السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سماحة المرجع الديني الكبير آية الله المُحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي دامت بركاتكم..

نسأل الله أن يحفظكم ويمد في عمركم الشريف لخدمة دين آل محمد عليهم السلام..

لدينا عدة أسئلة :

1/ مَن هو معاوية بن عمار الزيدي الذي سيأتي ذكره في الرواية التي سنذكرها فيما بعد وماهو وضعه هل هو مِن ثقاة أهل البيت عليهم السلام؟. 

معاوية بن عمار الزيدي قال: قال الزيدي قلت للصادق عليه السلام كيف قسمتم نحلة فدك بعد ما رجعت عليكم، قال: أعطينا ولد عبيد الله بن العباس الشهيد الربع والباقي لولد فاطمة فأصاب بنى العباس بن علي أربعة أسهم الحصة أربعة نفر ورثوا عليا عليه السلام.

2/ كيف تم تقسيم أرض فدك؟

3/ ماحكم مَن ينكر وجود ذرية لحامل اللواء وكبش الكتيبة الضيغم الهزبر السقاء سيدنا ومولانا ووالدنا أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي عليه السلام؟.

السيد امين العلوي العباسي

سليل السقاء عليه السلام

العراق _ بغداد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب:معاوية بن عمار بن ابي معاوية وإسمه جناب بن عبد الله الدهني، كان معاوية وجيهاً عند الرواة من اصحابنا؛ كبير الشأن عظيم المحل، ثقة جليل، وكان ابوه عمار ثقة عند العامة حسب قول النجاشي والعلامة.

وقد وصف إبن حجر معاوية بالصدوق ووصف أباه في التقريب بأنه يتشيع .

ومعاوية بن عمار هو نفسه الدهني نسبة الى والد جده جناب بن عبد الله الدهني.

وقد وقع معاوية بن عمار في أسانيد كثيرة عن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام بلغت تسعمائة وأربعة وستين مورداً، وله عدة مصنفات في الصلاة والحج والزكاة والطلاق والدعاء والمزار..ولم نجد في التراجم الكبرى أحداً نعته بالزيدي، ويبدو لنا أن إضافة(الزيدي) الى عمار هي من دسائس الفرقة الزيدية، ولو فرضنا أن معاوية روى عن الزيدي، وليس للزيدي ذكر في تراجم الرواة، فسند الرواية ضعيف بناءً على المسلك الرجالي المتعارف عليه، ولكن بناءاً على مسلكنا الرجالي والأصولي يكون سندها قويّاً، وذلك لأن معاوية بن عمار ثقةٌ صدوق، والصدوق لا يروي عن الكذابين والمجاهيل..يرجى التأمل.

وأمّا كيف تم تقسيم فدك بعد أن ردّها عمر بن عبد العزيز الأموي والمأمون العباسي الى أئمتنا الطاهرين عليهم السلام فواضح من الرواية أن الربع أرجعه الائمة الأطهار عليهم السلام الى ذرية عبيد الله بن سيدنا المعظّم وليّ الله العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام وهي حصة أمير المؤمنين علي عليه السلام من أرض فدك، وذلك لأن الزوج يرث من الزوجة الربع مع وجود الولد من الزوجة، فالربع الخاص بأمير المؤمنين عليه السلام يُفرض أن يُقسَّم على أولاده من مولاتنا المطهرة فاطمة ومولاتنا أُم البنين عليهما السلام..ولعلاج المسألة عندنا حلان لها هما:

(الأول): أن يكون أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه قد ملّك حصتًه - وهي الربع - من تركة فدك الى إبنه وليّ الله الكبير العباس عليه الصلاة والسلام، فكان الربع ملكاً للمولى العباس عليه السلام في حياة أبيه، فالوارث له بعد شهادته هي أمه أم البنين وابنه عبيد الله، ثم توفت أمه مولاتنا ام البنين فورث عبيد الله الحصة الكاملةً وهي الربع ثم توفى عبيد الله فورثه أولاده من بعده.

 (الحل الثاني): مبنيٌّ على عدم التسليم بالحل الأول، فهنا لا بُدَّ من التسليم لأمر الأئمة الأطهار عليهم السلام بمقتضى رواية معاوية بن عمار الدالة على إرجاع الربع الى ذرية عبيد الله بن سيدنا المعظم أبي الفضل عليه السلام من حيثية أن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام  أحبوا أن لا ينقصوا من حصة ذرية مولانا المعظّم أبي الفضل العباس (أرواحنا لتراب نعليه الفداء) وذلك لعصمته وجلالته وعلو قدره عند الله تعالى والنبيّ وسيّدة الطهر والقداسة فاطمة الزهراء أرواحنا لشسع نعليها الفداء، فأعطوا ذرية عبيد الله رضي الله عنه الربع كاملاً غير منقوص باعتبار أن أئمتنا المطهرين عليهم السلام أوعية مشيئة الله تعالى ولهم الولاية على الاموال والانفس والاعراض وكل شيء في الوجود..فهم يحللون ما يشاؤون بإذنٍ من الله تعالى، فما فعلوه هو الحق والصواب.

وبهذان الحلان نكون قد خرجنا من الإشكال المحتمل توجهه من بعض الجهلاء وقاصري المدارك والأفهام.

وأما سؤالكم الثالث حول حكم من ينكر وجود ذرية لوليّ الله الكبير سيدنا أبي الفضل العباس سلام الله عليه فالجواب عليه: إن المنكر لوجود ذرية لمولانا العباس صلوات الله عليه لا يخلو من أمرين: إمّا جاهل بالأخبار والتاريخ، وإمّا مكابر متعنت..فالجاهل أحمق، والمكابر فاسق..فيجب على الجاهل أن يتعلّم..ويجب على المكابر أن يتوب الى الله تعالى ويعود الى رشده ويتعلم من الأعلم منه.. ولا يهمنا المنكرين لأنهم خفافيش الليل يخرجون في الظلام ويخافون من النور ..والسلام عليكم ورحمته وبركاته 

والله وليّ الصالحين

وصل اللهم على رسولك محمد وأهل بيته الأنوار المطهرين عليهم السلام.