• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : الولاية التشريعية للنبي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام لا يستلزم تحليل الحرام وتحريم الحلال/ أمير المؤمنين علي عليه السلام مساوٍ بالفضيلة لرسول الله ولا يتعارض مع قوله الشريف"أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله .

الولاية التشريعية للنبي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام لا يستلزم تحليل الحرام وتحريم الحلال/ أمير المؤمنين علي عليه السلام مساوٍ بالفضيلة لرسول الله ولا يتعارض مع قوله الشريف"أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله

 الإسم:  *****

النص: السلام عليكم
 
1- هل للائمة عليهم السلام ولاية تشريعية؟ و اذا كانت الاجابة بالايجاب فكيف يتفق ذلك مع الروايه المشهورة (انا حلال محمد حلال الى يوم القيامة و حرامه حرام الى يوم القيامة) و كذلك الروايات المعروفة ان لدى الائمة كتاب بإملاء الرسول ص و خط الامام علي ع فيه كل ما تحتاجه الامة من احكام الى يوم الدين؟
2- هل الرسول ص افضل من الامام علي ع و الزهراء ع ؟ و اذا كانت الاجابة بالنفي فكيف يقول الامام علي انه عبد من عبيد محمد و تواتر الروايات في كتبنا ان الرسول ص افضل الخلق؟
3- ما رأيكم بالاخباريين؟
4- ما رأيكم بالعلويين؟
و شكرا 
 
 
الموضوع العقدي: الولاية التشريعية للنبي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام لا يستلزم تحليل الحرام وتحريم الحلال/ أمير المؤمنين علي عليه السلام مساوٍ بالفضيلة لرسول الله ولا يتعارض مع قوله الشريف"أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله.
بسمه تعالى
 
السلام عليكم
  جوابنا على السؤال الأول هو الآتي:لا تعني الولاية التشريعية للنبي وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام أنهم يحللون حرام الله تعالى ويحرمون حلاله، فالتحليل للحرام وتحريم الحلال ليس من ولاية الله تعالى بل هو من لاية الشيطان عليه اللعنة.
  إن المراد من الولاية التشريعية للنبي وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام هو ولاية حفظ الأحكام الشرعية وتبليغها وتنفيذها بإجرائها على المكلفين والمحافظة عليها من تلاعب المنافقين والمدلسين ولا تعني الولاية التشريعية بأنهم يحللون في مقابل تحليل الله أو يحرمون في مقابل تحريم الله تعالى.. كلا ثم كلا! فإن التحليل والتحريم في مقابل حلال الله وحرامه يعتبر كفراً وليس من الولاية الربانية بشيءٍ بل هو ولاية الشيطان يتنزّه عنه أمناء الرَّحمان الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون...وما ورد في الرواية المشهورة من أن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وكذا ما ورد من أن للأئمة الطاهرين عليهم السلام الجامعة والمصحف والجفر فصحيح ولكن هذه الأشياء لا تتعارض مع الولاية التشريعية التي أشرنا إليها بل تؤكدها لأن الأحكام الموجودة في الجامعة هي أحكام إلهية نزلت على رسول الله ودوَّنها أميرُ المؤمنين عليّ عليه السلام في الجامعة وهي أحكام خاصة بأهل كل زمان إلى يوم القيامة، وكذا الإخبارات التكوينية والحوادث الدموية والفتن وغيرها مما هو موجود في الجفر ومصحف سيدة النساء عليها السلام فإنها إخبارات عن الملاحم والفتن وكلها موضوعات يترتب عليها حكم شرعي معلوم في السنة النبوية وليست أشياء مناهضة للموجود عند النبي وأهل بيته عليهم السلام حتى تتخيلون بأنها معارضة لقول المعصوم(حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة) فبينهما بون شاسع.  
  جوابنا على السؤال الثاني هو الآتي: أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام عنيتُ بهم أمير المؤمنين والسيدة الطاهرة الزكية الزهراء الشهيدة وأولادها الطيبين الطاهرين هم نفس النبي بالصفات والفضائل والدرجات باعتبارهم من أهل الكساء التي دلت عليهم آية التطهير بإتفاق الطرفين عامة وخاصة، وهي قوله تعالى(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) فهذه الآية نصت على أن أهل الكساء من طينة واحدة وفي درجة واحدة من دون تفضيل لواحد على آخر وهو ما اكدته الأخبار الكثيرة بأن النبي وأهل بيته عليهم السلام لا يتميزون عن بعضهم البعض بالفضائل والعصمة والدرجات بشيء أبداً ..نعم لكل واحد منهم وظيفة معينة عيّنها لهم ربُّ العالمين لا يتخطونها أبداً، ولا يعني الإختلاف في نوعية الوظائف أنهم مختلفون بالعصمة والدرجات، بل إن الإختلاف بالوظائف لأجل التعدد بالأدوار المنوطة بكل واحد منهم بحسب إختلاف الظروف والأوقات...وما يؤكد كونهم نفساً واحدة قوله تعالى في آية المباهلة(وأنفسنا وانفسكم) حيث دلت الىية على أن النبي وآله نفس واحدة لا يمكن أن يكون واحد أفضل من واحد..فتأمل جيداً.
   فهاتان الآيتان وغيرهما من آيات الكتاب الكريم تصرح بوضوح بأنهم نفس واحدة في العصمة والطهارة والدرجات وإن اختلفوا في تعدد الأدوار والوظائف، وكل خبر يخالف هاتين الآيتين فمصيره أحد أمرين: إما التأويل بما يتناسب مع الآيتين الشريفتين، وإما رده من أساسه فيضرب به عرض الجدار كما أشار إلى ذلك أئمتنا الطاهرون عليهم السلام حيث أمرونا بأن نعرض الأخبار على كتاب الله فما وافقه فنأخذ به وإلا يضرب به عرض الجدار إلى غير ذلك من قواعد وضوابط أمرنا باتباعها حتى لا يضيع الشيعة في غيبة القائم الحجة من آل محمد عليهم السلام، وبالتالي فإن الخبر الذي تفضلتم به (أنا عبد من عبيد محمد) لا يدل على أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أفضل منه ومن أهل بيته الطاهرين بعدما أشار الكتاب إلى تساويهم في كل شيء، بل يدل الخبر على أن أمير المؤمنين عليَّاً عليه السلام يتواضع لرسول الله وأنه عبد له في الطاعة لله تعالى من حيث نزول الوحي التشريعي على رسوله الكريم صلى الله عليه وآله فهو مطيع له في اقواله وأفعاله لانه رسول من عند الله تعالى وأن طاعته طاعة لله ومعصيته معصية لله تعالى، فكيف لا يكون العبد الأكبر مولانا أمير المؤمنين عليه السلامعبداً لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله وهما مرسلان من عند الله ويؤديان ما أمرا به من عند الله تعالى..؟!.
  بالإضافة إلى ذلك فإن سياق الرواية المتقدمة ـــ وبالغض عن سندها ـــ إنما هو في مقام بيان دفع النبوة عن أمير المؤمنين عليه السلام التي توهمها السائل بحق مولانا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لما أجابه سيد الموحدين وإمام المتقين عليه السلام على مسألة عويصة عن وجود الله تعالى قبل خلقه الخلق، وها نحن نعرض عليكم الرواية حتى تكونوا على بينة من أمركم..فقد أورد الشيخ الكليني في أصول الكافي ج1ص90ح5وح8 بسند واحد وطريق واحد بأسناده إلى أبي الحسن الموصلي عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال:" أتى حبرٌ من الأحبار أميرَ المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين متى كان ربك؟ قال:ويلك إنما يقال: متى كان لما لم يكن، فأما ما كان فلا يقال: متى كان، كان قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد ولا منتهى غاية لتنتهي غايته، قال له: أنبيٌّ أنت ؟ فقال عليه السلام:"لأمك الهبل إنما أنا عبد من عبيد رسول الله صلى الله عليه وآله". وفي نسخة أخرى:" أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله". 
  الناظر في الخبر يرى بوضوح بأن مقالة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام إنما جاءت في سياق دفع توهم النبوة عنه لأنه لا نبوة بعد النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله حتى لا يقال أن هناك شريعة غير شريعة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بعد شهادته ورحيله من هذه الدنيا، ولو أن ذوي النفوس المريضة عرضوا الخبر كاملاً لما كان الضعاف من الشيعة وقعوا في التشكيك في مساواة النبي لأهل بيته عليهم السلام، فلطالما اعتمد المشككون بفضائل آل محمد بهذا الحديث ليخرجوا أمير المؤمنين عليه السلام عن كونه مساوياً بالعصمة والطهارة للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله..وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.
  جوابنا على السؤال الثالث هو الآتي: الإخباريون هم علماء في هذه الطائفة ولكنهم يتميزون عن غيرهم من الأصوليين بأنهم يعتمدون على كل خبر حتى المخالف للكتاب ولا يعتمدون على حجج العقول في باب الإستنباط، وقد ذكرنا بعض الفوارق بينهم وبين الأصوليين في بعض إستفتاءاتنا فلتراجع من موقعنا..وقد شطحوا كما شطح الأصوليون.
  جوابنا على السؤال الرابع هو التالي: العلويون طوائف وفرق منهم النصيريون ومنهم النميريون..ولهم فقه وعقيدة غير فقهنا وعقيدتنا،وكلهم على ضلال حتى الذين يتسترون بأنهم شيعة إثنى عشرية لم يتضح لنا هويتهم الفقهية والعقدية إلى الآن، والشك في صحة دينهم تقتضي الحكم عليهم بفسادها حتى يدخلوا في التشيع وينهلوا من معينه...والله تعالى العالم. 
 
حررها العبد الشيخ محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 12 ذي القعدة 1433ه.
 
 
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=606
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28