• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : فقهي عقائدي .
                    • الموضوع : مسجد الكوفة أفضل من المسجد الاقصى بآلاف المرات .

مسجد الكوفة أفضل من المسجد الاقصى بآلاف المرات

 

بسمه تعالى
السلام على صاحب السماحة مولانا العالِم الربّاني الفقيه والمرجع النبيه اية الله المحقق النحرير الشيخ محمد جميل حمود العاملي دامت تأييداتكم المباركة .
يتم تداول رواية ذكرها الشيخ الصدوق في كتابه"ثواب الأعمال" عن أمير المؤمنين علي عليه السلام انه قال: يستحب الصلاة في المسجد الاقصى، وفيه تعدل الف صلاة،..وفيها ايضا مسجد الصخرة وغير ذلك ...ويذكر رأي السيد محمد كاظم اليزدي بإستحباب الصلاة في المسجد الاقصى وانها تعدل الف صلاة 
السؤال:
نرجو من سماحتكم التوضيح ما المقصود بالمسجد الاقصى؟ علماً انكم ذكرتم سابقاً في عدة بحوث ووضحتم فيه المسألة ، لكن تداول هذا الخبر للصدوق في وسائل التواصل باعتباره من مصادر الشيعة تحديداً، فإنه مبهمٌ للقاريء  وقد يفهمه البعض على انه مسجد القدس المعروف في فلسطين.
نرجو من سماحتكم كشف اللبس عن الموضوع 
دمتم بخير 
وعافية بمحمد واله الطاهرين .
                أحمد .ب
               جنوب لبنان
     

 

القسم الفقهي العقائدي: مسجد الكوفة أفضل من المسجد الاقصى بآلاف المرات.
بسمه تعالى
الجواب:
المراد من بيت المقدس هو مكان تبلغ مساحته ١٥٠ الف متر وفيه باب حِطّة ومسجد الصخرة وقبر سليمان ومسجد عُمر الذي بناه أيام استيلائه على الخلافة..ومسجد الصخرة هو قبلة اليهود وبحسب التحقيق الدقيق لا قدسية فيه لأنه قبلة اليهود التي لم يرتضِ رسول الله الصلاة الى جهتها بمقتضى قوله تعالى( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلَنُوَلّيَنَّكَ قِبلةً ترضاها فَوَلِّ وجهكَ شطرَ المسجد الحرام...) فيبدو من الآية ان رسول الله كان يكره التوجه في صلاته الى مسجد الصخرة..وعدم  رضاه يعكس عن عدم رضا الله الذي امر بالتوجه اليه لأجل الفتنة والإختبار وليس لأجل بركته وأفضليته..من هنا اشارت الآية الاخرى في سورة الإسراء(..الذي باركنا حوله) الى عدم وجود بركة فيه، بل البركة منحصرة بما حول هذا المسجد وهي قبور الأنبياء وأماكن صلواتهم..فمسجد عمر ومسجد الصخرة لا بركة فيهما وإنما البركة بما حول مسجد الصخرة كَبَابِ حِطّة وقبور الانبياء فقط كما أشرنا سابقاً..
وبناء عليه: فإن السيد كاظم اليزدي قال باستحباب الصلاة في المسجد الاقصى وقال: بأن  الصلاة فيه تعدل ألف صلاة تماماً كمسجد الكوفة..فقد ساوى اليزدي بين المسجدين( الاقصى والكوفة) وهو خلاف الأخبار كما سوف ترون .
وبعبارة أخرى: إن هذه المساواة بين مسجد الاقصى ومسجد الكوفة فاسدة من أساسها وغير عادلة وتنم عن ضعف اليزدي في دعواه.. وذلك للوجوه الآتية:

 

(الوجه الاول):
 إن الاخبار المادحة للمسجد الاقصى لا يراد منها مسجد عمر قطعاً إجماعاً ونصاً.. فيبقى الاحتمال قائماً على مسجد الصخرة..وهذا أيضاً لا فضيلة فيه أصلاً وذلك لأمرين: أحدهما: أنه قبلة اليهود التي كره الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله التوجه إليها في صلاته..
وثانيهما: إن الآية( باركنا حوله) قرينة صارفة عن وجود بركة في المسجد الأقصى أي مسجد الصخرة..ولو كان هذا المسجد مباركاً، لكان اللهُ تعالى نصب لنا قرينةً واضحةً بأنه مباركٌ..وحيث إنّه تعالى لم ينصب القرينة على بركتِه - بل نصبَ قرينةً معاكسةً للبركةِ أي خُلُوّهِ من البركة فيه أصلاً - دلّ ذلك على عدم كونه مباركاً.. بل البركة بما حوله وهي الأماكن الواقعة حول المسجد كَبابِ حِطّة وقبور الانبياء ومَحاريبهم وهي التي زارها النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله خلال مسيرة إسرائه ومعراجه الى الملكوت...

 

(الوجه الثاني): 
إنَّ مساواةَ مسجد الأقصى بمسجد الكوفة خلاف النصوص القطعية المتواترة التي رواها الطبرسي في مستدرك الوسائل والمجلسي في بحار الانوار والحر العاملي في الوسائل.. نتبرك بذكر ثلاث روايات منها هي ما يلي:

 

(الرواية الاولى):
 ما ورد في كامل الزيارات لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله قال: حدثني أبي عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الله الرازي عن الحسين بن سيف بن عميرة عن أبيه سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال قلت له: أيُّ البقاع أفضل بعد حرم الله وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين، والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه، وفيها يظهر عدل الله وفيها يكون قائمه والقوام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين.

 

(الرواية الثانية): وعنه قال: حدثني محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن ظريف بن ناصح عن خالد القلانسي عن الصادق (عليه السلام) قال: مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما، الصلاة فيها بمائة الف صلاة والدرهم فيها بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة والدرهم فيها بعشرة آلاف).
(الرواية الثالثة): 
جاء في تفسير العياشي: عن سلام الحناط، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام ومسجد الرسول، قلت: و المسجد الأقصى جعلتُ فداك؟ فقال: ذاك في السماء إليه أسري رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: إن الناس يقولون: إنه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه .
ونقل عن احمد بن حنبل في كتابه مسند احمد بن حنبل ج ٥ ص ٣٧٢ في رواية طويلة قال: قال رجل للنبي : أريد الذهاب الى بيت المقدس..؟ فقال له النبي: فوالذي بعث محمداً بالحق لو صليتَ ها هنا لقضي عنك ذلك كل صلاة في بيت المقدس..).

 

(الوجه الثالث):
إن الرواية التي نقل مضمونها اليزدي من كتاب الفقيه للصدوق هي رواية مُرسَلة من دون سند ولا حُجّية فيها.. لا لكونها بلا سند فحسب على بعض المسالك الرجالية المتشددة في الأخذ بالخبر الثقة كما أوضحناه في كتابنا الرجالي( إتحاف ذوي الإختصاص)، بل لأنها متوافقة مع أخبار العمريين من جهة، ولأنها شاذة ومخالفة للكثير من الروايات الدالة على فضل مسجد الكوفة على المسجد الاقصى الأرضي من جهة أخرى..ولا خير في الأخبار الشاذة، كما لا خير فيما توافق مع العُمريين.. فتأملوا تهتدوا أيها الشاردون عن آل محمد...!!
وبما تقدم: يظهر ضعف الإدعاء الذي وقع فيه علماء ليس لديهم الخبرة التخصصية في باب الجمع بين الأخبار المتعارضة..ولا تغرنّكم الأسماء اللامعة فما هي سوى أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان...فبيت المقدس ليس الا شماعة تمسك بها المنهج البتري لأجل غايات خسيسة تصب في المنهج العقائدي عند أتباع الوحدة المشؤومة..ذلك لأنها وحدة بين الحق العلوي الفاطمي وبين الباطل البكري العمري وطمساً لمنهج آل محمد عليهم السلام..
هذا ما كتبناه بإجمالٍ واختصار على عجالةٍ من الأمر ليكون حجّةً بالغة على عامة البتريين في الوسط الشيعي بالرغم من اننا أوصدنا الباب في وجوههم الكالحة العابسة المقطّبة في كتابينا الجليلين: الحقيقة الغراء/ وإتحاف ذوي الاختصاص...! فمن أحب الإطلاع على الحقائق بتجرد ونية صافية فسوف يهتدي للحق وإلا فلا نصيب لهم سوى الخيبة والخسران...!!
والله يتولى الصالحين
مكتب: خادم الحجج الاطهار عليهم السلام آية الله المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي.
بيروت بتاريخ ٨ شوال ١٤٤٢ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1958
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 10 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28