• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : الله المتعال فوق الزمان والمكان .

الله المتعال فوق الزمان والمكان

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي السؤال الآتي وهذا السؤال كثيرا ما يتداول على السنة الناس بمختلف مستوياتهم وهو:-
اين الله؟
لكن المشكلة لو اجبناهم ان الاينية مخلوقة من قبل الله تعالى فلا يدخل فيها لان المكان والزمان مخلوقان من قبله او حسب تعبير امير المؤمنين (عليه السلام) { اين الاين فلا اين له , وكيف الكيف فلا كيف له} . لاننا إذا قلنا بمكان لله فقد حددناه وهذا مخالف لماعرفناه عن واجب الوجود. حيث لابد ان ترفع من الذهن كلمة اين عندما نسال عن الله لانه خارج عن حدود الاين.
يرد السؤال الآتي على هذه المقدمة وهو :-
لو خرجنا خارج هذا الكون ماذا يوجد ورائه هل يوجد الله سبحانه وتعالى وراء هذا الكون؟
طيب لو قلنا انه سبحانه وتعالى لايوجد خارج الكون اذا لا معنى متصور للاله لانه عدم فمادام غير موجود في اجزاء العالم المكانية وغير موجود خارجها فهو معدوم؟
حيث ان وراء هذا الكون بما فيه من سماوات وارض لايوجد سوى العدم فمادام الله غير موجود في السماء ولا في الارض اذا لايبقى سوى خيار العدم.
سؤال آخر/ قبل ان يخلق الباري عز وجل الكون اين كان ؟ هل كان معدوم .
نلاحظ من خلال الاسئلة السابقة انه اذا نفينا مكانه فسوف نقول بالعدمية ... وهل يوجد فراغ خارج الكون او حسب تعبير الفلاسفة خلاء ؟ وماذا وراء هذا الخلاء؟
وشكرا لكم

 

الموضوع العقدي: الله المتعال فوق الزمان والمكان.
بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:

     الله تعالى فوق الزمان والمكان، بل هو مع الزمان والمكان لا يخلو منه زمان ولا مكان، لانه خالقٌ للزمان والمكان، وهو محيط بالزمان والمكان، وإحاطته لهما ليس على نحو الإحاطة الجسمانية بمعنى أنه لا يحيط بالزمان والمكان كما يحيط أحدنا بشيءٍ آخر على نحو الملاصقة المادية، فإحاطته عز وجل بالأشياء لا على نحو المماسة والممازجة، أي أنه تعالى لا يمتزج بالمادة فيصير جزءاً منها، والجزئية مخلوقة وهي دليل إفتقارها إلى غيرها من الأجزاء الأخرى الممازجة لها، فالإمتزاج دليلٌ على الإفتقار، وربنا المتعال ليس فقيراً ولا محتاجاً لأجزاء مادية هي معلولة له، وبحاجة إليه لضرورة إحتياج المعلول إلى علته وجوداً وبقاءاً وذلك لإستحالة وجود المعلول من دون علّة كما يستحيل بقاء المعلول من دون علَّة تفيض عليه إستمرار الحياة..وكونه تبارك وتعالى فوق الزمان والمكان لا يستلزم كونه معدوماً لأن الزمان والمكان معلولان للعلة الأولى وهي الله تعالى، وقد فصلنا ذلك في كتابنا الجليل" الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية" الجزء الأول منه / بحث نفي الجسمية عن الله تعالى فليراجع... ولا معنى لعبارتك المتقدمة:" انه اذا نفينا مكانه فسوف نقول بالعدمية ... وهل يوجد فراغ خارج الكون" لأن الله تعالى ليس في مكانٍ على نحو الحلول حتى تزعم عدمه عند نفي مكانه، لأنه منزه عن المكان، ولو كان في مكان معين على نحو الحلول والتجسيم لخلت منه الأمكنة الأخرى ولأدَّى وجوده في مكان أنه أصبح محاطاً بالمكان والزمان وليس محيطاً بهما، وإحاطة المكان له دليل إفتقاره وحاجته للمكان والزمان ومحدوديته فيهما وهو خلف كونه محيطاً بالمكان والزمان ومستعلٍ عليهما...والسلام.
 

حررها العبد الشيخ محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 8 ربيع الأول 1434ه.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=692
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16