• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : جمع القران الكريم .

جمع القران الكريم

الإسم:  *****
النص:بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

سماحة المرجع الديني الفقيه اية الله الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله الوارف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بعد الاطمئنان على صحتكم الغالية

سوال الى سماحتكم

انا في ارباك وحيرة في فهم موضوع جمع القران الكريم

في كتاب السيد الخوئي قدس سره -البيان في تفسير القرأن

- الملاحظة الاولى -

السيد الخوئي يثبت جمع القرأن الكريم في زمن الرسول صلى الله عليه واله وسلم

قال ما نصه 1- ص 92 - إنها معارضة بأخبار كثيرة دلت على أن القرآن قد جمع في عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم وسنثبت - إن شاء الله تعالى - فيما يأتي ان القرآن كان مجموعا في عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم
2-قال ص 251 - وإن المتصفح لاحوال الصحابة وأحوال النبي صلى الله عليه واله - يحصل له العلم اليقين بأن القرآن كان مجموعا على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وأن عدد الجامعين له لا يستهان به
3-قال ص 254 كل هذا يورث لنا القطع بأن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان قد أمر بكتابة القرآن على عهده
4-قال ص 255 - ومع هذا الاهتمام كله كيف يمكن أن يقال إن جمع القرآن قد تأخر إلى زمان خلافة أبي بكر

- الملاحظة الثانية -
السيد الخوئي قدس سره نفى جمع القرأن الكريم من قبل الخلفاء ورد للروايات المثتبة لذلك
1- قال ص 257 -وخلاصة ما تقدم أن إسناد جمع القرآن إلى الخلفاء أمر موهوم مخالف للكتاب والسنة والاجماع والعقل

2- قال ص 239 -[إن مصدر هذه الشبهة هو زعمهم بأن جمع القرآن كان بأمر من أبي بكر ... والجواب إن هذه الشبهة مبتنية على صحة الروايات الواردة في كيفية جمع القرآن -

3- قال ص 253 - إن هذه الروايات مخالفة لحكم العقل فإن عظمة القرآن في نفسه واهتمام النبي صلى الله عليه واله وسلم بحفظه وقراءته واهتمام المسلمين بما يهتم به النبي صلى الله عليه واله وما يستوجبه ذلك من الثواب كل ذلك ينافي جمع القرآن على النحو المذكور في تلك الروايات -

4- قال ص 256 - وعلى الجملة لا بد من طرح هذه الروايات -

5-قال ص 255 - نعم إن حفظ القرآن ولو ببعضه كان رائجا بين الرجال والنساء من المسلمين حتى أن المسلمة قد تجعل مهرها تعليم سورة من القرآن أو أكثر ومع هذا الاهتمام كله كيف يمكن أن يقال إن جمع القرآن قد تأخر إلى زمان خلافة أبي بكر -
6- قال ص 251-252 - وصفوة القول أنه مع هذه الروايات كيف يمكن أن يصدق أن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بعد خلافته -

7- قال ص 254 على أن شدة اهتمام النبي صلى الله عليه واله وسلم بالقرآن وقد كان له كتاب عديدون ولا سيما أن القرآن نزل نجوما في مدة ثلاث وعشرين سنة كل هذا يورث لنا القطع بأن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان قد أمر بكتابة القرآن على عهده

8- قال ص 249-250 إن هذه الروايات معارضة بما دل على أن القرآن كان قد جمع وكتب على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

10- قال ص 252- وقد أطلق لفظ الكتاب على القرآن في كثير من آياته الكريمة وفي قول النبي صلى الله عليه واله وسلم إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وفي هذا دلالة على أنه كان مكتوبا مجموعا
- الملاحظة الثالثة -
السيد الخوئي يثبت وجود مصحف لامير المومنين علية السلام يغاير المصحف الموجود في الترتيب
قال في ص .223 -( أن وجود مصحف لأمير المؤمنين - عليه السلام - يغاير القرآن الموجود في ترتيب السور مما لا ينبغي الشك فيه وتسالم العلماء الأعلام على وجوده أغنانا عن التكلف لاثباتة)

الاشكال الاول = لماذا امير المومنين جمع القرأن الكريم على ترتيب يغاير ترتيب الرسول الاكرم صلى الله عليه واله
الاشكال الثاني = اي مصحف كان موافق لمراد ورضا الله عز وجل مصحف الرسول الاكرم ام مصحف امير المومنين صلوات الله وسلامة عليهم

الجواب دام فضلكم

 

بسمه تعالى

إلى أخينا المؤمن الفاضل ....السلام عليكم ورحمته وبركاته
      لم يكن القرآن الكريم مجموعاً بين دفتين في عهد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله باعتباره كان مترقباً لنزول الوحي عليه حتى آخر أيامه الشريفة صلى الله عليه وآله ويشهد لهذا أن آيتي البلاغ والإكمال نزلتا في ذي الحجة من حجة الوداع في العام العاشر الهجري أي قبل شهرين من شهادته حيث كانت في آخر صفر، كما أن هناك آيات نزلت بعدهما، وبالتالي كيف يجمعه وهوبعد يترقب نزول آيات..؟! ودعوى أنه لولم يكن مجموعاً لما صح الإحتجاج به هي دعوى ممجوجة وسخيفة باعتبار أن القرآن كان مجموعاً في القلوب والسطور ولكن لا على نحو ترتيب النزول، وما فعله أمير المؤمنين علي عليه السلام إنما كان جمعاً بحسب ترتيب النزول ــ المكي متقدم على المدني ــ فلما جمعه وقدمه للمغتصبين رفضوه قائلين له لا حاجة لنا بقرآنك... فبقي محفوظاً عنده يتوارثه أولاده الطاهرون عليهم السلام وهو الىن مع إمامنا الحجة القائم عليه السلام يخرجه للناس وقت ظهوره الشريف.
  ولم يكن القرآن مختلف النسخ عند النبي نسخة وعند أمير المؤمنين عليه السلام نسخة أخرى بل كان قرآناً واحدة ولكن الفرق بأنه لم يكن مجموعاً بحسب الترتيب في عهد النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله، والترتيب الواقعي معلوم عند النبي ولا يذهب بك التصور بأن ما عند أمير المؤمنين يختلف عما عند النبي الكريم بل هما واحد وإنما الترتيب لأجل الناس ليعرفوا الناسخ من المنسوخ والعام من الخاص والمجمل من المبين والمحكم من المتشابه... ولكن أهل البيت عليهم السلام عالمون بكل ذلك فلا حاجة لهم بأن يجمعوه ليميزوا بين ما ذكرنا، والفائدة في الجمع هي للناس وليست لهم... كيف لا !! وهم أعرف بالكتاب كمعرفتهم بأنفسهم قال تعالى بحقهم( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) فلا يخفى على رسول الله الناسخ من المنسوخ ولا العام من الخاص، وبالتالي فإن المعصوم لا تخفى عليه خافية مما يخفى على غيره ويكون بحاجة إلى تعليم المعصوم وهدايته ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) والمصحف الموافق لمراد الله تعالى هو مصحف أمير المؤمنين عليه السلام باعتباره هو المصحف الذي أمره رسول الله بجمعه على حسب ترتيب النزول...وما ذكره السيد الخوئي رحمه الله ليس حجة شرعية بل هو اجتهاده الشخصي ونحن أوردنا عليه في كتابنا أبهى المداد فراجعوه...والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمته وبركاته
 

العبد الفقير محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 8 جمادى الأولى 1433هـ.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=362
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20