• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : علم الرجال .
              • القسم الفرعي : مواضيع رجاليّة .
                    • الموضوع : عقوبة إغتصاب المرأة / حكم مقدمات الزنا/ خالد بن يزيد بن معاوية ملعون بخلاف أبيه معاوية بن يزيد .

عقوبة إغتصاب المرأة / حكم مقدمات الزنا/ خالد بن يزيد بن معاوية ملعون بخلاف أبيه معاوية بن يزيد

الإسم:  *****
النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
وعجل في فرج بقية الله في الأرض

1- شاب أقدم على اغتصاب فتاة ولم يعلم بعد إن كانت بكر أم ثيب قبل اغتصابها فما هو العقوبة الشرعية والإجراءات الواجب شرعا إتباعها بحق هذا الشاب , وهل هناك فروقات فيما لو كانت المغتصبة موالية - فتاة من بلاد الإفرنجة - ناصبية .
2- ما هو الحكم الشرعي فيما لو أن الفتاة لم تفض بكارتها مع حدوث كل مقدمات الجماع غصبا .
3- قرأت في أحد المرات عن شخصيتين تاريخيتين هما خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ومعاوية بن يزيد بن ابي سفيان والأول كيميائي شهير فهل هم مشمولون باللعن .وما هو الرأي الشرعي بحقهما .
نتمنى لكم التوفيق والتسديد

الموضوع الفقهي والرجالي: عقوبة إغتصاب المرأة / حكم مقدمات الزنا/ خالد بن يزيد بن معاوية ملعون بخلاف أبيه معاوية بن يزيد.
بسمه تعالى

 

السلام عليكم
الجواب على السؤال الأول:  في حال لم يعلم المغتصب كون الفتاة بكراً أو ثيباً فلا بد من وجوب الفحص حتى يحصل على اليقين فيبني على أساسه وإلا فالأصل كونها بكراً حال الإغتصاب...ولا فرق في حرمة الإغتصاب بين كون المغتصبة إمرأة مسلمة مؤمنة أو ناصبية أو كافرة وذلك لإطلاق النصوص الشريفة التي لم تميز بين المؤمنة أو الكافرة، ومن اقتض أجنبية لزمه مهر مثلها سوآء كانت بكراً أم ثيباً..ولو كان الحال في عصر المعصوم عليه السلام فإن المغتصب يقتل وهو ما دلت عليه الأخبار كما في معتبرة أبي بصير عن إمامنا الصادق عليه السلام قال:« غذا كابر الرجل المرأة على نفسها ضرب ضربة بالسيف، مات منها أو عاش». وفي صحيحة بريد العجلي قال: سئل الإمام أبو جعفر عليه السلام عن رجل اغتصب امرأة فرجها ؟ قال عليه السلام: يقتل محصناً كان أو غير محصن».
الجواب على السؤال الثاني: مقدمات الزنا أو الإغتصاب كالتقبيل واللمس لا يوجب الضمان لأن الضمان كالمهر أو القتل فرع إدخال التلف على البكارة وهو هنا لم يحصل فلا يجب الضمان...نعم يجب عليه التوبة من فعله الشنيع.
الجواب على السؤال الثالث: إن بني أمية قاطبة ملعونون مطرودون ، وبذلك وردت النصوص عن أهل البيت عليهم السلام . وقد ذكر المفسرون أن قوله تعالى : " والشجرة الملعونة في القرآن " .
  والمراد بها : شجرة بني أمية لعنهم الله ولعن الله الشيخين المغتصبَين للخلافة اللذين ثبتا خلافتهم الباطلة على بلاد الشام.
  ويظهر أن معاوية إبن يزيد بن أبي سفيان خارج من اللعن الوارد في بني أمية وذلك لرفضه للخلافة بعد أبيه يزيد، فمن هنا قتله بنو أمية، ومات مسموماً ويقال إنه طُعِنَ.          قال المحقق الكركي العاملي رحمه الله تعالى في رسائله:« ومن رؤوس المنافقين أبو سفيان بن حرب الأموي لعنه الله ، وابنه معاوية وولده يزيد وذريتهم . وينقل عن معاوية بن يزيد ميله إلى أهل البيت وإنكاره الشديد على أبيه ، وتبرؤه من فعله ، ولهذا يلقب بالراجع إلى الله فنسكت عنه لذلك» .
والحاصل: لقد أعلن معاوية بن يزيد براءته من بني أمية وإنضمامه إلى الحلف العلوي على صاحبه آلاف التحية والسلام، ويشهد لهذا ما رواه المؤرخون خاصة وعامة بأن أهله قالوا له لمّا عزم على ترك الخلافة:" أعهد إلى أحد يقوم بها مكانك"  قال:« كيف أتجرع مرارة قدها ؟ وأتقلد تبعة عهدها ، ولو كنت مؤثراً بها أحداً لآثرت بها نفسي ، ثم انصرف وأغلق بابه ولم يأذن لأحدٍ ، فلبث بعد ذلك خمس وعشرين ليلة ثم قبض ، وروى أن أمه قالت له عندما سمعت منه ذلك : ليتك كنت حيضة فقال : ليتني كنت كما تقولين ، ولا اعلم أن للناس جنة ونار..».
وقال الشيخ البهائي: توفى معاوية بن يزيد سنه 64 أربع وستين من الهجرة وكانت مدة حكومته باسم الخلافة أربعين يوما ثم نزع نفسه منها خوفا من الله تعالى وعلماً منه بأنه ليس أهلاً لما روى أنه لما خلع نفسه من الخلافة قالت أمه ليتك كنت حيضة قال لها ليتني كنت حيضة ولم أعلم أن لله جنة ونارا قال بعض المؤرخين : إن قوله تعالى : (يخرج الحي من الميت) يشمل هذا الشباب .
 وقال محمد طاهر القمي الشيرازي في كتابه الأربعين ص 501:« وذكر غير واحد أن معاوية بن يزيد ، لما خلع نفسه صعد المنبر ، فجلس طويلا ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه بأبلغ ما يكون من الحمد والثناء ، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وآله بأحسن ما يذكر به .
  ثم قال : أيها الناس ما أنا بالراغب في الائتمار عليكم ، ما أكرهه منكم ، واني أعلم أنكم تكرهونا أيضا ، لأنا بلينا بكم وبليتم بنا ، الا أن جدي معاوية نازع هذا الأمر من كان بهذا أولى منه ومن غيره ، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعظيم فضله وسابقته ، أعظم المهاجرين قدراً  وأشجعهم قلبا ، وأكثرهم علما ، وأولهم ايمانا ، وأشرفهم منزلة ، وأقدمهم صحبة ، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله ، وصهره وأخوه ، زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته ، وجعله لها بعلا باختياره لها ، وجعلها له زوجة باختيارها له ، أبو سبطيه سيدا شباب أهل الجنة وأفضلا هذه الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله ، وابنا فاطمة البتول عليها السلام ، من الشجرة الطيبة الطاهرة الزكية ، فركب جدي منه ما تعلمون ، وركبتم منه مالا تجهلون ، حتى انتظمت لجدي الأمور، فلما جاء القدر المحتوم ، واخترمته أيدي المنون ، بقي مرتهنا بعمله ، فريدا في قبره ، ووجد ما قدمت يداه ، ورآى ما ارتكبه واعتداه ، ثم انتقلت الخلافة إلى يزيد أبي ، فتقلد أمركم لهوىً كان أبوه فيه ، لقد كان أبي يزيد بسوء فعله واسرافه على نفسه غير خليق بالخلافة على أمة محمد صلى الله عليه وآله ، فركب هواه واستحسن خطأه ، وأقدم على ما أقدم من جرأته على الله تعالى ، وبغيه على من استحل حرمته من أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقلت مدته ، وانقطع أثره ، وضاجع عمله ، وصار حليف حفرته ، رهين خطيئته ، وبقيت أوزاره وتبعاته ، وحصل على ما قدم وندم حيث لا ينفعه الندم ، وشغلنا الحزن له عن الحزن عليه ، فليت شعري ماذا قال وما قيل له ، فهل عوقب بإساءته ، وجوزي بعمله ، وذلك ظني .
 ثم اختنقته العبرة ، فبكى طويلا وعلا نحيبه ، ثم قال : وصرت أنا ثالث القوم ، والساخط علي أكثر من الراضي ، وما كنت لأتحمل آثامكم ، ولا أراني الله تعالى جلت قدرته متقلدا أو زاركم ، وألقاه بتبعاتكم ، فشأنكم أمركم ، فخذوه ومن رضيتم به عليكم فولوه ، فقد خلعت بيعتي عن أعناقكم ، والسلام .
فقال له مروان بن الحكم وكان تحت المنبر : أسنة عمرية يا أبا ليلى ، فقال : عد عني أعن ديني تخدعني ، فوالله ما ذقت حلاوة خلافتكم فأتجرع مرارتها... على أنه ما كان خبر جعلها شورى وصرفها عمن لا يشك في عدالته ظلما ، والله لئن كانت الخلافة نعيما لقد نال أبي منها مغرما ومأثما ، ولئن كانت شرا فحسبه منها ما أصابه .
 ثم نزل ، فدخل عليه أقاربه وأمه ، فوجدوه يبكي ، فقالت له أمه : ليتك كنت حيضة ولم أسمع بخبرك ، فقال : وددت والله ذلك ، ثم قال : ويلي ان لم يرحمني ربي .
ثم إن بني أمية قالوا لمؤدبه عمر القصوص : أنت علمته هذا ولقنته إياه ، وصددته من الخلافة ، وزينت له حب علي وأولاده ، وحملته على ما وسمنا به من الظلم ، وحسنت له البدع حتى نطق بما نطق وقال بما قال ، فقال : والله ما فعلته ولكنه مجبول ومطبوع على حب علي رضي الله عنه ، فلم يقبلوا منه ذلك ، وأخذوه ودفنوه حيا حتى مات .
ونقل العلامة الأميني في الغدير عن الصواعق المحرة لإبن حجر قال: لما ولي معاوية بن يزيد بن معاوية صعد المنبر فقال : إن هذه الخلافة حبل الله وإن جدي معاوية نازع الأمر أهله ، ومن هو أحق به منه  علي بن أبي طالب ، وركب بكم ما تعلمون حتى أتته منيته فصار في قبره رهينا بذنوبه ، ثم قلد أبي الأمر ، وكان غير أهل له ، ونازع ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصف عمره ، وانبتر عقبه ، وصار في قبره رهينا بذنوبه ثم بكى . الصواعق لابن حجر ص 134.
وقد نقل عن الرواة أيضاً : أنّ عمر بن عبد العزيز مات مسموماً بسبب منعه السبّ عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام فخالفوه ثمّ قتلوه بالسّم وهكذا معاوية ابن يزيد لمّا خلع نفسه عن الخلافة وتبّرء من آبائه واسلافه قالوا فيه ما قالوا..
   إننا نتوقف عن لعن معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بسبب ما اشتهر من ولائه لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام واستنكاره على أبيه وجده وتنازله عن الخلافة المغتصبة.
 وأما إبنه خالد بن معاوية بن يزيد فالظاهر لعنه لشمول الأدلة في لعنه من حيث عدم وجود نصوص أخبار تدل على صلاحه فيبقى مشمولاً لقاعدة اللعن الواردة في القرآن بحق الظالمين لا سيما خلفاء الجور وبني أمية الملعونين في القرآن، وكان موعوداً من قبل مروان بن الحكم بأن يتولى السلطة بعد مروان فغضب خالد من وصية مروان بذلك فاعترض على أمخ كيف تزوجت بمروان فوعدته خيراً بما يغسل عارها بزواجها من مروان فقتلته خنقاً مع جواريها وإليك ما رواه المؤرخون قال بعضهم:«  ومنهم رأى أن فاختة أم خالد بن يزيد بن معاوية هي التي قتلته ــ أي قتلت مروان بن الحكم ــ ، وذلك أن مروان حين أخذ لنفسه البيعة ، ولخالد بن يزيد بعده ثم لعمرو بن سعيد بعد خالد ، ثم بدا له فجعل الخلافة لولده عبد الملك ثم ابنه عبد العزيز فلما سمع خالد بن يزيد غضب ودخل عليه فكلمه وأغلظ فغضب من ذلك مروان ، وقال أتكلمني يا ابن الرطبة ــ الرطبة هي المرأة الرخيصة ــ ، وكان قد تزوج مروان بأم خالد بن يزيد يعني الفاختة بنت أبي هاشم بن عتبة ليذل خالد بذلك ويضع منه ، فدخل خالد مغضبا على أمه فقبح لها تزوجها بمروان وشكى إليها ما نزل به منه فقالت فاختة : يا بني لا يعيبك بعدها، فلما دخل مروان عليها ونام عندها قامت ، ووضعت وسادة على حلقه ، وقعدت مع جواريها فوقها حتى مات ، ومنهم من رأى أن فاختة أعدت له لبنا مسموما فلما دخل عليها ناولته إياه فشرب فلما استقر في جوفه وقع يجود بنفسه ، وأمسك لسانه وخرس فحضره عبد الملك وغيره من ولده . فجعل يشير إلى أم خالد يخبرهم إنها قتلته وأم خالد جالسة تبكي وتقول : بأبي أنت وأمي حتى عند النزاع لم تشتغل عني إنه يوصيكم بي فلم يزل كذلك حتى هلك ...».
الحاصل: إن خالد بن معاوية بن يزيد ملعون وليس ثمة ما يخرجه من اللعن كما أخرج أباه منه، والسلام عليكم.
 

حررها العبد محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 17 جمادى الأولى 1435هـ.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=923
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28