• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : لا قدرة للشيطان أن يتمثل بالمنام بصور النبي وأهل بيته الأطهار عليهم السلام وتأويل بعض الأخبار بغير المنام لا شاهد عليه يؤيده .

لا قدرة للشيطان أن يتمثل بالمنام بصور النبي وأهل بيته الأطهار عليهم السلام وتأويل بعض الأخبار بغير المنام لا شاهد عليه يؤيده

 الإسم:  *****

النص: باسمه تعالى ، اللهم صل على السر المكنون والغيب المصون محمد علي وآلهما والعن قطاع الطريق على اوليائهم من الموسوسين والمشككين والمشعوذين اله الحق آمين ..
سماحة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قولكم في رؤية المعصومين الأربعة عشر -صلى الله عليهم أجمعين- في عالم المنام، فهل تضرب مثل هذه المنامات عرض الجدران والحيطان ، او انها تقبل قبول المسلمات ؟ ام عندك تفصيل آخر في المقام ؟
ولا بأس بنقل رواية المولى أنيس النفوس وشمس الشموس مولانا غريب طوس الإمام الرضا صلوات الله عليه وآله أنّه قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول اللّه! رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله ) في المنام كأنّه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغيّب في ثراكم نجمي؟ 
فقال له الرضا ( عليه السلام ) : أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة نبيّكم، فأنا الوديعة والنجم، ألا ومن زارني وهو يعرف ما أوجب اللّه تبارك وتعالي من حقّي وطاعتي، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنّا شفعاؤه نجي، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين، الجنّ والإنس. 
ولقد حدّثني أبي عن جدّي، عن أبيه، عن آبائه: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: من زارني في منامه فقد زارني، لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي، ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وأنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوّة. 
 
فالقرينة واضحة على عدم تمثل الشيطان بهم صلوات الله عليهم في المنام، وقد ناقشت بعض المجتهدين في قم المقدسة بخصوص هذه الرواية فأجاب بأن المقصود من الرؤية الاولى او الزيارة الاولى هي الزيارة في عالم الطبيعة لا المادة والرؤية او الزيارة الثانية بخصوص المنام، فيكون مؤدى الكلام هكذا : من زارني في الحقيقة وعرف شكلي ثم زارني ورآني في منامه فإنه قد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي .
ولكن الايراد على مثل هذا الجواب سهل يسير، بل ان هذا التوجيه صعب عسير، والحال ان الامام الرضا صلوات الله عليه يستشهد برواية رواها عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بعد رحيل الرسول المعظم صلى الله عليه وآله بأعوام طويلة وعليه ينتقض هذا التوجيه غير الوجيه والله العالم بحقائق التفسير والتأويل والاجمال والتفصيل 
 
أقل طلبتكم  ***** 
 
 
الموضوع : لا قدرة للشيطان أن يتمثل بالمنام بصور النبي وأهل بيته الأطهار عليهم السلام وتأويل بعض الأخبار بغير المنام لا شاهد عليه يؤيده

بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمته وبركاته
     ما أفدتموه في ردكم على ذاك المجتهد في محله، فدمتم مسددين إن شاء الله تعالى، ولكننا نزيد على ردكم الكريم التالي: بأن روايات " من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ولا بأحد من أهل بيتي" بألفاظ متعددة مستفيضة، والخبر المستفيض حجة شرعية فلا يجوز العدول عنه إلا إذا عارض الكتاب الكريم أو السنة القطعية المتواترة، وشيء من هذا القبيل غير متوفر في أخبار الرؤيا، بل هي متوافقة مع الكتاب الكريم والأخبار الكثيرة الدالة على صحة المنامات الصادقة ورؤيا الأنبياء والأولياء والعباد الصالحين حتى أنه ورد في روضة الكافي عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام عن نبينا الكريم صلى الله عليه وآله الحثّ على المبشرات وهي المنامات حيث كان يؤكد لأصحابه إذا أصبح بقوله الشريف:" هل من مبشرات" يعني به الرؤيا"... ويقصد بذلك المنامات الصادقة... وقدورد في الكتاب الكريم ما يدل على ذلك كما في قوله تعالى الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة وقد جاء في تفسيرها بأنها الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له، ومن أبرز مصاديق الرؤيا  الصالحة هو رؤيا النبيّ وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام في المنام.... وخير دليل على صحة المنامات ما أورده النوري في كتابه " دار السلام".... وما رآه ويراه المؤمنون في مناماتهم الصادقة ومنها رؤياهم للنبيّ وأهل بيته المطهرين عليهم السلام، فالتشكيك بأصل المنامات لا سيما برؤيا الأنبياء والأولياء عليهم السلام إعتماداً على ذاك التأويل البارد والتفسير الفاتر لا لشيءٍ سوى عدم الإعتقاد بأصل المنامات الصادقة فضلاً عن المنامات الملهمة لبعض العباد بواسطة رؤيا الأنبياء والأولياء عليهم السلام...وما شاهدته مولاتنا السيدة نرجس عليها السلام في منامها عندما ظهر عليها رسول الله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام لم يكن رؤيا خيالية ولم يكن رؤيا مسبوقة برؤية رسول الله وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام، فقد رأت رسول الله وأهل بيته مراراً وتكراراً في منامها وكان حقاً وصواباً ونوراً ثم إن رسول الله زوّجها الإمام الحسن العسكري عليه السلام في المنام فكيف يحكم عليه ذاك المجتهد ــ كما ذكرتم ــ بأن ما يراه الرآئي في المنام لا بد أن يكون مشروطاً برؤية النبي وأهل بيته الطاهرين في اليقظة..؟! .
     والحاصل: إن روايات " من رآني فقد رآني" مستفيضة وهي بظاهرها محمولة على عنوانها الأولي الحقيقي وهو الرؤيا في المنام، ولا معنى لحملها على رؤياه في اليقظة باعتبارها تحصيلاً حاصلاً، بالإضافة إلى أن مفهوم من قوله" من رآني .." المردد بين اليقظة والمنام منصرف إلى المنام لا اليقظة للتبادر وللقرائن الدالة على ذلك في الأخبار المقيّدة للرؤيا برؤيته في المنام لا في اليقظة باعتبار أن رؤيته في اليقظة لا تشكيك فيها كما هو حاصل برؤيته في المنام فأراد صلوات الله عليه وآله أن يصرف إحتمال أن يكون للشيطان ولاية على صورته المقدسة وصور أهل بيته المطهرين عليهم السلام فقال:" من زارني في منامه فقد زارني، لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي، ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وأنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوّة" ويؤكده الأخبار الأخرى الواردة عنهم صلوات الله عليهم القائلة بأنمن رآنا فقد رآنا فإن الشيطان لا يتمثل بصورنا ولا بصور احدٍ من شيعتنا وما ورد عن مولانا الإمام المعظم الحسن العسكري عليه السلام لمّا رآه الفضل بن الحرث في سامراء وقت شهادة أبيه الإمام المعظم الهادي عليه السلام وقد شق ثوبه فجعل يتعجب الفضل من جلالته ومن شدة لونه وسمرته وأشفق عليه من التعب، فلمّا كان الليل رأى في المنام أن الإمام الحسن العسكري عليه السلام يقول له: اللون الذي تعجبت منه إختيار من الله لخلقه يجريه كيق يشاء وأنها لعبرة في الأبصار لا يقع فيه غير المختبر ولسنا كالناس نتعب كما يتعبون فاسأل الله الثبات وتفكر في خلق الله فإن فيه متسعاً واعلم أن كلامنا في النوم مثل كلامنا في اليقظة مدينة المعاجز ج7ص 65ورجال الكشي.... فقد جاءت القرينة في الخبرين واضحة على أن المراد بالرؤية إنما هي الرؤيا في المنام وليس في اليقظة بدلالة لفظ" بصورنا..وفي المنام" لأن الصور تحمل على المنام وليس على اليقظة لأن لليقظة تعبيراً آخر وهو" بنا أو بأعياننا" فكان بإمكان الإمام أو الرسول أن يأتي بقرينة على أن رؤيته إنما هي في اليقظة دون المنام فيعبّر عن مقصوده بنصب قرينة تصرف الرؤيا من المنام إلى اليقظة وحيث إنه لم يأتِ بشيءٍ من ذلك يبقى اللفظ منعقداً في الصور المنامية، فأخبار الرؤيا منصرفة إلى المنام، فإن القرائن في الخبر كقوله:" زارني في المنام... وصورتي ..وأن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء.." تفيد ما ذكرنا من صحة رؤية النبيّ وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام في المنام.
      وبعبارةٍ أخرى: إن ما أفاده ذاك المجتهد ليس إلا تأويلاً مجازياً بحاجة إلى قرينة تثبته الأدلة اللفظية بل إن القرائن في نفس الخبر وخارجه تثبت عكس مدّعاه.. ومن أين له أن يثبت بأن الرآئي للنبيّ وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام في المنام مشروطاً برؤيتهم في اليقظة في عهودهم مع أن الرآئي لهم المنام لم يرهم في حياتهم لسبقهم عليه بالموت بمئات السنين أو كان معاصراً لهم ولكنه لم يتشرف برؤيتهم لبعد المسافة بينه وبينهم..؟! فلم يرَ أحدٌ رسولَ الله وأهلَ بيته إلا من كان في المدينة أو مكة أو من تشرف برؤيتهم في حين أن البعيدين عنهم لا يعرفون صورهم ولا سحنات وجوههم فكيف يحمل ما رآه في المنام بأنه رسول الله أو أحد أهل بيته الطاهرين عليهم السلام..؟! اللهم إلا ما يعرفه العرف والسيرة بأن ما يراه المؤمن لصورة النبي أو أحد أهل بيته الطيبين بالإلهام أو أنهم يخبرونه بأنهم أهل بيت العصمة والطهارة أو أن الكرامات تجري على أيديهم في المنام ليكون ذلك دليلاً على صحة ما رآه في المنام وهو من الدلائل الباهرة المعجزة...والحمد لله والسلام عليكم ورحمته وبركاته. 
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=411
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19