• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : أسئلة حول علم الجفر .

أسئلة حول علم الجفر

بسمه تعالى


إلى : سماحة آية الله المرجع الديني الشيخ محمد جميل العاملي دام ظله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية والدعاء لكم :
1- ما رأي سماحتكم بعلم الجفر ؟ مع ذكر الأدلة ؟
2- هل علم الجفر المتتدوال عند بعض العلماء في هذا الزمان صحيح ؟ أم باطل ؟!
3- ما رأي سماحتكم بالكتب التي تُباع في بعض الأسواق والمكتبات ؟ على سبيل المثال لا الحصر:  كتاب الجفران الأكبر والأصغر، دراسة وتحقيق : هاشم عثمان ؟! (نسألكم الدعاء) .
خادمكم العبد الحقير الفقير
(........................)

الجواب/ بسمه تعالى مجده وتبارك شأنه
والسلام عليكم ورحمته وبركاته ... وبعد :
نتمنى لجنابكم العافية والسداد راجين من المولى حفظكم وعيالكم الكرام وأن يدفع عنكم شرَّ الظالمين برسول الله محمد وآله الطيبين الطاهرين...

السؤال الأول : ما رأي سماحتكم بعلم الجفر ؟ مع ذكر الأدلة ؟
جوابنا على السؤال الأول : علم الجفر حقٌ لا ريب فيه من حيث المفهوم، ولكنه مبهم من حيث التطبيق الخارجي في زمن الغيبة الكبرى على صاحبها آلاف السلام والتحية، فليس هناك شيءٌ حقيقيّ إسمه علم الجفر تتداوله الإيدي في هذا الزمان، لأن الجفر بكلا معنييه الجفر الأبيض والأحمر هما مع الإمام بقيَّة الله الأعظم (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) وما ينسبه بعض الجهلة من كونه موجوداً مطبوعاً في كتاب سموه الجفر ما هو سوى تلفيقاً على أئمتنا الطاهرين (عليهم السلام) لأن مواريث الأئمة المطهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) محفوظة عند مولانا المعظَّم الإمام بقيَّة الله المهديّ (عجَّل الله فرجه الشريف)، وقد ذُكر الجفر الشريف في عدة أخبارٍ عنهم صلوات الله عليهم تبيِّن حقيقة الجفر وأقسامه ومكان تواجده ... فقد روى الشيخ الكليني رحمه الله بعضاً منها في الجزء الأول من كتابه أُصول الكافي، ننقلها لكم تباعاً وكلها أخبار صحيحة الأسانيد وهي الآتي :
(الصحيحة الأولى)
ــ عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن الحجال، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له : جعلت فداك إني أسألك عن مسألة، ههنا أحد يسمع كلامي ؟ قال : فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) سترا بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثم قال : يا أبا محمد سل عما بدا لك، قال : قلت : جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) علم عليا (عليه السلام) بابا يفتح له منه ألف باب ؟ قال : فقال : يا أبا محمد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال : قلت : هذا والله العلم قال : فنكت ساعة في الأرض ثم قال : إنه لعلم وما هو بذاك. قال : ثم قال : يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه، فيها كل حلال وحرام وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي فقال : تأذن لي يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت، قال : فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذا -كأنه مغضب- قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنه لعلم وليس بذاك . ثم سكت ساعة، ثم قال : وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟ قال قلت : وما الجفر؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، قال قلت : إن هذا هو العلم، قال : إنه لعلم وليس بذاك . ثم سكت ساعة ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام) وما يدريهم ما مصحف فاطمة (عليها السلام) ؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة (عليها السلام) ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد، قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنه لعلم وما هو بذاك. ثم سكت ساعة ثم قال : إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال : قلت : جعلت فداك هذا والله هو العلم، قال : إنه لعلم وليس بذاك . قلت : جعلت فداك فأي شئ العلم ؟ قال : ما يحدث بالليل والنهار، الامر من بعد الامر، والشئ بعد الشئ، إلى يوم القيامة .
(الصحيحة الثانية) ــ عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين ابن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن عندي الجفر الأبيض، قال : قلت : فأي شئ فيه ؟ قال : زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم (عليهم السلام) والحلال والحرام، ومصحف فاطمة، ما أزعم أن فيه قرآنا، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة، ونصف الجلدة، وربع الجلدة وأرش الخدش . وعندي الجفر الأحمر، قال : قلت : وأي شئ في الجفر الأحمر؟ قال : السلاح وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل، فقال له عبد الله ابن أبي يعفور: أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن ؟ فقال : إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والانكار، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم .
(الصحيحة الثالثة) ــ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة قال : سأل أبا عبد الله (عليه السلام) بعض أصحابنا عن الجفر فقال : هو جلد ثور مملوء علماً، قال : له فالجامعة ؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج ، فيها كل ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضية إلا وهي فيها، حتى أرش الخدش . قال : فمصحف فاطمة (عليها السلام) ؟ قال : فسكت طويلا ثم قال : إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون إن فاطمة مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل (عليه السلام) يأتيها فيحسن عزاء ها على أبيها، ويطيِّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة (عليها السلام) .
فهذه الأخبار الشريفة قد كشفت عن هوية وحقيقة الجفر وأنه قسمان : أبيض وأحمر وأنه موجود عند الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ولم يكن منتشراً في الأوساط الشيعيَّة في عصورهم لكونه من الأسرار الإلهيَّة التي لا يجوز نشرها لعامة الناس، فإذا لم يجز أن ينشروه لأحد في أزمنتهم فكيف ينشرونه بعد شهادتهم ؟ بالإضافة إلى أنَّه مملوءٌ علماً وفيه صحف الأنبياء وكتبهم، والموجود في الأسواق ليس فيه شيءٌ مما ذكرته هذه الأخبار، لذا فإننا نقطع بعدم صحة المنتشر في أزمنتنا اليوم ولا علاقة له بالجفر وإنَّما استغل إسمه الزيديون من بني الحسن في اليمن ليستأكلوا بعلوم الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وقد أشار إلى هذا المعنى خبر سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إن في الجفر الذي يذكرونه ــــ أي الزيدية من بني الحسن يفتخرون به ويدَّعون أنه عندهم ـــ لما يسوؤهم، لأنهم لا يقولون الحقَّ، والحقُّ فيه، فليخرجوا قضايا عليٍّ (عليه السلام) وفرائضه إن كانوا صادقين، وسلوهم عن الخالات والعمات ــــ أي عن خصوص مواريثهنَّ ــــ وليخرجوا مصحف فاطمة (عليها السلام)، فإن فيه وصيّة فاطمة (عليها السلام) ومعه سلاح رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) : إن الله عزَّ وجلَّ يقول : ﴿فأتوا بكتابٍ من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين﴾. إنتهى . راجع أصول الكافي ج1ص241 باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة والمصحف ح4.
(زبدة المخض) : أن الجفر قسمان : جفرٌ أبيض، ويحوي العلوم الربانية المتعلقة بالكتب السماوية والحوادث التكوينية التي جرت وتجري على الشيعة وهامة الخلق... وجفرٌ أحمر ويحوي المعدات الحربية الخفيفة التي كان يستعملها النبيّ وآله الطاهرون (عليهم السلام) والتي سيخرجها مولانا المعظَّم الحجَّة بن الحسن (عليهما السلام) يوم خروجه المبارك لإستعماله ضد المارقين والمنافقين والفاسقين...
(والخلاصة) : إن الجفر لغة : هو جلد ثور مدبوغ كالجراب أو الحقيبة الكبيرة في عرفنا الدارج، وهذا الجفر فيه عدة أشياء هي :
(الأول)
: الكتب السماوية، وهو ما عبَّر عنه مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) في الصحيحة الأولى والثانية : (بأن فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء من بني إسرائيل، وفيه زبور داوود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم) .
(الثاني) : الحلال والحرام وكلُّ شيءٍ يحتاجه الناس من معرفة حكمه إلى يوم القيامة، وهو موجود في الجامعة وهي صحيفة طويلة جداً كما أشارت الصحيحة الأولى والثالثة.
(الثالث) : مصحف مولاتنا أميرة الوجود الصدّيقة الكبرى الزهراء البتول (صلوات الله عليها ولعن الله قاتليها) وفيه وصية سيِّدة النساء والحور العين بأبي هي وأمي ونفسي، واسماء الملوك الذين يحكمون إلى يوم القيامة، وفيه علم ما يكون إلى يوم القيامة، وهذا ما أشارت إليه الصحيحة الثاني وصحاح أُخرى لم نذكرها ههنا ولكنها موجودة في أصول الكافي والبحار وكتابنا "شبهة إلقاء المعصوم في التهلكة ودحضها" .
(الرابع) : السلاح، أي سلاح رسول الله وأمير المؤمنين وأهل بيتهما الطاهرين (عليهم السلام)، وهذا ما أشارت إليه الصحيحة الثانية وأن الإمام (عليه السلام) يفتحه للقتل،كما أشارت إليه رواية سليمان بن خالد المتقدِّمة في أصول الكافي /نفس الباب/ الخبر الرابع .

السؤال الثاني : هل علم الجفر المتتدوال عند بعض العلماء في هذا الزمان صحيح ؟ أم باطل ؟!
جوابنا على السؤال الثاني : إن علم الجفر المتداول عند بعض الناس ليس صحيحاً بل هو تلفيقٌ على أئمتنا الطاهرين (عليهم السلام) كما أوضحناه لكم في الجواب على السؤال الأول، وأن المنحرفين من بني الإمام الحسن (عليه السلام) وهم طائفة من الزيدية في اليمن هم أول من ادَّعوا وجوده عندهم كذباً على أئمتنا الطاهرين (ع) وقد تحداهم الإمام الصادق فديته بنفسي على أن يخرجوا سلاح رسول الله ومصحف مولاتنا الصدّيقة الكبرى (عليها السلام) وشيئاً من أحكام المواريث وغير ذلك كما هو واضح في رواية سلمان بن خالد التي تقدمت في جواب السؤال الأول وأنهم لم يذكروا شيئاً مما تحداهم به الإمام (عليه السلام) لأن ذلك يسوؤهم، لذا فهم يتحرجون من ذكره، بالإضافة إلى إستحالة إظهار تلك العلوم النبوية والأسلحة المحمدية والعلوية، فكيف تصحُّ دعواهم بوجوده عندهم ؟!

السؤال الثالث : ما رأي سماحتكم بالكتب التي تُباع في بعض الأسواق والمكتبات ؟ على سبيل المثال لا الحصر:  كتاب الجفران الأكبر والأصغر، دراسة وتحقيق : هاشم عثمان ؟!
جوابنا على السؤال الثالث : لا فرق في بطلان دعوى من يدَّعي وجود جفرٍ بين أن يكون للكاتب المذكور هاشم عثمان وبين غيره من الكتاب، فإن ذلك كذبٌ على أئمتنا الطاهرين (عليهم السلام)، لأن الجفر الشريف كما فصَّلنا لكم موجود مع مولانا الإمام بقيَّة الله الأعظم (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) يخرجه معه يوم ظهوره المبارك، وكلُّ من يدَّعي عكس ذلك هو كذّابٌ أشر ودونه خرط القتاد، والله الموفق للصواب وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام عليكم ورحمته وبركاته .

 

حررها الراجي رضا إمامه المولى المعظَّم صاحب الأمر والزمان أرواحنا فداه/عبده محمد جميل حمود العاملي/ بيروت ــــ بتاريخ 14 شباط2011م الموافق ليوم الإثنين 9ربيع الأول 1432هــ .


 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=227
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29