سلام الله عليكم 

شيخنا الجليل ما هو الحكم هذا  (توكلت على الحيدر ،ان شاء اميرالمومنين ) 

 

الجواب: المتعارف بين المؤمنين قولهم( توكلت على الله إن شاء الله) ولكن البعض منهم استبدل الذات الإلهية المطهرة بالذات العَلوية الطاهرة.. وعند التأمُّل في هذه الجملة المختَرَعَة لا نجد - بالنظر الثانوي العرضي - محظوراً في استخدامها، وذلك لأن المشيئة العلَوية هي إرادة فعلية تعبّر عن الإرادة الذاتية لله تعالى، والإرادة الفعلية متفرعة من الإرادة الذاتية لله تعالى كما هو مُبَرهَن عليه في بحوث العقيدة..فإرادة امير المؤمنين عليه السلام منبثقة من نفس المشيئة الإلهية كما جاء في حديث المعرفة بالنورانية ( ونحن إذا شئنا شاء الله وإذا كرهنا كره الله والويل كل الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيتنا) البحار ج ٢٦ ص٧ باب ١٣.

 ولنا بحث مطوَّل في تفسيرها في الجزء الثاني ص ٢٨ من كتابنا القيّم:( شبهة إلقاء المعصوم نفسَه في التهلكة ودحضها).

 وجاء في كامل الزيارات ص ٣٦٦ باب ٧٩ حديث رقم ٦١٨ عن مولانا الامام الصادق عليه السلام أنه قال مخاطباً لجدّه الإمام الحسين عليه السلام بقوله الشريف:( إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم..).

ولا ريب في أن لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام  ولاية تكوينية على عامة خلق الله تعالى كما برهنّا عليه في بحوثنا العقائدية الأخرى، فهو واسطة الفيض الإلهي يهبط إليه من عند الله تعالى ويصدر من بيته الشريف الكريم وخزانته المطهرة، ولكن لا ينبغي مخاطبته بما يخاطب به الرب الخالق من دون توضيح وتفسير، وذلك لأن ضعاف النفوس لا يتحمّلون المعارفَ العالية لأهل البيت عليهم السلام، فيؤدي ذلك الى استخدام بعض الجُمَل ذات المعاني العظيمة الراقية الى الكفر بالله والغُلوّ  بأمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام وجعله إلهاً يُعبد من دون الله تعالى.

وبناء عليه: لا يجوز استخدام هكذا جملة أمام أسماع العوام إلا إذا نصب المتكلمُ قرائنَ علمية توضيحية على معنى الجملة وقصده منها بما يتناسب مع سلامة العقيدة وهي: أن أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام هو لسان الله وترجمانه يعبّر عن إرادته ومشيئته..فإن الشطح بالكلمات تجرُّ الى الشطح بالمنازل والمقامات الإلهية..! لذا يتوجب على ذوي المعارف العالية أن ينصبوا القرائنَ العلمية على مقاصدهم في الجمل البلاغية ذات الأسرار العلوية المطهرة حتى لا ينحرف السامعون بمتشابهات الألفاظ الدالة على علو الخصائص والمقامات..! فقد ورد في الأخبار الشريفة: أنهم عليهم السلام يكلّمون الناس على قدر عقولهم..

والله يتولى الصالحين.