• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : عدم خمش سيدتنا المطهرة الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام وجهها حزناً على موت رسول الله صلى الله عليه وآله لا يستلزم حرمته .

عدم خمش سيدتنا المطهرة الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام وجهها حزناً على موت رسول الله صلى الله عليه وآله لا يستلزم حرمته

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمّد وال محمد الطيبين وعجّل فرجهم والعن أعدائهم وأعداء شيعتهم سيما ابي بكر وعمر وعائشة وحفصة وأشياعهم ومحبيهم ,,

سماحة آية الله المحقق الشيخ محمّد جميل حمود العاملي أدم الله أعزازه, سلام من الله عليكم ورحمة وبركات,,,

دائماً ما نرى المبتدع البتري الهالك محمّد حسين فضل الله في حديثه عن الزهراء صلوات الله عليها دائماً ما يصرف النظر عن ظلامتها الحقيقية وما جرى عليها من قبل الأشرار لعنهم الله من هتك خدر واسوداد عضد كالدملج, واسقاط جنين وكسر ضلع وحزنها الشديد وبكائها العظيم على استشهاد أبيها صلى الله عليه وآله والذي اهتزّ له عرش الرحمن وتزلزلت له السماوات والأرضين, شيخنا الجليل أدام الله توفيقاتكم وايّدكم بروح منه نريد ان نقف قليلاً على آخر مفردة وهي بكاء الصديقة الكبرى قتيلة العدى على ابيها الرسول الاعظم الشهيد المسموم, يقول فضل الشيطان الهالك حول مسألة بكائها وجزعها وهو يعيش حالة من الإنكار ويستدل بحديث من الكافي الشريف :

يقول فضل الله :إننا نسمع الكثير من الناس الذين حاصروا الزهراء (ع) في دائرة الحزن إلى حدّ الجزع، يقولون إنها كانت تبكي في الليل والنهار، وكان أهل المدينة يضجون من بكائها حتى قالوا لعليّ: إما أن تبكي أباها ليلاً أو نهاراً!! أيّ كلام هو هذا الكلام؟! إن الزهراء (ع) أعظم وأعظم وأعظم من ذلك، ولا سيّما أننا نقرأ في حديث عن الإمامين الباقر والصادق (ع) في تفسير الآية الكريمة: {ولا يعصينّك في معروف}، قال: «إن رسول الله (ص) قال لفاطمة: إذا أنا مت فلا تخمشي عليّ وجهاً، ولا ترخي عليّ شعراً، ولا تنادي بالويل، ولا تقيمي عليّ نائحة»، ثم قال الإمام (ع): «هذا هو المعروف». كان حزنها حزناً رسالياً، كانت تذهب إلى قبر رسول الله وقبور الشهداء ولا تزيد عن القول: «ها هنا كان رسول الله»، لتذكّر الناس كي لا ينسوا رسول الله في مسجده وفي مواقعه التي كان يتجوّل فيها، وكانت تأخذ الحسن والحسين إلى قبر جدهما وتحدثهما عن حركة أبيها هنا وهناك. انتهى كلامه.

فلو تفضّلتم سماحة الشيخ الجليل في البسط بالقول للإيراد على هذا الإشكال في استدلاله بحديث الامام الصادق صلوات الله عليه في الكافي الشريف, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله عليى محمد وآله الطيبين وعجّل فرجهم والعن أعدائهم واعداء شيعتهم سيما ابي بكر وعمر وعائشة وحفصة واشياعهم ومحبيهم

 

الموضوع الفقهي: عدم خمش سيدتنا المطهرة الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام وجهها حزناً على موت رسول الله صلى الله عليه وآله لا يستلزم حرمته.
بسمه تعالى

 

السلام عليكم ورحمته وبركاته
     الخبر الذي استدل به المشكك الأكبر إمام البترية في القرن العشرين والحادي والعشرين هو خبر ضعيف سنداً لرواية سلمة بن الخطاب المعروف بضعفه، ولا يجوز الإستدلال على المطالب الفقهية بخبر واحد غير ثقة لا يوجب علماً ولا عملاً،لأن الخبر الضعيف خارج عن أدلة حجية الخبر الثقة المدلول عليه في الكتاب والسنة...ولو فرضنا جدلاً صحة التمسك بالخبر فلا يدل على مطلوبه لأن مدلول الخبر يشير إلى نهي النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله عن خدش الوجه وإرخاء الشعر والنداء بالويل والثبور جزعاً مع أنه يستحق أن يجزع عليه وأن تخمش عليه الوجوه وتشق الجيوب وقد جاء في الأخبار بأن نبيّ الله موسى عليه السلام شقَّ جيبه على أخيه هارون عليه السلام وهكذا ورد في حق بعض أئمتنا الطاهرين عليهم السلام، وحيث إن مولاتنا الصدّيقة الكبرى لم تخمش وجهها ولم ترخِ شعرها ولم تنادِ بالويل والثبور على مصاب أبيها، بل الثابت أنها بكت عليه بكاء كثيراً وأين هذا مما ادعاه إمام الضلالة والبترية...؟!! وما الضير في أن يبكي المرء على فقدان حبيبه!؟ وها هو النبي الأعظم صلى الله عليه وآله قد بكى على ولده إبراهيم عليه السلام وقال تلك الكلمة المشهورة:( تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنَّا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون).
   البكاء على الميت إذا لم يرفقه أو يصحبه الإعتراض على قضاء الله تعالى يكون محبوباً ومطلوباً ومرضياً عند الله تعالى لأنه علامة الرقة والعطف، ومن لا يبكي على فقيده فإنه قاسي القلب لا خير فيه...وحينما نهى النبي الأعظم صلى الله عليه وآله إبنته سيّدة النساء عليها السلام لا يقصدها بالنهي وإنما يقصد غيرها، فالخطاب لها والمقصود غيرها من باب"إياكِ أعني واسمعي يا جارة" ومع هذا كلِّه، فإن سيدة النساء أرواحنا فداها لم تخدش وجها ولم ترخِ شعرها ولم تولول بما يوجب الإعتراض على الله تعالى..كيف ذلك؟! وهي المعصومة الكبرى والمطهرة العظمى حيث لا يقاس بها نبيّ مرسل ولا ملك مقرب ولا وليٌّ معظم سوى رسول الله وأمير المؤمنين وأهل بيتها الطاهرين عليهم السلام..وعلى فرض أنها كانت هي المقصود بالخطاب فيكون النهي التشريفي لها من باب حرصه صلى الله عليه وآله على أن لا يشمت بها الأعداء من منافقي أصحابه الذين اغتصبوا حقها وكسروا أضلاعها واعتدوا على بعلها وفعلوا ما فعلوا من الموبقات والجرائر..وليس نهيه إياها من باب النهي المولوي الدال على الحرمة الذاتية..! كلا بل النهي تنزيهيٌّ تشريفيٌّ باعتبارها باب الله الذي منه يؤتى ووجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء ولأن خدش الوجوه على المعصوم إذا لم يصاحبه إعتراض على الله تعالى لا يدخل في باب المحرمات، وقد مرَّ نظيره في يوم كربلاء حيث نهى إمامنا المعظم أبي عبد الله عليه السلام عن خدش الوجوه ولطم الصدور مخافة شماتة الأعداء وليس لأجل الحزن على الأحباب، مع أن أهل المدينة لطمن الخدود وخمشن الوجوه وشققن الجيوب على مصاب الإمام المظلوم عليه السلام بمرأى من إمامنا السجاد عليه السلام الذي لم يبدِ أيّ اعتراض بل الأمر بالغ الأعظم من ذلك حيث نتف رجال المدينة لحاهم حزناً وتفجعاً على الإمام عليه السلام وما جرى على مولاتنا زينب الحوراء والرباب من التفجع وسوء الحال ما يعجز عن بيانه المداد والمقام ولم يشر إمامنا المعظم السجاد عليه السلام ببنت شفة دلالة على حرمة هاتيك الأفعال العظام حزناً على ذاك الإمام الهمام عليه السلام... ومن أراد المزيد من البيان فعليه بمراجعة كتابنا"رد الهجوم على شعائر الإمام الحسين المظلوم عليه السلام"...وليخسأ الضالون وليكن ما أرادت سيدة النساء أرواحنا فداها ولن يقدروا على إطفاء ظلامتها إلى أبد الآبدين، ولعلَّه من هذا المنطلق أوصت صلوات الله عليها بأن يحجب عن قبرها حتى تبقى الظلامة ظاهرة للعيان ولا يخفيها بعض أحفادها من بترية هذا العصر وما أكثرهم في هذه الفترة القاسية، كنا مبتلين بنمرود فزادت النماردة حتى أصبحوا بالعشرات وكلهم من السادة الزعماء فكأنهم كانوا يهابون ساحرهم الأكبر أو لأنه كان يجول ويترنح ولكنه لما مات صدق عليهم قول إبن عباس لعبد الله بن الزبير لمّا خرج الإمام الحسين عليه السلام من الحجاز إلى العراق: 
 

 يا لكِ من قبَّرة بمعمر            خلا لكِ الجو فبيضي واصفري
 

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على آل ياسين واللعنة على ظالميهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين..وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام عليكم ورحمته وبركاته.  
 

عبد الحجة القائم عليه السلام الشيخ محمد جميل حمود العاملي ـــ بيروت بتاريخ 21ذي الحجة 1433هـ.
 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=644
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29