• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : حرمة هجران المؤمن أكثر من ثلاثة أيام .

حرمة هجران المؤمن أكثر من ثلاثة أيام

 الإسم:  *****

النص: بسمه تعالى
سماحة آية الله الأستاذ المرجع الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله العالي ، 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 دار نقاش بيني وبين أحد الشباب .. وأريد الاستفادة من رأيكم : نقرأ في أكثر من رواية شريفة أنه لا يجوز للمؤمن أن يترك زيارة أخيه المؤمن مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام – منها :
1) محمد بن الحسن في (المجالس والأخبار) بإسناده عن أبي ذر ، ما جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) في وصية لأبي ذكر رضوان الله عليه قال : يا أبا ذر أياك وهجران أخيك ، فإن العمل لا يتقبل مع الهجران ، يا أبا ذر أنهاك عن الهجران فإن كنت لا بد فاعلاً فلا تهجره ثلاثة أيام كملاً ، فمن مات فيها مهاجراً لأخيه كانت النار أولى به . 
2) عن [الإمام] أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حول توصيف المؤمن : . . . لا يهجر أخاه ولا يغتابه ولا يمكر به و . . الحديث .
3) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : خمسة ليس لهم صلاة : . . ومصارم (لعل الأصوب هو الصيام)لا يتكلم(لعل الصواب هو لا يكلم) أخاه فوق ثلاثة أيام .
4) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : هجر الرجل أخاه سنة كسفك دمه .
5) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : لا خير فيمن يهجر أخاه من غير جرم .
6) الشيخ المفيد في كتاب الروضة : عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : المؤمن هدية الله عز وجل إلى أخيه المؤمن فإن سره ووصله فقد قبِل من الله عز وجل هديته وإن قطعه وهجره فقد رد على الله عز وجل هديته .
بالنسبة للسؤال الأول خاص بالرواية الأولى : هل صلاته وصومه وزكاته وحجه وغيرها لا يُتقبلان بشكل كامل خاصة أنه بهذا الهجران يكون من أهل النار ؟ 
السؤال الثاني يتعلق بالرواية الثانية : هل يخرجه ذلك عن جادة أهل الإيمان مطلقاً لاسيما أنه قطع رحم الأخوة ؟
السؤال الثالث هو حول الرواية الثالثة : هل المقصود بهذه المدة بمعنى يغضب على أخيه ؟
والسؤال الرابع مرتبط بالرواية الرابعة \"فيه ثلاثة تساؤلات\" : 1) هل يكون الوزر عليه كمن سفك دم أخاه فعلاً ؟ ، 2) وهل يخرجه عن أخوّته السابقة فيما لو أتاه بعد السنة ؟ 3) كيف يقابله المؤمن المهجور من قبله ؟
وأما السؤال الخامس حول الرواية الخامسة : ما المراد من هذا الجرم ؟
وأخيراً السؤال السادس مختص بالرواية السادسة : هل رد الهدية أشد إثماً على مَن هجر مؤمناً يدعو إلى الله على سبيل رسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ، وعلى بصيرة وفقه في الدين ؟
 
* سيدي بانتظار جوابكم الشريف

دمتم سالمين بمحمد وآله الطاهرين 
–صلوات الله عليهم أجمعين-

خادمكم المحتاج إلى دعائكم :
***** 
 
الموضوع الفقهي: حرمة هجران المؤمن أكثر من ثلاثة أيام.
بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمته وبركاته   نتمنى لكم التوفيق والسداد ووفقنا معكم لما فيه الخير وجعلنا وإياكم من خيرة أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه..وبعد.
  جوابنا على سؤالكم الأول هو التالي:  صحيح أن هجران المؤمن حرام كما جاء في الأخبار التي عرضتم بعضاً منها وظاهرها حرمة هجر المؤمن الموالي أكثر من ثلاثة أيام، ولكن لا تلازم بين إرتكاب الحرام وبين عدم تقبل صيامه وصلاته وبقية عباداته، فهو عاصٍ في هجرانه المؤمن ويعاقب على ذلك، نعم هجرانه يقلل من ثواب الصوم والصلاة وبقية العبادات، لا أنه يسقط عنه مطلق الثواب بل الصحيح أنه تعالى يقلل من إعطائه الثواب بسبب هجر أخيه المؤمن، والله تعالى العالم.
   والجواب على سؤالكم الثاني هو التالي: هجران المؤمن لأخيه المؤمن لا يخرجه من الإيمان بل هجرانه لأخيه المؤمن التقي ينقص من إيمانه، فالهاجر لأخيه المؤمن ناقص الإيمان وغير معذور عند الله تعالى والحجج عليهم السلام.. والمؤمن الناقص في الإيمان هو ناقص في الدرجات والحظوظ . 
   والجواب على السؤال الثالث هو التالي: إن منطوق الرواية القائم على التحديد بمدة ثلاثة أيام هو تهديد وإنذار بأن لا يهجره أكثر من ثلاثة أيام، ومفهومها بأنه جائز أن يهجره ثلاثة أيام أو أن المراد أن أقصى مدة للهجر هو ثلاثة أيام..والله تعالى العالم.
   والجواب على السؤال الرابع هو التالي:ما جاء في الرواية في الرواية الرابعة (هجر الرجل أخاه  سنة كسفك دمه) محمولة على التهديد والإنذار والإمهال والتمثيل كأنه سفك دمه بمعنى أن له عقاباً كعقاب من سفك دمه، فهما في الجرم سواء.
   والجواب على السؤال الخامس هو التالي: إن المراد من الجرم هو المعصية أو ظلم، وكأن الرواية ناظرة إلى أن مقاطعة المؤمن بغير معصية ارتكبها أو ظلم جناه على الدين أو حججه الطاهرين عليهم السلام أو أحداً من شيعتهم ومواليهم، فإن من يعادي شيعتهم لا لجرم ارتكبوه أو معصية اقترفوها فهو واقعاً مجرم بحقه وهو كمن سفك دمه. 
   والجواب على السؤال السادس هو التالي: ردُّ هدية الله تعالى ذنب عظيم بل لا يخلو من كفر إذا أدَّى إلى الإستهانة بأمر الله تعالى، ومراد الخبر ليس كما تصورتم من كون رد الهدية اقل شأناً من هجران المؤمن بل مراده هو أن الخبر شبَّه المؤمن بالهدية الإلهية للمؤمن الآخر فمن هجره كأنما هجر هدية الله تعالى، فأنتم نظرتم إلى الهدية بشكل عام ولم تنظروا إلى هدية الله تعالى التي من ردها فقد رد هبته وكرمه وهي على حد الشرك بالله تعالى..والله تعالى هو حسبي عليه توكلت وإليه أُنيب..والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 
حررها العبد الشيخ محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 12 ذي القعدة 1433ه.
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=595
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19