• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : سؤال حول وحدوية مراجع التقليد ؟ .

سؤال حول وحدوية مراجع التقليد ؟

بسمه تعالى


إلى : سماحة المرجع الديني المجاهد الشيخ محمد جميل حمود دام ظله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما بعد ..
1- نريد معرفة رأي سماحتكم حول وحدوية مراجع التقليد، وعقد المجالس المشتركة بينهم لتشاور، والتزاور، والنقاش حول الأمور الدينية وأخر المستجدات العلمية والعملية ؟ وما هي الشروط التي تضعونها سماحتكم لذلك ؟
2- ما رأي سماحتكم بتسقيط العلماء لبعضهم البعض ؟ وما هي الأسباب التي تدعو لذلك ؟ أفيدوناً مأجورين .
خادمكم العبد الحقير الفقير
(.......................)

بسمه تعالى


السلام عليكم ..
سؤالكم الكريم حول توحيد المرجعيات الشيعية يكاد يكون أمراً مستحيلاً في ظل التناقضات الفقهية والعقدية بين الجميع، والأفضل أن لا يتوحدوا لأن في توحدهم زيادة الضلال وتكاتفه على بقية المرجعيات الدينية التي لا تتوافق مع توجهاتهم ومشاربهم، فمع عدم التوحد نجد الهجوم الشرس علينا لا لشيء سوى بيان الحق ودحض الباطل، فكيف إذا توحد أهل الضلال فماذا سيكون مصيرنا مع القلائل من المرجعيات الصالحة..؟! كما أن التوحد غير ممكن شرعاً إذ كيف يتفق فقيه يرى الفقيه الآخر مخطئاً في إستنباطه وعقيدته ولا يمكن إجتماع الحق مع الباطل والضلال، لقد رأينا بالأمس توحد فضل الله مع الخامنئي ماذا جلب على الشيعة من الويلات والخسائر مع عدم كونهما من المرجعيات الفقهية والعقدية للشيعة وإن كانا بحسب الظاهر محسوبَين على المرجعية الشيعية بقوة السلطة وكثرة الأموال والأعوان.. والسؤال لماذا لا تتوحد المرجعيات الصالحة ؟ والجواب : لأنها مشغولة بمرجعياتها، ونحن مددنا اليد للبعض فلم نجد تجاوباً ولا نصرة حتى بالكلمة مع أنهم لا يتفوقون علينا بعلم ولا ورع .. فإننا ولله الحمد بغنى عنهم ولسنا ننافس أحداً على مرجعيته ولا أننا نطمح بالإستيلاء على منصب أحد لأننا لسنا بحاجة إلى كل ذلك فأيامنا عدد ونحن خُلِقنا لخدمة دين الله تعالى وحججه الطاهرين عليهم السلام ببيان معارفهم وأحقيتهم ومناهضة الظالمين والطواغيت بالحجة البالغة إلى أن يكتب لنا الفرج بفرج وليِّه الأعظم مولانا الإمام المنتظر أرواحنا فداه .
وأما سؤالكم عن الإجتماع لأجل التشاور في الأمور العلمية .. فصحيح ولكن من يسمع لمن ؟ فنحن جرى علينا ما قد جرى ولا يزال ولم نسمع إستنكاراً من عالم أو مرجع من باب الإستنكار على الظلم الذي ألحقوه بنا .. وكأن على قلوب هذه المرجعيات أغطية وفي آذانها وقراً وعلى أفواهها كمامات..!! ولكن لو ظُلم أحد أعوانهم لرأيت منهم العجب العجاب بالإستنكار والشجب .. بالإضافة إلى أننا لا نتوافق مع أكثرية هذه المرجعيات المصطنعة التي جاءت بها الظروف السياسية والمادية .. والشكوى لله تعالى ولحجته الإمام ولي الأمر عليه السلام .. وأما سؤالكم عن السبب في تسقيط العلماء لبعضهم البعض فمرده أمران : إما الحسد وإما البغضاء بسبب التحزبات والإعتقادات الفاسدة، ونحن لم نسقط أحداً بل كنا ولا زلنا نلقي الحجة على العلماء المخطئين، ولم نسقط أحداً من المخلصين على الإطلاق، فنحن نجل بعض الأعلام الذين مضوا على طريق الولاية لأهل البيت عليهم السلام ونظروا بعين الحق .. ولم يكن إنتقادنا على بعضهم إسقاطاً لهم والعياذ بالله بمقدار ما كان تنبيهاً للغافلين عن الإنطواء تحت لواء الضلالة لقول رسول الله صلى الله عليه وآله : "إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه وإلا فعليه لعنة الله" فكان همنا دائماً ولا يزال هو دفع الضلالة التي يتصف بها كثيرٌ من المرجعيات المصطنعة وأنصاف العلماء، ونحن نسير على نهج السابقين من أعلام الإمامية الذين وقفوا في وجه زملاء لهم في السلك الديني لأجل بيان الحق وإزهاق الباطل، فها هو الشيخ المفيد ينعت الصدوق بالضلالة وقد قام بتصحيح كتابه الإعتقادات وسماه تصحيح الإعتقاد، ونعته الطوسي بأنه هو الساهي لا رسول الله ودعا عليه البهائي بقطع الوتين قبل أن يؤلف رسالته في إثبات السهو للنبي الأكرم، ونعت المجلسي الشيخَ المفيد بالمقصر في حق الأئمة لنفي المفيد لعالم الأرواح قبل الأجساد .. وهكذا غيرهم من العلماء قاموا بما أملى عليه واجبهم الديني من إنكار المنكر ولم يكن إنكارهم تسقيطاً لبعضهم بل كان أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر.. نعم الآخرون من خصومنا في الولاء لأهل بيت النبوة والرسالة لا يزال قدحهم لنا تسقيطاً لنا لإسكاتنا وإبعادنا عن الإنكار على قادتهم وأولياء نعمتهم بالدينار والدرهم .. نسأل الله تعالى العافية في الدين والدنيا وأن يوفقنا للذود عن حياض أئمتنا الطاهرين عليهم السلام إنه خير مجيب وهو حسبنا ونعم الوكيل .. والسلام عليكم ورحمته وبركاته .

مكتب المرجع الديني آية الله
العلاّمة المحقّق الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي- دام ظلّه الوارف على المسلمين.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=245
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28