• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : تفسير الخبر الدال على أن آكل طين قبر الإمام الحسين عليه السلام بشهوة!! .

تفسير الخبر الدال على أن آكل طين قبر الإمام الحسين عليه السلام بشهوة!!

الإسم: ****

النص: 
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني الشيخ العاملي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
   ورد في (كامل الزيارات) الباب 95 \"إن الطين كله حرام إلا طين قبر الحسين عليه السلام فإنه شفاء\"، وأيضاً في (الكافي الشريف) ج6:حدثني محمد بن يعقوب، وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ((الطين كله حرام، كلحم الخنزير، ومن أكله ثم مات منه لم اُصلي عليه، إلا طين قبر الحسين عليه السلام، فإن فيه شفاء من كل داء، ومن أكله بشهوةٍ لم يكن فيه شفاء)).
  مولانا الكريم: ماذا يقصد الإمام عليه السلام بكلمة \"بشهوة\" فإنني أحترت كثيراً لتفسير وفهم مراد الإمام عليه الصلاة والسلام. أفيدونا مأجورين

الموضوع الفقهي: تفسير الخبر الدال على أن آكل طين قبر الإمام الحسين عليه السلام بشهوة!!
التفاصيل: المشهور حرمة أكل الطين الحسيني تبركاً من دون نية التشافي / مخالفة الشيخ العلامة يوسف البحراني للمشهور / جمعنا الفقهي بين الأخبار الناهية والمجوزة/ ثلاثة احتمالات في تفسير قوله الشريف" ومن أكله بشهوة لم يكن فيه شفاء" .
بسمه تعالى
 
  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الجواب: إن قوله عليه السلام:" ومن أكله بشهوة لم يكن فيه شفاء" ليس صريحاً في الحرمة، نعم هناك أخبار صريحة في حرمة أطل طين قبر سيِّد الشهداء (سلام الله عليه) بغير حالة التشافي، وهو ما أشار إليه في كتاب دعوات الراوندي عن سدير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال:(من أكل من طين قبر الحسين ( عليه السلام ) غير مستشف به فكأنما أكل من لحومنا". وهو صريح في التحريم إلا بقصد الاستشفاء، إذ إن النهي هنا مطلق حتى في حالة التبرك بالأكل، من هنا أفتى ثلة من فقهاء الشيعة بحرمة أكل طين قبره الشريف مطلقاً إلا في حالة التشافي به، بخلاف الشيخ الجليل يوسف البحراني في كتابه الحدائق الناضرة فقد أفتى بالجواز في حالة التبرك بأكل طينه، وقد جمع بين خبر سدير وبقية الأخبار التي استفاد منها حلية الأكل كالإفطار في يوم العيد على شيء من طين القبر الشريف من دون نية التشافي، ولكن الصحيح ما أفتى به الآخرون بالحرمة، ونحن نتوافق معهم في ذلك، ويمكن الجمع بين الأخبار التي المجوزة يوم العيد وبين الأخبار المانعة كخبر سدير المتقدم، بحمل الأكل من الطين يوم العيد على التشافي، إذ من منا لا يشكو من مرض جسمي أو روحي، فيوم العيد يفطر على شيء من طين القبر الشريف بنية التشافي من الأمراض الروحية والنفسية والجسمية..!!
    ومعنى العبارة التي تفضلتم بها في قوله الشريف:" ومن أكله بشهوة لم يكن فيه شفاء"  يراد منه ثلاثة معانٍ على سبيل الاحتمال:
  (الأمر الأول): أن من أكله تلذذاً بأنه طين القبر الشريف كما يتلذذ من يأكل اللحم وهو جائع ومشتاق إلى أكله كأنه يتلذذ بأكل دمه الشريف الذي سفكه النواصب على تلك الأرض الطاهرة بطهارة دمه الشريف، فكأن الآكل يكون مسروراً بأكله لطين القبر الشريف كما هو حال المسرور بأكل اللحم أو الحلوى...! وكيف يأكله المؤمن بهذه النية وهو يعلم أن دمه الشريف اختلط بطين قبره الشريف..!!؟ وهذا النوع من تعاطي التعامل مع طين القبر الشريف يلحقه بالمحرمات القطعية، والله العالم. 
 (الأمر الثاني): أن يأكل من طين القبر بنهم وشهوة بحيث يتجاوز الحدَّ الذي أمروا به..فهذا منهيٌ عنه حتى لو كان بنية التشافي ، بل لا بد من الاقتصار على قدر حبة الحمصة، لذا ورد عنهم (صلوات الله عليهم) كما في كتاب كامل الزيارات عن أحدهما  عليهما السلام قال : قلت له ما تقول في طين قبر الحسين ( عليه السلام ) ؟ قال: ( يحرم على الناس أكل لحومهم ويحل لهم أكل لحومنا ولكن الشئ اليسير منه مثل الحمصة ).
 (الأمر الثالث): لعلَّ المراد من العبارة المتقدمة هو الأكل من دون نية التشافي، فمن أكل طين قبر الإمام الحسين (سلام الله عليه) بغير نية التشافي لا يحصل على الشفاء، هذا هو المعنى الصحيح بفهم العبارة الواردة في الرواية الشريفة، والله هو الموفق للصواب والرشاد..والسلام عليكم.
 
حررها العبد الأحقر الفاني
محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 3 جمادى الأولى
1438 هجري

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1417
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29