• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : هل صحيح انه لم ترد أخبار عن النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بخصوص تفاصيل الصلاة..؟ .

هل صحيح انه لم ترد أخبار عن النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بخصوص تفاصيل الصلاة..؟

 

السلام عليكم
سماحة الشيخ ادامكم الله
هل وردت روايات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها ذكر وتفاصيل الصلاة؟.
البعض يعترض يقول لم ترد روايات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخصوص الصلاة وتفاصيلها وهذا مشكل كبير فما هوو ردكم الشريف على هكذا اشكالات تُطرح؟

 

القسم الفقهي: هل صحيح انه لم ترد أخبار عن النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بخصوص تفاصيل الصلاة..؟
بسم الله جلّ جلاله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب:العجب من المعترض المستسكل بنفيه عدم وجود روايات واردة عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله بشأن تفاصيل الصلاة..! وهل يظن المعترض بأن النبيَّ محمداً صلى الله عليه وآله كتم عن المسلمين ركناً اصيلاً في الإسلام وأبهم ما يجب بيانه وتفصيله..وكيف كان يصلي النبيُّ وكيف تعلَّم المسلمون صلاتهم وتفاصيلها ومن علّمهم صلاتهم...؟!! أمر يدعو للإستغراب والدهشة..!
نلفت نظر المعترض الى أن صلاتنا بكافة تفاصيلها ومقدماته من الوضوء والأذان والإقامة والنوافل.. إنما هي من تشريع الله تعالى على رسوله العظيم وليس لأهل البيت عبادة من غير طريق جدّهم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن يدّعي غير ذلك فلا يخلو من شيئين: إمّا أنّه جاهل ممسوس ، وإمّا مستكبر مغرور..!!
 والخلاصة: إن صلاتنا - وكل عباداتنا من أذان وإقامة ووضوء ونوافل وغير ذلك - إنما هي من تشريع النبيّ الاعظم صلى الله عليه وآله بأمرٍ من الله تعالى وتعليم من الله تعالى وذلك لأمرين:
الاول: روى الشيعة ومعهم العمريون كافة عن النبي محمد صلى الله عليه وآله قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) فالشيعة نقلوا عنه صلاته بتفاصيلها، والنقل الفعلي أبلغ من النقل القولي بالإتفاق بالرغم من توفر النقل القولي في الأخبار بكثرة.
الثاني: إن أئمتنا الطاهرين وفي مقدمتهم سيّدة الطهر والقداسة مولاتنا فاطمة صلى الله عليها وعليهم كانوا يصلُّون نفسَ صلاة نبينا الأعظم محمدٍ صلى الله عليه وآله، فصلاتهم هي نفس صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله ولا إثنينية ولا فصل بين صلاتهم وصلاة جدّهم النبي الأعظم، فما ورد من أئمتنا الأطهار عليهم السلام من تفاصيل الصلاة إنّما هي من تفاصيل صلاة جدهم، ولو فرضنا ورود شيء من بعض التفاصيل التي لم تكن معهودة في صلاة النبي الأعظم بسبب ظروف موضوعية فقد أبرزها واظهرها أئمتنا الطاهرون عليهم السلام لحيثيتين: إحداهما؛ أنهم مفوَّضون من قبل جدهم بإظهارها..وثانيهما: أنهم مخبرون عن الله تعالى ومحدَّثون من قبله تعالى، ولهذا نظير في التشريع الإمامي بمقتضى ولايتهم التشريعية المستقاة من ولاية الله تعالى فكما كان لرسول الله الولاية التشريعية فكذلك هي بعينها للأئمة الطاهرين عليهم السلام فما فوّضه الله تعالى الى رسول الله، فقد فوّضه إلينا كما ورد في صحيح محمد بن الحسن الميثمي عن إمامنا الصادق عليه السلام..راجع (أصول الكافي/  باب التفويض الى رسول الله..)
الثالث: إن الباحث في الأخبار الشريفة يرى بوضوح التفاصيل الجمّة الواردة من أئمتنا الأطهار عليهم السلام حول الصلاة ومقدماتها وهي روايات فاقت التواتر تحكي عن وضوء وصلاة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، وقد عبّر عنها عامة فقهاء الإمامية بمصطلح الصلاة البيانية والوضوءات البيانية المحاكية لصلاة ووضوء رسول الله عند استدلالهم على كيفية الوضوء وكيفية الصلاة الحاكيين عن وضوء وصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله.
 وبعبارة أُخرى: فقد نقل لنا أئمة الهدى الأخبار الحاكية عن وضوء النبي وأمير المؤمنين ومولاتنا سيدة الطهر وبقية أصحاب الكساء..ومعنى كلمة ( حاكية) أي كاشفة عن عبادات نبينا وأهل البيت عليهم السلام..من هنا كانوا يعلّمون المسلمين كيف كان النبي يتوضأ وكيف كان يصلي...ننقل لكم روايتين في هذا الصدد: 
الاولى: رواية زرارة قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: (سأل رجلٌ أميرَ المؤمنين عليه السلام عن وضوء رسول الله فحكى له ذلك).
الثاني: وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال:قال أبو جعفر عليه السلام: ألا أحكي لكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقلنا: بلى، فدعا بقعب فيه شئ من ماء فوضعه بين يديه، ثم حسر عن ذراعيه ثم غمس فيه كفه اليمنى، ثم قال: هكذا إذا كانت الكف طاهرة، ثم غرف ملأها ماء، فوضعها على جبهته، ثم قال: بسم الله، وسدله على أطراف لحيته، ثم أمر يده على وجهه وظاهر جبهته مرة واحدة ثم غمس يده اليسرى، فغرف بها ملأها ثم وضعه على مرفقه اليمنى فأمّر كفّه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه، ثم غرف بيمينه ملأها فوضعه على مرفقه اليسرى فأمر كفه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه، ومسح مقدم رأسه، وظهر قدميه، ببلة يساره، وبقية بلة يمناه. قال: وقال أبو جعفر عليه السلام: إن الله وتر، يحب الوتر، فقد يجزيك من الوضوء ثلاث غرفات: واحدة للوجه، واثنتان للذراعين، وتمسح ببلة يمناك ناصيتك، وما بقي من بلة يمينك ظهر قدمك اليمنى، وتمسح ببلة يسارك ظهر قدمك اليسرى.
راجع الوسائل كتاب الطهارة باب ١٥: كيفية الوضوء.
وأمّا كيفية الصلاة، فهناك روايات متواترة تحكي لنا كيفية صلاة النبي وأن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام علّموا الشيعة كيف كان النبي يصلي وهم أنفسهم كانوا يصلون نفس صلاة جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله..ويكفينا رواية المعراج التي فصلّت لنا كيف شرّع الله تعالى لنبيه الأكرم محمد صلى الله عليه وآله الأذانَ والإقامةَ والصلاةَ وهي لطولها لم يتسع لنا الوقت لعرضها عليكم ولكن عليكم بمراجعة وسائل الشيعة مجلد ٤ كتاب الصلاة/أبواب أفعال الصلاة/ الباب الاول: كيفيتها وجملة من أحكامها.
والخلاصة: إن عامة التفاصيل نقلها لنا أئمتنا الطاهرون عليهم السلام نقلاً عن جدّهم رسول الله وهذا كافٍ ووافٍ في تفنيد دعوى المعترض،والعاقبة للمتقين.
خادم الشريعة: محمد جميل حمود العاملي/ بيروت بتاريخ ١٨ جمادى الثانية ١٤٤٣ هجري.
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2000
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 01 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29