِ هذه الآيةِ
 

والجواب:
لم يدّعِ أحدٌ منا نحن الشيعة بأنّ معنى الآية هو الدعاء بل نقول بأن معناها أنّ الله تعالى يقضي كلّ أمرٍ محكمٍ فيها ويفصّل الآجال والارزاق وغيرها من أمور السنة إلى مثلها،فلا أدري من أين ابتدع هذا الناصبيُّ التفسير الذي ادّعاه بهتاناً وزوراً علينا؟؟!!

قال ابنُ جرير الطبري في " جامع البيان " عند تفسير الآيةِ بعد نقلهِ للأقوال : " وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ : ذَلِكَ لَيْلَة الْقَدْر لِمَا قَدْ تَقَدَّمَ مِنْ بَيَاننَا عَنْ أَنَّ الْمَعْنِيّ بِقَوْلِهِ : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة مُبَارَكَة } لَيْلَة الْقَدْر , وَالْهَاء فِي قَوْله(فِيهَا) مِنْ ذِكْر اللَّيْلَة الْمُبَارَكَة , وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ : { فِيهَا يُفْرَق كُلّ أَمْر حَكِيم } فِي هَذِهِ اللَّيْلَة الْمُبَارَكَة يُقْضَى وَيُفْصَل كُلّ أَمْر أَحْكَمَهُ اللَّه تَعَالَى فِي تِلْكَ السَّنَة إِلَى مِثْلهَا مِنْ السَّنَة الْأُخْرَى , وَوَضَعَ حَكِيم مَوْضِع مُحْكِم
وقال ابنُ كثير : " وَمَنْ قَالَ إِنَّهَا لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان كَمَا رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَة فَقَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَة فَإِنَّ نَصَّ الْقُرْآن أَنَّهَا فِي رَمَضَان . وَالْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ عَبْد اللَّه بْن صَالِح عَنْ اللَّيْث عَنْ عُقَيْل عَنْ الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن الْمُغِيرَة بْن الْأَخْنَس قَالَ : إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " تُقْطَع الْآجَال مِنْ شَعْبَان إِلَى شَعْبَان حَتَّى إِنَّ الرَّجُل لَيَنْكِحُ وَيُولَد لَهُ وَقَدْ أُخْرِجَ اِسْمه فِي الْمَوْتَى " فَهُوَ حَدِيث مُرْسَل وَمِثْله لَا يُعَارَض بِهِ النُّصُوص .ا.هـ.
وحكم الحافظُ ابنُ رجب على حديثِ عثمانَ بن محمد بن المغيرة الذي أوردهُ ابنُ كثير بالإرسالِ أيضاً في " لطائف المعارف " ( ص 256
وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ : وَجُمْهُور الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهَا لَيْلَة الْقَدْر . وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : إِنَّهَا لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان ; وَهُوَ بَاطِل لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابه الصَّادِق الْقَاطِع : " شَهْر رَمَضَان الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن " [ الْبَقَرَة : 185 ] فَنَصَّ عَلَى أَنَّ مِيقَات نُزُوله رَمَضَان , ثُمَّ عُيِّنَ مِنْ زَمَانه اللَّيْل هَاهُنَا بِقَوْلِهِ : " فِي لَيْلَة مُبَارَكَة " فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي غَيْره فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَة عَلَى اللَّه , وَلَيْسَ فِي لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان حَدِيث يُعَوَّل عَلَيْهِ لَا فِي فَضْلهَا وَلَا فِي نَسْخ الْآجَال فِيهَا فَلَا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهَا .

وقال القرطبي : قُلْت : وَقَدْ ذَكَرَ حَدِيث عَائِشَة مُطَوَّلًا صَاحِب كِتَاب الْعَرُوس , وَاخْتَارَ أَنَّ اللَّيْلَة الَّتِي يُفْرَق فِيهَا كُلّ أَمْر حَكِيم لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان , وَأَنَّهَا تُسَمَّى لَيْلَة الْبَرَاءَة . وَقَدْ ذَكَرْنَا قَوْله وَالرَّدّ عَلَيْهِ فِي غَيْر هَذَا الْمَوْضِع , وَأَنَّ الصَّحِيح إِنَّمَا هِيَ لَيْلَة الْقَدْر عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ
وقال الشنقيطي في " أضواءِ البيانِ " (7/319) : وقد بين تعالى أن هذه الليلةَ المباركةَ هي ليلةٌ القدرِ التي أنزل فيها القرآن من شهر رمضان في قوله تعالى : " شَهْر رَمَضَان الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن " [ الْبَقَرَة : 185 ] .
فدعوى أنها ليلةُ النصفِ من شعبان كما روي عن عكرمةَ وغيرهِ ، لا شك أنها دعوى باطلةٌ لمخالفتها لنص القرآن الصريحِ . ولا شك كل ما خالف فهو باطلٌ . والأحاديثُ التي يوردها البعضُ في أنها من شعبان المخالفة لصريح القرآنِ لا أساس لها ، ولا يصحُ سندُ شيء منها كما جزم به ابنُ العربي وغيرُ واحدٍ من المحققين . فالعجبُ كلُ العجبِ من مسلمٍ يخالفُ نصَ القرآنِ بلا مستندِ كتابٍ ولا سنة صحيحةٍ .
 

(4)ـ كما هو معلومٌ أن الأدعيةَ الثابتةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من جوامعِ كلمهِ صلواتُ الله وسلامه عليه ، ودعاءُ كميل المزعوم لا تجدُ فيه مسحةَ جوامعِ كلمهِ صلى الله عليه وسلم لو فرضنا أن علياً نقلهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فما بالكم لو كان عن غيرِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم وبهذا الطولِ ؟

الجواب:
لا شك أنه يُردُ ولو لم يكن في كلماتهِ ما يستغربُ أو يخالفُ آدابَ الدعاءِ ، ودعاءُ كميل على عكس ذلك .
 

(5)ـ وكذلك لفظة : يا سيدي الواردة في الدعاءِ ، تكلم عليها أهلُ العلمِ .
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في" الفتاوى " (1/207) : وَقَدْ كَرِهَ مَالِكٌ وَابْنُ أَبِي عِمْرَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمَا أَنْ يَقُولَ الدَّاعِي : يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي ، وَقَالُوا : قُلْ كَمَا قَالَتْ الْأَنْبِيَاءُ : رَبِّ رَبِّ
وقال أيضاً في " الفتاوى " (10/285) : وَأَمَّا السُّؤَالُ فَكَثِيرًا مَا يَجِيءُ بِاسْمِ الرَّبِّ كَقَوْلِ آدَمَ وَحَوَّاءَ : " رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " وَقَوْلِ نُوحٍ : " رَبِّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ " وَقَوْلِ مُوسَى : " رَبِّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي " وَقَوْلِ الْخَلِيلِ : " رَبَّنَا إنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ " الْآيَةُ وَقَوْلِهِ مَعَ إسْمَاعِيلَ : " رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " وَكَذَلِكَ قَوْلُ الَّذِينَ قَالُوا : " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ
وَقَدْ نُقِلَ عَنْ مَالِك أَنَّهُ قَالَ : أَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ : يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي يَا حَنَّانُ يَا حَنَّانُ وَلَكِنْ يَدْعُو بِمَا دَعَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ؛ رَبَّنَا رَبَّنَا نَقَلَهُ عَنْهُ العتبي فِي العتبية .
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم عند شرح الحديث العاشر (1/274) : وسئل مالك وسفيان عمن يقول في الدعاء : يا سيدي ، فقالا : يقول : يا رب . زاد مالك :
كما قالت الأنبياء
وفي هذا القدرِ كفايةٌ ، وفي الختامِ أجزمُ أن دعاءَ كُمَيْل لم ولن يثبت عن علي بنِ أبي طالب ، وإذا وجدتُ لاحقاً شيئاً يثري الموضوع وضعته إن شاء اللهُ تعالى .

والجواب
إنّ مشكلتنا يا أخي هي مع هذه الكلاب العاوية من الوهابية والسلفية أتباع إبن حنبل منذ أيام الشيخ المفيد إلى يومنا هذا ،فقد أحرقوا الساج المنصوب على مقام الإمامين الكاظميين عليهما السلام في عصر المفيد ،وفي يومنا هذا قام هؤلاء الحنبليون بتفجير مقام الإمامين العسكريين عليهما السلام،فلن يتغيَّر شيءٌ من هؤلاء،وسوف يبقون على نصبهم وعداوتهم لنا لإنتمائنا لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام حتى يخرج إمام زماننا المهدي المنتظر عليه السلام أو أن تندرس حياة هؤلاء الكلاب بسيوفٍ بتارة ...وما ذكره هذا اللعين ليس سوى الحقد ولو أنّهم يملكون ما نملك من الأدعية لما كانوا بهذا المستوى من الإسفاف والإنحطاط الخلقي والفكري،فليس عندهم سوى الدعاء المعروف عند خطبائهم :" اللهم رب الدعوات التامة.."وبعض كلمات يصنعها خطباؤهم ...
وأما دعواه خذله الله تعالى بكراهة مناداة الله تعالى بلفظ"يا سيّدي" ولفظ"يا حنان" بل الأفضل هو لفظ"يا ربّ" مدفوعة ايضاً بأنّ معنى الرب لغةً هو السيّد والقيّم وهو موضع إتفاق بين اللغويين ،ويظهر أن مالك خفيت عليه هذه المفردة اللغوية أو انّه لعداوته للشيعة أراد أن يخالفهم حتى في إنتقاء المفردات اللغوية،فأمير المؤمنين عليٌّ(عليه أفضل التحية والسلام)إمام الكلام والفصاحة باعتراف أكابر علماء العامة فلا يتفلسف هذا العاوي على من طأطأت له فطاحل أهل البلاغة والفصاحة ويشهد لهذا خطبه في نهج البلاغة الذي عقمت النساء عن ولادة مثل أمير المؤمنين عليّ عليه السلام!! وإذا كان ذكر مفردة "سيدي"مكروهة بنظر المالكي،والأولى إستبدالها بلفظ"يا ربّ" مستشهداً ببعض الآيات،فالأولى له أيضاً أن يستبدل"الرب"بلفظ أفضل منه وهو"المولى" لأنّ لفظ "الرب" فيها دلالة على ربوبية غير الله تعالى لما ورد في عدة آيات في سورة يوسف ينسب فيها النبيّ يوسف عليه السلام إلى الملك بأنّه "رب" وذلك عندما قال  للسجين الذي كان معه في السجن"وقال للذي ظن أنّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربّك فأنساه الشيطان ذكر ربّه.."يوسف/42والرب هنا هو الملك بقرينة قول النبيّ يوسف للرسول الذي جاءه بخبر خلاصه"وقال الملك ائتونب به فلمّا جآءه الرسول قال ارجع إلى ربّك فسئله ما بال النسوة اللاتي قطعنّ أيديهنّ.." ولقوله "يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خيرٌ أم الله الواحد القهار.." فحيث أنّ لفظ الرب يتشارك فيه الخالق والمخلوق ،الأولى على المالكي أن لا يذكره أيضاً بل الأولى أن يذكر لفظ"المولى"أو "السيّد" كما فعل أمير المؤمنين عليه السلام..وأما لفظ"حنان"الذي استكرهه الفيلسوف المالكي فدونه خرط القتادة وهو يدل على جهله بمفردات القرآن الكريم ومعاني السنّة الشريفة بل يدل على جهله باللغة العربية أيضاً،فيظهر أنّضه لم يواظب على قراءة القرآن حتى خفيت عليه المفردة التي إستكرهها وهو قوله تعالى:" يا يحيى خذ الكتاب بقوة آتيناه الحكم صبياً وحناناً من لدنا وزكاةً وكان تقياً" وأصل الحنان هو الرحمةنوالحنَّان أحد الأسماء الحسنى لله تعالى،ويظهر أنّ الفصيح المالكي على عداوة مع الحنبلي الذي روى عن أنس عن الرسول الأكرم قال:"يبقى رجلٌ في النار ينادي ألف سنة يا حنان يا منان" وروى أبن كثير الدمشقي في تفسيره المعتبر عند العامة بسنده إلى علي بن أبي طلحة وأبن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك وغيرهم في تفسير قوله تعالى"وحناناً من لدنا" بأنّ معناها هو العطف والمحبة والعظمةنفقال:"..وحناناً من لدنا يقول:ورحمة من عندنا،وكذا قال عكرمة وقتادة والضحاك وزاد لا يقدر عليها غيرنا وزاد قتادة رحم الله بها زكريا وقال مجاهد(وحناناً..)وتعطفاً من ربّه وقال عكرمة(وحناناً..)محبة إليه..."فراجعوا تفسير إبن كثير /سورة مريم الآية13....
وأما دعوى هذا العاوي بأننا نحن الشيعة نقدّم دعاء كميل على أدعية النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله) فغير مجدية له لكذبه وتلفيقه،إذ إننا نحن الشيعة لنا أدعية كثيرة جداً عن الرسول الأكرم ومن أهمها دعاء الجوشن الذي يُدعى به في ليالي القدر على وجه الخصوص وفيه ألف إسم من الاسماء الإلهية المستنبطة من الأسماء المئة الرئيسية ونحن نواظب عليه في شهر رمضان ،فكما يجوز قرآءة دعاء الجوشن في شهر رمضان يجوز أيضاً قرآءة دعاء كميل في ليلة الجمعة،وإلقاء نظرة على كتبنا الحديثية تعطي القارىء صورة واضحة على ما قلنا من أنذه كما أننا نعتمد على أدعية لأهل البيت كذلك نعتمد على أدعية رسول الله ،وفي بعض الأحيان يدعو المؤمنون في غير شهر رمضان بالأدعية المسنونة عن النبي وغيره من أئمة أهل البيت عليهم السلام..
وأما دعى العاوي بأننا لا نعترف بالسنّة الشريفة فكذبة أخرى لا يصدقها عاقلٌّ إذ إنّ أكثر الأخبار المروية عن الأئمة الطاهرين هي مسندة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأنّ ما عند ائمتنا الطاهرين إنَّما هم من عند رسول الله وليس عندهم شيءٌ مغاير لجدهم الاعظم،فقد روي عنهم أنّهم قالوا حديثنا إنّما هو حديث جدنا رسول الله أخذناه وراثة عنه،وفي صحيحة حماد بن عثمان وغيره قالوا :سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول: حديثي حديث ابي ،وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين،وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله وحديث رسول الله قول الله عزّ وجلّ"؟؟وبما قدَّمنا يتضح تكذيب دعواه الاخرى القائلة بأن بعض الطلبة من المخالفين تحدّى الشيعة بأن يأتوه بحديث صحيحٍ إلى النبيّ،لأن كلّ أخبارنا هي بأسانيد متصلة إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) بل ثمة أحاديث كثيرة في كتبنا الحديثية ذات أسانيد متصلة بالنبي من غير طريق أهل البيت عليهم السلام وردت عن بعض الصحابة الأجلاء عندنا أمثال :أبو ذر وسلمان والمقداد وجابر بن عبد الله الأنصاري وغيرهم،مضافاً إلى ذلك فإنّ رواية أهل البيت لها عن النبيّ من أصحّ الطرق وأفضلها ،وهذا ما لا يريده الوهابيون ولا يرتضونه بل يعتبرونه من غير السنّة لأنّ السنّة عندهم هي ما يرويه أبو هريرة ومروان بن الحكم وأبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ونظائرهم،شنشنة أعرفها من أخزم؟؟!!!!من هنا يعتبرون كلّ حديثٍ لا يرويه أحدٌ من طرقهم ضعيفاً ولا قيمة له وهذا غاية التعصب الأعمى والحقد الدفين على الشيعة..  
 
 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=171
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28