• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : لا حقيقة شرعية للقراءات السبعة بل هي نوع تحريف للقرآن الكريم في حروفه وحركاته الإعرابية .

لا حقيقة شرعية للقراءات السبعة بل هي نوع تحريف للقرآن الكريم في حروفه وحركاته الإعرابية

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة المرجع الديني الكبير الفقيه اية الله المحقق الحجة الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بعد الاطمئنان على صحتكم الغالية
سوال الى سماحتكم

يذكر العلامة محمد حسن النجفي ( انهم صلوات الله عليهم كانوا راضين بقراءه القرأن على ما هو عند الناس وربما كانوا يمنعون من قراءه الحق --ويقولون هي مخصوصة بزمان ظهور القائم ) كتاب جواهر الكلام ج9 ص 292

والشيخ العلامة المحقق اقا رضا الهمداني في كتاب مصباح الفقيه ج2 ص276 ( وكيف كان فلا شيهة في صحة كل من القراءات السبع في مقام تفريغ الذمة عن التكليف بقراءه القرأن وان لم يعلم بموافقة المقروء للقرأن المنزل على النبي صلى الله عليه واله وسلم )

الشيخ الكبير العلامة عبد الكريم الحائري قدس سره يذكر ( والذي يمكن ان يقال صحة كل من القراءات السبع في مقام تفريغ الذمة عن التكليف بقراءه القرأن وان لم يعلم بموافقه المقروء للقران المنزل بل وان علم عدمه كما هو مقتضى الاخبار الامرة بقراءه القرأن كما يقراء الناس ) كتاب الصلاة ص205

السؤال سماحة المرجع الديني ظاهر كلام وتقرير العلماء الاعلام ان الطريقة التى نقرأ بها القرأن الكريم ليست على الوحه المنزل المرضى عند الله تعالى ورسوله الاكرم صلى اللله عليه واله وسلم بل مخالفه له
وان الائمة سلام الله عليهم اقروا ذلك ليس من باب الصحة بل من باب الرخصة والتيسير وتفريغ الذمة عن التكليف بقراءه القران لحين خروج مولانا الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

 

الموضوع العقائدي: لا حقيقة شرعية للقراءات السبعة بل هي نوع تحريف للقرآن الكريم في حروفه وحركاته الإعرابية..

بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمته وبركاته
     ما أفاده هؤلاء الأعلام يفيد بأنهم من القائلين بوجود تحريف بالقراءات السبعة أو الخمسة عشر كما هو معلوم عند المخالفين، والإعتقاد بوجود تحريف في القراءة ـــ بسبب تعدد القراءات والتي نقطع ببطلانها جميعاً عدا واحدة من تلكم القراءات وهي قراءة النبي وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام التي سوف يقرأ بها الإمام القائم صلى الله عليه عند خروجه الشريف ويأمر المسلمين بها وهو ما دلت عليه أخبارنا الشريفة التي جهرنا بها في كتابنا القيّم (أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد)  ـــ موضع إتفاق بين الاعلام المحصلين ولم يختلف إثنان في ذلك، فالطائفة المحقّة تعتقد ببطلان أكثر القراءات المتداولة بين المسلمين إلا فئة شاذة عن إجماعنا ولا تحصيل لديها فعاندت واستكبرت فاعتقدت بصحة القراءات كلها، وهذه متوافقة في معتقدها مع جمهور المخالفين المعتقدين بصحة القراءات السبعة وأنها كلها من عند الله تعالى والعياذ بالله، ونحن الإمامية لا نعوّل على مثل هذه الهرطقات الباطلة ولا نبني عليها أحكاماً.
  والحاصل: إن الطائفة المحقّة مجمعة على بطلان أكثر القراءات وأنها لا توافق ما جاء في أخبارنا الشريفة، ولكن بعض الشواذ من الشيعة داهن ووافق الباطل، وبعضهم سكت من باب المداراة أو التقية وبعضهم جهر بالحق كما جهر بها هؤلاء الأعلام الأجلاء حيث لم يداهنوا على حساب الحق بخلاف غيرهم ممن داهنوا حتى أدّت مداهنتهم إلى إضعاف الحق، وصار العوام ينعتون القائلين بوجود تحريف في القراءات بالكفر أو الفسق أو الجهل، فالقرآن الكريم نزل بحرف واحد أي لهجة واحدة وليس بحروف ولهجات متعددة كما يصوّر دعاة المخالفين، والظاهر أن القراءة المأمورين بها هي القراءة المشهورة بين المخالفين مجاراة لهم مع أن القراءة المشهورة اليوم هي قراءة حفص عن عاصم فلعلّها اقرب القراءات إلى قراءة أهل البيت عليهم السلام ولا يعني هذا اننا نصححها عن الأخطاء بل هي كغيرها يوجد فيها الصحيح والسقيم ولكنها اقرب من غيرها إلى الصحة.
    لقد أصاب هؤلاء الأعلام الحقَّ حينما قالوا بوجود أخطاء في القراءات السبعة ـــ وهي مخالفة للقراءة السماوية التي نزل بها الملاك جبرائيل على رسول الله صلى الله عليه وآله  فهو لم ينزل على النبيّ بسبع قراءات ولا بخمسة عشر قراءة فلم يكن يتلو على النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله سبع قراءات أو خمسة عشرة قراءة ليرضي اللهجات العربية القبلية بل نزل على قلبه بقراءة واحدة فقط ــ وغير ما ذكره هؤلاء الأعلام دونه خرط القتاد، وإن كنّا لا نتوافق معهم في إطلاقهم القول بصحة القراءة بكل القراءات في عامة الأحوال بل الصواب هو أننا مأمورون بعامة القراءات في حال التقيّة والخوف  وليس في عامة الأحوال ولو في حال اليسر والرخاء والخلوة في بيوتنا فإنه لا يجوز لنا القراءة في الصلاة بالقراءة المعلومة البطلان نظير بطلان القراءة بالقراءة الشاذة كأن نقول (أقم الصلوة) بالواو لا بالألف(الصلاة) ولا (أدريك) بدلاً من (أدراك) مع أن هذه القراءة الشاذة والمخالفة للغة العربية يعتبرها جمهور المخالفين من القراءات المنزلة على قلب رسول الله فيجوز بحسب معتقدهم القراءة بها في الصلاة ولكنها عندنا وبحسب نظرنا الفقهي لا يجوز شرعاً التلفّظ بالالفاظ المخالفة لقواعد اللغة ولأخبارنا الناهية عن موافقتهم بالقراءة في غير حال التقية والقهر على القراءة بقراءتهم...وقد فصلنا وجه البطلان في بحوثنا الأخرى ككتابَينا (أبهى المداد) و (الفوائد البهية) فليراجعان،والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 

حررها العبد محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 27 رمضان 1433هـــ.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=563
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29