• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : كلمة - رأي - منفعة .
                    • الموضوع : لماذا أكثر الناس لا يحبّون الصدق والحق..؟ .

لماذا أكثر الناس لا يحبّون الصدق والحق..؟

 

بسم الله جلّت عظمته
لماذا أكثر الناس لا يحبّون الصدق والحق..؟
الجواب: نرى بالوجدان ونقرأ في القرآن الكريم وأحاديث النبي وآله المعصومين عليهم السلام أن اكثر الناس ينفرون من الصادقين المتجاهرين بالحق، ويعود ذلك إلى الأسباب الآتية:
السبب الأول: إنعدام الإيمان بالله تعالى ورسله وحججه الأولياء المطهرين عليهم السلام، وذلك بسب جهلهم التقصيري في تحصيل المعارف اليقينية تارةً،  وعنادهم واستكبارهم تارة أخرى.
السبب الثاني: لعل الأكثرية تؤمن بالله تعالى ورسله وحججه الأطهار عليهم السلام إيماناً فطرياً ، إذ إن الإنسان مجبولٌ ومفطورٌ على الإيمان بالله وسفرائه المعصومين عليهم السلام كما دلت عليه الآيات والأحاديث النبوية والولوية إلا أن فطرة الإنسان تلوثت بالمعاصي والموبقات والإنحرافات العقلية والمسلكية بفعل التربية المنزلية أو بفعل البيئة المحيطة به من كلّ الجهات، فلم يعد يرى الصواب بما هو صواب بالحمل المنطقي الأولي، بل الصواب عنده هو ما يراه بفطرته الملوثة بشياطين الإنس والجن، فما يراه بمنظاره المنكوس يعتبره حقاً وما دونه هرطقة وضلال، من هنا جاء في الأخبار:( أن كلّ مولودٍ يولد على الفطرة حتى يأتي أبواه فيمجسانه او يهودانه أو ينصرانه..) فالمجوسية تمثّل الخط العلماني الإلحادي المتحلل من كل قيد، واليهودية والنصرانية تمثّلان خط الإنحراف الفكري والمسلكي..!
 فمن صفى قلبه بنبذ الخطوط الثلاثة من خلال الإلتزام بالإسلام الذي يمثله النبي محمد وأمير المؤمنين علي وسيدة النساء مولاتنا فاطمة الزهراء عليهم السلام نجا وإلا سيبقى يتخبّط في الضلال والإنحراف..!
السبب الثالث: طغيان الشهوة والغضب يمنعان من الإعتقاد بالحق..فالنفس الأمّارة بالسوء تجيّر كل شيء لمصالحها الخاصة، فلا يعنيها من القيم شيءٌ ما دامت القيم سداً منيعاً في الحصول على مشتهياتها ونوازعها..فهي مسترسلة بجمع الأموال وحب النساء والسيارات الفارهة والشقق الفاخرة والجاه والسلطان والشهرة بين العباد ..! وهذا ما اخبر عنه القرآن الكريم بقوله(زين للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب..) آل عمران ١٤.
فمن تخلّى من إنحراف العصبية والشهوة  ورسوم العادات ودخل في سلك الربانيين الكرام، دلفت عليه أنوار القدس وتلألأت روحه بفيوضات اللطف، وجُذبَت نفسُه الى أطراف الملكوت، فانكشفت له معالم الأنس والقرب، فصار ينظر بنور الله تعالى وكان مصداقاً لقوله تعالى( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى..) الأنفال ١٧.
اللهم ارزقنا يا نور يا قدوس..
غريب الديار محمد جميل حمود العاملي/ بيروت بتاريخ ٥ صفر ١٤٤٣ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=2089
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18