• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : حرمة تمثيل المعصوم في الأفلام والمسرحيات وغيرهما .

حرمة تمثيل المعصوم في الأفلام والمسرحيات وغيرهما

 

الإسم:  *****
النص: بسمه تعالى
إلى : سماحة المرجع الديني المجاهد الشيخ محمد جميل حمود دام ظله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد .. شيخنا نفيدكم علماً أنه سوف يُعرض في شهر رمضان المبارك مسلسل على شاشات التلفزيون بعنوان " إمام الفقهاء الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام " الجدير بالذكر أن المسلسل سيظهر فيه وجه الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام بناءاً على فتوى من السيد السيستاني على حسب ما هو مذكور في الخبر، إضافة إلى ذلك يحتوي المسلسل على الموسيقى المحرمة شرعاً، والممثلين للمسلسل معروفين بفسقهم !! وللتأكد من صحة الخبر عبر هذا الرابط :
شيخنا نريد منكم تبين الحكم الشرعي لمقلدي سماحتكم حول هذا المسلسل ؟ افتونا مأجورين .
خادمكم العبد الحقير الفقير
 

الموضوع : حرمة تمثيل المعصوم في الأفلام والمسرحيات وغيرهما

 

بسمه تعالى
 

 

السلام عليكم ورحمته وبركاته
     يحرم شرعاً تمثيل صورة المعصوم عليه السلام لا سيما وأن الممثلين لصورته عليه السلام ليسوا بالمستوى المطلوب من الجمال والكمال، وبغضّ النظر عن الحرمة فلو أنهم اختاروا ممثلين ذوي جمال لهان الخطب ولكنهم اختاروا من ليس فيه شيء من بعض مواصفات الجمال ما يذكّر بالمعصوم وكأن وراء الأمر ما وراءه من التهكم على أهل بيت العصمة والطهارة وإبعاد الناس عن جمالهم الباهر وعظمتهم التي ليس لها نظير على وجه البسيطة، فاليوم افتى لهم السيد السيستاني بجواز تمثيل دور المعصوم بإظهار وجهه وما يقوم به من أفعال فغداً يفتي لهم بإظهار صورة رسول الله صلى الله عليه وآله وصورة مولاتنا الصدّيقة الكبرى سيدة النساء وإبنتها مولاتنا الحوراء زينيب عليهما السلام وهكذا يبرزون صور بقية الأئمة عليهم السلام مجاراة للغرب المتحلل من الدين، فأراد السيد السيستاني وأمثاله ان يحللوهم من الدين وأن يجاروهم بزخارف الدنيا لأجل أن يعيشوا الحياة التي دائماً يسعون إليها ولو كانت على حساب القيم والمبادئ والشرف..
  إن تشبيه المعصومين صلوات ربي عليهم أجمعين حرام شرعاً باعتباره هتكاً لهم بسبب ما يصدر من حركات وأفعال من الممثلين تعكس سلباً على شخص المعصوم عليه السلام بالإضافة إلى أن الناظر إلى التمثيلية أو الفيلم لا يميّز بين الممثل وبين من يقوم الممثل بأداء الدور عنه فهذا يوجب إستخفافاً في شخص المعصوم عليه السلام حال النظر إلى الممثل الذي لا يعكس في جماله وكماله عن جمال وكمال المعصوم عليه السلام، ولقد أفلح المخرج السينمائي السوري الذي أخرج فيلم الرسالة حيث أخفى صورة رسول الله وأمير المؤمنين عليهما السلام إجلالاً لهما عن النظير والمثيل، ومَنْ أفتى بحلية تمثيل المعصوم بإظهار وجهه ( تحت عنوان وجود أخبار تشير إلى تمثيل النبي والأئمة الطاهرين عليهم السلام أشباحاً نورانية حول العرش قبل خلقهم وأخبار تمثيل مثال لكل مؤمن في السماء بارزاً للملائكة حال إطاعته في الدنيا مستوراً عنهم حال عصيانه، وكذا أخبار أن الله تعالى القى على يهوذا الإسخريوطي مثال أو صورة نبيّ الله عيسى عليه السلام وهو منطوق قوله تعالى (وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبِّه لهم) النساء 57 - فقد أخطأ بتشخيصه على حلية إظهار وجه المعصوم عليه السلام ودعواه مردودة جملةً وتفصيلاً وذلك لأن أخبار تشبيه صورة النبي وآله وكذا صورة المؤمن عند الملائكة وصورة النبي عيسى على يهوذا إنما هي صور حقيقية طبقاً لصورهم الأصلية فليس هناك صور مغايرة لتلك الصور الحقيقية حتى يدَّعي اصحاب هذه الفتوى بأن الأخبار دلت على جواز تمثيل الصور، والممثلون اليوم لا يعكسون الصورة الحقيقية للمعصومين عليهم السلام بل يعاكسون صورهم الحقيقية بدرجة كبيرة جداً فأين التشابه يا تُرى ؟! بل إن الظاهر لدينا تحقيقاً بأن أخبار التشبيه المتقدمة فيها عنصران مهمان غفل عنهما الاعلام من المتأخرين أحدهما عنصر المماثلة الحقيقية بين الصورة وبين صاحبها الحقيقي، وثانيهما المطابقة الروحية القهرية بين الممثل ومن يمثل عنه فيهوذا الإسخريوطي وإن لم يكن يمثل بالروح النبيّ عيسى عليه السلام إلا أنه لم يكن التمثيل بإختياره وإنما كان عارضاً قهرياً خارجاً عن إختياره ـــ وإن كان ظاهر الخبر يدل على أن يهوذا أحب أن يكون المصلوب بدلاً عن النبي عيسى (ع) فهو وإن اختار الصلب إلا أنه لم يختر إنتقال صورة النبي عيسى عليه السلام إلى نفسه بل كان الإنتقال إليه قهرياً ـــ، وبالتالي تكون المماثلة الروحية طبقاً لهذا الخبر موجودة بين يهوذا وبين السيد المسيح عليه السلام ولكن عنصر التشبيه كان قهرياً، وأما طبقاً للخبر المخالف له ليست هناك مماثلة روحية ولا إختيار، وهذا غير متوفر أيضاً فيمن يقومون بتمثيل دور المعصوم عليه السلام بمعنى أن العنصرين غير متوفرين بالممثل:  لا عنصر المماثلة ولا عنصر الإختيار فلا يمكن قياسهم على ما أصاب يهوذا الإسخريوطي مع التأكيد على أن صورته الأصلية قد انعدمت وحل مكانها صورة النبيّ عيسى عليه السلام لكي يقوم الجند بصلبه عقاباً له ظناً منهم أنه نبيّ الله عيسى بن مريم عليهما السلام ....
  والحاصل: سواء أكانت المماثلة الروحية متحققة بين الممثل وبين المعصوم أم لا فلا يجوز إنتحال دور المعصوم عليه السلام بل يجب أن ينقل الممثل رأي المعصوم فيقول: قال الإمام الباقر عليه السلام أو الصادق عليه السلام ولا يقلل هذا الفعل من قيمة الفيلم في إستعراضه للوقائع التاريخية، بل إن النقل عن المعصوم عليه السلام يعطي صورة فائقة لإحترام شخص المعصوم المقدس الذي لا تناله الظنون والأوهام، ونحن نأسف للمفتين بحلية إظهار وجه المعصوم بأنهم ما عرفوا حقائق آل محمد ولا تذوقوا معارفهم، لذا نعتقد بأنهم سيقفون للسؤال يوم القيامة بين يدي السادة الأطهار عليهم السلام على قصورهم بل وتقصيرهم بحق مصابيح الدجى وسفن النجاة صلوات الله عليهم اجمعين.
  ونحن نسأل هؤلاء المفتين من دون تحديد لهوية أيّ مفتٍ: ما هو موقفكم ممن يقوم بتمثيل شخصكم مع وجود إختلاف كبير بينكم وبين من يمثل دوركم بحيث كان طويل الأنف وغائر العينين وقصير اليدين والرجلين فهلا كنتم تطرون عليه أم أنَّكم ترسلون برقيات التنديد واللوم بل والتهديد والوعيد بشطب كل ما نسبوه إلى شخصكم ؟؟!! ولو أن دور الصحافة صورتكم بصورة كاريكاتورية أو كرتونية مهرجة فماذا يكون موقفكم منها ..؟! لا أشك بأن الغيارى في مكتبكم سيشعلون نار الحمية من أجلكم كما سيشعلونها ضدي لإنتقادكم أو إنتقاد من يفتي بجواز إظهار وجه المعصوم... وقد فعل الرعاع من الاتباع في بعض موارد تصدينا للأحكام المبتدعة والأصنام المصطنعة القابعة على رؤوس الشيعة في عصر القوة والمال والإعلام فقاموا بسبنا وشتمنا ولعننا ونعتنا بالبترية وإخراجنا عن الحنيفية وعن زمرة العلماء!! فنشكوهم لمن لا يترك مظلوماً لوجهه الكريم ولأجل أهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام...
  ويضاف إلى حرمة إنتحال دور المعصوم عليه السلام ما يجعلونه شيئاً أساسياً في تعظيم الفيلم وهو الموسيقى التصويرية التي  تشملها إطلاقات وعمومات حرمة الإستماع إلى الموسيقى التي لم تميز أو تفرِّق الأخبارُ بين كونها كلاسيكية أو تصويرية وسواء أكانت مفرحة أم حزينة وما شابه ذلك، فحرمة الموسيقى والغناء لا تحللهما الظروف والمصالح الآنية المؤقتة، فحلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة، فالفيلم المعروف بإمام الفقهاء لا يخلو من مخالفات شرعية منها الموسيقى ومنها إظهار وجه المعصوم ، ولكن لا يمنع من مشاهدته متحرزاً المؤمن من سماع الموسيقى وعدم البناء على ان الممثل يؤدي دور الإمام الباقر أو الصادق عليهما السلام كما هما في عالم الواقع بل ما يفعله الممثل ليس إلا مجرد ممثل لا يعكس عن حقيقة الإمام المعصوم بشيء على الإطلاق فتكون مشاهدته للفيلم كمشاهدته لغيره من الأفلام التي يجب مراعاة الأحكام الشرعية بالنظر إليها، وهذا الفيلم إنما أنتجه بعض الشيعة السوريين وقد انتج في مقابله فيلم عمر بن الخطاب الذي لا يجوز لغير المؤمن القوي في الإيمان مشاهدته باعتباره من الأفلام المضلة التي يغتر بها البسطاء من الشيعة فيحسنون الظن بعمر قاتل سيدة النساء ومغتصب حقوق آل الله تعالى ومغيّر بأحكام الله تبارك شأنه... والله تعالى هو حسبي ونعم الوكيل والعاقبة للمتقين.. اللهم وأسألك أن تكرمني بهوان من شئت من خلقك ولا تهني بكرامة أحدٍ من أوليائك، اللهم اجعل لي مع الرسول وأهل بيته المطهرين سبيلاً ..اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكحل ناظرنا بنظرة منا إليه وسهّل مخرجه وعجل فرجه واجعلنا من أعوانه وخيرة أنصاره بمحمد وآله ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

 

كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد
عبدهم محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 3شهر رمضان 1433هــ
 الموافق ليوم الثلاثاء 24 تموز 2012

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=470
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29